

الحمد لله وحده والصَّلاة والسَّلام على خاتم النَّبيِّين والمرسلين نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين:
أمَّا بعد: إذا كان النَّاس يصفون من يفرط في كنوز الدُّنيا بالسَّفاهة وقلَّة العقل وفساد الرَّأي فحريٌّ بهم أن يطلقوا ذلك الوصف على من يفرط في كنوز الآخرة، وهي الكنوز الباقيَّة الَّتي تنفع صاحبها يوم لا ينفع مالٌ ولا بنونَ.
وشهر رمضان مليءٌ بتلك الكنوز العظيمة: الَّتي تستحق التَّعب والجهد والتَّشمير، فهو موسمٌ من مواسم الرَّحمة تكثر فيه الخيرات وتعمُّ البركات وتوهب النَّفحات ويتفضَّل الله فيه على عباده بالعفو والمغفرة والعتق من النَّار.
فمن كنوز شهر رمضان
الكنز الأول: المغفرة للصَّائمين:
فيا من أثقلته الذُّنوب والمعاصي! دونك هذا الكنز العظيم فاحرص عليه، وتشبَّث به ولا تدعه يفوتك؛ لأنَّ من فاتته الرَّحمة والمغفرة في شهر رمضان فمتى يدركها في غيره؟! قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ورغم أنف رجلٍ دخل عليه رمضان ثمَّ انسلخ قبل أن يغفر له» [رواه التِّرمذي وقال الألباني: حسن صحيح].