رواية: فصل الشتاء... بقلمي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رواية: فصل الشتاء... بقلمي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-10-27, 11:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الأسد الجريح
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الأسد الجريح
 

 

 
إحصائية العضو










Post رواية: فصل الشتاء... بقلمي

تقديم:
في صباح ثاني يوم العيد -أي اليوم- فتحت الباب على ابن أخي كان يلعب خارجا لأنه شعر بالبرد فدخل مسرعا...
فجاتني فكرة الرواية الصغيرة أتذكر فيها صغري وعنفوان فصل الشتاء...
الشتاء اليوم ليس كشتاء البارحة، كنا نتلذذ بالبرد وببروتكولات الحياة الشتائية...
بعض مقتبسات الطفولة التي عشت فيها فقيرا لكن ببراءة الأطفال وبطقوس الحب ونعومة الأفكار قد تعايشنا مع مظاهر الطبيعة القاسية...
الرواية سردتها مباشرة لذلك أعتذر عن الأخطاء الإملائية والتراكيب النحوية لأني أكتب بشعوري وقلبي ولا أكتب بعقلي...

الرواية كتبتها دعما لأطفال غزة وأطفال سوريا....
---------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم

... كانت بداية قصتي الصغيرة المليئة بمسلسلات الحياة القاسيةوالمفعمة بالحيوية والحب والرومنسية التي كنت امارسها مع الطبيعة...
ما زلت أتفكر ذلك الجو الغائم، والبرودة القاسية، كنت أنام على حصيرِ قد أثر في ظهري الطري كما أثر في وجداني السخيف!!!، لقد كان بيتنا المتواضع المصنوع من طين وأغصان أشجار يمتد قليلا للأمام وليس واسع بالشكل الجيد، لأن هندسة أبي كانت متوافقة مع عصرنة ذاك الزمان... قليل مال لكن أركان بيته مملوءة بحب أمي وأفراد عائلته الصغار...
كان بيتنا الصغير مغطى بقصب وطين وعليه غلاف بلاستيكي وفوقه قرميد مثل أي كوخ، لم يكون لدينا كهرباء ، كان لدينا مولد صغير ينشط ليلا مثل قلب الخفاش....
على حافتي الغطاء طرف بلاستيكي كانت الرياح ترفرف به ويحدث نغمات يطرب إليها السمع ويرتاح عليها الخاطر والقلب معا...
ما زلت أذكر ماما حبي المسكينة تنادي إخوتي وتقيسُ حجم رؤوسنا لتنسج لنا قبعات شتوية، وتنسج من صوف الغنم جوارب لنستدفئ بها... كما كانت حبي تنسج مرات كثير أغطية حتى ينام الصغار بأمان... ماما التي صنعت منا رجالا كانت بحبها تنسج لنا قبل أن تنسج بالصوف، وتدفئ القلب حنانا قبل أن يستدفئ أي جسم بالدفيء....
ما زلت أتذكر ذلك الأب لما يصعد لسطح الكوخ يتفقد كسور القرميد لكي يوفر من تحته الأمان والراحة، كان قطرات الأمطار تتخلل ذلك السطح من الطين، الأم تضع آنيات لكي لا يتبلل البيت والفراش ومرات تضع فوق الجميع غلاف بلاستيكي حتى لا يصيبنا البلل...

كانت طفولتي لا تعترف بالشؤم أنا مثل باقي الأطفال: حب وتطلع للمستقبل، لا نعرف كيف يذهب الأغنياء لعملهم ولا كيف يحصل لديهم رغد العيش.. لا نهتم بالمظاهر أبدا ملابس غير متناسقة، صوف وسراويل طوال، عليها رقع مثل حدود سياسية بين العرب والمسلمين! حذاء من بلاستيك كأفضل ما أملك، أدسه كل يوم تحت خزانة مخافة سرقات الأشرار، هي طبيعة كل طفل يخاف على ملكه....
ما زلت أذكر ذلك الحساء من الشعير تحضره فنانة العمر وكبيرة الحب ماما حنونتي تسْحُقُ الشعير برحى حجرية قد صنعها أب يدافع عن الموت برغيف خبز شعير، كان الجميع تحت رحمة الخبز والغذاء... ذلك الحساء المتكون من رغبة البقاء وكبرياء وعزة وشموخ النفس، يقدم ساخنا للبطون الصغيرة لما يشتد البرد...
ما زلت أذكر تلك المدفأة التي حوّلها مهندس البيت من بنزين إلى خشب، كانت حياتنا من الطبيعة البحتة، يملئ أبي الفرن بالخشب الذي يحتطبه من الغابة ليستدفئ به الجميع، نور ضئيل ودفئ أقل والجميع يشعر بالحرية والسعادة..
ما زلت أذكر أحاجي أمي وهمسات حبها، كنت أنا الصغير في الأولاد دوما في حجرها الذهبي كأنني بأعلى سلطة سياسية بين إخوتي، تخلل شعري والكل يستمع إليها، يعيشون وقائع الأحاجي، أما أنا أنظر إليهم وإلى عنق أمي وأحتار في كل مرة لما إخوتي منشغلون بشفتيها، كل الصغار إخوتي ينعمون بسلامة الألفاظ وقرب المعاني ودلالاتها... لم تكن أمي سياسية ولا شاعرة ولا كاتبة مسرحية، أمي بحبها صنعت المستحيل، غرست في نفوسنا الحب، الاحترام والتطلع للمستقبل...

ما زلت أذكر القطة التي ألفت مشاعري، تنام في حضني كحبيبة العمر، ألفت أيضا زفراتها وأنغام صوتها، كنت أخاف من أصوات الحيوانات، كانت بومة تعلو البيت وتنشد قصائدها هي أيضا لكن كنت أخاف رنينها، ربما كانت البومة شاعرة تنثرها على مستمعين لا أعرفهم، لم أدر في صغري أن الحياة البسيطة عبارة عن مقاطع موسيقية الكل ينشدو باحتراف كبير يعبر عن وجدانه، لم أكن أعرف أن البومة صديقة أيضا فقد قربتني إلى القطة... قطتي كانت بهدوئها تبعث فيها السكينة معها، تنشر أفكارها في نفسي، كنت ألا مسها مرة على مرة أستشعر الحب في شعرها الناعم، كنت أنام أمام المدفأة تقربني أمي منها لكي أستفئ وأنام وأستسلم للأحلام، كنا تأثر عليا الراحة والدفئ على نفسها،....

إن طفولتي لم تكون بعيدة كثيرا على طفولة غزة وسوريا لكن الفرق الذي بيننا السعادة، فطفولتي مستقر سياسيا، لم يكن الخوف إلا من قصائد البومة، أخوف من قصص الرعب التي كانت أختي تقصها علينا لتستولي على عقولنا الصغيرة... أطفال سوريا ينعمون بكمال في عقولهم يواجهون قضية كبيرة مع الكبار...

الأسد الجريح

من صميم قلبي

إلى أطفال سوريا وغزة.








 


آخر تعديل الأسد الجريح 2012-10-27 في 18:57.
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الشتاء

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc