لست وحيدًا في المصائب..... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع

أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع هنا توضع المواضيع القديمة والمفيدة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لست وحيدًا في المصائب.....

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-08, 12:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اسلام انس
عضو محترف
 
إحصائية العضو










New1 لست وحيدًا في المصائب.....

هذه الكلمات أنقذتني من حياتي الحزينة..

لو كشف اللهُ لك أحوالَ النَّاسِ مِن حولك، لهانت عندك مصيبتُك؛ بل لعلمتَ أنَّك في عافيةٍ ونعمةٍ، مهما كبرت مصيبتُك

وعظمُت!

فلستَ وحيدًا في مصابِك، بل ما مِن مصابٍ إلا وهناك مَن هو أشدُّ منه مصيبةً أو مصابًا، إن كنت فقيرًا لا تجدُ ما

يكفيك، فهناك مَن لا يجد بيتًا يؤويه، فضلاً عن طعامٍ يكفيه، إن كنت مفلسًا، فهناك مَن هو مفلسٌ وغارقٌ في الدُّيون،

وإن كنتَ مريضًا ملازمًا للفراشِ، فهناك مَن هو لا حيٌّ فيُرجى، ولا ميِّتٌ فيُنسى، أنينٌ دائمٌ وحياةٌ لا تسرُّ، وإن كان

نومُك متقطِّعًا، فهناك مَن لا ينام في الأيام المتتالية إلا مرَّةً واحدة وساعةً واحدةً.

ولكنَّ السعيدَ من أعطاه الله قلبًا مؤمنًا راضيًا بقضاءِ سيِّدِه ومولاه، ذاكرًا ما أعطاه، ناسيًا ما سلب منه، يعلم أنه إن

ابتُلِيَ، فالأجرُ يُرصَدُ له، وإن مرِضَ أيامًا، فكم عُوفِيَ سنين، وإنِ افتقر، فله ربٌّ غنيٌّ كريم، الدنيا عنده لا تساوي

كأسَ لبنٍ يشربُه وهو قريرُ العين آمنًا؛ لذلك قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أصبح منكم آمنًا في سِربِه، مُعافًى

في بدنِه، عنده قوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدُّنيا بحذافيرِها)).

بل - والله - إنَّه لعيبٌ وعارٌ على المسلمِ أنْ يوجَدَ من الكفَّار مَن تصيبُهم مصائبُ وكوارثُ، فيَظهرُ منهم التجلُّدُ والصَّبرُ،

ونسيانُها، وخوض غِمارِ الحياة، وهم لا يرجُون على إثرها أجرًا، وفي الجنَّة لقاءً! ولا يكون هو كذلك ﴿ إِنْ تَكُونُوا

تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ﴾ [النساء: 104].


فصبرًا أيُّها المبتلَى! فلو علمتَ ما لك عند اللهِ، لضحِكتَ من شدَّةِ الفرحِ.

فغمسةٌ في الجنَّة تنسيك كلَّ ما مرَّ بك من شقاءٍ وبلاءٍ، وإنَّ غمسةً للمترَفين الظالمين في النَّار تُنسِي كلَّ لذةٍ ونعيمٍ.

لذلك أذكر لك:

في غرفةٍ رثَّةٍ فوق سطح أحدِ المنازل، عاشت أرملة فقيرةٌ مع طفلِها الصَّغيرِ حياةً بسيطة في ظروفٍ صعبة، وكان

فصلُ الشِّتاءِ يشكِّلُ هاجسًا لهم؛ حيث سقوطُ الأمطار.

فالغرفةُ عبارة عن أربعةِ جدران، وبها بابٌ خشبيٌّ، غيرَ أنَّه ليس له سقفٌ!

وكان قد مرَّ على الطِّفل أربعُ سنوات منذ ولادتِه لَم تتعرَّضِ المدينةُ خلالها إلا لزخات قليلةٍ وضعيفةٍ من المطر.


إلا أنَّه ذات يوم تجمَّعت الغيومُ، وامتلأتْ سماء الدُّنيا بالسُّحبِ الداكنة، ومع ساعاتِ اللَّيل الأُولى، هطل المطرُ بغزارة

على المدينة كلِّها.

يا له من موقفٍ عصيب!

نظر الطفلُ إلى أمِّه نظرةً حائرة، وارتمى في أحضانِها وهي مبلَّلةُ الثِّياب.

أسرعت الأمُّ إلى باب الغرفة المتأرجحِ، فخلعته من حديدتيه الجانبيتينِ، ووضعته مائلاً على أحدِ الجدران، وخبَّأت

طفلَها خلف الباب؛ لتحميه من سيل المطرِ المنهمر، فنظر الطفلُ إلى أمِّه ضاحكًا مستبشرًا، وقال ببراءةِ الأطفالِ لأمِّه:

يا أمِّي، ماذا يفعل الفقراءُ الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطرُ؟!

فانظر كيف نظر طفلٌ صغيرٌ إلى أنَّ هناك مَن لا يجدون ما يستترون به من المطرِ! انظر كيف استمتع الطِّفلُ بما معه

وبما حوله، وإن كان بابًا قد تغيَّر لونُه وأُزيل عن مكانِه! فهلاَّ استمتعت بما وهبك اللهُ، ونظرتَ إلى مَن هو دونك.



كتاب "ولكن سعداء.." للكاتب أ. محمد بن سعد الفصّام، والمتوفّر في مؤسسة الجريسي للتوزيع











 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
المصائب....., وحيدًا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:03

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc