اللغةُ العربيّةُ لِسانُ الحَضارةِ الإسلاميّة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى اللّغة العربيّة

منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اللغةُ العربيّةُ لِسانُ الحَضارةِ الإسلاميّة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-09-03, 12:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي اللغةُ العربيّةُ لِسانُ الحَضارةِ الإسلاميّة

اللغةُ العربيّةُ لِسانُ الحَضارةِ الإسلاميّة

الدكتور عبد الرحمن بودرع

يُعدّ اللّسان في كل أمةٍ جلاءَ الأذهان وصقلَ الخواطر وديوانَ الأخبار والآثار. وإن لسان العرب المبين، من أبين الألسنة دلالةً، وأوسعِها معجمًا، وأذهبِها في فنونِ القولِ والبلاغةِ، وصنوفِ البيان والفصاحةِ، ممّا خدم الكتابَ المنزلَ، وكلامَ نبيّه المُرْسَل، وكان عوْنًا على فهمِهما. ولقد عُني به العلماء منذ القديم وخصُّوه بعنايةٍ لم يَحْظَ بها أي لسانٍ آخر؛ فوضعوا له الضوابطَ، خَشيةَ تفشّي اللّحن فيه، وجَمَعوا مُفرداتِه وعباراتِه من البوادي ومَظانِّ الفَصاحة، جمعوا الشعر من رُواته، والأمثالَ والخُطبَ من القبائلِ، وأسّسوا علومَ النحو والصّرف والبلاغة والعروض. لقد أنفقوا الأعمارَ في خدمةِ اللّغة، وبذلوا أنفسَهم لحمايةِ حواشيها من أعاصيرِ الزّمن. فظلّت لغةُ العربِ إلى قِدَمِها، متجددةً متطوِّرةً، متّصلةً اتِّصالاً عضويًا بالطبيعة والحياة، وشؤون العبادةِ، وبُنِيَتْ على أسُسِها حضارةٌ شامخةٌ، ظلّت لَها الغَلَبَةُ والظّهورُ طيلةَ قُرونٍ.

ولكن مرّت بهذا اللّسان قرونٌ تالِيَةٌ، تقلَّبَ فيها بين الصّعودِ والهبوطِ، والغزارةِ والنّزارة، وأتى عليه حينٌ من الدّهرِ عصفت به رياحُ التّغيير، وتبيَّن للعاقل - في زماننا هذا - تغيُّرُه، ولاح للّبيب تبدّلُه؛ حيث كاد يذبل فرعه بعد النضارة، واعترتْه بين أهلِه وذويه حالَةٌ شديدةٌ من الغُرْبَة، وهمومٌ وكُرْبة، وتَهديدٌ بالانقراضِ. ولا غَرْوَ، فإنّ هذ اللّسانَ المبينَ، اعتراه من الفتن ما اعترى هذا الدّين، من النّوى والغربة، في وطنِه وعُقرِ دارِه.



* * *

وبعدُ، فإنّ اللّغةَ نعمةٌ من النّعمِ التي لا ينفكُّ الإنسانُ ينتفعُ بها، وهبةٌ عُظْمى لا تقلُّ عن نعمةِ الحواسِّ التي يُدْرِكُ بها العالَم. وإنّ اللّسانَ يتحرّكُ بحُروفٍ معدوداتٍ، ثمّ يُزاوجُ بينها فتصيرُ مَقاطِعَ، وبينَ المقاطعِ فتصيرُ كلماتٍ، يدلُّ بها على كلِّ ما تقعُ عليه حواسُّه وما ينبضُ به قلبُه وما تجيشُ به عواطفُه، ثمّ يزاوجُ بين الكلماتِ فيؤلِّفُ منها المقالاتِ والفصولَ والمُصَنَّفاتِ، فتتحوّلُ هذه إلى علومٍ وفنونٍ وآدابٍ، وفَلْسَفاتٍ وأفكارٍ ومَناهجَ، ومدنيّاتٍ وحَضاراتٍ، وإذا بها عوالمُ تضجُّ بالحياةِ والحركةِ، وتموجُ بشتّى الأحاسيسِ والأفكارِ، والأشكالِ والألوان. وهي قبلَ ذلكَ كلِّه يستعملُها النّاسُ للتّفاهُمِ والتّلاقُحِ والتّواصلِ، ولولم تكن للنّاسِ لغةٌ يتخاطبون بها لما عرفوا لهم هدفًا، ولما استطاعوا وصْلَ ماضيهم بحاضرِهم، ولا نقلَ المعرفةِ من جيلٍ إلى جيلٍ.

ولكنّ الإنسانَ من فَرْطِ إلْفِه بها واعْتِيادِه عليها لا يُبْصِرُ سرَّ قوّتِها ووجهَ الجدَّةِ فيها، فقد تسلَّمَها من أسلافِه وفرَّطَ في حقِّها، فلم يوفِّها ما تستحقُّ من العنايةِ والرّعايةِ، حَتّى باتت مهدّدةً بالزّوالِ، وهذا مظهرٌ من مظاهرِ غُرْبَتِها بين أبنائها وذويها.

اللغة والحضارة الإسلامية:

كانَ البدْءُ (بَدْءُ النُّبُوَّةِ) بِتَعْليمِ الكَلِمَة: { وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّهَا...}([1])، والخَتْمُ (خَتْمُ النُّبُوَّةِ) بِتَعْليمِ الكَلِمة: { اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ }([2]). وأَخْرَجَ الإِمامُ أَحْمَدُ من حديثِ عَمْرو بْنِ العاصِ رضيَ الله عنه قالَ: «خَرَجَ عَلَيْنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوْمًا كالمودِّعِ فقالَ: أنا مُحمَّدٌ النّبِيُّ، [ثلاثَ مرّاتٍ] ولا نبيَّ بعدي، أوتيتُ فواتِحَ الكلِمِ وخَواتِمَه وجوامِعَه ...»([3]).

فالوَحيُ نَزَلَ كَلِمةً، فكانَ بهذه الكلمةِ مَصْدرًا من مَصادِرِ العِلْمِ والمعرِفةِ. وحدّثَ محمّدُ بنُ رافعٍ والفضلُ بنُ سهلٍ الأعرج عن شبابةَ بنِ سوار بنِ عاصِمٍ عن أبيه عن ابنِ عُمَرَ عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ أنّه قالَ: « إنّ الإسلامَ بدأَ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأَ، وهو يأْرِزُ([4]) بينَ المسجدينِ كما تأرِزُ الحيّةُ في جُحرِها»([5]).

الإسلامُ هوالعُمقُ الحَضارِيّ للغةِ العربيّة، تُصابُ بِما يُصابُ به الدّينُ من انتشارٍ أوانحِسارٍ، وبِما يَعْتَريه من غربة أو ازْدِهارٍ، فمن المعروفِ أنّ اللّغةَ العربيّةَ انتشرَت بانتشارِ الإسلامِ وامتِدادِ فتوحاتِه في إفريقيا وآسيا، وكانَ لها من القوّةِ والنّفوذِ ما مكَّنَها من التّغلُّبِ على لُغاتِ الأمصارِ القديمةِ. ويرجعُ تمكُّنُها إلى بنيتِها الدّاخليّةِ ودقّةِ نظامِها وقواعِدِها وغِنى معجمِها، وإلى آدابِها وتُراثِها الذي يؤسِّسُها، وعلى رأسِ الثّقافةِ التي تُسْنِدُها القرآنُ الكريمُ والحديثُ النّبويُّ الشّريفُ ببلاغتِهِما المعجِزةِ، ويرجعُ تمكُّنُها كذلك إلى قدرتِها على التّعبيرِ والإبانةِ عن مختلِفِ جوانِبِ الفكرِ والوجدانِ، ومن أسبابِ تمكُّنها أيضًا صلتُها بالإسلامِ؛ فهي لُغةُ مصادِرِ التّشريعِ ولُغةُ التّعبُّدِ؛ يقولُ الإمامُ الشّافعيّ: «ولِسانُ العربِ أوسعُ الألسنةِ مذهبًا وأكثرُها ألفاظًا، ولا نعلمُه يُحيطُ بجميعِ علمِه إنسانٌ غير نبيٍّ [...] والعلمُ به عندَ العربِ كالعلمِ بالسّنّةِ عندَ أهلِ الفقهِ، لا نعلمُ رجُلاً جَمَعَ السُّنَنَ فلم يَذهبْ منها عليه شيءٌ [...] وهكذا لسانُ العربِ عندَ خاصّتِها وعامّتِها، لا يذهبُ منه شيءٌ عليها ولا يُطلبُ عندَ غيرِها، ولا يعلمُه إلاّ مَن قبِلَه منها، ولا يشركُها فيه إلاّ مَن اتَّبَعها في تَعلُّمِه منها، ومَن قبِلَه منها فهو من أهلِ لِسانِها، وإنَّما صارَ غيرُهم من غيرِ أهلِه بتركِه، فإذا صارَ إليه صارَ من أهلِه، ومن نطَقَ بقليلٍ منه فهو تَبعٌ للعربِ فيه، فعلى كلِّ مسلِمٍ أن يتعلّمَ من لسانِ العربِ ما بلغَه جهده، حتّى يشهدَ به ألاّ إله إلاّ اللهُ وأنّ محمّدًا عبدُه ورسولُه، ويَتْلُوكتابَ الله، وينطِقَ بالذِّكرِ فيما افتُرِضَ عليه من التّكبيرِ، وأُمِرَ به من التّسبيحِ والتّشهّدِ وغيرِ ذلك [...] فكانَ تنبيه العامّةِ على أنّ القرآنَ نزلَ بلِسانِ العربِ خاصّةً نصيحَةً للمُسْلِمينَ، والنّصيحةُ فرضٌ لا ينبغي تركُه، وإدراكُ نافلةٍ لا يدَعُها إلاّ من سَفِه نفسَه وترَك موضِعَ حظِّه »([6]).

ويقولُ ابْنُ تيميةَ رحمه الله: «ومَعلومٌ أنّ تعلُّمَ العربيةِ فرضٌ على الكِفايةِ، وكانَ السّلَفُ يؤدِّبونَ أولادَهم على اللّحنِ، فنحنُ مأمورونَ أمرَ إيجابٍ أوأمرَ استحبابٍ أن نَحفظَ القانونَ العربيَّ، ونُصلِحَ الألسنةَ المائلةَ عنه، فيحفظ لنا طريقة الكتابِ والسّنّةِ والاقْتِداءِ بالعربِ في خِطابِها»([7]).

وقد ذكرَ ابنُ تيميةَ أنّ اللسانَ العربيَّ شعارُ الإسلامِ وأهلِه، واللّغات من أعظمِ شعارِ الأممِ التي بها يتميّزونَ([8]).

لقد انتشرتِ اللّغةُ العربيّةُ بذاتِها وبعاملِ الدّينِ. وقد ذكرَ لنا الشّافعيُّ عاملَ الإسلامِ في تمكُّنِها، وتتحدَّثُ الأخبارُ عن قدرتِها على الانتشارِ؛ حيثُ إنّ اتّصالَها بالتّراثِ العلميِّ القديمِ بدأَ منذ القرنِ الأوّلِ في حركةِ ترجمةٍ لكُتُبٍ في النّجومِ والفَلَكِ والطّبِّ والكيمياءِ، برِعايةِ خالِد بْنِ يزيدَ بنِ معاويةَ الأمويِّ، وما زالتِ العربيةُ في اتّصالِها بالعُلومِ إلى أن اتّخذت في العصرِ العبّاسيِّ وضعًا رسميًّا. هذا وقد انطلقَ العُلماءُ المسلمونَ يتأمّلون في الظّواهرِ الكونيّةِ بعقليةٍ متحرِّرةٍ من الخُصومةِ القديمةِ بين العقلِ والدّينِ، التي عرَفها التّراثُ العلميُّ اللاّتينيُّ؛ حيثُ كانت الكنيسةُ تتدخّلُ لتُحرِّمَ وتُحلِّلَ، حتّى انتهى المطافُ اليومَ بالكنيسةِ والمجتمعِ الغربيِّ إلى إسقاطِ وصايةِ الدّينِ، وكلُّ ذلك لم يُعْرَفْ في تاريخِ المُسْلِمينَ ولا في دينِهم؛ لأنّهم نظّموا حياتَهم العلميّةَ والاجتماعيّةَ والسّياسيّةَ بالدّينِ، فظهروا على الأممِ الأخرى .

ولابدَّ من الإشارةِ هنا إلى أنّ العربيّةَ لم تعتمدْ في انتشارِها على السّلطةِ الحاكمةِ، كما تصوّرَ بعضُ الدّارسينَ فيما سمّوه بسلطانِ اللّغةِ الغازِيَةِ، والدّليلُ على ذلكَ أنّ العربيّةَ ما زالتْ قائمةً فينا بالرّغمِ من خضوعِ سائرِ بلادِ العربِ لحالةِ الاستعمارِ سنينَ عددًا. ولولا أنّ العربيّةَ صالحةٌ في ذاتِها للاستمرارِ والمواكبةِ لانحصرت في نطاقِ التّعبُّدِ والأحكامِ الفقهيّةِ، أو في مجالِ السّلطةِ السّياسيّةِ ...

لقد وصلت إلينا اللّغةُ العربيّةُ في تُراثِ الجاهليّةِ مهذّبةً مصقولةً حتّى بلغت مستوى عاليًا من الدّقّةِ، دقَّةِ الدّلالةِ وإحكامِ الصّياغةِ والعبارةِ، استطاعَ معه العلماءُ في عصرِ التّدوينِ وما بعدَه أن يستخلِصوا من تُراثِ الفصحى قواعِدَ النّحووالصّرفِ، والاشتقاق والوضع، وضوابِطَ العروضِ، وأساليبَ البيانِ. وصلت إلينا وقد أهملتِ الحوشيَّ والغريبَ والمُسْتثقَلَ، وهذّبت صيَغها بالإعلالِ والإبدالِ والقلبِ والإدغامِ والحذفِ، وما زالت أسرارُ العربيّةِ محجوبةً، وما زالَ الميدانُ متّسِعًا لاكتشافِ الجديدِ في دلالاتِ الألفاظِ في النّصوصِ المختلفةِ، وعلى رأسِها القرآنُ الكريمُ.

ومن المُفيدِ أن يتساءَلَ المرءُ: كيفَ تأتّى لِلُغَةٍ عاشت في بيئةٍ بدويّةٍ صحراويّةٍ معزولةً عن غيرِها من اللّغاتِ أن تتضمّنَ طاقاتٍ هائلةً من التّعبيرِ؟ والجوابُ أنّها استطاعت أن تتفوّقَ في التّعبيرِ والانتشارِ والظّهورِ على كثيرٍ من اللّغاتِ واللّهجاتِ؛ لأنّها تضمّنت الضّوابطَ والقوانينَ التي مكَّنتْها من التّطوُّرِ والمُواكبةِ، ومن التّوليدِ والتّفريعِ والتّعبيرِ في مختلِفِ المجالاتِ والمقاماتِ، إنّها قوانينُ نمو اللّغةِ، وهذه القوانينُ هي القِياسُ والاشتقاقُ والقلبُ والإبدالُ والنّحتُ والارْتِجالُ...

أمّا ما يُثارُ من شُبُهاتٍ معاصرَةٍ حولَ اللّغةِ العربيّةِ مثل شبهةِ «اللّغة الدّينيّة»([9]) في مقابلِ «اللُّغةِ العصرِيّة»، وشبهةِ «الجُملة القرآنيّة» في مُقابلِ «الجُملةِ الإنجيليّة»([10]) فمصدرُه الاستعمارُ الذي وجَد النّاسَ يحفظونَ القرآنَ الكريمَ منذ طفولَتِهم وإن لم يفهموه ولم يتّخذوه لِسانَهم، فظنّوا أنّ الفصحى لغةٌ دينيّةٌ، مثلما عدّوا اللّغةَ اللاّتينيّةَ لغةً دينيّةً، وكأنّه لا يقترِن بالدّينِ إلاّ كلُّ ما آلَ أمرُه إلى الموتِ والزّوالِ، فعمِلَ الاستعمارُ منذ استيلائه على بلادِ العربِ على الاستهانةِ بالعربيّةِ وتنزيلِها منزلةَ الأجنبيّةِ في عُقرِ دارِها، تُدَرَّسُ في غربةٍ شديدةٍ على نفوسِ النّاشئةِ، ويُدفعُ بها إلى الانحِلالِ والتّراجعِ، ولكنّ اجتهادَ الاستعمارِ منذ دخولِه وما أثمرَه من ثمارِ التّمكينِ لثقافتِه ولغتِه على حسابِ لغةِ البلادِ العربيّةِ وثقافتِها، لا ينبغي أن يثنِيَ العزائمَ، بل يجبُ أن يكونَ حافزًا للعودةِ إلى إحياءِ اللّغةِ والذّاتِ والرّجوعِ إليها والاعتقادِ الجازمِ بأنّ الأمّةَ تمرُّ من امتحانِ الغربةِ في اللّغةِ، مثلَما مرّت وما زالت تمرّ من امتحانِ الغربةِ في الدّين.








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-09-03, 12:16   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ونعودُ إلى الحديثِ عن صِلةِ اللّسانِ بالحضارةِ الإسلاميّةِ، فكثيرًا ما يتحدّثُ الباحثون عن علاقةِ اللّغةِ بالفكرِ، وتأثيرِ الحضارةِ في اللّغةِ وتأثّرِها بها، وليست اللّغةُ العربيّةُ بدعًا من سائرِ اللّغاتِ في هذا الشّأن؛ فقد كان لها نصيبٌ غير يسيرٍ من التّأثّرِ بالحضارةِ العربيةِ الإسلاميّةِ والتّأثيرِ فيها، وعُرفَ عن العربِ منذ القديمِ اعتزازُهم بلُغَتِهم، وشعورُهم بتفوّقِها وقدرتِها على التّعبيرِ عن أغراضِهم ومستجدّاتِ حياتِهم الاجتماعيّةِ والعَقَديّةِ والعلميّةِ، وكانَ هذا مظهرًا من مظاهرِ تحضّرِ النّاطقينَ بالعربيّةِ لأنّهم كانوا يصوغونَ خيوطَ أنماطِ حياتِهم بنسيجٍ عربيّ خالصٍ، ولا يعتمدون على أنماطٍ أخرى أجنبيّةٍ عنهم إلاّ على سبيلِ الاستفادةِ والتّفاعلِ لا الهيمنةِ والغزوِ. بل يعدُّ انْتقالُ العربِ من الجاهليّةِ الضّيّقةِ إلى حضارةِ الإسلامِ الواسعةِ أكبرَ عاملٍ من عواملِ نهضةِ لغتِهم ورُقِيِّ أساليبِها واتِّساعِها لمختَلِفِ أَنْماطِ التَّعبيرِ، وأهمَّ سببٍ من أسبابِ تهذيبِ لُغَتِهم وسمُو أساليبِها واتِّساعِ نِطاقِها وتخلُّصِها ممّا عسى أن يكونَ بها من خُشونةٍ وغرابةٍ([11]).

وعندما أصيبَ المجتمعُ العربيّ الإسلاميّ بصدماتِ الغزو والاستعمارِ المتتاليةِ تراجعت قدُراتُه الإبداعيّةُ ومهاراتُه اللّغويّةُ([12])، وتفكّكت الأواصرُ التي كانت تشدّ اللّغةَ بالحضارةِ، فتخلّى المتكلّمونَ عن التّعبيرِ عن أنماطِ حياتِهم، واستعاروا لغاتِ الغزاةِ، وأكبّ الباحثون على مناهجِ البحثِ اللّغويّ في اللّغاتِ الأجنبيّةِ وأخذوا يطبّقونها على لهجاتهِم اليوميّةِ، حتّى باتَ متداوَلاً عندهم أن العلومَ والمعارفَ تتطوّرُ في كنفِ اللّغاتِ الأوربّيةِ فقط، أمّا اللّغةُ العربيّةُ فقد احتفظوا لها بصفةِ التّعبيرِ عن التّقاليدِ والأصالةِ والذّاتِ لا غير؛ لأنّها بزعمِهم عاجزةٌ عن التّعبيرِ عن أنماطِ الحياةِ الجديدةِ التي تفرِضها المدنيّةُ الغربيّةُ على العالَم. هكذا نظروا إليها! بينما هي في حقيقةِ الأمرِ غريبةٌ في بيئتِها وبين أبنائها، ولا يمضي يومٌ في مسارِ التّفوّقِ الغربيّ على الأصعدةِ المختلفةِ إلاّ وتزدادُ العربيّةُ معاناةً من الإهمالِ؛ فهي تعاني من انصرافِ المتكلّمينَ العربِ إلى اللّغاتِ الأجنبيّةِ بدعوى أنّها لغاتُ الانفتاحِ على العالَم، وانصرافِ طائفةٍ أخرى إلى لهجاتٍ إقليميّةٍ لإحياءِ ثقافاتٍ محلّيّةٍ، وانصرافِ طائفةٍ ثالثةٍ إلى اللّهجةِ العامّيّةِ الدّارجةِ بدعوى أنّها لسانُ الخطابِ الشّعبيّ والتّداولِ اليوميّ.

وهذا وضعٌ غيرُ مُريحٍ فُرِضَ على اللّغةِ العربيّةِ في العالَم العربيّ، بل فُرضَ عليها صراعٌ لغويٌّ مريرٌ بينها وبين تلك اللّهجاتِ واللُّغَيّاتِ، وهوصراعٌ غريبٌ عنها أحدثته فئةٌ اجتماعيّةٌ تنتفعُ من هذا الصّراعِ وتقتاتُ عليه؛ لتنتعشَ مشاريعُ لها وبرامجُ وتصوّراتٌ ضيّقةٌ على حسابِ المشروعِ العربيّ الفصيحِ، أي إنّ تعويضَ العربيّةِ الفصيحةِ بالأجنبيّةِ أوالعامّيّةِ أواللّهجةِ المحلّيّةِ يُفضي إلى نقضِ عُرى الأمّةِ وذهابِ هويتِها، وهوصراعٌ مريرٌ([13]) - كذلك - لأنّ العربيّةَ لم تتنازلْ إلى يومِنا هذا عن حقّها في الوجودِ ومكانتِها في التّعبيرِ عن الثّقافةِ والعلمِ ووجدانِ الأمّةِ وعقيدتِها، ويكمنُ سرُّ تلك المقاومةِ في أنّ عمومَ المتكلّمينَ العربِ، ما زالوا متمسّكينَ بالأساسِ الدّيني والحضاريّ للعربيّةِ الفصحى، ولوتركوا هذا الأساسَ لضاعت العربيّةُ ولتلاشت أجزاؤُها، مثلما تلاشت اللاتينيّةُ لفائدةِ لهجاتٍ أوربّيةٍ أصبحت تُدعى فيما بعد لُغاتٍ حيّةً.

ويَتّخذُ هذا الصّراعُ في أجزاءِ الوطنِ العربيّ الكبيرِ شكلينِ مختلفينِ، وذلك بحسبِ انفتاحِ هذا البلدِ أوذاكَ على المؤثّراتِ الأجنبيّةِ الوافدةِ أو ضعفِ انفتاحِه عليها؛ فكلّما ازدادَ هذا الانفتاحُ في بلدٍ عربيّ ما ضعفت ملَكةُ أهلِه
-على تفاوتٍ بينهم- في أداءِ العربيّةِ الفصيحةِ، وتفاقمت مظاهرُ الازدواجيّةِ والثّنائيةِ اللّغويّةِ في المحاوراتِ، وساعدَ هذا الانفتاحُ وتلك الازدواجيّةُ على الانسلاخِ المتدرّجِ من المجتمع، وعلى التّطلّعِ إلى المجتمعِ الأجنبيّ وعَدِّ من لم يكتسبْ لغةَ الأجنبيّ وعاداتِه ومعارفَه جاهلاً يفتقرُ إلى أسبابِ التّقدّمِ والحداثةِ، فأصبحَ مقياسُ التّقدّمِ هوالتّجرّد من صفاتِ الذّاتِ وأصولِها وتقمّص خصائصِ الآخَرِ ولغتِه ومعارفِه وعاداتِه ... ولا نتحدّثُ هنا عن غبطةِ هذا الأجنبيّ بهذا الاتّباعِ، بل اجتهادِه في ترسيخِ هذا الوضعِ ؛ حتّى يصبحَ العالَمُ العربيّ بعاداتِه ومنتجاتِه ولُغاتِه سوقًا لعرضِ سِلَعِ الأجانبِ ولغاتهم ومدنيّتِهم. وهكذا أدّى هذا الازدواجُ اللّغويّ القهرِيُّ إلى تصدُّعِ وحدةِ الأمّةِ الاجتماعيّةِ، وتمزيقِها إلى طبقاتٍ ثقافيّةٍ وعقليّةٍ، «وبهذه الوحدةِ المرْضوضةِ الواهنةِ تُمارِسُ الحياةَ العمليّةَ وهي خائرةُ التّماسكِ، فاترةُ التّعاونِ»([14]).










رد مع اقتباس
قديم 2014-09-03, 12:16   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هكذا ألْفَت العربيّةُ الفصحى نفسَها مُهْمَلَةً مُلقاةً في رُفوفِ المكتباتِ ورِحابِ الجامعاتِ والمجامعِ العلميّةِ والأكاديميّاتِ، وفي بطونِ الكتبِ القديمةِ، فتراجعت قدراتُ المتكلّمينَ اللّغويّةُ وملَكاتُهم الفصيحةُ، وانعكسَ كلُّ ذلكَ على مستوى التّعليم وعلى كلِّ ما يترتّبُ على التّعليمِ من تنميةِ القدراتِ العقليّةِ والمهاراتِ اللّغويّةِ، ومِن تزويدِ المتكلّمِ بملَكةِ التّواصلِ اللّغويّ السّليمِ وتداولِ الخبراتِ والمعلوماتِ والمعارِفِ بصورةٍ صحيحةٍ. ويظهرُ أثرُ إهمالِ العربيّةِ الفصحى وسحبِها من دواليبِ الحياةِ ومراكزِ الفكرِ والفعلِ والقرارِ، في أنماطِ الأخطاءِ التي يرتكبُها التّلاميذُ والطّلاّبُ في جميعِ مستوياتِهم الدّراسيّةِ، ويتلقَّفونها من أنماطِ التّعبيرِ والأساليبِ المُلَقَّنَةِ، ويستعيرونها من اللّهجاتِ السّائدةِ.

أ- بين اللّسانِ العربِيّ والعِلْم:

لا يُخالِفُ عاقلٌ في فضلِ العلم وجليلِ مَحلِّه، فهو على رأسِ الفَضائلِ، وأحقُّها بالتَّقديمِ، وأسبقُها في استيجابِ التَّعظيم، وهوالسّبيلُ إلى خيرِ المنازلِ، والدَّليلُ على كلِّ الفضائلِ، وذروةُ المناقبِ وسنامُها، ولولاه لَما بانَ الإنسانُ من سائرِ الكائناتِ إلاّ بالصّورةِ والهيئة.

هذا، ولقد أصبحَ في زَمانِنا مهْجورًا مَزْهودًا فيه، حيثُ أصغَرَ النّاسُ أمرَه وتَهاونوا فيه، فأصبحَ يُعاني غُرْبةً وقلَّةً، نبَّه عليها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم، حين قالَ في الحديثِ الذي رواه إسماعيلُ بنُ أَبي أُوَيْس عن مالكٍ عن هِشامِ بنِ عُروةَ عن أبيه عن عبدِ الله بنِ عمرِو بنِ العاص:
« إن الله لا يقبض العِلْمَ انتزاعًا ينتزِعُه من العبادِ، ولكن يقبضُ العلمَ بقَبْضِ العلماءِ حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذَ النّاسُ رُؤوسًا جُهّالاً فسُئِلوا فَأَفْتَوْا بغَيْرِ عِلْمٍ فضَلّوا وأضَلّوا»([15]).

فأكثرُ النّاس في هذا الزّمانِ ناكبون عن سبيلِ العلمِ، متطيِّرون من اسمِه، متضايقون من أهلِه، والنّاشئُ منهم راغبٌ عن التّعليمِ، والشّادي تاركٌ للازديادِ منه، والعُلَماءُ غُرَباءُ في ديارِهم، مغمورون بين ذويهم وعِتْرَتِهم، وسوقُ الجهلِ والدّنيا في تنامٍ وازديادٍ، وسوقُ العلمِ قد أصابَها الكسادُ، لقلّة عنايةِ أهلِه بحفظِه، والبواعثُ إليه قلّت، والحوادثُ الصّارِفاتُ عنه عظُمت وجلَّت .

هذا، وإنّ النّكبَةَ التي حلّت في زمانِنا بالعلمِ هي «تَناقُصُ أطرافِه وفُشُو أَدَواتِه»: ذلك أن المدنيّةَ المعاصرةَ كلّما تقدّمت ازدادت اكتشافًا للوسائلِ والأدواتِ التّقنيّةِ المتطوِّرةِ التي صُنِعت لنشرِ العلومِ وإذاعةِ المعارِفِ، وسهّلت على الإنسانِ سبُلَ الحياةِ، ويسّرت له اليومَ ما كانَ بالأمسِ عسيرًا. فقد شهدَ هذا العصرُ دفقةً واسعةً في وسائلِ اللّقانةِ([16]) والتّعليم، لم تترُكْ صغيرةً ولا كبيرةً في ميادينِ البرامجِ والمناهجِ وطُرُقِ التّبليغِ والتّبسيطِ إلاّ ارْتادَتْها؛ فقد تنوّعت هذه الوسائلُ تنوُّعًا لافتًا، حيثُ ضمّت الكتبَ والمجلاّتِ والحواسيبَ والمُلْصقاتِ والإعلاناتِ والألعابَ الهادفةَ والمنبِّهاتِ المثيرةَ للحواسِّ، ووضَعَت الرّوائزَ وامتحنت المتعلِّمَ وحَمَلَتْه على سرعةِ الاهتِداءِ وحسنِ الجوابِ ...

أجَل، ما عَرَفَ العالَمُ مرحلَةً كثُرت فيها الوسائلُ لنقلِ المعلوماتِ والمَعارِفِ، كالمَرحلَةِ التي هو فيها، ولوتأمَّلْتَ قيمةَ المعارِفِ والعُلومِ التي تتلقّاها الأجيالُ النّاشئةُ اليومَ، لوجدْتَ أنّها معارفُ ضعيفةٌ مُعَرَّضَةٌ للنّسيانِ والضَّياعِ، مطبوعةٌ بالعجَلَةِ والسّطحيّةِ، مَشروطةٌ بالمُنبِّهات، وإذا قُدِّرَ لك أن تُحاورَ شبابَ اليومِ، لوجدتَ كثيرًا منهم -في الأغلبِ الأعمِّ- مفتقِرينَ إلى أدبيّاتِ الحوارِ وطرُقِ المناظرةِ وطولِ النَّفَس ومنهجِ الإقناع والتّسلسُل المنطقيّ... وهي أمورٌ كانت منتشرِةً يومَ لم تكن هذه الوسائلُ الهائلةُ مُتَوافرةً، فلمّا اندفعَ سيلُ المُخترَعاتِ والتّقنيّاتِ التّلقينيّةِ قلَّ العَطاءُ وتراجعتِ القُدُراتُ، وتخرّجَ على مدرسةِ التّقنيّاتِ الحديثة جيلٌ مُرهَقُ الفكْرِ مُنهَك الحواسِّ، أتعبَتْه المنبِّهاتُ وبات يلتمِسُ مطلوبَه في الألعابِ المسلِّيَة والأنشطةِ المروِّحة. ولا شكّ أنّ السّببَ في ذلك كلِّه أنّ العلومَ والمعارِفَ أُفْرِغت من مضمونِها وجُرِّدت من مكْنونِها، فأصبحت أصنافُه ومُصَنَّفاتُه كثيرةً ونُكَته قليلة، وأنواره ساطعة وثماره عزيزة، وما ذلك إلاّ لأنّ العلمَ فُصلَ عن مكارمِ الأخلاقِ، وأصبحَ المدرِّس مُجرَّد ملقِّنٍ للتّلميذ لا يختلفُ حالُه عن حالِ الآلاتِ المُلقِّنةِ التي تُؤمرُ فتستجيبُ، وأصبحَ التّلميذُ موكولاً إلى نفسِه وهو يتعلّمُ ويتلقّى، وفُصلت هذه المعارفُ عن التّربيةِ والتّوجيه وخُلُق الانضباطِ والاستِماعِ. ولا تسأل عن آثارِ هذه المناهجِ العلمانيّةِ الفاصِلة في المجتمعِ برُمّتِه، وما تزوِّده به من ظواهرَ تربويّةٍ غريبةٍ، تطبعُها السّطحيّةُ والعَجَلَة، وتفتقِر إلى من يُسيرُ أمورَها ويقضي مآرِبَها ويأخذُ بيدِها، ولكنّها أُعْطِيَت زمامَ تسييرِ الشّؤون العامّةِ، وحُمِّلت المسؤوليّاتِ الجِسامَ، فكانت وبالاً على البلادِ والعبادِ. ورأسُ الدّاءِ كلِّه هو «فُشُو مُريعٌ لأدواتِ العلمِ، وتَناقُصٌ لأطرافِه» لمّا فُصل عن مرجعيّتِه العَقَديةِ والخلُقيّة. فليس النّقصُ في وسائلِ نشرِ المعرفةِ، ولكنّ النّقصَ في طبيعةِ المعرفةِ ذاتِها وما ينبغي أن ترميَ إليه من إعادةِ تشكيلِ الإنسانِ وفقَ أصولِه الحضاريّةِ الأولى، ثمّ ما يفرِضه العصرُ من تحدٍّ ومواجهةٍ، ومن حربٍ حضاريّةٍ كونيّةٍ، و"عَوْلَمَةٍ" تمتصُّ خُصوصيّاتِ الأُمم وثقافتَها، وتُلْقي بها في يَمِّ التّمييعِ والتّضييعِ، فتَصْهرُ عناصر القوّةِ في كلِّ ثقافةٍ، وتَشُلُّ قُدْرَتَها عن كلِّ تأثيرٍ وغَلَبَةٍ وتَوْجيهٍ، فتَحْرِمُها من إفادةِ الثّقافاتِ الأخرى بتجاربَ إنسانيّةٍ خاصّةٍ يُمْكِنُ أن تُنْتَقى وتصيرَ نافعةً في حياةِ الأُمم والحضاراتِ. فمن المعلومِ أنّ النّظامَ الدّوليّ الجديدَ صيغةٌ تفتقرُ إلى نظامٍ، ونظريّةٌ في التّحضُّرِ تفتقرُ إلى حضارةٍ مؤطِّرةٍ، وجَسدٌ يفتقرُ إلى روحٍ، وصيغةٌ ذاتُ نظامٍ موهومٍ ألقِيَ بِها في دُنْيا النّاسِ لابْتِلاعِ الثَّقافاتِ القوميّةِ والْتِهامِ كلِّ الثّوابِت، وطوفانٌ جائحٌ يُهدِّدُ بإغراقِ كلَّ شيءٍ، لأنّه عُنْوانٌ على «الزّمَنِ الجديد» الذي وصَلَ إلى مرحلةٍ يضيقُ عندَها بالاخْتلافِ والتّنوُّع([17]).

هذه هي العقبةُ الكأْداءُ التي ينبغي أن تقتحمَها المعرفةُ في الوقتِ الرّاهنِ، وهذا هوالتّحدّي الذي تُواجهُه وهي تلتمسُ طريقَها إلى عُقولِ النّاسِ وقُلوبِهم، مُؤَزَّرَةً بإطارِها الحضاريِّ ومذهبِها العقَدي وتصوُّرِها السّليمِ الذي يربطُ العلمَ بأساسِ الأخلاقِ والإيمان

يتبع (ان شاء الله)










رد مع اقتباس
قديم 2014-09-03, 12:22   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
moh140
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2014-09-03, 12:27   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
شمــوس
مشرفة قسمي الثقافة واللغة العربيّة
 
الصورة الرمزية شمــوس
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا نهى ،، دمتِ مناصرة للغة الضاد فبك وبأمثالك تسمو وترقى ~










رد مع اقتباس
قديم 2014-09-19, 22:45   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المنصور3
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بحث رائع جدا حول هذه اللغة الرائعة يقول مصطفى صادق الرافعي رحمه الله: ما ذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار وأن هذه العربية بنيت على أصل يجعل شبابها خالداً عليها فلا تهرم ولا تموت.
وقال جوستاف جرونيباوم: عندما أوحى الله رسالته إلى رسوله محمد أنزلها قرآناً عربياً والله يقول لنبيه:

{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا} وما من لغة تستطيع أن تطاول اللغة العربية في شرفها ويقول الألماني فريتاغ: اللغة العربية أغنى لغات العالم.

- ويقول الأستاذ مرجليوت الأستاذ بجامعة أوكسفورد: اللغة العربية لا تزال حية حياة حقيقية وهي واحدة من ثلاث لغات استولت على سكان المعمورة استيلاء لم يحصل عليها غيرها.

- ويقول المستشرق بارثلمي هربلو: إن اللغة العربية أعظم اللغات آداباً وأسماها بلاغة وفصاحة وهي لغة الضاد.

- كما يقول جون فرن: إن مستقبل الأدب في العالم العربي هو اللغة الفصحى وحدها الزاخرة بالثروة والغنى والتراث وليست اللهجات العامية بلغة كيانية بل هي تحريف وتشويه للفصحى ولن تتمكن هذه اللهجات إطلاقاً من اجتياز جدار التراث والفصحى.

- ويقول المستشرق جاك بيرك: اللغة العربية لغة المستقبل ولا شك أنه يموت غيرها وتبقى حية خالدة.










رد مع اقتباس
قديم 2014-10-03, 16:45   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا على ردودكم وبارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2014-10-03, 21:47   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم عن لغتنا خير الجزاء
هكذا ننافح عن لغة أهل الجنة إن شاء الله
تقديري









رد مع اقتباس
قديم 2014-10-10, 14:25   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عزيز نـ’وري
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا ....

موضووووع رااااااااائع جداااااا...










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-02, 18:41   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم على مروركم وجزاكم الله خيرا
كيف لا ندافع عن لغة رفع الله مكانتها وجعلها لغة الذكر الحكم










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-03, 12:22   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
بلقاسم الأمين
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-07, 17:54   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
جمال أبو مروان
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية جمال أبو مروان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-07, 19:15   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
kaddouri aness
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لِسانُ, اللغةُ, الحَضارةِ, العربيّةُ, الإسلاميّة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc