نكملوا ونبدو مع الحملالمـرأة الحـمـل
لا ندري أيستحق محب هذه المرأة التهنئة أم الشفقة وذلك لسبب وجيه هو أنه يتنازع طبيعتها باستمرار عاملان رئيسيان : من جهة الحبّ قضيتها الأولى وسرّ وجودها , ومن جهة أخرى لا تستطيع أن تغفل لحظة واحدة عن العالم المحيط بها أو عن نفسها خاصة . في وسعها – أكثر من أي امرأة أخرى – الاستغناء عن الرجل استغناء تاما . ذلك لا يعني أنها ترضى بجفاف العاطفة وشح المشاعر . إنها على العكس تحلم بالحبّ وتتخيّل باستمرار أجمل المواقف الشاعرية حتى لو لم تنجح في تجسيد ذلك بواسطة رجل معين . طبيعتها المستـقلة الانفرادية تتيح لها الاتكال على نفسها في مختلف الأعمال والواجبات اليومية . تشعر في قرارة نفسها أنها العنصر الأقوى فلا تتورع عن مصارحة الرجل بحقيقة شعورها وخصوصا إذا بدا من النوع البطيء المتردد . أما إذا جاءت المبادرة منه فلا يُستبعد أن تطلق ساقيها للريح لا كرها له بل خوفا منه على نفسها من سأم أو عبودية قد يهددانها في المستقبل . لديها طاقة احتمال ومقاومة عجيبة . في استطاعتها مواجهة جيش كامل في سبيل هدف أو إنسان تؤمن به وترغب في الحصول عليه . تجيز لنفسها جميع الأساليب والطرق . إذا فشلت المرة تلو المرة تابعت نضالها متحلية بالصبر والمثابرة , مؤمنة بالحكمة القائلة : " وإن غدا لناظره قريب " .
تستطيع هذه الإنسانة المكتملة الأنوثة أن تحاور وتعاتب وتداعب وتبكي بحرقة إذا لزم الأمر , كما تستطيع القيام بجميع أعمال الرجل إذا اقتضت الضرورة . من أفضل صفاتها الصدق والتفاؤل والإخلاص والعداء والإيمان بالغد . يرضيها من الرجل اعتدال العاطفة . لا تتمناه باردا كالثلج ولا متيما فاقد الكرامة . تمنحه احترامها إذا استحق دوت أن تسمح لشخصيتها أن تذوب في بوتقته . تطلب منه الكثير وتعطيه أضعاف ما تنال . سخية بمالها ووقتها , بخيلة إلى درجة الشح متى تعلّق الأمر بمن تحب . تأبى أن تفرط فيه أو أن يشاركها فيه أحد ولو بنظرة .
حبّها رهن برضاها . إذا مُسّت كرامتها تحوّلت نارها إلى صقيع ولهفتها إلى لا مبالاة . إلى جانب ذلك تــفضل معشر الرجال على النساء , ويسعدها التفاف المعجبين حولها . ولا يعني إيمانها بالتحرر أنها ترضى بأن تفرط فيمن تحبّ , فهي مخلصة صادقة ومندفعة في حبها لا تدفع رجلها إلى الشك أو الغيرة .
تميل امرأة برج الحمل على العمل , وتستطيع أن تبرز في مختلف الحقول والميادين . متى آمنت بعملها واعتادته أصبح من الصعب عليها أن تتركه حتى في سبيل من تحب . لها عدوان : الفراغ والبطــالة . ومع أنها ربة بيت ممتازة تجيد جميع الأعمال المنزلية إلاّ أنها تعتبر عملها هذا واجبا لا أكثر , وتعتقد أن هدفها في الحياة يتعدى ذلك إلى ما هو أنفع وأجدى .
حالتها الصحية ممتازة . قلما تشكو المرض أو التعب . وإن حدث لها شـيء تــتوقع من الآخرين – وخصوصا زوجها – العناية والاهتمام . وهي أم مثالية , ترعى أولادها وتعنى بنظافتهم وراحتهم , وتشاركهم اللعب والنزهات والأحاديث , ولكنها تفرض عليهم القوانين والأنظمة ولا تبالغ في تدليلهم , وهكذا ينمون نموا صحيحا لا أثر فيه للفساد أو الميوعة .
امرأة برج الحمل انفعالية , تفقد بسرعة سيطرتها على نفسها وتستعيد هدوءها بسرعة مماثلة . لا تترك العاصفة في نفسها أثرا للمرارة أو النقمة أو الشفقة على النفس . ابتسامتها أبدا مشرقة وتفاؤلها مستمر وإن كانت سريعة العطب بسبب صدقها وطيبتها , وإلى جانب ذلك تتمتع بقسط كبير من الإثارة . إذا ساعدها الحظ ولقيت الرجل الملائم تحوّلت إلى نعجة طيبة مسالمة وبات زوجها من أسعد الرجال . وذكالجوزاءحلوة رشيقة , ملفتـة ومتبدلة . . . هذه المرأة خــُـلقت لتعمل , لتـكون حاضرة . . . عمرها يلعب الدور الأكـبر في حياتها فالجوزائية المراهـقة هي غير الجوزائية الشابة والشابة غير السيدة . . . صاحبة شخصية مرحة ومليئة بالحيوية , نادراً ما تراها حزينة أو متطلبة , حضورها يُدخل الفرح إلى قلوب الموجودين وإن كان بصورة مؤقتة .
والجوزائية المتـقلبة , أنانية بعض الشيء وحريصة جداً على أشيائها وممتـلكاتها , واقتصادية إلى حدود البخل أحياناً بالرغم من أنها مضيافة وتســعى لأن يكون بيتها مفتوحاً , لا أعرف , أنسمّي هذا كرماً ؟ أو لنقل أنه كرم مدروس بدقة . . . قادرة هي الجوزائية على القيام بأكثر من عمل لأنها لا تعرف التعب وليست من النوع الذي يشكو ويتأفف . . . في سنوات الشباب الأولى تـكون رومانســـية حالمة دائمة الابتسام , لكن بعد سنواتٍ قليلة , تشعر وكأنك تـتعرف إلى إنسانة جديدة إلى إنسانة واقعية , جديّـة , تحلل الأمور وتــُـفسر الأشياء . . . إنها مرحة مسلية سريعة الخاطر دقيقة الملاحظة تحفظ الأشعار وتقرأ الفلسفة وتخوض مواضيع السياسة . وهي بالإضافة إلى ذلك ربة بيت ممتازة , وسيدة صالون من الطراز الأول . أعصابها غالباً متوترة ومخاوفها كثيرة وكذلك هواياتها والمجالات التي تبدع فيها .
والجوزائية الاجتماعية قد تعتـقد أنها لا تـُغرم أبداً . . . ولكن في الحقيقة أن هذه الفتاة الحلوة المعشر عاطفية بشدة , بل متأججة العاطفة , إذا لقيت الرجل الملائم , المتحرر والمسؤول في آن ٍ واحد الذي يُرضي عقلها وقلبها وجسدها معاً . فإذا أحبت هذه الفتاة أخلصت ووقفت بقرب حبـيـبها وقفة فيها الكثير من الجرأة والمسؤولية , بل أنها تـشجعه وتمدُ له يد المساعدة دون أن تـتركه يشعر وكأنه اتكالي . . . معظم الجوزائيات المـتـزوجات هن سيدات منـزل من الدرجة الأولى فالمرأة الجوزائية تكره الإهمال في البيت وتسعى أن يبقى نظيفاً ولافتاً , فتجدها كل يوم تـُضفي عليه لمسة جديدة تذكرك أن المرأة أنــوثــة قبل كل شيء . . . من الأدوار التي ترضى عنها وتخشاها في آن واحد دور الأمـومة . لكنها في جميع الأحوال والدة ممتازة تعامل أولادها معاملة الأصدقاء دون أن تـفرض عليهم القيود والأنظمة . إنها تـكون حازمة حيناً ومتساهلة حيناً آخر , وهي محظوظة إذ أنها قادرة على امتلاك عواطف أولادها الذين تراهم قابعين قربها ناظرين إليها , مستمعين إلى أحــاديــثـها . أخيرا لا آخرا تمد هذه المرأة الطيبة يد المساعدة كلما استطاعت . عيبها أنها قليلة الصبر , فعليها أن تعوّد نفسها الاستـقرار كي لا تظل تدور في حلقة مفرغة . مهما تكن سيئاتها فضيلتها أنها مثيرة ومسلية , ومن يعش معها يجهل معاني الضجر . نعم , متـقلبة , متبدلة , أليست أحلى من أن تـكون مستـقرة في شخصيتها وهواياتها ولا تشرق في كل يوم ؟.
واخيرااهذا الموضوع العذراءيُخطئ الذين يتوقعون من هذه المرأة الضعة والطهارة بصورة دائمة إذ ينسون أو يتناسون أنها – قبل كل شيء آخر – أنثى مفطورة على الضعف والقوة والحسنات والعيوب وذلك على الرغم من المعاني السامية التي ينطوي عليها رمزها الذي هو العذرية . هذه المرأة على الرغم من حيائها الفطري كفيلة بملاحقة أهدافها والتشبث بسعادتها وحقها في الحياة ولو اضطرت إلى هجر بيتها وزوجها وأولادها . إن ما يدفعها إلى بعض تلك المواقف المتطرفة هو في الواقع إيمانها بالصدق وكرهها الشديد للرياء مع أنها من فئة النساء اللواتي يُعطين للمجتمع أهمية ومكانة . فكل تصرف من قلبها لا يرضى عنه مجتمعها يُشعرها بالخجل والأسى , ومع ذلك ترفض التراجع عن أي قرار تؤمن عن حق أنه عين الصواب .
المرأة في برج العذراء عاطفية واقعية في آن واحد , تسعى لذروة الكمال في كل أعمالها على الرغم من سلبية بعض صفاتها . فهي تعتقد مثلا ً – عن يقين تام طبعاً – أنها أكثر النساء كفاءة تقريباً وأقدرهن على التـنظيم , كما تؤمن بعبث كل جدل يُثيره الآخرون معها وذلك لتمسكها بقراراتها وآرائها . ويمكن القول إن الاعتراف بالخطأ لغة تجهلها هذه المرأة مع أنها تتمتع بمهارة خاصة في تمييز الصدق من الكذب . عنادها في الواقع لا يُجارى مع أنها تبدو في الحالات العادية طيبة دمثة الخلق إلى أبعد الحدود .
المرأة في برج العذراء تتمتع أيضاً بصفاء الفكر ونقاء السريرة وإن لم تكن ساذجة إلى الدرجة التي يعتقدها البعض . إنها على العكس بعيدة عن السذاجة يصعب جرها إلى شرك الكلام المنمق المعسول , ومقابل ذلك يتم حديثها دائماً عن تهذيبها الفطري وتتسم جميع تصرفاتها بالنبل والتواضع وذلك على الرغم من الإعجاب والثقة بالنفس المعروفين عنها . هذا ويحق لها أن تـُعجب بنفسها لأنها جميلة الصورة , ذكية الملامح , سريعة الخاطر , في ضحكتها جرس موسيقي عذب وفي عينيها صفاء عجيب . يداها الماهرتان تـتـقنان الأعمال وخصوصاً تلك التي تتعلق بخيرات الأرض كزراعة الأزهار وقطف الفاكهة وطبخ أصناف الحبّ , حتى عجن الدقيق وخبزه في البيت .
من أحب الهوايات إلى نفسها المطالعة والموسيقى والمسرح ومختلف المهرجانات الفنية , وهي في جميع هذه الميادين دقيقة الملاحظة سريعة البديهة تعطي رأيها بتجرد تام , وتوجه النقد بأسلوب سلس عميق . تكره القمار والسبق وجميع الهوايات التي يدخل فيها عنصر المغامرة والتبذير .
تستطيع امرأة برج العذراء أن تكون زوجة مثالية تشارك رجلها همومه ومتاعبه فلا يشعر بالقلق والتوتر اللذين يصيـبان عادة صاحب المسؤوليات المتعددة والأحمال الثـقيلة . والحقيقة أن في شجاعتها النادرة وقدرتها على مواجهة المسؤوليات أفضل عون لزوجها . هذا بالإضافة إلى إخلاصها الذي لا يتزعزع , إلا لأسباب قاهرة وخارجة عن إرادتها , فإذا شذت عن الطريق السوي لا تلبث أن تعود إليه تائبة مستغفرة , وإذا لم تعد كان معنى ذلك أنها اختارت طريقاً جديداً يكفل لها الصراحة والصدق تجاه نفسها وتجاه الآخرين .
وفي ميدان الأمومة مواهب هذه المرأة كثيرة , منها اللطف والحزم والاهتمام بالقواعد الغذائية والصحية السليمة والمبادئ الخلقية الرفيعة . أولادها يلجئون إليها في الأوقات العسيرة ويستمدون من صفائها وابتسامتها الشجاعة والتفاؤل .
يُقال إن فضل هذه المرأة على زوجها كبير من نواح ثلاث على الأقل : أولا ً تحرص على ماله ورزقه , ثانياً تحافظ على أسراره , وثالثاً تنظم له أعماله . لو أردنا إضافة ناحية رابعة لا غير لقلنا أن هناك أيضاً ابتسامتها التي تـنسيه الهموم حقاً .