كبرت وكبرت معي أحلامي
ورسخت في ذهني كل الذكريات
ذكريات وددت لوطالت لحلاوتها
وذكريات بذلت جهدا مضنيا لنسيانها
حياتي كانت تشبه في طياتها حركات نحلة طيبة
نحلة كانت تتجول بين الأزهار وكانت لطيبتها تتجول بين كل ما يشبه الأزهار
تراها مرة ترقص على وردة حمراء بهية المطلع
وتارة تراها ترقص على وردة بنفسجية تسلب الأنظار
وتراها مرات تنام على ورود بيضاء دافئة
مسكينة هي النحلة كانت طيبة بسذاجتها
كانت تشقى طول النهار لتجمع رحيقا تصنع منه عسلا طيبا مباركا
كانت تهديه لكل من يشتهي ذوق العسل وتهديه حتى لمن لا يشتهي العسل
مسكينة هي النحلة لم تكن تعلم بأن ليس كل من يشتهي ذوق العسل يستحق ذوقه
مسكينة هي النحلة لأنها انصدمت ذات يوم ربيعي جميل.
المسكينة وبعد شقائها التي اعتادت عليه جلست فوق نبتة مسمومة كانت تشبه في شكلها الزهرة
أقرأتها السلام من بعيد وهي تعرض عليها أن تحط فوق أوراقها التي كانت تبدو هادئة
مسكينة النحلة لطيبتها صدقت هذه المخادعة وما إن حطت فوقها لسعتها لتمتص منها ما جمعته طوال النهار
هربت المسكينة من شراك هذه اللئيمة التي خدعتها بصوتها الجميل ومنظرها الكاذب
ولكن هذه اللئيمة لا تعلم أنها خدمت النحلة المسكينة من حيث لا تدري
نعم خدمتها حينأعطتها درسا و علمتها أنه ليس كل ما يشبه الأزهار زهرة.
خدمتني حتى أنا هذه اللئيمة وعرفت أنه ليس كل من يبتسم لي صاحب
وأنه الصاحب ساحب فإما يسحبك للخير وإما يسحبك لفعل الشر.
هي ذكريات أصدقاء عرفناهم فمنها الحلوة نود استمرارها
وذكريات من كنا نحسبهم أصدقاء فما ألذ نسيانها