كان الإمام أبو حنيفة بارا بوالديه، وكان يدعو لهما ويستغفر لهما، ويتصدق كل شهر بعشرين دينارا عن والديه، يقول عن أمه: ''ربما ذهبت بها إلى مجلس عمر بن ذر، وربما أمرتني أن أذهب إليه أسأله فآتيه وأذكرها له، وأقول له: إن أمي أمرتني أن أسألك عن كذا وكذا، فيقول: أو مثلك يسألني عن هذا؟!.
فأقول: هي أمرتني، فيقول: كيف هو الجواب حتى أخبرك؟ فأخبره الجواب، ثم يخبرني به، فآتيها وأخبرها بالجواب، وفي مرة استفتتني أمي عن شيء، فأفتيتها فلم تقبله، وقالت: لا أقبل إلا بقول زرعة الواعظ، فجئت بها إلى زرعه وقلت له: إن أمي تستفتيك في كذا وكذا، فقال: أنت أعلم وأفقه، فأفتها، فقلت: أفتيتها بكذا، فقال زرعة: القول ما قال أبو حنيفة، فرضيت وانصرفت''.