وصل شهر جوان من سنة 1930م وجهزت المأدبات ودقت الأجراس وقرعت الطبول وتهافتت العربات تجرها الأحصنة عليها معمرون أو ضباط أو مسؤولون من الإدارة الفرنسية ولبس الفرنسيون أحسن لباس يملكونه وجاءت حتى الكلاب والقطط وجهزت المقالات وكتبت السطور وجاء عملاء فرنسا بزيهم المعروف وقرءوا على الجزائريين ما تريد فرنسا إسماعهم إياه... كان ذلك احتفالا بمرور 100 سنة على احتلال فرنسا للجزائر وكان احتفالا في أرض مستعمرة.
لم يكن أحد حينها يتصور أو يخطر على باله أو ربما يحلم باستقلال الجزائر لربما يسمى الأمر حينها يأسا من مغادرة فرنسا لأرض أبائنا وأجدادنا...ولكن بمرور الوقت وقعت تصورات لم تكن في الحسبان وخطرت على بالات الجزائريين خواطر لم تكن لتخطر وتحقق حلم لم يكن ليحلم به أحد: لقد استقلت الجزائر وطرد المستعمر وعادت الأرض إلى أصحابها.
أقول لكل واحد منا لا تيأس ولا تقنط ولا تفشل في حياتك واعتبر بذلك الحلم الذي لم نكن لنحلم به قط حلم استقلال الجزائر.