عطر، اشراقة شمس،قطرات مطر، أو صوت مألوف، أحد هذه الأشياء كاف أن يجرف بك بعيدا... إلى ذلك المكان، إلى اول لقاء، و أول كلمة، أول وداع مليء بالأمل، أمل لقاء آخر، لعله سيحدث ذلك الصوت المعاتب مجددا، نفس الصوت الذي عادة ما يصل متاخرا، بعد فوات الأوان، بعد ان يحدث ما قد كان في الحسبان و اكثر، بعد أن تحتجز في ذلك العالم المظلم، سيؤنبك لأنه يتغذى على الألم الذي يصنعه، قد قرأت كثيرا عن وحوش تعذب فرائسها و تتلذذ بصوت الصارخ الطالب إما للنجدة أو للقتل الرحيم، لكن لم اتوقع يوما أن تكون هنالك وحوش تتغذى على الصرخات الصامتة التي تصدر الفريسة...
يتكلم بسخرية، ستظل أسير تلويحة من زجاج نافذة، ستظل عبق عطر قديم، و ستعيش وجع رأس بعد ضربة شمس حارقة... أفق، كل ما تظن انه يعيدك لحنين الماضي، ما هو إلا كذب، أشياء انت اعطيتها حرية العبث ما تملكه، فلا تدع أشياء تشبه الحنين تقضي على ما بقي منك..