يامن أمره بين الكاف والنون

miramer · 2012-05-24, 19:57

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثيرا مانردد كلمات لا نعلم حقيقة جوازها من عدمها ومنها جملة منتشرة بيننا كثيرا ما نتمناقلها ونتحدث بها وهي عبارة (( يا من أمره بين الكاف والنون )) !!!!!!!!!!! بحثت ووجدت هذه الفتاوى فدونكم وإياها لتطلعوا عليها وتعرفوا معانيها ، وبعض الفوائد الأخرى لما يتردد على السنتنا في مجتمعاتنا عموما

**************************************

السلام عليكم
الموضوع منقول ومنسق

شاع بين المسلمين بعض العبارات الخاطئة , وهذه العبارات يستخدمها البعض دون التفكير بما تعنيه. ويبرر البعض استعماله لهذه الكلمات بأنه يقولها بنية حسنه وانه لا يقصد المعنى الحرفي متناسيا قول الله سبحانه وتعالى (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)) ومتناسيا قول النبي صلى الله عليه و سلم: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً تهوي به في جهنم سبعين خريف "
ومن العبارات الخاطئة :

يامن أمره بين الكاف والنون
قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله : وفي هذه المناسبة أريد أن أنبه على كلمة دارجة عند العوام يقولون " يا من أمره بين الكاف والنون"
هذا غلط عظيم , الصواب يا من أمره بعد الكاف والنون , لأن ما بين الكاف والنون ليس أمر , لأن الكاف ليس أمر" والنون كذلك , لكن باجتماعهما يكون أمرا.
والصواب أن تقول " يا من أمره بعد الكاف والنون"

عبارة " إلا رسول الله "
سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله : هل ترون جواز استعمال هذه العبارة ؟
فأجاب :
"لا أرى جوازها ؛ لأنها لا تُفيد شيئاً ، هي عندي تشبه ذِكر الصوفية : الله ، الله
لكن نعلم أن مقصود الذين يكتبونها هو : " كل شيء إلا الرسول ، لكن إذا نظرنا لتحديد لفظة " إلا رسول الله "صار المعنى سبُّوا كلَّ أحدٍ إلا رسول الله !
سبُّوا كلَّ أحدٍ إلا رسول الله . فهي غلط.

لا بيرحم ولا يخلى رحمة ربنا تنزل
كلمة لا ينبغي لنا أن نقولها على الإطلاق.
فالله تعالى لا يؤوده شيء ولا ينازعه فى سلطانه منازع؛ قال الله جل وعلا: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا
وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر:2]
فمن هذا المخلوق الذي يستطيع أن يمنع رحمة الله، فهذا القول لا يجوز
الباقي على الله
هذه الكلمة دائما ما تتردد على لسان الأطباء ومن أنجز عملا.. وهي مذمومة شرعا , والواجب علينا التأدب مع الله , والأحرى أن يقال: "أديت ما علي والتوفيق من الله"

قولهم إذا اصيب انسان بمصيبة ( فلان ما يستاهل )
فية اعتراضا على حكم الله واتهاما لله بالظلم . تعالى الله عن ذلك .

قال الشافعي:
أحفظ لسانك أيها المسـلم لا يلدغـك إنه ثعبــان
كم في المقابر قتيل لسانـه كانت تهاب لقاءه الأقران

**************************************
حكم قول : ( يا من أمره بين الكاف والنون )

السؤال: نرجو معرفة حكم قول : ( يا من أمره بين الكاف والنون ) ؟ وخاصة أنها كَـثُـرت على ألسنة الدعاة ، فما حكمها ؟

الجواب:
الحمد لله
هذا القول قد انتشر على ألسنة بعض الخطباء ، وهم يريدون بذلك أن ما أمر الله به يقع فوراً ، ولا يتأخر وقوعه ، وهو معنى صحيح بلا شك ، قال الله تعالى : (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) القمر/50 .
ولكن هذا اللفظ عند التأمل نجده غير صحيح ، ومخالفاً لما دل عليه القرآن .
ولعل هذه العبارة مقتبسة من أبيات لأبي محمد التيمي ، وهي قوله :
لا تخضعنّ لمخلوق علي طمعٍ فإن ذلك مُضرّ منك في الدينِ
واسترزقِ الله مما في خزائنه فإنما الأمر بين الكاف والنون
إن الذي أنت ترجـوه وتأمله من البرية مسكينُ ابن مسكين
"رسائل الثعالبي" (ص29) ، "الأغاني" (20/70).
قال الله عز وجل: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) البقرة/117 .
وقال تعالى : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) آل عمران/59 .
وقال سبحانه : ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) النحل/40
وهذا يعني أن الأمر لا يتم إلا بعد قوله تعالى : ( كن ) ، أما قبل النون فلم يتم الأمر من الله للشيء ، فلا يكون حتى يأمره الله .
قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى :
" اشتهر بين العوام أنهم يقولون : ( يا من أمره بين الكاف والنون ) وهذا خطأ ، ليس أمر الله بين الكاف والنون ، بل بعد الكاف والنون ؛ لأن الله قال : ( كُنْ فَيَكُونُ ) البقرة/117.
متى؟ بعد "كن" . فقولهم : "بين الكاف والنون" خطأ ، يعني : ما تم الأمر بين الكاف والنون ، لا يتم الأمر إلا بالكاف والنون ، لكنه بعد الكاف والنون فوراً كلمحٍ بالبصر " . انتهى ."الباب المفتوح" (186/10) .
وقال أيضاً في "شرح الأربعين النووية" (ص 65) :
" أود أن أنبه على كلمة دارجة بين العوام : ( يا من أمره بين الكاف والنون ) ، وهذا غلط عظيم ، الصواب : ( يا من أمره - مأموره - بعد الكاف والنون ) ، لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً ، الأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون ، لأن الكاف المضمومة ليس أمراً ، والنون كذلك ، لكن باجتماعهما تكون أمراً .
فالصواب أن تقول : ( يا من أمره - مأموره - بعد الكاف والنون ) " انتهى .
فالذي ينبغي للخطباء والدعاة ألا يتعجلوا في قول شيء حتى يتأكدوا من صوابه ، إما بالبحث بأنفسهم ، وإما بسؤال أهل العلم .
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

منقول من نبراس الحق الاسلامية