عندما أذهب لجنازة امرأة ،أراهم يطوقون المكان وأصواتهم تتعالى :غطوا الجنازة ،والأخر يقول :انزل الرداء من هنا لتغطيتها من هذه الجهة ،والاخر يبحث عن محارمها لدفنها ،والأصوات تتعالى حرصا على ان تدفن هذه العجوز .وكلهم غيرة عليها وعلى جسدها من ان تراها الأعين .فنظرت في الوجوه وقلت مستغربا :
أليسوا هم أنفسهم من تخرج نساؤهم في الأزقة والشوارع والمحلات متبرجات.طبعا ليس الكل.
اليسوا هم أنفسهم الذين بناتهم يلبسن السراول والبناطيل الضيقة في المدارس والثانويات والجامعات.طبعا ليس الكل.
أليسوا هم أنفسهم من يرضى لابنته أو أخته أن تحكي مع خطيبها في كل وقت وحين.
أليس هم أنفسهم الذين يصطحبون نساءهم وبناتهم للبحر للإستجمام بلباس فاضح كاشف.
أليسوا .... أليسوا....أليسوا.
ولما استفاقت قلوبهم على عجوز ميته....حينها وددت أن أعزيهم على موت قلوبهم على احيائهم،وحياة قلوبهم على أمواتهم ..انا لله وإنا اليه راجعون.