السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أغلق جهاز التلفاز , ثم تثاءب بعمقٍ مغلقاً عينيه ..
مازالت أحداث الأفلام و مشاهد الأغاني تتراقص أمامه ..
فتح عينيه و نظر في تلك الساعة على الحائط ...
أوه .. لقد تجاوز الساعتين أمام ذلك الجهاز ..
ذهب ليغسل وجهه ..
و قبل أن يفتح الصنبور , نظر في المرآة ..
ما هذا الشيء الغريب في وجهه !!
غسل وجهه ثم عاود النظر ....
لم يتغير شيء .!!
قال لنفسه :
مازالت ظاهرةٌ في وجهي .. لم تمحها المياة !!؟؟
.
.
.
.
.
.
.
.
.
إنها ( ظُلْمَةُ المعصية ) !!!
استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير
فسبحان الله... سبحان الله
على وجه الطائع نور طاعته
وعلى وجه العاصي ظلام معصيته، فالمعصية شؤم تجعل المسلم يكون حالك النفس مظلم الوجه
كلنا مذنبون...
كلنا مخطئون..
نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا
الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلست أنا و أنت بمعصومين
{ كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له
باب التوبة
وأمره بالإنابة إليه
والإقبال عليه
كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته.
أين طريق النجاة؟
قد تقولون لي
إني أطلب السعادة لنفسي
وأروم النجاة
وأرجو المغفرة، ولكني أجهل الطريق إليها،
ولا أعرف كيف ابدأ؟
فأنا كالغريق يريد من يأخذ بيده
وكالتائه يتلمس الطريق وينتظر العون
وأريد بصيصاً من أمل
وشعاعاً من نور. ولكن أين الطريق؟
والطريق ... واضح كالشمس، ظاهر كالقمر، واحد لا ثاني له...
إنه طريق التوبة..
طريق النجاة
طريق الفلاح
طريق سهل ميسور
مفتوح أمامك في كل لحظة، ما عليك إلا أن تطرقه
اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان..
هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط،
هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة..
هي ملاك الأمر، ومبعث الحياة
ومناط الفلاح
هي أول المنازل وأوسطها وآخرها...
هي بداية العبد ونهايته...
هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه، والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه.
سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين
سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها الى حسنات
سبب لفلاحك في الدنيا و الآخرة،
سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [التحريم:8]، وقال سبحانه: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الفرقان:70].
ألا تستحق تلك الفضائل – وغيرها كثير – أن تتوبوا من أجلها؟ لماذا تبخلون على نفسكم بما فيه سعادتكم؟.. لماذا تظلمون ا نفسكم بمعصية الله وتحرمونها من الفوز برضاه؟...جدير بك أن تبادر الى ما هذا فضله وتلك ثمرته.
قدّم لنفسك توبة مرجوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غُلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن
اللهم اغفرلنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنت وما انت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخرلا إله الا الله
اللهم اجعل في قلوبنا نورا وفي السنتنا نورا وفي ابصارنا نورا وعن يمييننا نور اوعن يساارنا نورا ومن فوقنا نورا ومن تحتنا نورا ومن امامنا نورا
ومن خلفنا نورا واجعل لنا في انفسنا نورا
اللهم اغفرلنا خطائنا وجهلنا وإسرافنا في أمورنا ومااانت اعلم به منا
اللهم اغفر لنا خطائنا وعمدنا وهزلنا وجدنا وكل ذلك عندنا
اللهم اغفر لنا ذنوبنا ووسع لنا في دورنا وباارك لنا في ارزااقنا
منقول