استراتيجية أميركا الجديدة... وانعكاساتها - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

استراتيجية أميركا الجديدة... وانعكاساتها

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-29, 16:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عماري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية عماري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي استراتيجية أميركا الجديدة... وانعكاساتها


يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية بدأت تنفيذ استراتيجيتها العسكرية بالتركيز على الشرق ومحاولة احتواء القوة الصينية الصاعدة، إذ صرّح الرئيس أوباما خلال إعلانه عن الاستراتيجية العسكرية الأميركية الجديدة أن «موج الحرب آخذ في الانحسار» في أفغانستان، وأن على الولايات المتحدة أن تعمل على استعادة توازنها الاقتصادي، الأمر الذي جعل العديد من المراقبين والمحللين يعتبرون هذه الاستراتيجية مؤشراً على انكفاء الولايات المتحدة الأميركية من مناطق أخرى كالشرق الأوسط مثلاً. وقال الرئيس أوباما للصحافيين في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إننا «سنعمل على تقوية وجودنا في منطقة آسيا والمحيط الهادي، واستقطاعات الموازنة لن تكون على حساب تلك المنطقة ذات الأهمية الحيوية».

وتعني الاستراتيجية العسكرية الأميركية الجديدة أن العقيدة العسكرية الأميركية قد تغيّرت الآن من مفهومها التقليدي وهو القدرة على خوض حربين نوويتين في آن واحد، إلى استراتيجية تقوم على رصد الأخطار التي تهدد الولايات المتحدة والغرب عموماً بصورة فردية والرد عليها كل على حدة، لذلك قامت الولايات المتحدة الأميركية وبناء على هذه الاستراتيجية بتقليص موازنة الدفاع، لكن مع التركيز على القوة البحرية شرقاً، إلا أن الصينيين اعتبروا الاستراتيجية العسكرية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة أخيراً، التي تركز على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تهديداً للصعود الصيني وتدخل ضمن سياسة الاحتواء التي تتبعها أميركا تجاه الصين، إذ قالت صحيفة «جيش التحرير» اليومية المتحدث باسم القوات المسلحة الصينية، إن الاستراتيجية الأميركية الجديدة إنما تهدف إلى احتواء صعود الصين.

القراءة المتأنية لبعض الأحداث التي دارت خلال الشهر الماضي تعطي بعض الملامح الرئيسة حول تفسير تلك الاستراتيجية، إذ بدأت فيتنام والولايات المتحدة الأميركية مناورات عسكرية بحرية مشتركة قبالة بلدة دا نانج الساحلية الفيتنامية، يشارك في تلك التدريبات حوالى 1400 جندي أميركي، واستمرت مدة أسبوع، وهي التي تعد الثالثة من نوعها منذ عام 2010، حسبما قال اللفتنانت كوماندر مايك مورلي، وبعد استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما عام 1995 في عهد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، الذي زار فيتنام خلال وجوده في البيت الأبيض كأول رئيس أميركي يزور هذه الدولة منذ انتهاء الحرب الفيتنامية الأميركية عام 1975، ليدشن بدء العلاقات التجارية الثنائية بين البلدين، التي حققت تقدماً مطرداً، ليصل إجمالي التبادل التجاري بين البلدين إلى 6.4 بليون دولار سنوياً، وهو ما يتجاوز حجم التبادل التجاري للولايات المتحدة مع العديد من الدول الحليفة لها، بما في ذلك غالبية الدول العربية. وعلى رغم أنّ حجم التبادل التجاري الفيتنامي الأميركي لا يُعد كبيراً بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإنه يجعل من أميركا الشريك التجاري الأول لفيتنام، على رغم تمسكها بالنظام الشيوعي سياسياً والعداوة التاريخية بين البلدين.

وقد سبقت المناورات الأميركية الفيتنامية، مناورات أميركية فيليبينية، إذ انضم حوالى أربعة آلاف جندي أميركي إلى نحو ألفي جندي فيليبيني في تدريبات أطلق عليها اسم «كتف إلى كتف» لتعزيز المهارات العسكرية للجيش الفيليبيني ولمدة أسبوعين، وقد حذّرت الصين من أن توقيتها قد يتسبب في حدوث مواجهة مسلّحة وسط النزاع حول منطقة سكاربورو البحرية ذات المياه الضحلة، لكن الأميركيين نفوا أي أهمية لتوقيت المناورات مع فيتنام، وأن لا علاقة بينهما مطلقاً.. علماً أن هذه المناورات المشتركة تأتي وسط توترات بين الفيليبين والصين حول المنطقة المتنازع عليها آنفة الذكر.

من الجانب الآخر نرى أن مناورات بحرية مشتركة انطلقت يوم الأحد الماضي بين البحرية الروسية والصينية في البحر الأصفر قبالة الساحل الصيني الشرقي، تشارك فيها 16 سفينة حربية صينية وأربع سفن روسية من بحريتي البلدين، وذلك للمرة الأولى، واستغرقت ستة أيام، وأنه سيجري في هذه المناورات التركيز على مجالات الدفاع الجوي ومكافحة الغواصات وعمليات البحث والإنقاذ، كما ستشمل تمارين لإنقاذ السفن المختطفة والتصدي لعمليات العنف. وتأتي هذه المناورات في وقت ترفع فيه الصين إنفاقها العسكري وتؤكد سيادتها على عدد من الجزر في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي.

تحرك المياه في المحيط الهادي، وفي هذا الوقت بالذات، ينم عن بدء استعراض القوة من الطرفين، الصيني والأميركي، إضافة إلى دخول روسيا على الخط، ويأتي هذا الاستعراض بعد محاولة كوريا الشمالية الفاشلة بإطلاق صاروخ عابر للقارات لحمل قمر اصطناعي، ورفض كل من الصين وروسيا وبأي شكل فرض أي عقوبات عليها، مما يجعلها ورقة ثمينة من الأوراق التي تملكها الصين في المفاوضات واستعراض القوة، إضافة إلى التعاون والتنسيق السياسي والعسكري مع روسيا، خصوصاً في مجلس الأمن الدولي، دلالة واضحة على أن الصين بدأت مواجهة الاستراتيجية الأميركية لاحتوائها، على رغم أن الصين كانت قد أعلنت أن الغرض من إجراء المناورات مع روسيا هو لتعزيز السلم الإقليمي، لكن الوقائع والمؤشرات تظهر عكس ذلك.

النزاعات الحدودية بين الصين وعدد من الدول في بحر الصين الجنوبي، الذي يعتقد أنه غني بالنفط والغاز وتمر عبره ممرات شحن مهمة، ربما هي نقطة ضعف ستحاول الولايات المتحدة الأميركية استغلالها والضغط على الصين من خلالها في تطبيقها لاستراتيجية الاحتواء التي ستنتهجها تجاه الصين، وإشغالها في نزاعات جانبية تجعل من الولايات المتحدة الأميركية خياراً لهذه الدول في مواجهتها مع الصين.

الاستراتيجية الأميركية الجديدة وتوجّه الولايات المتحدة الأميركية إلى المحيط الهادي، قد يلقيان بظلالهما وانعكاسهما على نفوذها في بقية المناطق من العالم، خصوصاً الشرق الأوسط الذي يشهد العديد من التوترات السياسية والعسكرية، وكذلك يشهد حراكاً سياسياً واجتماعياً غير مسبوق، ظهر على شكل تغيرات في التحالفات الإقليمية والدولية بشكل كبير، وعلى ضوء ذلك فإنه بات على مخططي السياسة في الشرق الأوسط أن يضعوا الاستراتيجية الأميركية الجديدة في الاعتبار وقيد الحسبان.

المصدر: الحياة[/COLOR][/SIZE]









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الشبح


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:03

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc