![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() عُذراً أيُها الخوارج !!! الحمد لله ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده صل الله عليه و سلم ، و بعد : فإنه من نكد العيش أن نحيا الى زمان تشتدُ فيه شوكة البدعة ، و يضعُف فيه نور السنة ، و يُفتي فيه الأصاغر ، و يُخون فيه الأكابر ، و تختلط فيه الأوراق ، فتفسد فيه عقائد الناس فيرون السنة بدعة ، و البدعة سنة ، و يُنكرون الصحيح ، و يقرون الضعيف ، و ....... و لكن و لله الحمد و المنة مازال في أهل الحق بقية ، ينفون عن كتاب الله ، و عن سنة رسوله صل الله عليه و سلم تحريف الغالين ، و إنتحال المُبطلين ، و تأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة ، و أطلقوا عنان الفتنة ، الذين يقولون على الله و في الله و في كتاب الله بغير علم ، و يكتمون الحق ، و يتكلمون بالمتشابه من الكلام يخدعون به جهال الناس بما يشبهون عليهم . و مما إنخدع به أهل زماننا " بدع الخوارج " من الطعن في ولاة الأمور ، و التشهير بأخطائم على المنابر ، و التهييج بالتظاهر و الخروج عليهم في المجالس ، و إيهام العوام أن الخروج لا يكون إلا بالسيف فلا بأس فتكلموا فهذا أفضل الجهاد و غيرها ... و لما كان حال هؤلاء الخوارج كسائر المبتدعة يعلمون أنهم لن يسلموا من سهام أهل السنة من الطعن في منهجهم ، و بيان منهج السلف الذي يُخالفهم ، عمدوا الى حيلة قديمة علمهم إياها قائدهم الأعظم : (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ..... ) ( الأنعام 121 ) . و هي رمي أهل السنة بالبدع حتى يكفوا ألسنتهم عنهم ، و هي من طرق الإرهاب الفكري تسمى : رمتني بدائها ... و إنسلت قال ابن القيم في " الصواعق المُرسلة " ( 1 ): و لما أراد المتأولون المُعطلون تمام هذا الغرض إخترعوا لأهل السنة الألقاب القبيحة فسموهم حشوية ، و نوابت ، و نواصب ، و مُجّبْرة ، و مجسمة ، و مشبهة ، و نحو ذلك . قلت : و ما ذكره الإمام الصابوني في كتابه " عقيدة السلف أصحاب الحديث " في هذا الباب أشهر من أن يُذكر . و لكني وقفت على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية - عليه الرحمة - ذكر فيه النكتة في المسألة فقال ( 2 ) : وقد صنف أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن درباس الشافعي جزءًا سماه : تنزيه أئمة الشريعة عن الألقاب الشنيعة، ذكر فيه كلام السلف وغيرهم في معاني هذا الباب، وذكر أن أهل البدع كل صنف منهم يلقب أهل السنة بلقب افتراه ـ يزعم أنه صحيح على رأيه الفاسد ـ كما أن المشركين كانوا يلقبون النبي بألقاب افتروها . فالروافض تسميهم نواصب، والقدرية يسمونهم مجبرة، والمرجئة تسميهم شكاكا، والجهمية تسميهم مشبهة، وأهل الكلام يسمونهم حشوية، ونَوَابت [النَّوابت: الأغمار من الأحداث]. وغثاء، وغُثْرًا [الغُثْر: سَفِلَة الناس]، إلى أمثال ذلك، كما كانت قريش تسمي النبي صلى الله عليه وسلم تارة مجنونًا، وتارة شاعرًا، وتارة كاهنًا، وتارة مفتريًا ، قالوا : فهذه علامة الإرث الصحيح و المتابعة التامة فإن السنة هي ما كان عليه رسول الله صل الله عليه و سلم و أصحابه إعتقاداً و إقتصاداً و قولاً و عملاً ....... أ هـ قُلت : و بالفعل إنبعث أشقاهم فأخرج من قاموس البدع كلمة " الإرجاء " يرمي بها كل من لا يوافقهم في تكفير الحكام بإطلاق ، أو تكفير تارك الصلاة بلا تفصيل ، أو غيرها من الأمور التي لأهل السنة فيها تأصيل معروف من " إقامة الحجة ، و نفي الشبهة ، ... " و لقد رأينا لهذا الفعل ثمرة عند العوام " و العوام كالهوام أتباع كل ناعق " ، فكل من جهر بعقيدة السلف في معاملة الحكام يرميه العوام بأنه من المرجئة أو المداخلة أو الجامية أو غيرها من الألقاب ، و الأمر كله ليس إلا : رمتني بدائها ... و إنسلت و لكن العجب العجيب ، و النبأ الغريب أن خوارج هذا العصر لم يكتفوا لأنفسهم بـ " البدعة " فقط بل أصروا على إستصحاب " الحماقة " معها . فلم يجدوا في قاموس البدع إلا بدعة الإرجاء ليرموا بها مخالفيهم ظناً منهم أن المرجئة لا يُكفرون الحكام ، و لا يرون الخروج عليهم و ربما جعلوا زنادقة الحكام أولياء . و بما أنه للحماقة رجال ، و للحقيقة أبطال ، فالحق على خلاف ذلك . فإن المرجئة يرون الخروج على الحكام ولا يشترطون له كفر السلطان مثل الخوارج . - روى ابن شاهين عن سفيان الثوري : أنه قال : إتقوا هذه الأهواء المضلة ، قيل له : بين لنا - رحمك الله - فقال سفيان : أما المرجئة فيقولون ... و ذكر شيئاً من أقوالهم الى ان قال : و هم يرون السيف على أهل القبلة ( 3 ) . - و قيل لإبن المبارك - رحمه الله - : ترى رأي الإرجاء ؟ فقال : كيف أكون مرجئاً ، فأنا لا أرى السيف ( 4 ) . - و روى عبد الله بن أحمد في " السنة " بإسناد صحيح عن أبي إسحاق الفزاري قال : سمعت سفيان و الأوزاعي يقولون : إن قول المرجئة يخرج الى السيف( 5 ) . - و روى الصابوني في " عقيدة السلف أصحاب الحديث " بإسناده الصحيح الى أحمد بن سعيد الرباطي أنه قال : قال لي عبد الله بن طاهر : يا أحمد إنكم تبغضون هؤلاء القوم - يعني المرجئة - جهلاً ، و أنا أبغضهم عن معرفة ، أولاً : أنهم لا يرون للسلطان طاعة ( 6 ) . قلت : لأنهم يرون الخروج على الأئمة بلا تكفير ، و لهذا قال فيهم إبراهيم النخعي : " الخوارج أعذر عندي من المرجئة " ( 7 ) لأن الخوارج لا تخرج إلا بعد أن تُكفر . - و قال أيضاً إبراهيم النخعي - رحمه الله - : لفتنة المرجئة على هذه الأمة أخوف عندي من فتنة الأزارقة ( 8 ) . قلت : و الأزارقة هم ( فرقة من فرق الخوارج أصحاب نافع بن الأزرق و قولهم أخبث الأقاويل و أبعده من الإسلام و السنة ) . - و كان عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود مرجئاً ثم رجع فأنشد يقول : لأول ما نُفارق غير شكٍ ... نفارق ما يقول المرجئونا و قالوا : مؤمن و أهل جور ... و ليس المؤمنون بجائرينا و قالوا : مؤمن دمه حلال ... و قد حُرمت دماء المؤمنينا ( 9 ) - و قال إسحاق بن إبراهيم تعقيباً على حديث " خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم ... قالوا يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف ؟ قال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة ..." . قال إسحاق : ( و السنة عليه ، و فيها هلاك المرجئة ) ( 10 ). و قبل الختام فلكم هدية من إمام أهل السنة الإمام المبجل أحمد بن حنبل - رحمه الله - : فقد روى عنه أنه قال : " المرجئة هم الخوارج " قال أبو الحسين بن أبي يعلى في " طبقات الحنابلة " ( 1/34-36 ) : و قد رأيت لأهل الأهواء و البدع و الخلاف أسماء شنيعة قبيحة يسمون بها أهل السنة يريدون بذلك عيبهم و الطعن عليهم ، و الوقيعة فيهم ، و الإزراء بهم عند السفهاء و الجهال فأما المرجئة فأنهم يسمون أهل السنة شُكَّاكاً و كذبت المرجئة بل هم بالشك أولى ... الى أن قال : و أما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة و الجماعة مرجئة و كذبت الخوارج في قولهم بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان و حق دون الناس و من خالفهم كافر . أ هـ قلت : و رحم الله من قال المبتدعة إختلفوا في الأسم و إجتمعوا على السيف . فـ " عذراً أيها الخوارج " .. أنتم المرجئة و نحن على ما نحن عليه من السنة و هذا ما ندين الله به فعرفونا قولكم الذي به تقولون ، و ديانتكم التي بها تدينون . و صل الله على محمد و على آله و صحبه و سلم . و كتبه وليد بن سعد ------------------ 1 - الصواعق المرسلة لابن القيم ( 2/440 ) 2 - مجموع الفتاوى ( 5/111 ) 3 - رواه ابن شاهين في الكتاب اللطيف ( 15 ) ، الآجُري في الشريعة ( 2062 ) ، اللالكائي في شرح أصول الإعتقاد ( 1834 ) . 4 - رواه ابن شاهين في الكتاب اللطيف ( 17 ) ، و مختصر مستخرج الطوسي حديث رقم ( 17 ) تحقيق أنيس بن أحمد طاهر الأندونوسي . 5 - السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل ( 363 ) . 6 - عقيدة السلف أصحاب الحديث ( 109 ) للصابوني . 7 - السنة لعبد الله بن أحمد حديث ( 623 ) . 8 - رواه الخلال في السنة ( 963 ) 9 - شرح أصول الإعتقاد لاللالكائي حديث ( 1501 ) . 10 - مستخرج أبي عوانة حديث ( 5774 ) .
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أيها, الخوارج!!!, عذرا |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc