[ قصيدة ] قُلوبٌ ترجّع [...] وشهرٌ يودّع

[قَاسِمٌ.قَاسِم]

سلام عليكم طبتم،..



قُلوبٌ ترجّع [...] وشهرٌ يودّع


الدّهرُ كاليَـــومِ إن مضّيته صَبَبا *** واليومُ ناطـــحَ في توديعِه الحِقَـبا

لا جُرحَ أفجعُ مِن قَلبٍ قدِ انتَحَبَا *** يومَ الفراقِ فأبـــكى حزنُه السّحُبَا

يذْوي ويَشهَقُ من حُنْقٍ وفي كَمَدٍ *** يكابدُ المُـــــرّ مِن بَيْنٍ قد اقتَرَبَا

يَا قلبُ فيم البكاءُ الآن ذَا نزَقٌ؟ *** راحَ الحبيبُ بصدٍّ منكَ واغْتَرَبَا!

قد كانَ يرجوكَ من يوم اللقاءِ فلَمْ *** تحفِلْ به وتَئِـــنُّ الآنَ مُنَتَحِبًا!

أَعْماكَ عن وصْلِهِ ما كُنتَ تَأْملُه *** من أُمنِياتٍ طوالٍ تَنْتَشِــي طَرِبَا

ها قدْ جَنيتَ ثمارَ الصَّــدِّ تُلقَمُها *** مع التحسُّـــر أشــجانا فواعجـــبا !

وَبِعْتَ آجِلَ مَرغـــوبٍ بعَاجِلِهِ *** سِينُ التلكُّؤ والتَّسْويــف قَد غَلَبا

وما وَعَدْتَ من المَعروف تُخلفُه *** تَرجُو العُلومَ ولم تَسْتَنطِقِ الكُتُبا

غَفلت عندَ مُناجَاِة الحبيبِ ولا *** تنامُ إلا وَطَيفُ الصُّبحِ قد وَثَبَا

هُو الودَاعُ يغنّي لَحْنَ غُربَتِــــهِ *** كالناي يبكي إذا ما ودَّع القَصَبا

صَارَتْ تَعَاورُه الأيدي ليُطربها *** وبعدَ دِفئ الأَهالي يصْحبُ الغُربا

وَيح القُلُوبِ التي أضْحَى لِقَسْوَتِها *** صُمُّ الصّخور تســـحُّ الماءَ مُنْسَرِبا

سُحقًا لمَـنْ لَمْ يُوفَّقْ للْخَلَاصِ إذَا *** حانت منيّتُه واستَبطــنَ الكُثـــُبا

بلّغْ إِلهـــيَ آمالا لِمُنيـَـــــــــتها *** واستَبدلنْ خيـــرَ ما يأتي بما ذَهَبا

تَقَبَّلِ اللهُ دَمْعًا مُحــــــرقا هَطِلاً *** على وداعٍ لشهــــرٍ أسدَل القُشُبا
قَاسِمٌ.قَاسِم

صبيحة

الثامن والعشرين من رمضان 1435

السادس والعشرين جويلية 2014

سلا..م

منتديات الجلفة لكل الجزائريين والعرب
القصائد الشعرية