سلطان الحطاب
ما زال الزائر لا يستطيع قراءة الحالة المصرية ولذا عمدت ان استطلع اراء في الشارع ومن خلال سائقي التكسي الذين يتحدثون بحرية وبشكل تلقائي ومباشر. وكنت من قبل حوالي شهر قد فعلت ذلك ولكنني وجدت الشارع ان جاز لي ان اطلق حكما وقد تبدل بعيدا عن تأييد حكومة مرسي. وهو امر استغربته او كنت اعتقد ان شعبية حكومة مرسي قد ارتفعت بعد اقالة كبار ضباط الجيش وبعد الحملة العسكرية المصرية على سيناء ولكن ذلك لم يكن صحيحاً خاصة وان الفوضى العارمة ما زالت تسيطر على الشارع المصري وقد غابت الشرطة تماما ولم تعد تلحظ في الشوارع وتحولت الطرقات والشوارع الرئيسة بما في ذلك الجسور على النيل الى بسطات للبيع تعيق حركة السيارات التي تجد صعوبة في العبور. كما ان القاهرة التي كانت نظيفة نسبياً من اكوام القمامة وخاصة في الميادين الرئيسية عادت لها اختناقات اكوام الزبالة التي اصبحت تشكل تلالاً وسدودا في العديد من الاماكن بما في ذلك الاماكن التي كانت راقية.
في احدى الدراسات المنشورة التي قرأتها في صحافة يوم الاحد ان كلفة اعادة تنظيم المرور داخل القاهرة فقط تحتاج الى ثلاثة مليارات دولار أي حوالي (20) مليار جنيه مصري. كما ان أياً من المشاكل الاقتصادية المتفاقمة لم تحل.. ولم يلمس المصريون حتى الان أي تغييرات في حياتهم وقد خاب الكثير من توقعاتهم المتعلقة باسترجاع الاموال المنهوبة أو حتى محاكمة الفاسدين أو احداث تغييرات في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الموروث.
الجديد ان الرئيس مرسي يواظب على الصلوات وخاصة ايام الجمع وفي ايام العيد ويقرب اليه الطبقة المصرية الدينية دون تغييرات فيها كالتي اصابت العسكريين لمرونة هذه الطبقة وقدرتها على موالاة أي نظام جديد.. تأييد مرسي في تغيير قادة الجيش جاء معظمه من الاحزاب الاسلامية.. الاخوان.. السلفيون.. وكثير من المستقلين الاسلاميين. في حين ان حزب التحرير الاسلامي الذي ينشط في مصر ويعلق يافطاته في ميدان التحرير وغيره يدعو الى تجمعات يطالب فيها بخلافة اسلامية ولا يوافق مرسي على نهجه.
تعليق الحياة وركودها في مصر لصالح الاسلاميين دفع قوى اخرى يسارية وقومية وحركة (6) ابريل المصرية ومجموعات شبابية عديدة اخرى الى المطالبة بخطوات اعمق وخصوصا في الصراع مع اسرائيل والى كشف حقيقي عن طبيعة العمليات في سيناء والتي استهدفت بدو سيناء وحاول القائمون على الحملة وخاصة من بقايا ضباط العهد السابق تحميل بدو شمال سيناء من العزازمة والترابين المسؤولية وعدم السماع لشكوى هؤلاء او قولهم بأنهم ابرياء او ان اسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية وهي من يقف وراء مثل هذه العمليات وقد نجحت في تسخير مصر لانفاذ برنامج كانت اسرائيل تريد القيام به هناك من المصريين من يعتقد ان الرئيس مرسي ومن معه قد قاموا بتسليف هذه العملية الواسعة والقاسية والتي جرى فيها ممارسات ابشع من تلك التي كان نظام مبارك يقودها من اجل اشعار المصريين انه يعود الى سيناء وانه يحررها وانها مصرية لانه يدرك ان المصريين ما ان يستقر نظامه فانهم سيطالبونه بالعودة الى سيناء ووضعها تحت السيادة المصرية ولذا قام باستباق هذه المطالب وقطع الطريق على الذين سيطالبونه بالغاء اتفاقيات كامب ديفيد.
العلاقة الان بين مصر الرسمية وبين حكومة حماس في غزة علاقة متوترة ومثل حكومة مرسي هي القادرة على معاقبة حماس وسلطتها في غزة الان وليس حكومة مبارك.
ما زالت حكومة مرسي التي لم تأت بجديد الى ارض الواقع غير مقروءة والذين يقرأونها هم من يؤيدون الاخوان.. وهؤلاء يتراجعون ويبدو لي ان مصر قد امهلت مرسي خاصة وان موسم السياحة قد تأخر وموسم عودة الاستثمارات لم يبدأ.. ورغيف الخبز هو موضع السؤال!!
المصدر
https://www.alrai.com/article/533989.html