الفعل والزمن في مفهوم النحو العربي - دراسة تحليلية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى اللّغة العربيّة

منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الفعل والزمن في مفهوم النحو العربي - دراسة تحليلية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-07-09, 22:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
lakhdarali66
عضو متألق
 
الصورة الرمزية lakhdarali66
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام أحسن عضو لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي الفعل والزمن في مفهوم النحو العربي - دراسة تحليلية

الفعل والزمن في مفهوم النحو العربي - دراسة تحليلية

الفعل والزمن في مفهوم النحو العربي
دراسة تحليلية
إعداد : سامر خالد منى


مقدمة:

الملاحظ أنَّ علماءنا القدامى قسموا الزمن الفعلي إلى ثلاثة أزمنة:

1 - ماضٍ تمَّ وانتهى ، وعبَّروا عنه بالفعل الماضي .
2 - حاضر : وعبَّروا عنه بالفعل المضارع .
3 - مستقبل : وعبَّروا عنه بالفعل المضارع المقترن بقرينةٍ تنقله للمستقبل نحو السين أو سوف ، وبفعل الأمر.

فالارتباط الجدليُّ بين الزمن والفعل خضع عند النحويين العرب القدامى لظاهرة القواعد ، فاكتفوا بالنَّاحية التطبيقيَّة الملموسة في دراساتهم ، حيث اعتمد علماء العربيَّة على سلامة الجملة وصحتها حين ينطق بها العربيُّ .

الجملة حين تُنطق:

الجملة التي ينطقها المتكلم قد يرد فيها تفكُّكٌ زمنيٌّ اعتباطيٌّ ، فهو قد يستخدم الأزمنة متداخلةً ، فيخلط بينها دون تمييزٍ أحياناً ، فمثلاً يستخدم أحدهم زمناً حاضراً للدلالة على ماضٍ ، في حين لا تستطيع اللغة أن تلتمس له مسوِّغاً لهذا الخلط في المعنى ،
فيقول : " أنا يركنُ سيَّارتَهُ أمامَ البابِ "
جواباً لسائلٍ : " مَنْ ركنَ سيارتَهُ أمام البابِ ؟ "
وهو يقصد " ركنْتُ " لا " يركنُ " فالفعل " يركن " دلالته على الحاضر في زمن التكلم، وربَّما يحمل رائحة الاستقبال ، لكنَّه غير قادرٍ بأية حالٍ إعطاء معنى المضيِّ التَّامِّ الانتهاءِ أبداً ..

نظرية العامل ودورها في مفهوم الزمن :

النحاة العرب اعتبروا بالتقسيم الزمني الفعلي ، دونما مراعاةٍ لما يتولَّد في المعنى من أزمنةٍ متداخلةٍ ، وذلك لأنَّهم قد أقاموا بناءهم النحوي كلَّه على أساس " نظرية العامل " ، فالعوامل الداخلة على ( الفعل \ الزمن ) كالنصب والجزم - وما تحمل أدوات النصب والجزم من قدرةٍ على تغيير الأزمنة الأصلية للفعل المضارع – لا يكون إلاَّ بعاملٍ لفظيٍّ .
ولئن كانت اللغة العربية معربةً فإنَّ العامل هو الَّذي أحدث الإعراب عندهم .

لأنَّه هو ذاته الذي يتدخَّل _ حسب وجهة نظرهم _ في وضع حركات الكلمة وسياقها الإعرابي .
والملاحظ أنَّ مفهوم الزمن في اللغة العربية لا يندرج بحالٍ ضمن الفعل أو ضمن الركن الفعلي ، وإنَّما يبرز من خلال الجملة ككلٍّ .

إشكالية في المعنَى :

الفعل والزمن وجهان لعملةٍ واحدةٍ في اللغة العربية ، وعندما عمد علماء النحو العربي لتقنين القواعد ، قسَّموا الفعل إلى ثلاثة أقسامٍ زمنياً ، ورغم أنَّ عملهم كان نحوياً صرفاً فإنَّه خلق إشكاليةً تفاقمتْ مع تقادم العهد وتطور الحضارة الإنسانية ، وهي بالضرورة إشكالية المعنى ، فقد صرفوا اهتمامهم إلى البنية الظاهرية للجملة ، وفضَّلوا عدم الغوص في البنية العميقة للزمن ، وذلك لكون حيِّز الزمان واسعاً بين ماكان ، وبين ما يكون ، وما صار بينهما ، ثمَّ إنَّ كلَّ جزءٍ من الحيِّز قد يمتدُّ زمناً قصيراً أو طويلاً ،
يقول البطليوسي : [ الزمان ينقسم قسمين : سنون قد مضت ، وسنون مستقبلة ، والموجود منها السنة التي نحن فيها .. والسنة التي نحن فيها تنقسم قسمين : شهورٌ قد مضت ، وشهورٌ مستقبلةٌ ، والموجود منها الشهر الذي نحن فيه .. والشهر الذي نحن فيه ينقسم قسمين : أيامٌ قد مضت ، وأيامٌ مستقبلةٌ ، والموجود منها اليوم الذي نحن فيه .. واليوم الذي نحن فيه ينقسم قسمين : ساعاتٌ قد مضت ، وساعاتٌ مستقبلةٌ ، والموجود منها الساعة التي نحن فيها ..والساعة التي نحن فيها تنقسم قسمين : أجزاءٌ قد مصت ، وأجزاءٌ مستقبلةٌ ، والموجود منها الجزء الذي نحن فيه . ]
نظرةٌ فلسفيةٌ بحتةٌ لمفهوم الزمن من حيث كينونته ، تتناءى عن المضمون القواعدي للزمن الفعلي ، لذلك نراه بعد أن تخلَّى عن محدوديَّة الزمن الثلاثية يفصِّل تماهي الزمن الواسع إلى أجزائه من سنين وشهورٍ وأيَّامٍ وساعاتٍ وأجزاءٍ ، والأجزاء هي الدَّقائق والثَّواني بعينها ، إذاً هي أجزاءٌ متناوبةٌ بين ما انقضى فكان ، وبين ما سيأتي فسيكون ، وبين ما يجري الآن فيكون ، فالجملة العربية من نمط ( زارنا زيدٌ ) واسعة الزمن ، فالفعل ( زارنا ) ينطوي تـحت معنى ( ما انقضى فكان ) ، ولكنَّه في الوقت نفسه لا حدود لاستغراقه الزمني ، فلا ندري مقدار قربه من الحاضر أو بعده عنه

المفهوم المعجمي للزمن :

لو عدنا إلى المعجم نلتمس فيه تقريباً لمعنى الزمن ، باعتباره يشمل مجمل الكلمات التي يحتويها التركيب اللغوي ، وتقوم السِّمات المميِّزة بتحديد طبيعة كل مفردةٍ من مفردات اللغة داخل مستويات التركيب ، سواءٌ أكانت سماتٍ صوتيَّةً أو تركيبيةً أو دلاليةً ، وهكذا تقوم سمات المفردة بتحديد أصولية الجملة التي تدخل المفردة في تركيبها .

فالزمان : هو المدة من الوقت القصير أو الطويل ، وقيل : هو الدَّهر ، وزمان الفعل : هو صيغته بحسب كونه للماضي أو للحاضر أو للمستقبل

فالسَّيرورة الزمنية تعتبر ( الزمن ) الوقت أو الدهر طال أو قصر ، لأنَّ كلمة ( الزمن ) مبهمة التحديد في خصيصتها ، والتعبير بالقول : ( جاء من زمنٍ ) هو مجرَّد بنيةٍ سطحيةٍ (خارجيةٍ ) ، لم يستطعِ التركيب الإفصاح عن مداه ، فلا ندري مقداره أهو ساعةٌ أم ساعاتٌ أم أكثر من ذلك أم أقل ؟ لذلك كانت اللغات الإنسانية تعمد لوضع القرائن المادية كالأسماء والأفعال والحروف لتحديد الزمن ، أو القرائن المعنوية الخاضعة للحسِّ الجمعي للقوم ، فالقرينة المادية في الركن الزمني ، كاستخدام لفظٍ يحدِّد الزمن نحو : ( يحضرُ خالدٌ غداً ) فالمركب الظَّرفي ( غداً ) مرادفٌ للمستقبل القريب فهو قرينةٌ لفظيةٌ ماديةٌ .. ومثال القرينة المعنوية من نحو : ( حضرَ عمرُ ) حيث إنَّ القيام فعلٌ دائم التكرار لا مع ( عمر ) وحده بل مع كل إنسانٍ ، فهو حادثٌ في كل زمانٍ ، فسياقه الزمني يفترض الماضي القريب .

لماذا لم يفصل النحاة العرب في قضية الزمن ؟

وحين نتأمَّل في اللغة العربية من مختلف اتجاهاتها اللغوية والقواعدية والصوتية ، نجد أنَّ الزمن لم يتحدَّد بهذه الأزمنة المفترضة ، بل تعدَّاها إلى أزمنةٍ أخرى نجمت عن تداخل الأزمنة فيما بينها ، ولم يقصدِ العلماء القدامى إلى الغوص الطويل وراءها خوفاً من تشتيت أذهان المتعلِّمين في قضايا معنويةٍ أثارت جدلاً واسعاً بين جماعة المتكلمين باللغة وجماعة الفلسفة التي تضع لكلِّ شيءٍ تفسيراً عقلانياً ، لأنَّ الهدف من وضع القواعد هو تعليم الناس اللغة العربية لا إرهاقهم بمسائل تنفِّر القارئ لها لصعوبة فهم محتواها ، لذا عمد علماء العربية حين وضعوا أصولها إلى تقنين القاعدة بغضِّ النَّظر عن المدلولات الأخرى الخارجة من حيِّـزها ، تاركين هذا لغيرهم من علماء العربية ، كعلماء علم المعاني – وهو فرعٌ من علوم البلاغة العربية – ليصولوا ويجولوا في ميدان القواعد وتحديدهم للكفاية اللغوية عند المتكلِّم ، باعتبار الكفاية اللغوية المعرفة الضمنية للغة ، لأنَّ الغاية الأولى والأهم لعلم المعاني دراسة المقاصد النحوية للمتكلِّم الفصيح وبيان مواطن الجمال والأداء فيه ، ولمَّا كانت القواعد أصلاً تقوم على تحديد الكفاية للغة " لذا كان موضوع دراسة القواعد للإنسان المتكلِّم والذي يعرف لغته جيِّداً . "

الجملة في العربية وعلاقتها بالزمن :

إنَّ الجملة العربية مركَّبٌ إسناديٌّ بسيطٌ ، ينعقد بعملية إسنادٍ واحدةٍ بين مُسندٍ ومُسندٍ إليه ، وهي بهذا الاعتبار نوعان :

1 = الجملة الاسميَّة : ويتصدَّرها اسمٌ يكون مُبتدأً أو شبههُ ، ويتلوه اسمٌ آخر مرفوعٌ ، نحو : " اللهُ أكبرُ " . ومن الملاحظ أنَّ الاسم عموماً لا خصيصة له في الإطار الزمني ، إلاَّ إذا كان دالاًّ على الظرف .

2 = الجملة الفعلية : ويتصدَّرها فعلٌ يتلوه فاعلٌ نحو : " فازَ المؤمنُ " ، وأحياناً يتلوهما مفعولٌ به أو أكثر حسب احتياجات الفعل من حيثُ التَّعدي واللُّزوم ، نحو : " يبسطُ اللهُ الرزقَ " . ومن الملاحظ أنَّ الجملة الفعلية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالزمن ، لأنَّ وجود الفعل فيها له علاقةٌ وشيجةٌ بالزمن .

وأمَّا الجمل الأخرى التي افترض بعض النحويين وجودها ، كالجملة الشرطية والظرفية والدُّعائية والاستفهامية وغير ذلك ، فلا أصل لها لأنَّها بطريقةٍ أو بأخرى تندرج تحت أحد القسمين السابقين إذ لا ثالث لهما ، يقول ابن هشامٍ الأنصاري :
" مرادنا بصدر الجملة : المسند والمسند إليه ، فلا عبرة بما تـقدَّم عليهما من الحروف . فالجملة من نحو : ( أقائمٌ الزَّيدان ؟ ) و ( لعلَّ أباكَ منطلقٌ ) و ( ما زيدٌ قائماً ) اسميَّةٌ ، ومن نحو أقامَ زيدٌ ؟) و ( إنْ قامَ زيدٌ ) و ( قدْ قامَ زيدٌ ) و ( هلاَّ قمْتَ ) فعليَّةٌ ، والمُعْتَبَرُ أيضاً ما هو صدرٌ في الأصل . "

يريد ابن هشامٍ القول : إنَّ الجمل إذا تصدَّرت بـ ( كيفَ ) للاستفهام ، أو بمنصوبٍ على الاشتغال ، أو بحالٍ تقدَّم على صاحبه ، أو ما شابه ذلك ، فهي جملٌ فعليَّةٌ لأنَّ هذه الأسماء على نيَّة التَّأخير ، وكذلك الجمل المُصدَّرة بأداة نداءٍ أو بأداة شرطٍ أو بمجرورٍ بواو القسم ، هي أيضاً فعليَّةٌ ..

الفهم الدقيق لسيبويه للزمن الفعلي :

وأمَّا الفعل عماد الزمن فهو في اللغة : " نفس الحدث الذي يحدثه الفاعل من قيامٍ أو قعودٍ أو نحوهما "
وفي الاصطلاح:" ما دلَّ على معنىً في نفسه مقترنٍ بأحد الأزمنة الثلاثة".

ويتحدَّث سيبويه وبإحساسٍ عالٍ عن معانيَ الزمن ، على الرغم من اقتصاره في( الكتاب ) على القسمة الثلاثية ، فقال : " وأمّا الفعل فأَمْثِلَةٌ أُخِذّتْ من لفظ أحداث الأسماء ، وبُنِيَتْ لِما مضَى ، ولِما يكون ولم يقعْ ، وما هو كائنٌ لم ينقطعْ ، فأمَّا بناء ما مضى فـ ( ذَهَبَ وسَمِعَ و مَكثَ وحُمِدَ ) ، وأمَّا بناء ما لم يقع فإنَّهُ قولُكَ آمِراً : ( اذهبْ واقتلْ واضربْ ) ، ومُخبِراً : ( يَذهبُ ويَضرِبُ ويُقتَلُ ويُضْرَبُ ) ، وكذلك بناء ما لم ينقطعْ وهو كائنٌ إذا أخبرْتَ .. " .

يتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع...









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مفهوم, العربي, الفعل, النحو, تحليلية, دراسة, والزمن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc