العلوم الانسانية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2025 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2025 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

العلوم الانسانية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-25, 22:08   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
mohammed62
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي العلوم الانسانية

نظرة خاطئة للعلوم الانسانية
في سياق سلسلة الدروس المقررة على طلبة النهائي قسم العلوم التجريبية ، وصل بي السير الى درس فلسفة العلوم الانسانية ن فبعد التعريف بهذه العلوم و الموضوع الذي تتناوله بالبحث سألت الطلبة عن قيمة هذه العلوم و منزلتها و مكانتها اذا ما قيست بالرياضيات و العلوم التجريبية ، بل اني اذكر اني وضعت مقابلة بين كوكبة من العلوم الانسانية و كوكبة من علوم المادة و علم الرياضيات .فأخذت استمع لإجابات الطلبة فكانت مجمعة على انه لا فائدة من العلوم الانسانية و لا قيمة لها ، و انها تأتي في درجة دنيا ومن ثمّ فانها لا تلقي اي اقبال و لا اهتمام في نفوسهم .
هنا عدت بالذاكرة الى حوالي ثلاثة عقود خلت لاسترجع ما كنت قد قرأته في كتاب الانسان ذلك المجهول للدكتور الكسيس كاريل - و قد قضى هذا الباحث الشطر الاكبر من حياته في المخبر يدرس الكائنات الحية و الشطر الباقي في العالم الفسيح يراقب بني الانسان و يحاول فهمهم - و انتهى من جهده العلي كله الى ان الناس يملكون الآن اكداسا من المعلومات و انه لو شاء ان يكتب رسالة عن الانسان لاستغرقت منه عشرات المجلدات الضخمة ؛ و لكنه حاول ايجاز هذه المعلومات منها الى ضرورة تحول اهتمام البشرية من لألآت و علم الجماد الى جسم الانسان و روحه ، الى العمليات العقلية و العضوية التي ابتدعت الألآت و دنيا نيوتن و انشتين .
يقول الدكتور الكسيس كاريل : ات الغرض من معرفة الانسان ليس ارضاء فضوليا ، بل إعادة بناء انفسنا و ما يحيط بنا ، و لذا فان علم الانسان سيكون مهمة المستقبل .
ان طالب الثانوي قسم الرياضيات و قسم العلوم التجريبية ارتسم في ذهنه ان العلوم الجديرة بالاهتمام و الاحتهاد و صرف الوقت لا تتعدى هذه المواد الثلاث : الرياضيات ن الفيزياء و العلوم الطبيعية ( البيولوجيا) . اما العلوم الانسانية فهي محل ازدراء لأنها لا فائدة منها و ل قيمة لها فهي تأتي في ذبل قائمة العلوم . هكذا هي الصورة المرسومة في عقول طلابنا .
بعد الاستماع لهذا الرأي – الذي اعتبره خاطئا و لا اشك في خطئه –اخذت في محاورة الطلبة محاولا تصحيح ما علق في نفوسهم من سوء فهم و تقدير للعلوم الانسانية .
بدأت الحوار انطلاقا مما هم فيه من موضة الألبسة و تسريحات الشعرو تصفيفه و ما رسمته اناملهم من صور و رموز و كلمات على الطاولات ، وما احدثنه اقلامهم من عبارات على الجدران وما حملته محافظهم من صور الاعبين و المغنيين .. بل تعمدت ان يقرأ بعضهم ما هو مكتوب و مرسوم لننتهي في الأخير ان هذه الأفعال ( السلوكات ) لا صلة لها بالعلوم التجريبية و لا بالرياضيات . فلا هي رياضيات و لا فيزياء و لا كيمياءو لا بيولوجيا او جيولوجيا و لا هي تكنولوجيا انها لا تحمل اي توجه علمي على الاطلاق . فاين يمكن تصنيف هذه السلوكات اذن ؟ اجاب احد الطلبة ان هذه الأفعال ما هي الا تقليد للغير و قال اخر ان هذا يعتبر غزوا ثقافيا و قال ثالث ان ذلك غزو فكري .
اذا كنا قد استيقنا هذه الخطوة – التقليد للغير ، الغزو الثقافي ، الغزو الفكري – فإن السؤال الذي يطرح بإلحاح هل يواجه هذا السلوك بالتوسع في الرياضيات و علوم المادة ام يواجه بالدراسات المرتبطة بالانسان : الدين ، الفلسفة ، الأخلاق ، النفس ، الاجتماع ، الاقتصاد ، السياسة ، التاريخ ، الجمال ، اللغة ، الأدب ، الفن .. من خلال هذه الدراسات الجادة و المعمقة في دراسة الانسان يتم انشاء السلوك المتزن و المحافظة عليه ، و الشخصية السوية الفاعلة البانية لمستقبلها .
انهيت الحوار مع هذه الثلة من الطلبة الى ان الغرب الذي ننظر اليه على انه قوة و تقدم في كافة الميادين اعطى للعلوم الانسانية مكانة ارقى و اطلق عليها بالعلوم الاستراتيجية او العلوم المستقبلية .
كانت تلك اذن فكرة خاظئة استولت على عقول طلبتنا ، و كان ذلك محاولة لتصحيح ما لابد منه قصدت من ورائه اعادة التوازن لهذا العقل الذي يفرق العلوم بعضها عن بعض او يجعل علوما معينة في اعلى السلم و علوما اخرى في ادناه او لا وجود لها اصلا في نفسه ، و تلك جناية كبرى في حق المعرفة الانسانية ، و اية جناية ان يفقد الانسان توازن السير في الحياة . و قد لا اكون مخطئا اذا اعتبرت كتاب " الانسان ذلك المجهول " هو محاولة من الدكتور الكسيس كاريل لتنبيه الباحثين في حقل المعرفة الى احداث التوازن في ميدان البحث العلمي و لم لايكون محاولة اشد بعدا لاحداث التوازن داخل الكيان الانساني ذاته .
محمد السعيد بلعيد
تعليق الأستاذة الحترمة شراديد - استاذة الأدب العربي – على المقال.
الموضوع بالفعل جدير بالاهتمام و يحتاج الى وقفة جادة .
نحي الاستاذ المحترم و نشكره غلى هذه الالتفاتة الواعية بخطورة الامر و انعكاساته السلبية على مستقبل ابنائنا .
فالانسان جسد و روح و لكل منهما غذاء فمثلما يحتاج الجسد الى ما يجعله صلبا قويا شديدا و صلبا تحتاج الروح الى ما يرفعها و يهذبها و ينمبها .
حبذا التركيز على ارتباط النجاح العلمي بالنجاح الاخلاقي و الاجتماعي
العلوم الانسانية هي علوم هدفها تنمية الذوق و الجمال و الادراك المتزن لدى التلميذ
الانسانية في بعض مفاهيمها تعني الحياة اي علم الحياة (و الانسان هو اساس الحياة ) بل هو الباني لها .
قد يكون سبب عزوف التلاميذعن هذه المواد هو نوعية البرامج و المقررات و الموضوعات و النصوص المختارة التي لا تلبي في الكثير منها حاجة النفس و لا تتماشى في بعض الاحيان مع واقع التلميذ و ظروفه و اهتماماته .
قد بكون السبب عدم وجود الاستاذ الذي يستطيع ان يستثير الرغبة عند التلميذ ، او لا يتمكن من ان غرس يغرس في الطالب حب هذه المواد و الارتباط بها .
قد يكون السبب حالة الجفاء التي يعاني منها المجتمع ، لان هذا النوع من المواد يحناج الى الاحساس و الادراك الروحي ، يحتاج الى المشاعر و العواطف النبيلة الراقية .
فما وصل اليه الاستاذ من اراء التلاميذ هو نتيجة طبيعية لعوامل كثيرة اوجدت هذا الرأي و هذا التفكير عند ابنائنا و بناتنا و انعكست على سلوكاتهم و نمط خياتهم و تفكيرهم .
محمد السعيد بلعيد









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الانسانية, العلوم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc