۝۞ موعظة القبر ... لمن اراد ان يتعظ ۞۝ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

۝۞ موعظة القبر ... لمن اراد ان يتعظ ۞۝

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-08-08, 14:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي ۝۞ موعظة القبر ... لمن اراد ان يتعظ ۞۝

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماجاء في موضوع درسنا اليوم الجمعة من مسجد الحي
عن الموت و
حوار عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه للقبر..
احببت ان اشارككم فيه اخوتي في الله

موعظة القبر..
روى ابن الجـوزي رحمه الله في سيرة عمر بن عبد العزيز عن أبي فروة قال:
" خرج عمر بن عبد العزيز على بعض جنائز بني أمية، فلما صلى عليها ودفنت قال للناس:
قوموا؛ ثم توارى عنهم، فاستبطأه الناس حتى ظنوا، فجاء وقد احمرت عيناه، وانتفخت أوداجه.
فقالوا: يا أمير المؤمنين، لقد أبطأت فما الذي حبسك؟
قال: أتيت قبور الأحبة، قبور بني أبي، فسلمتُ فلم يردوا السلام، فلما ذهبت أقفي ناداني التراب فقال:
يا عمر، ألا تسألني ما لقيت الأحبة؟
قلت: ما لقيت الأحبة؟
قال: خرقت الأكفان، وأكلت الأبدان؛ فلما ذهبت أقفي ناداني التراب
فقال: يا عمر، ألا تسألني ما لقيت العينان؟
قلت: وما لقيت العينان؟ قال: قدعت المقلتان، وأكلت الحدقتان؛ فلما ذهبت أقفي ناداني التراب فقال:
يا عمر، ألا تسألني ما لقيت الأبدان؟
قلت: وما لقيت الأبدان؟
قال: قطعت الكفَّان من الرُّسغين، وقطعت الرسغان من الذراعين، وقطعت الذراعان من المرفقين، وقطعت الكتفان من الجنبين، وقطعت الجنبان من الصلب، وقطع الصلب من الوركين، وقطعت الوركان من الفخذين، والفخذان من الركبتين، وقطعت الركبتان من الساقين، وقطعت الساقان من القدمين؛ فلما ذهبت أقفي ناداني التراب، فقال:
يا عمر، عليك بأكفان لا تبلى؛
قلت: وما الأكفان التي لا تبلى؟
قال: اتقاء الله والعمل بطاعته؛ ثم بكى عمر، وقال:
ألا وإن الدنيا بقاؤها قليل، وعزيزها ذليل، وغنيها فقير
وشابها يهرم، وحيها يموت
فلا يغرنكم إقبالها مع معرفتكم بسرعة إدبارها، فالمغرور من اغتر بها، أين سكانها الذين بنوا مدائنها، وشقوا أنهارها، وغرسوا أشجارها؟
أقاموا فيها أياماً يسيرة، غرتهم بصحتهم، وغروا بنشاطهم، فركبوا المعاصي
إنهم والله كانوا في الدنيا مغبوطين بالأموال على كثرة المنع، محسودين على جمعها
ما صنع التراب بأبدانهم، والرمل بأجسادهم، والديدان بعظامهم وأوصالهم
كانوا في الدنيا على أسرة ممهدة، وفرش منضدة
بين خدم يخدمون، وأهل يكرمون، وجيران يعضدون
فإذا مررت فنادهم إن كنت منادياً، وادعهم إن كنت داعياً
مر بعسكرهم وانظر إلى تقارب منازلهم، وسل غنيهم ما بقي من غناه، وسل فقيرهم ما بقي من فقره
وسلهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون، وعن الأعين التي كانوا بها ينظرون
وعن الجلود الرقيقة، والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة، ما صنع بها الديدان؟
امحت الألوان، وأكلت اللحمان
وعفرت الوجوه، وقبحت المحاسن، وكسرت الفقار، وأبانت الأعضاء، ومزقت الأشلاء
فأين حجالهم وقبابهم؟ وأين خدمهم، وعبيدهم، وجمعهم، ومكنوزهم؟
والله ما زادوهم فراشاً، ولا وضعوا هنالك متكأ، ولا غرسوا لهم شجراً، ولا أنزلوهم من اللحد قراراً
أليسوا في منازل الخلوات والفلوات؟
أليس عليهم الليل والنهار سواء؟
أليس هم في مدلهمة ظلماء،
قد حيل بينهم وبين العمل، وفارقوا الأحبة
فكم من ناعم وناعمة أصبحت وجوهم بالية، وأجسادهم من أعناقهم بائنة
وأوصالهم متمزقة، قد سالت الحدق على الوجنات، وامتلأت الأفواه دماً وصديداً
ودبّت دواب الأرض في أجسادهم، ففرقت أعضاءهم، ثم لم يلبثوا والله إلا يسيراً حتى عادت العظام رميماً
قد فارقوا الحدائق، وصاروا بعد السعة في المضايق
قد تزوجت نساؤهم، وترددت في الطرقات أبناؤهم، وتوزعت القرابات ديارهم وتراثهم
فمنهم والله الموسع له في قبره، الغض الناظر فيه، المتنعم بلذته.
يا ساكن القبر غداً ما الذي غرك من الدنيا؟
هل تعلم أنك تبقى أو تبقى لك؟
أين دارك الفيحاء ونهرك المطرد؟
وأين ثمرك الحاضر ينعه؟
وأين رقاق ثيابك؟
وأين طيبك وأين بخورك؟
وأين كسوتك لصيفك وشتائك؟
أما رأيته قد نزل به الأمر فما يدفع عن نفسه، وهو يرشح عرقاً، ويتلمظ عطشاً، ويتقلب في سكرات الموت وغمرته، جاء الأمر من السماء، وجاء غالب القدر والقضاء، جاءه من الأجل ما لا يمتنع منه
هيهات هيهات يا مغمض الوالد والأخ والولد، وغاسله
يا مكفن الميت وحامله، يا مخليه في القبر راجعاً عنه
ليت شعري كيف كنت على خشونة الثرى؟
يا ليت شعري بأي خديك بدأ البلى؟
يا مجاور الهلكات صرت في محلة الموتى
يا ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خروجي من الدنيا؟
وما يأتيني به من رسالة ربي.
ثم تمثل بهذه الأبيات:
تسرُّ بما يفني وتشغل بالصبى ... كما غر باللذات في النوم حالم
نهارك يا مغرور لهو و غفلة .... و ليلك نوم والردى لـك لازم
وتعمل فيما سوف تكره غبـه ... كذلك في الدنيا تعيش البهائـم
ثم انصرف، فما بقي بعد ذلك إلا جمعة". أي أسبوعاً فمات رحمه الله ورضي عنه..
اللهم إنا نسألك أن تقيل العثرات، وتغفر الزلات، وتبدلها حسنات، وتستعملنا في الطاعات، وتشغلنا بما يهمنا في الحياة وبعد الممات، وأن تطيبنا للممات، وأن تستر الخطيئات، وأن تغفر للآبـاء والأمهـات، وأن تصلح الأزواج والذريات، إنك ولي ذلك والقادر عليه، لا رب سواك، ولا إله غيرك.
__________________








 


آخر تعديل * عبد الجليل * 2014-08-08 في 14:56.
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
لمناراد, موعظة, القبر, يتعظ

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:09

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc