السلام عليكم و رحمة الله
الحكومة و الشعب ، حنكة أم غباء سياسي
لا شك أن مخاطر الغاز الصخري على الأرض و الماء يعلمها القاصي و الداني ، و العديد من الخبراء أكدوا ذلك ، بل و رؤساء دول مثل الرئيس الفرنسي قالها بعظمة لسانه " لا يمكننا المخاطرة باستخراج الغاز الصخري بسبب عدم وجود تقنيات آمنة لاستخراجه " ، و أضف إلى ذلك العديد من التقارير و الفصول العلمية المتوفرة في النت و الموثوقة ،
سكان دائرة عين صالح و بعض المناطق الجنوبية الأخرى انتفضوا للمطالبة بمطالب أولها المطلب الغير قابل للقسمة على اثنان ، المطلب الذي لا يمكن تجاوزه مهما كانت الظروف ، المطلب الثي يمثل النقطة الفاصلة بالنسبة لهم ، و هو توقيف استخراج الغاز الصخري في مناطقهم ، و هذا من أجل الحفاظ على الأرض و الماء ، البشر و النبات ، و لأنهم يعلمون أنه لا يوجد مقابل لصحة الإنسان ، التي قد تصاب بفعل مشاريع الغاز الصخري ، هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لسكان مناطق الجنوب ، سكان مناطق الجنوب اليوم لا يطالبون بمقابل من أجل استخراج الغاز الصخري ، لا يبحثون عن مساومات ، بل يطالبون بتوقيف تلك المشاريع في مناطقهم ، و كأنهم يقولون " أتركينا يا حكومة نعيش بالماء النقي و ما تجنيه أراضينا ، و ابتعدي عنا ، نريد العافية ، اتركينا و أتركي أرضنا نقية "
لكن ، الحكومة تلعب في ملعب لوحدها ، الحكومة لحد الساعة لم تفهم الرسالة، أو بالأحرى تتغابى في قراءة الأحداث ، لم تعي جيدا ما هو المشكل الحقيقي ، الحكومة تبحث عن حلول و فقط ، المهم في اتخاذها إجراءات ، و قرارات ، لكن في ملعب لا يوجد سواها فيه ، إنجاز مشاريع تنموية ، و ترقية ولايات منتدبة ، و إنشاء وزارات خاصة بالجنوب ، و حل انشغالات سكان الجنوب ، لكن كل ذلك لا يحتوي قرار سياسي واضح بتوقيف استخراج الغاز الصخري ، أي أن المشكل لا يزال قائم ، و الحكومة في ملعب و الشعب في ملعب آخر ، و هذا ما يعكس فعلا انفصال الطبقة السياسية عن انشغالات مواطنين الجنوب ،
مشاريع فاشلة على مدى العشرة سنوات السابقة ، و اليوم يقولون بأنهم قرروا إعطاء حقوق لمواطنين ، فهل إعطاء ذوي الحق حقه هو إنجاز ؟ ، هل الهروب من المشكل الحقيقي لحل مشاكل أخرى ، هل يلغيه ، هل سيقبل سكان عين صالح شرب الماء الملوث بمواد كيميائية مقابل ترقية دائرتهم لولاية أو حتى لعاصمة ، هل يمكن أن تتساوى الصحة و المادة ، الكرامة و النفاق، هل يمكن لسكان عين صالح التضحية بقبولهم استخراج الغاز الصخري و تلويث مياههم و أراضيهم ، من أجل مليارات الدولارات التي على حسب زعم حكومة الملاعق ، حكومة سلال ، أنها ستحمي الأمن المالي للدولة و سترتقي الجزائر نحو المشاريع العملاقة ،
و السؤال المطروح أيضا ، ماذا بعد الغاز الصخري ؟
هل يمكن لحكومة الملاعق ، إيجاد حلول إستراتيجية بعيدة المدى لمشاكل حقيقية ؟
بــ قلم رصاص
أستاذ بجامعة أدرار
,,,