
عندما فاز الأفلان بأغلبية الأصوات في تشريعيات العاشر ماي، رصدت كاميرات الصحافة دموعه وهي تنهمر فرحا بالفوز الكاسح للحزب العتيد !
الموقف ذكرني بالقس جيسي جاكسون وهو يبكي فرحا وتاثرا أثناء خطاب باراك أوباما التاريخي بعد إعلانه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية،، إلا أن الصورة مختلفة تماما في الشكل والمضمون، والآية منقلبة رأسا على عقب!
دموعٌ من الجميل ان نراها في أعين أحدٍ من وزرائنا لنعلم أنهم مثلنا يبكون ايضا،، ونحن الذين لم نتعود رؤيتهم إلا بهيأتهم الرسمية ونظراتهم الرسمية وإعلامهم الرسمي، الذي لا يجد حرجا في تذكيرنا يوميا بما حققوه من مشاريع وإنجازات باهرة ! ! ومع ذلك لا نجد فيما ينجزون ما يرسخهم في ذاكرتنا،، لكنهم راسخون في مناصبهم، لايغادرونها حتى يعودون إليها من جديد،، يتبادلونها ويتداولون عليها، وكأن الجزائر لم تنجب غيرهم رجال ! !
دموع ٌ كانت لتكون اصدق لو ذرفتها وأنت ترى عشرات الآلاف من مرضى السرطان وهم يعانون يوميا عذاب الداء والدواء، وانت تعلم أن أعدادهم المهولة في تزايد مستمر فيما تبقى مراكز العلاج تعدُ على اصابع اليد الواحدة أغلبها لا تتوفر على أبسط متطلبات العلاج في بلد لا تنقصه الإمكانيات ! !
دموعٌ كانت لتأثر فينا لو ذرفتها حزنا على رسالة وردة خلود بن العمري ذات الثالثة عشر ربيعا لم يُزهر أبدا،، تركتها قبل وفاتها وتناقلتها مختلف وسائل الإعلام،، وفيها روت وردة تفاصيل مأساتها مع المرض الخبيث في مستشفى مصطفى باشا وكيف عجل الأطباء بموتها بسبب الاهمال وسوء المعاملة وكان حريا بهذه الرسالة أن تحدث إنقلابا على مستوى وزارتك ومستشفياتك وعلى مستوى الدولة !
دموعٌ كانت لتكون اجمل لو بكيتها على المرضى وهم يتسولون موعدا للعلاج بعد إكتشافهم المتأخر دائما لهذا المرض الخبيث لغياب أي إستراتيجية للكشف المبكر، فتعطى لهم المواعيد بعد ستة وسبعة أشهر، حتى يتفشى المرض وينتشر بكل هدوء في كل ما تبقى من الجسم.
دموعك كانت لتحرك فينا شيئا مما إفتقدناه فيكم لو ذرفتها وأنت تتابع التدهور الخطير في المستشفيات الجزائرية على كافة المستويات، وسط إضراباتِ وإحتجاجاتِ موظفي القطاع، ليزيد إضرابُهم المتواصل من عمق مأساة المرضى المتواصلة.
لكن الدموع التي ذرفتها كانت في خاطر الأفلان، طبعا ! فدواعي هذه الفرحة العارمة بالنسبة إليك، حقا تستحق منك دموعك يا سيدي.