
القذيفة
الحمد لله على نعمة الإسلام*** والصلاة والسلام على خير الأنام
محمّد وآله وصحبه الأعلام ***وأئمة المسلمين وعامتهم الكرام
وبعد فرجال علم وفكر ودين*** طهّروا البلاد من نجاستين
العقبي والميلي وابن باديسي *** والابراهيمي وحماني والتبسي
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا*** الحنيفية البيضاء وتميعُوا
فإنيّ أنا الطالب سليمان *** من واقع الجامعة ضجرانَ
إنّها جامعة لكل الشّرور*** شهادة حق وليست بزور
لا خير فيها ولا علم يُطلبُ*** كما لا يجنى الشّوك من العنبُ
يا من تدّعي الرجولة الحقة *** فإبنتك في بحر المعاصي غارقة
فالتقت بأمثالها وتجرأت *** وقالت إذا عمت خفت وتبرجت
حُجتهن طلب العلم فريضة *** على كل مسلم ومسلمة مزيدة
يا معشر البنات بالله الأكبرُ***مالكن والله للاختلاط مبررُ
قاعات ومركبات ومدرجاتُ *** عن امتزاج الجنسين مبرراتُ
ألحدن عن القرآن والحديث*** ورغبن في استماع لهو الحديث
فقبحا لمن نبذتهما وراءها*** واتخذت كلام الأرذال مرتعها
كما استحللن لباس البنطلون*** والمعازف عدينا من الفنون
وصيّرن السّلام باي بايا *** فأبدلنه بأدنى الدنايا
وإذا امتحن شمّرن على ساعد*** الغش ، وربي الأعلى
ما يجنين خيرا على الإطلاق *** سوى الرذائل وفسافس الأخلاق
يبرزن مفاتنهن للشباب فرزا *** مع تغنج في المشي وأزهنّ أزا
والذي نفس سليمان بيده*** ليفتننك ولو كنت في تألهِ
كذاك التبرج والسفور المثيرُ*** وضرب الأرجل كأنهن حميرُ
لا عقل لهّن ولا خلقا ولا *** حياء ولا حشمة ولا خجلا
لا يستحين من الخالق والمخلوق *** إنّه لفرق بينهن وبين النوق
لسان حالهن إذن يقول *** إن نحن إلا كالأنعام بل أظلَّ
أكثرهن متشبهات بالرجال *** أو بالجنديّ المؤهب للقتال
أليست المترجّلات ملعونات *** بلى وما العبرة في هذا بالنيات
تالله إنّها لغربة الدِّين*** لما عدلن عن الحق المبين
يٌِشرن للمتجلببات بالتّخلف*** والكاسيات العاريات بالتّثقفِ
أأنتن خير أم نساءُ الأنصار *** اللائي كنّ من النساء الأخيار
فكنتن للسلف شرّ خلف *** أبعد هذا تدعين بالتعفف
أصبح المعروف منكرا يُنكرُ*** وأصبح المنكر معروفا يُقرُّ
يلمن الدّهر وما الدّهر يلامُ*** فالشهور شهورُ والأيامُ أيامُ
أجزم لو أن الزمان يتكلمُ *** لتأفف على كلّ من فيه تتّهمُ
تصغر في أعينهنّ الكبائر*** والصغائر للمباحات نظائرُ
لا ينفع فيهنّ وعظ ولا إرشادُ*** بعدما غشي قلوبهن الفسادُ
يجمّلن وجوههن بالمجملات*** فيخلن أنفسهن من الحورياتِ
إن الجميلة جميلة الإيمان*** إذ زُين في قلبها، بمنّ الرحمن
وما يزيد حمل القلب للأسى *** شرفُ بنات الرّيف كيف أعفسا
تخرج من بيتها بالحجاب *** إنْ هي غابت أتت بشيء عُجاب
لا تتعجبنّ من حالها فإنّها*** اصطدمت بثقافة عمياء فعَمتها
تظّن أنّها بلغت بهذا مقاما*** لو خاطبها عالم ، لقالت سلامًا
فهذه حقيقة مُرّة نقلتها*** في أرجوزة متواضعة جمعتُها
حملتني الغيرة على الدّين لنظمها*** بلا تزكية ، القذيفة سميتها
من شعر : قداري سليمان