من يوميات التلميذ المغرور .... الحلقة الرابعة .
مواصلة للحلقة الرابعة ....
من يوميات التلميذ المغرور .... الحلقة
الخامسة .
...... دخل التلميذ المغرور المؤسسة وكله فرح
وابتهاج بعودته إليها وبعودتها إليه ، كيف لا وهو سيجد فيها نسيم الروح ، في القرب
والنزوح .... وبينما يدخل ساحة المؤسسة حتى تنفذ إلى أذنيه صرخات المساعد التربوي
الشديد الغليظ ، الذي لا يرى إلا عابس الوجه ، قابض الكف يوشك أن تقول له السلام
فتفقد أسنانك حق الكلام ، رآه كعادته مشمرا على ذراعيه حاملا العصا التي لا تفارق
كفيه ، والتلاميذ يُهرعون بين يديه خوفا وهلعا ...وبالرغم من صراخه فقد كان قليل الكلام لأن عصاه كانت أفصح لسانا منه وأحسن بيانا كيف لا وطالما تركت آثارها دهرا على ظهور التلاميذ الناعمة .....
توجه التلميذ المغرور فورا إلى مكان الصف مع
زملائه حيث ألقى التحية على من يحب ومن لا يحب ، ثم توجه للقسم بعد رفع العلم
والاستماع للنشيد الوطني .
ولكن هاته المرة كان أستاذ الانجليزية واقفا
أمام الباب ، ذلك الأستاذ الذي إن يرحم فإنه لا يرحم ، كان ليس ببعيد من المساعد
التربوي السابق ... دخل التلميذ المغرور مع زملائه إلى القسم وأمرهم الأستاذ بإخراج الكناش ، على طريقته الخاصة ، وباللغة- اللغة الانجليزية-
التي كان يحبها التلميذ المغرور حبا جما ، وعندها أخذ يكتب ويكتب ويكتب ....حتى امتلأت
السبورة عن آخرها ، فجلس وأخذ يراقب التلاميذ ، عساه يفتك بأحدهم لم يكتب أو
يتهاون في الكتابة ، وفي هذه اللحظة كان التلميذ المغرور أيضا قد أنهى الكتابة في
الوقت نفسه الذي أنهى فيه الأستاذ الكتابة ، وأخذ يحدق في الأستاذ ، عندها وقع بصر
الأستاذ الرحيم ؟؟ على التلميذ المغرور أخذ ينظر إليه نظرة توقفت دقات قلب التلميذ
المغرور من جرائها ، وعلم بأنه سيكون الضحية اليوم ، عندها بسط يديه على الطاولة
وأطرق حتى لا يرى شرارة النار التي تنبعث من المكتب ولكن ذلك كان أشد عليه إذ
بالأستاذ يمثل واقفا على رأسه ، مشيرا إليه : أن هات الكناش فأعطاه الكناش وقد
ارتعشت يداه ، وانعقد لسانه وشفتاه ...
أخذ يقرأ الأستاذ ويقرأ حتى أعاد الكناش إلى
التلميذ المغرور ورجع قافلا إلى مكتبه ، وفي هذه اللحظة استعاد التلميذ المغرور أنفاسه ولكن ليس طويلا
فقد ، ولى الأستاذ الوجهة بعد ذلك نحو نفر كانوا يجلسون في الخلف ..
نفر كانوا هم أكابر القسم ومجرميه ، سيقولون
ثلاثة رابعهم زعيمهم ويقولون خمسة سادسهم
زعيمهم قل ربي أعلم بعدتهم ..... كيفما كان عددهم فإن سابعهم لا يحظى بمنزلة سابع
أهل الكهف ، لأنهم لم يذروا نقيصة ولا رذيلة إلا ارتكبوها وخططوا للقيام بها وكانوا احق بها وأهلها
لقد نكل بهم أشد تنكيلا حتى ذاقوا وبال أمرهم
وكان عاقبة أمرهم خسرا ......
أجل ألا ترى أنهم في كل ساعة يفتنون مرة أو
مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ، كانوا طوال القامة ، قصار الهمة ، عديمي الابتسامة ، تعرف في
وجوههم نظرة الجحيم ، لا ينجزون واجبا ، ولا يحترمون حاجبا .....
وبين الفينة وأختها يسومون التلميذ المغرور
سوء العذاب ، إلى أن من الله عليه بالنجاح وانتقل إلى الطور الثانوي حيث وجد
الرفقة التي تعينه على الخير وتهديه إليه ، في هذا الطور الذي تطور فيه التلميذ المغرور
وأصبح.....
يتبع