![]() |
|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الفرقة الناجية شرح لبن تيمية الصغير رحمه الله
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() قال : الشيخ صالح ال شيخ حفظه الله ورعاه في شرحه للعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
قال : (فهذا اعتقاد الفرقة الناجية ) : الفرقة هي الطائفة من الناس . والطائفة من أي شيء يقال : فرقة من الطير . كما جاء في الحديث الصحيح : أن البقرة وآل عمران تأتيان يوم القيامة تظللان صاحبهما كأنهما غيياتان أو قال : غيابتان أو غمامتان أو فِرْقانِ من طيرٍ صواف . يعني طائفتان من طير صواف . وهذا كما قال جل وعلا : { فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم } . وقال : { فلولا نفر من كل فرقةٍ منهم طائفة ليتفقهوا في الدين } . فإذن الفرقة : الطائفة . { كالطود العظيم } : { الطود } : الجبل . { فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم } : يعني : انفلق البحر . فكان هذا كالجبل العظيم وهذا كالجبل العظيم وما بينهما يابس آية لموسى عليه السلام . الفرقة الناجية سميت فرقة لأنها ناجية . لأنها مقابلة بالفرق الأخرى . ولم يَرِدَ – فيما أعلم – هذا النص : ( الفرقة الناجية ) في الحديث . لكن العلماء أخذوه مما حديث معاوية وغيره في حديث الافتراء المشهور : أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( ألا إن اليهود افترقت على إحدى وسبعين ، وإن النصارى افترقت على ثنتين وسبعين فرقة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ) هذا لفظ أبي داوود في سننه . فيفهم من هذا الحديث أن هذه الفرقة وهي الجماعة هي الفرقة الناجية وغيرها من الفرق فرقٌ هالكة . ولهذا قال أهل العلم في وصف من اعتقد الاعتقاد الحق وكان مع الجماعة أنه من الفرقة الناجية . ووصفها بأنها ناجية يعني أنها ناجية من النار . وهي ناجيةٌ في الدنيا من عقاب الله جل وعلا ومن أنواع عقوباته وسخطه وناجية في الآخرة من النار . لقوله عليه الصلاة والسلام : ( كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ) . فكل الفرق متوعدة بالهلاك وأما هذه الفرقة فهي الناجية . فإذن ( الناجية ) الأكثر أنه من صفات الآخرة . يعني ناجية في الآخرة . وأما صفتها في الدنيا : فهي أنها منصورة . كما قال شيخ الإسلام هاهنا ناعتاً هذه الفرقة بنعتين : 1 – أنها ناجية . 2 – ومنصورة . قال : ( أما بعد ، اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة ) . فأهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية وهم الطائفة المنصورة . والفرقة الناجية والطائفة المنصورة بمعنىً واحد . ولكن وصفها بأنها ناجية باعتبار الآخرة وفي ذلك أيضاً نجاةٌ في الدنيا . ووصفها بأنها منصورة باعتبار الدنيا . وهذا لأجل ما جاء في الأحاديث الكثيرة : النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ) . فهي طائفة منصورة . هم ظاهرون ومنصورون . ينصرهم الله جل وعلا على من عداهم إما بالحجة وإما بالسنان . إما باللسان – نصر بيان ولسان – وإما نصر سنان – إذا كان ثَمَّ جهاد قائم – وإما نصر حجة وبيان . وهذا لا يخلو منه أهل السنة والجماعة . قال الإمام أحمد وغيره – في تحديد من هي الفرقة الناجية المنصورة – : إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم . وذلك أن أهل الحديث زمن الإمام أحمد كانوا هم القائمين بنصرة الدين والمنافحة عن الاعتقاد الصحيح والرد على المخالفين من أهل البدع الذين أدخلوا في الإسلام ما ليس منه الذين راموا تحريف الكلم عن مواضعه . وقال البخاري رحمه الله : هم أهل العلم . وإليه مال الترمذي في جامعه وغيره . فالفرقة الناجية المنصورة هم أهل الحديث . كما عليه أكثر أهل العلم . وهم أهل العلم . وهم الذين اعتقدوا الاعتقاد الحق . فمن اعتقد الاعتقاد الحق فهو ناجٍ بوعد الله جل وعلا له ووعد الرسول صلى الله عليه وسلم له في الآخرة . وهو منصورٌ في الدنيا ومنصورٌ في الآخرة . كما قال تعالى : { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد } . فهم منصورون في الدنيا ومنصورون في الآخرة . فإذن هذا النعت الذي عبر به شيخ الإسلام رحمه الله ينبئ عما كان كالإجماع عند أهل السنة والجماعة وعند أهل الحديث وعند أئمة الإسلام أن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة كلها تدل على طائفةٍ واحدة وعلى فرقةٍ واحدة : وهم الذين اعتقدوا الاعتقاد الحق وساروا على نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم . وقد عُقِدَ لشيخ الإسلام مجلس محاكمة على هذه العقيدة لما ألفها . وقيل له : إنك تقول في هذا الاعتقاد : ( فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة ) فهل معنى ذلك : أنك تقول : إن من لم يعتقد هذا الاعتقاد فليس بناجٍ من النار ؟ فقال رحمه الله – مجيباً في المجلس الذي حوكم فيه من قِبَلِ القضاة ومشايخ زمنه وولاة الأمر في زمنه – قال : لم أقل هذا ولم يقتضه كلامي – قال : لا يقتضيه كلامي – فإنما قلت : ( هذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة ) ، فمن اعتقد هذا الاعتقاد كان موعوداً بالنجاة ، ومن لم يعتقد هذا الاعتقاد لم يكن موعوداً بالنجاة وكان متوعداً بالعذاب ، وقد ينجو بأسباب منها : صدق المقام في الإسلام وكثرة الحسنات الماحية بالجهاد في نصرة الإسلام عند من عنده نوع مخالفة لهذا الاعتقاد . كما هو عند طائفة من أهل العلم . فإنه قد يكون كما عندهم – كما قال شيخ الإسلام – الحسنات الماحية ومن صدق المقام في نصرة الإسلام ما يكفر الله جل وعلا به عنهم المعصية والكبيرة التي عملوها وهي بسوء الذي اعتقدوه ولم يعتقدوا ما كان عليه أهل السنة والجماعة . قال هنا : ( المنصورة إلى قيام الساعة ) : والمراد بها : قيام ساعتهم . يعني ساعة المؤمنين . يعني ساعة الطائفة المنصورة . وقيام ساعة المؤمنين وساعة الطائفة المنصورة يكون قبل طلوع الشمس من مغربها بزمن بزمنٍ قليل عند كثير من أهل العلم . وذلك كما قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه في الحديث : ( أنه يبعث الله جل وعلا قبل قيام الساعة ريحاً تقبض أرواح المؤمنين قلا يبقى مؤمن إلا قبضت روحه )
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, الصغير, الفرقة, الناجية, تيمية, رحمه |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc