عباس يشكل لجنة تحقيق بملابسات تأجيل التصويت على تقرير غولدستون

[المعزلدين الله]

عباس يشكل لجنة تحقيق بملابسات تأجيل التصويت على تقرير غولدستون

05/10/2009

غزة ـ 'القدس العربي' من اشرف الهور: قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات تاجيل قرار من مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بشأن تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الذي ادان اسرائيل بارتكاب 'مجازر حرب' في غزة، بعد ان اثار تأجيله سخطا فلسطينيا كبيرا، وصل الى حد الانتقاد الشديد من حركة فتح التي تتزعم السلطة الفلسطينية.
وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه في تصريح صحافي 'الرئيس عباس اصدر قرارا بتشكيل لجنة برئاسة عضو اللجنة التنفيذية حنا عميرة وعضوية كل من المفوض العام لشبكة المنظمة الاهلية الفلسطينية عزمي الشعيبي وامين سر لجنة الانتخابات المركزية رامي الحمد الله'.
واشار عبد ربه الى ان قرار الرئيس عباس جاء بعد التدارس مع اعضاء اللجنة التنفيذية، ورئيس الحكومة سلام فياض.
واكد ان اللجنة المشكلة ستحقق بشكل شامل في ملابسات تأجيل قرار مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان بشان تقرير غولدستون الخاص بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وكذلك لـ 'تحديد المسؤوليات بهذا الشأن'، لافتا الى ان هذه اللجنة ستقدم تقريرها الى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال مهلة اسبوعين من تاريخه.
وكان قرار التأجيل اثار سخط الفلسطينيين والفصائل بما فيها حركة فتح التي تتزعم السلطة الفلسطينية، بعد ان اتهمت تنظيمات السلطة الفلسطينية بالوقوف وراء قرار التاجيل.
وعلمت 'القدس العربي' ان قرار الرئيس عباس جاء بعد ان واجه ضغطا كبيرا من اللجنة التنفيذية للمنظمة، واللجنة المركزية لحركة فتح، التي سارعت الى اصدار بيان عبرت فيه عن 'اسفها الشديد' للتاجيل.
وقالت مصدر فتحاوي رفيع في الحركة لـ'القدس العربي' ان اعضاء من اللجنة هاجموا بشدة قرار التاجيل، وابلغوا الرئيس عباس بـ'سخطهم'، تجاه الحادثة.
واوضح المصدر ان التفاعلات في داخل اروقة اللجنة المركزية وصلت لحد تسمية اشخاص بعينهم خلال اتصالات اجريت مع ابو مازن، قالت انهم يقفون وراء القرار، على امل 'انطلاق مفاوضات سلام مع اسرائيل'.

'فتح' تعمل على
منع اي اتصالات مع اسرائيل

واكد المصدر وجود حراك قوي في فتح يدفع باتجاه منع اي عملية تفاوض مع اسرائيل، او عقد لقاءات بين مسؤولين فلسطينيين وآخرين اسرائيليين برعاية امريكية، في اشارة الى اللقاءات التي عقدها مؤخرا في امريكا الدكتور صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة والمركزية لفتح.
وتوقع المصدر ان يشهد الاجتماع القادم للجنة المركزية نقاشا وجدلا واسعين، لمعالجة هذه المسائل الخلافية، مشيرا الى وجود مطالبات داخل اللجنة المركزية بسحب صلاحيات بعض المسؤولين الفلسطينيين، الذين قال انهم 'يدفعون باتجاه اجراء جولات تفاوض مع اسرائيل' قبل التزامها بالقرارات الدولية، وما نصت عليه خارطة الطريق خاصة 'تجميد الاستيطان'.
وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح اعربت عن تقديرها لمواقف الاغلبية الساحقة من الدول الاعضاء في مجلس حقوق الانسان المؤيدة لتقرير غولدستون ولمشروع القرار، وكذلك عبرت عن 'اسفها الشديد' للتراجع الذي حدث بتاجيل اتخاذ الاجراء حول القرار.
وناشدت الدول الاعضاء بضرورة العودة لاعتماد القرار في الاجتماع القادم للمجلس.
واعربت اللجنة عن تمسكها بالتقرير، مؤكدة انها ترى فيه 'منطلقا قانونيا وموضوعيا منصفا للتعامل مع السلوك الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ولتوفير الحماية القانونية لشعبنا من ممارسات الاحتلال بما فيها الحصار والاجتياح، وللقضاء على ثقافة الافلات من العقاب التي تتمتع بها اسرائيل'.
وطلبت المركزية من الجهات الفلسطينية المعنية استئناف العمل الجاد لمتابعة التوصيات التي تضمنها التقرير مع الهيئات الدولية المختلفة وبالتعاون مع الجهات العربية والصديقة.

'حماس' تحمل عباس المسؤولية

وكانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة حملت الرئيس عباس مسؤولية التاخير، وحذرت من ارتكاب اسرائيل لعدوان آخر ضد غزة جراء هذا القرار. ويوم امس قال الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي في حركة حماس ان تاخير التقرير الى اذار (مارس) القادم يعد 'خدمة مجانية رخيصة مذلة ومهينة للعدو رغبة في ان يحصل لقاء بين ابو مازن ونتنياهو، وهؤلاء يدركون حقيقة خيانتهم'.
واكد ايضا ان تاخير التقرير يمثل 'مهانة ومذلة'، وتابع 'هذه الحادثة ذات دلالة كبيرة على حقيقة من يقف مع القضية ومن يحارب القضية'.
واعتبرت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح ان قيام ممثل السلطة الفلسطينية في الامم المتحدة بسحب تقرير غولدستون، يضع السلطة 'في دائرة الشك والاتهام والتواطؤ مع الاحتلال'.
وقالت الكتائب في بيان لها 'ان سحب تقرير كهذا هو تقديم خدمة مجانية للعدو الصهيوني وتغطية علي حربة السابقة على غزة ولحرب قادمة على الشعب الفلسطيني، وتواطؤا واضحا مع الاحتلال'، على حد تعبيرها.
واشارت الكتائب الى انها 'لا تعول كثيرا على المؤسسات الدولية التي تسيطر عليها امريكا واسرائيل'.
وقالت 'رغم تحفظنا على كثير من نقاط التقرير، الا اننا نرى في عملية سحب مناقشة التقرير التي كانت من الممكن ان تدين اسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة ان هناك تواطؤا'.
وطالبت الكتائب قيادة السلطة بـ'فتح تحقيق حول هذا الموضوع بما في ذلك آلية اتخاذ القرارات في قضايا من هذا النوع'. كما قررت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة امس الاحد ارسال وفد يمثلها للقاء ممثلين عن منظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية من اجل تفعيل تقرير غولدستون، جاء ذلك في ختام اجتماع موسع عقدته الفصائل بما فيها حماس وفتح بدعوة من حركة الجهاد الاسلامي لمناقشة التداعيات التي ادت الى تاجيل البحث في تقرير غولدستون.

دمشق فوجئت بطلب السلطة

ومن دمشق قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية امس الاحد ان بلاده فوجئت بطلب السلطة الوطنية الفلسطينية تاجيل اتخاذ اجراء في مجلس حقوق الانسان في جنيف بصدد تقرير اللجنة الدولية لتقصى الحقائق في غزة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون.
واضاف المصدر'في الوقت الذي وصف التقرير الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة بانها جرائم حرب ترقى الى جرائم ضد الانسانية تستوجب ملاحقة مرتكبيها امام المحكمة الجنائية الدولية فان سورية تستغرب قيام السلطة الفلسطينية بمثل هذا العمل الذي عطل جهودا عربية واسلامية ودولية تضافرت من اجل اتخاذ الاجراء اللازم لتنفيذ توصيات هذا التقرير'.
واضاف المصدر'ان سورية ستواصل العمل مع الجهات الدولية المعنية من اجل التمسك بضرورة اتخاذ اجراءات عملية لمحاسبة مرتكبي تلك الجرائم اللاانسانية التي اشار لها التقرير انصافا لضحايا العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة من شهداء وجرحى ومشوهين سقطوا ضحية الهمجية الاسرائيلية'.
واكد المصدر 'تأييد سورية للدعوات الموجهة للامين العام للامم المتحدة لاحالة التقرير الى مجلس الامن'.
ويأتي البيان السوري امس قبل يوم واحد من الزيارة المنتظرة اليوم الاثنين لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى دمشق.