الكنابست الموسع ... تاريخ ، إنجازات و رهانات المستقبل - الحلقة الأولى

[أستاذ حر]

نقابة الكنابست إنجاز نقابي هائل انعدم نظيره في البلاد العربية بأسرها . البداية كانت سنة 2003 بإضراب مزلزل شارك فيه أساتذة الأطوار الثلاثة لكن أساتذة الإبتدائي و المتوسط سرعان ما انسحبوا بعد أقل من أسبوعين بعد الضغوطات التي مورست عليهم من طرف أسلاك الإدارة و التفتيش لكن أساتذة الثانوي واصلوا إضرابهم بإصرار عجيب لمدة فاقت الثلاثة أشهر ، الامر كان أشبه بمعجزة حقيقية ، الحكومة التي يرأسها احمد اويحي آنذاك عملت المستحيل لتوقيف الإضراب لكن أساتذة الثانوي تجاهلوا كل الضغوط و تحملوا ما لا يتحمله بشر و نجحوا في الاخير .

و كنا نحن في الإبتدائي و المتوسط ننظر بإعجاب شديد إلى هؤلاء الأبطال و هو يساقون الى المحاكم و السجون و تتوقف رواتبهم بل و يفصلون من وظائفهم و يتمّ تعويضهم بأساتذة جدد لكنهم صامدون الأسبوع تلو الأسبوع في تلاحم بطولي لا نظير له .

أتذكر جيّدا ما حكاه لي أحد الزملاء آنذاك عن اجتماع عاصف للأساتذة في إحدى الثانويات عندما تعاظمت التهديدات بالفصل و الطرد و بدأ بعض الأساتذة يفكرون في التراجع و استئناف العمل فوقفت إحدى الأستاذات و قد شعرت بنبرة التخاذل من بعض الأساتذة الرجال فقالت للجميع : من أراد منكم التراجع و الرضوخ للتهديدات فها هو خماري اعطيه له ليضعه على رأسه و كانت تلك العبارة كفيلة بقطع التردد و إتخاذ قرار مواصلة الإضراب الى النهاية .

كنا في الإبتدائي و المتوسط نتساءل عن سرّ إصرار هؤلاء و تلاحمهم ؟ لماذا لا يتراجعون حفاظا على ارزاقهم ؟ و الأهم من ذلك لماذا لسنا مثلهم ؟ لماذا نخاف و لا يخافون ؟ لماذا نتراجع و لا يتراجعون ؟ لماذا نفشل و ينجحون ؟

و مرت الأسابيع و و استجاب رئيس الحكومة احمد أويحي لمطالب الأساتذة برفع الأجور و كان ذلك أمرا لا يصدق . أحمد أويحي و هو من هو طغيانا و عنادا و تجبرا و تكبرا يرضخ لمطالب الأساتذة ، فعلا أمر يكاد يكون ضربا من الخيال .

و تأتي الزيادات في الأجور لتشملنا جميعا و نحس نحن في الإبتدائي و المتوسط بالمرارة فالزيادة ليست نتيجة لجهدنا بل لجهد غيرنا و تضحياتهم . و تمرّ السنوات و تتحصل نقابة الكنابست على الإعتماد سنة 2007 لتصبح أقوى نقابة في قطاع التربية بل في الجزائر كلها و صار الجميع يحسب لها ألف ألف حساب ............................ يتبع