الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ظلم عنترة حينما نسبت إليه " العنتريات " وكأنه كان الدون كيشوت الذي روي أنه كان يحارب الطواحين وليس الفارس الهمام الذي كان ينقذ قبيلة بأكملها حينما ينزل الميدان ، والذي كان رغم بأسه وشدته على العدو إلا أنه كان رفيقاً بقومه يتحمل أذاهم المتواصل ويحترم جاره .. قال :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي *** حتي يواري جارتي مثواها .
بينما دولنا العربية فهي مكفهرة في وجه الأخ الشقيق متعالية عليه رافعة أنفها ذات خيلاء وكبرياء تجاهه ، ناظرة إلى هذا الشقيق على أنه حشرة من الحشرات التي لاينبغي لها أن تلاقي إلا الإزدراء والسحق إن أمكن ذلك .
فإذا تعلق الأمر بالعدو رأيتها صاغرة خجولة ذات استحياء وخفر إلى درجة الذل خافضة جناحيها راضية بما يلقى إليها من الفتات المغموس بالإهانات مستعدة دائماً لتقديم التنازلات والمبادرات التي تُرَدُّ دائماً على وجهها الصفيق .
كيف نقارن ذلك الفارس الذي شرّف ذبابة حمل اسمها ربما سمّي عليها أهانة له وبين من مرّغوا دولاً شريفة أصبح ذكرها لايعني للعدو إلا البصم على قراراته والخضوع لإملآته والمسارعة إلى درجة التهور لتنفيذ تعليماته .
انظر إلى المغرب ، شمالها اسبانيا تحتل سبتة ومليلية والجنود المغاربة يحمون الشريط الحدودي بدل أن يقتحموه ، وهم على علاقة دبلوماسية كاملة مع هذا العدو مطالبين له على استحياء بالانسحاب من المدينتين ولقد حاول بعض الشباب المغاربة دخول جزيرة ليلى سباحة فكان لهم الأسطول الإسباني بالمرصاد تحت نظر جلالته ، الذي عرف بزمجرته تجاه العرب الصحراويين في الجنوب وقطع علاقته مع الجزائر لأنها تؤوي المشردين في تيندوف
وإذا كلف نفسه بالمفاوضات معهم تحت ضغط الأمم المتحدة فإنه يصر على إهانتهم بإرسال وفد ممّن انضم إليه منهم .
والسعودية التي يندر أن لا يكون لها خلاف حدودي مع جيرانها العرب واليهود كذلك ، تراها اختلفت مع الكويت في الخافجي فضمت الخافجي ، اختلفت مع قطر في " سودا انثيل " فضمت سودا انثيل " اختلفت مع الإمارات في العديد فضمت العديد ، والحدود مع اليمن قصة يطول شرحها ، بينما موقفها من جزر " صنافير " في البحر الأحمر كان يخلو من العنجهية بل يخلو من أي شيء ، جزر ربما تمنى لها السعوديون لو غرقت في البحر وانتهى أمرها ، فهم قد سمحوا للمصريين باستعمالها في الحرب ضد اليهود وهذا موقف يحسب لهم فاحتلها العدو ، ثم بعد اتفاقية كامب ديفد أصبحت هذه الجزر مجهولة الهوية ، الجانب المصري يلقيها إلى الجانب السعودي والجانب السعودي يلقيها للمصري ! أرأيت دولة تنسب إليها قطعة من الأرض وهي تنفي ذلك ، ثم تقرر إقامة جسر يصل السعودية بمصر يمر بهذه الجزر فرفض اليهود والأمريكان معللين ذلك لأسباب أمنية وسياسية ، فنكص القوم مهرولين إلى الخلف يتعثرون في دشاديشهم الواسعة وجلابيبهم الطويلة .. لكْ وين العنتريات على إمارات الخليج .. وين العنتريات على مثلث حلايب السوداني الذي لا يتقبل المصريون مجرد الحديث عنه بينما يتخاذلون أمام اليهود .. لاجنود مصريون في سينا .. نعم ، لا أدري من الذي يطارد البدو في سينا ويقضي عليهم بحرفية كاملة ؟.
يبقى الفندق في طابا مع رقاصته .. نعم .
أما معبر رفح فيتطوع المصريون لإغلاقه احتياطاً دون توجيهات يهودية .. يعني اليهود لم يقولوا اغلقوه ، لكن ربما هم يتمنون ذلك ، إذاً فليغلق !.
تسمع بين الحين والآخر قنص الشرطة المصرية بعض المارين بقرب الحدود المصرية الفلسطينية وقنص بعض الجنود اليهود لبعض أفراد الشرطة المصرية من خارج الحدود .
إعتذارللعبد الأسود عنترة بن شداد .