السلام عليكم
أنا فتاة لدي مشكل مع كل ما هو ذكوري
ولكي لا تحللوا نفسيتي كثيرا
أنا بكل بساطة معقّدة
نعم أنا معقّدة من جنس الرجال ومن كل ما هو ذكوري
وهذا يرجع لحادثة وقعت لي وأنا صغيرة
فعندما كان سني حوالي 7 سنوات تعرضت لتحرّش جنسي(محاولة إغتصاب) من طرف إبن جيراننا الذي يكبرني بــ 10 سنوات
والحمد لله أن الله أرسل من ينقذني قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه
فقد سمعتني جارتنا وأنا أحاول الصراخ لأن ذلك الحيوان كتم أنفاسي وأغلق فمي حتى لا أستطيع الصراخ ولكن الله شاء أن تمرّ جارتنا من ذلك المكان وتسمع أنيني وصراخي المكتوم وتأتي وتنقذني قبل أن يفعل بي أي شيء ولم تنسى طبعا أن تعطيه نصيبه من الضرب والسب والشتم ودعاوي الشّر وهو لم يكن في مقدوره سوى الهروب والفرار بجلده
وأخذتني وحضنتني و هدأتني تلك الجارة جزاها الله كل خير ولماّ هدأت أرسلتني إلى بيتنا الذي كان مقابل بيتهم وقد طلبت مني أن لا أخبر أحدا حتى لا يلوّث شرفي وشرف عائلتي
وقالت لي
إن أخبرت والدك فأكييييييييييد سوف يقتله وسيدخل السجن
وأنت سيتكلّم عنك كل من هبّ ودب ولن يقبل أحد أن يتزوّج منك وستبقين علكة في أفواه الناس يمضغها كل منحط وضيع
أنا لم أخبر أحدا بالأمر ولا حتى أمي وأبي وإخواتي
كتمت كل ما حدث معي في صدري وأصبحت لا أسمح لأحد بالإقتراب مني
حتى أبي وإخوتي لا أسمح لهم بتقبيلي أو لمسي وكانوا يرجعون كل ذلك لخجلي الشديد
وحتى الدراسة تركتها في المتوسطة لأنني اضطررت للدراسة عند أساتذة رجال وكنت أكرههم جدا جدا جدا
وأصبحت أعيش منزوية وحيدة في بيتنا
حتى عندما يأتي عندنا ضيوف لا أخرج إليهم وحتى في العيد لا أخرج لأي كان ولا أقبّل أي رجل
واليوم بعد أكثر من 20 سنة مازالت تلك الذكرى المشؤومة تسيطر على عقلي
مازالت كل مسامات جلدي تحفظ ما حدث
حتى أنني في بعض الأحيان أتمنى لو أستطيع أن أنتزع جلدي وعقلي وعيناي وأذناي وأغيرهم بأخرى حتى أنسى لمساته ونظراته وكلماته وكل تلك الذكريات المقيته
في بعض الأحيان أشعر بأنني مازلت أسمع كلماته فأسدّ أذناي وأرغب في الصراخ
كرهته كرهته كرهته وكرهت كل الرجال لأنهم كلهم طينة واحدة في نظري
والأن يحدث معي ما هو أمرّ من عقدتي
فمنذ 17 من عمري كان يتقدّم لي الكثير من العرسان وكانت أمي ترفض بسبب صغر سني ولمّا كبرت أصبحت أدلل أبي حتى لا يستطيع تقبّل فكرة ابتعادي عنه ويرفض كل من يتقدّم لي
وهذا ما حدث فعلا إلى أن تقدّم لي عريس في نهاية العام الماضي ومع إصرار جداي أبي لم يجد مهربا سوى قبوله بذلك العريس
واليوم أنا مخطوبة وعاقدة وقريب العرس ولكنني لا أشعر بأنني سأستطيع إسعاد زوجي
فهو يمطرني بكل عبارات الحب والغزل والرومنسية وأنا كل ما أقوله له هو إيييه, وي, لالا, نو
وعندما يقول لي (أحبك) أقول له(حتى أنا)
وعندما يقول لي لماذا قبلت بي إذا كنت لا تحبينني ؟
أقول له وهل كل المتزوجين يحبون بعضهم ؟
تزوجتك لأنها سنّة الله في خلقه هذا كل ما في الأمر
وأحاول إغاضته بكل الطرق ليطلقني ولكنه يقول لي لن أيأس منك وسأحاول وأحاول حتى تقبلي حبي وتبادليني بالحب
ماذا أفعل يا ناس يا عالم ؟
ولا تقولوا لي إذهبي للطبيب النفسي لأنني لا أعرف ماذا أقول لأهلي
لأنهم يعتقدون بأن كل من يلجأ للطبيب النفسي فهو أكيييييييييييد مجنون
وماذا أفعل مع زوجي؟
هل سأحبه يوما ؟
أم أنني سأبقى هكذا وأعيش معه تعيسة وأجعل حياته جحيما لا يطاق؟
شكرا لكم جميعا
والسلام ختام