عن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: " من كان مستنَّاً فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد ، كانوا خير هذه الأمة، أبرُّها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد ، كانوا على الهدى المستقيم " .
كذا أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/306،305).
ـــــــــــــــــ
إن تعلُّق الناس بذوات الأشخاص ليس منهجًا ربانيًّا، ولا سنة نبوية، فالأشخاص يمرضون ويموتون، ويهرمون ويتغيرون، ويُفْتَنُونَ وَيُبَدِّلُون، ويَثْبُتون ويُحْسِنُون، فالغيب مجهول، والخاتمة لا تُعلم؛ يقول الله - تعالى -: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34].كم مات من عالم! وكم دفن من إمام! بل قد مات النبي - صلى الله عليه وسلم - ودين الله باقٍ، وأعلامه باقية بعده مرفوعة على يد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت؛ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].