قرب اليوم الموعود الذي شغل الناس عن كل أمر وزاحم الرياضيين على رسم مقدماته غير الرياضيين رجال السياسة ورجال الإعلام وأصحاب الفن حتى الراقصات ، بل حتى الذين ليس لهم تصنيف معلوم مثل المتحدث ، وكل الأصناف والطبقات كانت بسيطة في تعاملها مع هذا الموعد ولم ترق إلى المستوى المطلوب لتجعل من مباراة أداة للتواصل والترابط بين شعبين هما في الأصل شعب واحد لولا التعامل السلبي معها .
فالقاعدة الشعبية التي أغلبها من الغلابة الذين لا يملكون قوت يومهم وعانوا لزمن ليس بقصير من تهميش وظلم وبيروقراطية المسؤولين ورأو كيف دنست رموز السيادة الوطنية أكثر من مرة بتسيير فاشل ومواقف مخجلة تجاه قضايا وطنية وعربية ،هذا الشعب الذي أوهموه بأن انتصارا في كرة القدم هو انتصار عظيم واستغلوا بساطتنا لينسونا إنهزامات متتالية على مر الزمن في قضايا جادة ولا أحد يجهل ذلك ، ورحنا نقسم قوتنا لنشتري بجزء منه دهنا نصبغ به جدران المنازل ونفرح لدرجة الموت بسكتة قلبية أو حادث مرور ولم نسأل أنفسنا يوما هل فعل هذا شعب البرازيل وهي سيدة الكرة في العالم ، بل فوق ذلك هل بلغ فرح الشعب الأمريكي درجة فرحنا واحتفالنا بالنصر و أمريكا هي المتحكمة في العالم بأسره والآمر الناهي فيه ... ذلك أننا شعب بسيط يفرح كثيرا لانتصار بسيط ...لست ضد هذا النوع من البساطة فحب الوطن من الإيمان وحينما تعلوا رايات الوطن ننسى أنفسنا ونهب ونموت لأجل أن تعلو ولكني أقصد الفرح الذي يحول الشقيق إلى عدو وينسينا أن مصر هي أول من قدم الدعم لثورة التحرير وأن الجنود الجزائريين قاتلوا إلى جانب إخوانهم المصريين في سنة 67 وفي 73 من أجل هدف مشترك عظيم .
ثم إن هذه الفرصة فتحت المجال أما قنوات وصحف تجارية وراحت تستغل بساطة أشباه الإعلاميين والصحفيين ليؤججوا نار الفتنة بين الشعبين فهذا يستهزأ بالشهداء وذلك يكتب عمودا كاملا يخلطه بين اللغة وكلام الشارع ، وكل يتهم صاحبه بنقص الاحترافية ، ولكن حينما نسمع أن بعض الصحفيين اكتشفوا جرائم أحاطها من قاموا بها بالسرية التامة وأعادوا حقوقا مسلوبة بحصص تلفزيونية ومقالات صحفية ، وآخرين ماتوا وهم ينقلون الحقائق إلى العالم ،نقول أن احترافيتكم لا تتطلب جهدا كبير ؟ ثم يبرأ كل واحد نفسه ويلقي اللوم على شباب المنتديات ويحمله وزر التهجم على مقومات الشعب وحظارته ، ونسوا أن الحماس والتسرع من صفات المراهق التي نعذره بها وأن الإعلاميين كلامهم مسؤول فليقولوا خيرا أو يسكتوا خير .
كثير ممن أرجع الشحنة المفرطة والحساسية بين الشعبين إلى ضعف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وأحسن ما وقفت عليه في هذا المجال كلام للروائية أحلام مستغانمي إذ قالت أن هذه المباراة لو جرت في زمن عبد الناصر لحمل الشعب المصري العلم الجزائري إلى جانب العلم المصري في إشارة منها إلى برودة العلاقات بعد القومية العربية التي نجحت إلى حد بعيد في التوحيد بين الشعوب العربية لتخلف بعدها علاقات بسيطة تؤثر فيها أبسط العوامل حتى شحنة كرة القدم التي منعت المسؤولين من معاقبة من قام بحرق علم دولة شقيقة ...
تقبلوا تحيات أخيكم الصديق وتحيا الجزائر ومصر