الجهل والهوى أصل كل باطل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الجهل والهوى أصل كل باطل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-06, 21:32   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الجهل والهوى أصل كل باطل

الجهل والهوى أصل كل باطل


وذلك أن أول هذه الأمة هم الذين قاموا بالدين تصديقًا وعلمًا وعملًا وتبليغًا، فالطعن فيهم طعن في الدين موجب للإعراض عمَّا بعث الله به النبيين.
وهذا كان مقصود أوَّل من أظهر بدعة التشيُّع، فإنما كان قصده الصدَّ عن سبيل الله، وإبطال ما جاءت به الرسل عن الله، ولهذا كانوا يُظهرون ذلك بحسب ضعف الملَّة، فظهر في الملاحدة حقيقة هذه البدع المضلَّة، لكن راج كثيرٌ منها على من ليس من المنافقين الملحدين، لنوعٍ من الشبهة، والجهالة المخلوطة بهوى، فقبل معه الضلالة، وهذا أصل كلِّ باطل.
قال الله تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: ١ ـ ٤] إلى قوله: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالعُزَّى. وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى. أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى. تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى. إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الهُدَى﴾ [النجم: ١٩ ـ ٢٣]، فنزَّه الله رسوله عن الضلال والغي، والضلال عدم العلم، والغيُّ اتباع الهوى.
كما قال تعالى: ﴿وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب: ٧٢]، فالظلوم غاوٍ، والجهول ضالٌّ إلا من تاب الله عليه، كما قال تعالى: ﴿لِيُعَذِّبَ اللهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالمُشْرِكِينَ وَالمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٣].
ولهذا أمرنا الله أن نقول في صلاتنا: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾، فالضالُّ الذي لم يعرف الحقَّ كالنصارى، والمغضوب عليه الغاوي الذي يعرف الحقَّ ويعمل بخلافه كاليهود.
والصراط المستقيم يتضمَّن معرفة الحقَّ والعمل به، كما في الدعاء المأثور: «اللَّهُمَّ أَرِنِي الحَقَّ حَقًّا وَوَفِّقْنِي لِاتِّبَاعِهِ، وَأَرِنِي البَاطِلَ بَاطِلًا وَوَفِّقْنِي لِاجْتِنَابِهِ، وَلَا تَجْعَلْهُ مُشْتَبِهًا عَلَيَّ فَأَتَّبِعَ الهَوَى».
[«منهاج السنَّة» لابن تيمية (١/ ١٨)]


منقول








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-01-06, 21:40   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :

الجهل هو ضدّ العلم ، والجهل داءٌ - كما قال ابن القيم - داءٌ قاتلٌ يقتل صاحبه من حيث لا يشعر، فيقول ابن القيم رحمه

الله في نونيته:

والجهل داءٌ قاتلٌ وشفاؤه : أمران في الترتيب متفقان

علمٌ من القرآن أو من سُنّةٍ : وطبيبُ ذاك العالمُ الرّبّاني

يقول: الجهل داءٌ قاتلٌ. لا شكّ قاتل لرؤية العبد لِما يجب عليه في دينه، كذلك داءٌ قاتلٌ للعبد في أنه يجعله ليس من

الأحياء، فالعالمون أحياءٌ وغيرُهم أموات، وسبب موتهم هو الجهل؛ لأنّ الجهل مميتٌ مثل ما قال هنا قاتل، فكل من

جَهِل فقد قُتل وقد مات، والجهل ليس بمرتبةٍ واحدةٍ بل الجهل أنواعٌ كثيرةٌ فكل من جهل شيئا فقد أصيبت مقاتله من

الجهة التي جهل فيها
، قال:

والجهل داءٌ قاتلٌ وشفاؤه

ما شفاء الجهل؟ قال:..........................

............... وشفاؤه أمران في الترتيب متفقان


علمٌ من القرآن أو من سنّة .......................

هذان الأمران: علمٌ من القرآن أو من السنّة. من الذي يبيّن نصوص القرآن والسنّة وينزِّلها منازلها ويجعلها في معانيها

الصّحيحة؟ قال:

........................ وطبيب ذاك العالم الرّبّاني

ليس أيّ عالم؛ لكنّه عالمٌ ربّانيٌّ يخشى الله ويتقيه فيما يقول وفيما يأتي وفيما يذر، فنصوص الكتاب والسّنّة نعم هي

شفاء الجهل، وكثيرٌ من الناس ينفي الجهل عن نفسه بالحرص على الكتاب والسنة لكنّه لم يَستضِئ بكلام أهل العلم

بنور أهل العلم، لم يستضيء بذلك، ولمّا لم يستضئ بذلك أُصيبت مقاتله؛
لأنّه قال (وطبيب ذاك العالم الرّبّانيٌّ) هذا

التعبير يُفْهِمك بأنّ العلم دواءٌ ، فإذا أتى رجلٌ فأخذ من الدواء ما لا يصلح له يهلك أولا يهلك؟ يهلك.


قد هلكت الخوارج لأنهم أخذوا نصوص الكتاب ونصوص السّنّة ولكنّ نزلوها في غير منازلها ، فأخذوا من نصوص الكتاب ما

استدلّوا به على أنّ فاعل الكبيرة كافرٌ قال : ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾[النساء:93]، قالوا: هذا

يدلّ على أنّه كافرٌ .

أخذت المرجئة
بعض النصوص نصوص الكتاب ونزلوها في غير منازلها «من قال لا إله إلا الله دخل الجنّة»، «من كان آخر

كلامه لا إله إلا الله دخل الجنّة» ونحو ذلك من النّصوص، فنفت العمل وأبقت القول والاعتقاد وأرجأوا ذلك فأصيبت

مقاتلهم، لماذا؟

لأنّهم لم يكن طبيبهم في فهم النّصوص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا علماء زمانهم، أخذوا من أنفسهم

ولم يتابعوا أهل العلم المتحققين به، فأصيبت مقاتلهم، وهكذا في كل زمن الحرص على العلم مطلوبٌ؛ لكن لا يمكن

أن تكون حريصًا على العلم ومصيبًا في ذلك إلاّ أنْ تستضيء بفهم أهل العلم؛ لأنّ العلم في هذه الأمّة موروثٌ ليس

علمًا مستأنفًا مبتدأً، في كل زمن يبتدئ النّاس منه ويستأنفون علما جديدا لم يكن معروفًا في مَنْ قبلهم، بل علمنا

في هذه الأمة علمنا موروثٌ
، ولهذا قال عليه الصّلاة والسّلام «العلماء ورثة الأنبياء فإنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا

إنّما ورّثوا العلم فمَنْ أخذه أخذ بحظ وافر
» لهذا! تنبّه إلى هذا الأصل العظيم ألا وهو الحرص على العلم ولكن ينبغي أن

يكون طبيبك في ذلك الحرص -في تلقي النّصوص- طبيبك العالم الرّبّانيٌّ، فإن لم يكن ربانيًّا كان عالماً ذا هوى؛ له

مقاصدٌ له أغراضٌ أيضا أصابك شيءٌ من عدم فهم نصوص الكتاب والسنة، وأصابك شيءٌ من الجهل بقدر ما فاتك من

ذلك.


المصدر : شريط أسباب الثبات على طلب العلم .









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-06, 21:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله...
سئل الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - ...
أحسن الله إليكم . . .
يقولُ : كيف نفرق بين السكوت عن الفتن المذموم، وبين عدم الخوض فيه المذموم ؟
فأجاب : الفتن لا يتكلم فيه إلا أهل العلم والبصيرة ليس ما هو الكل يتكلم فيها، إذا تكلم الجهال في الفتن زادت الفتن، أما إذا تكلم فيها العلماء وبيّنوها؛ فإنها تطفأ بإذن الله .
الفتن ما يتكلم فيها كل أحد، وإنما يتكلم فيها أهل العلم وأهل البصيرة الذين يعرفون الحق من الباطل ويعرفون كيف يتكلمون، ما يخوض كل واحد في الفتن ويتكلم ويفتي ويقول.. نعم .


https://app.box.com/shared/1sodrrrcd5









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-06, 22:06   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى :434

عنوان الفتوى :انتشار بعض الشبه في عقول الشباب
السؤال
انتشرت في الوقت الحاضر بعض الشبهه التي تمكنت من عقول بعض الشباب، ونحن نريد مناصحتهم، خاصةً مع أننا في بداية طريق طلب العلم؛ فما هي الطريقة المثلى لبيان، وكشف هذه الشبه مع أنهم لا يريدون أن يسمعوا من كثير من العلماء، فهل نحاول معهم، ونبين لهم كشف الشبه، أم أننا نترك كشف الشبه لأننا في بداية طريق طلب العلم؛ أفتونا مأجورين حفظكم الله؟
التصنيف- العقـــــــــائد
مفتي عام المملكة العربية السعودية : الشيخ/عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الشيخ


يا أخي لا يتكلم في أي مسألة إنسان إلا وهو ملم بها، الجاهل إذا تكلم يكون ما يفسده أكثر مما يصلحه، فإذا كنت في بدايةٍ، فتعلم ودع عنك النقاش والأمور إلى أن تتمكن من العلم، لأن هذه الشبهه قد تريد إفسادها، فتعجز، فتنخدع بها، فالإنسان لا يتكلم في أمر إلا وهو ملم بجميع أطرافه.

منقول









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-06, 22:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

فضيلة الشيخ -وفقكم الله- كَثُرَ في هذه الفترة السَّب والطَّعن في العلماء الكبار، والحكم عليهم بالكفر والفسق، لاسيما بعد أن صَدَرَت بعض الفتاوى في التفجيرات، وأنَّ عند علمائنا ضعفٌ في الولاء والبراء، فأرجو أن توجِّهوا لنا نصيحةً في الكلام في هذا الموضوع، وما حكم الرد على الشباب القائل بهذا؟



الجواب:

الواجب على الجاهل أنْ لا يتكلَّم وأن يسكت ويخاف الله - عز وجل -، ولا يتكلَّم بغير علم قال الله –تعالى-: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [الأعراف:33]، فلا يجوز للجاهل أنه يتكلم في مسائل العلم، ولاسيما المسائل الكبار؛ مثل التَّكفير، –وأيضًا- الغيبة والنميمة والوقيعة في أعراض ولاة الأمور، والوقيعة في أعراض العلماء، هذه أشد أنواع الغيبة -نسأل الله العافية-، فهذا أمر لا يجوز.

ومسألة الأحداث هذه الأحداث وأمثالها هذه من شؤون أهل الحَلِّ والعَقْد، همُ الذين يَتَباحَثون فيها ويتشاورون فيها، ومن شأن العلماء يُبَيِّنون حكمها الشرعي، أما عامة الناس وأما العوام وأما الطلبة المبتدئون فليس هذا من شؤونهم، قال الله -جل وعلا-: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }[النساء:83]، فالواجب إمساك اللسان عنِ القول في هذه المسائل، لاسيما التكفير، لاسيما الولاء والبراء، الإنسان جاهل بتطبيقه قد يطبقه خطأً، ويحكم على الناس بالضلال والكفر وهو مخطئ، يرجع حكمُهُ عليه؛ لأنّ الإنسان إذا قال لإخيه: يا كافر أو يا فاسق وهو ليس كذلك، رجع ذلك عليه -والعياذ بالله-.

الأمر خطير جدًا، وعلى اللّي يخاف الله -عز وجل- أنْ يُمسِك لسانه، إلّا إنْ كان ممن وُكِلَ إليه الأمر، وهو من أهل الشأن من ولاة الأمور أو من العلماء، فهذا لابد يبحث في هذا الأمر ويشوف الحل، أمّا إذا كان من عامة الناس ومن صغار الطلبة فليس له الحق بأن يُصدِرِ الأحكام، يَحْكُم على الناس، ويقع في أعراض الناس وهو جاهل، ويغتاب ويَنَمْ، ويتكلَّم بالتكفير والتفسيق وغير ذلك، هذا كله تراه يرجع إليه، ما يضرَّ المُتكلَّم فيه، وإنما يَرْجِع إليه المسكين.

على المسلم إنّه يُمسك لسانه، وألا يتكلَّف ما لا يعنيه، الدعاء للمسلمين هذا أمرٌ واجب، إنك تدعو للمسلمين بالنصر وتدعو على الكفار بالعقوبة هذا من حقِّك، أما إنك تَحْكُم تتناول الأحكام الشرعية وتُخَطّي
وتُصَوِّب، تِكَلَّم في أعراض ولاة الأمور وفي أعراض العلماء، وتَحْكُم عليهم بالكفر أو بالضّلال هذا خطر عظيم عليك أنت، أنت يا المتكلِّم، وأما هم لا يضرُّهم كلامك فيهم.










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-08, 10:11   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –

الزاد الأول: أن يكون الداعية على علم فيما يدعو إليه:

على علم صحيح مرتكز على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، لأن كل علم يتلقى من سواهما فإنه يجب أن يعرض عليهما أولاً، وبعد عرضه فإما أن يكون موافقاً أو مخالفاً. فإن كان موافقاً قُبل، وإن كان مخالفاً وجب رده على قائله كائناً من كان، فقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله وتقولون: قال أبو بكر وعمر». إذا كان هذا في قول أبي بكر وعمر الذي يُعارض به قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فما بالكم بقول من دونهما في العلم والتقوى والصحبة والخلافة؟! إن ردَّ قوله إذا خالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، من باب أولى، ولقد قال عز وجل: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَـالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }. (النور: 63). قال الإمام أحمد رحمه الله: «أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا ردّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك».
وإن أول زاد يتزود به الداعية إلى الله عز وجل أن يكون على علم مستمد من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، الصحيحة المقبولة، وأما الدعوة بدون علم فإنها دعوة على جهل، والدعوة على الجهل ضررها أكبر من نفعها، لأن هذا الداعية قد نصب نفسه موجهاً ومرشداً فإذا كان جاهلاً فإنه بذلك يكون ضالاً مضلاًّ والعياذ بالله، ويكون جهله هذا جهلاً مركباً، والجهل المركب أشد من الجهل البسيط، فالجهل البسيط يمسك صاحبه ولا يتكلم، ويمكن رفعه بالتعلم، ولكن المشكلة كل المشكلة في حال الجاهل المركب، إن هذا الجاهل المركب لن يسكت بل سيتكلم ولو عن جهل وحينئذ يكون مدمراً أكثر مما يكون منوراً.
* أيها الأخوة: إن الدعوة إلى الله على غير علم خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلّم، ومن اتبعه، استمعوا إلى قول الله تعالى آمراً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلّم، حيث قال: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }. (يوسف: 108). فقال: {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى }، أي أن من اتبعه، صلى الله عليه وسلّم، فإنه لابد أن يدعو إلى الله على بصيرة لا على جهل.
* وتـأمـل أيها الداعية لله قول الله تعالى: {عَلَى بَصِيرَةٍ } أي على بصيرة في ثلاثة أمور:
الأول: على بصيرة فيما يدعو إليه، بأن يكون عالماً بالحكم الشرعي فيما يدعو إليه؛ لأنه قد يدعو إلى شيء يظنه واجباً، وهو في شرع الله غير واجب فيلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به، وقد يدعو إلى ترك شيء يظنه محرماً، وهو في دين الله غير محرم فيحرم على عباد الله ما أحله الله لهم.
الثاني: على بصيرة في حال الدعوة ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلّم، معاذاً إلى اليمن قال له: «إنك ستأتي قوماً أهل كتاب» (1). ليعرف حالهم ويستعد لهم. فلابد أن تعلم حال هذا المدعو ما مستواه العلمي؟ وما مستواه الجدلي؟ حتى تتأهب له فتناقشه وتجادله، لأنك إذا دخلت مع مثل هذا في جدال وكان عليك لقوة جدله صار في هذا نكبة عظيمة على الحق وأنت سببها، ولا تظن أن صاحب الباطل يخفق بكل حال فإن الرسول صلى الله عليه وسلّم، قال: «إنكم تختصمون إليّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو ما أسمع» (2) فهذا يدل على أن المخاصم وإن كان مبطلاً قد يكون ألحن بحجته من آخر فيُقضى بحسب ما تكلم به هذا المخاصم فلابد أن تكون عالماً بحال المدعو.
الثالث: على بصيرة في كيفية الدعوة قال الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَـدِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ }. (النحل: 125).
* وبعض الناس قد يجد المنكر فيهجم عليه، ولا يفكر في العواقب الناتجة عن ذلك لا بالنسبة له وحده، ولكن بالنسبة له ولنظرائه من الدعاة إلى الحق، لذا يجب على الداعية قبل أن يتحرك أن ينظر إلى النتائج ويقيس، قد يكون في تلك الساعة ما يطفي لهيب غيرته فيما صنع، لكن سيخمد هذا الفعل نار غيرته وغيرة غيره في المستقبل، قد يكون في المستقبل القريب دون البعيد؛ لهذا أحث أخواني الدعاة على استعمال الحكمة والتأني، والأمر وإن تأخر قليلاً لكن العاقبة حميدة بمشيئة الله تعالى.
وإذا كان هذا أعني تزود الداعية بالعلم الصحيح المبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، هو مدلول النصوص الشرعية فإنه كذلك مدلول العقول الصريحة التي ليس فيها شبهات ولا شهوات، لأنك كيف تدعو إلى الله ـ عز وجل ـ وأنت لا تعلم الطريق الموصل إليه، لا تعلم شريعته كيف يصح أن تكون داعية؟!
فإذا لم يكن الإنسان ذا علم فإن الأولى به أن يتعلم أولاً، ثم يدعو ثانياً.

قد يقول قائل: هل قولك هذا يعارض قول النبي صلى الله عليه وسلّم: «بلغوا عني ولو آية». (3)
فالجواب: لا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلّم، يقول: «بلغوا عني» إذاً فلابد أن يكون ما نبلغه قد صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، هذا هو ما نريده، ولسنا عندما نقول إن الداعية محتاج إلى العلم لسنا نقول إنه لابد أن يبلغ شوطاً بعيداً في العلم، ولكننا نقول لا يدعو إلا بما يعلم فقط ولا يتكلم بما لا يعلم.



1- أخرجة البخاري كتاب الزكاة باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد إلى الفقراء حيث كانوا (1496) ومسلم كتاب الإيمان باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام (31) (19) 2- رواه البخاري كتاب الشهادات باب من أقام البينة بعد اليمين (2680) كتاب الحيل باب (6967) كتاب الأحكام باب موعظة الإمام للحضرم (7169) ومسلم كتاب باب بيان أن حكم الحاكم لا يغير الباطن (1713) 3- أخرجه البخاري كتاب احاديث الانبياء باب ما ذكر عن بني اسرائيل (3461)

https://binothaimeen.net/all/books/article_16901.shtml










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-08, 10:18   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمار مشاهدة المشاركة
[SIZE="5"][B][COLOR="Blue"] ولكن المشكلة كل المشكلة في حال الجاهل المركب، إن هذا الجاهل المركب لن يسكت بل سيتكلم ولو عن جهل وحينئذ يكون مدمراً أكثر مما يكون منوراً.[/U]
.................................................. ..........









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-08, 21:31   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

عقوبة ترك الحق
يقول صالح الفوزان:
(من ترك الحق فإنه:
- يبتلى بالمتناقضات.
- ويبتلى بالباطل.
- ويهيم على وجهه من غير دليل)
المنحة الربانية٨٢









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-13, 09:47   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال محمد ابن سيرين رحمه الله :

لأن يموت الرجل جاهلا خير له من أن يقول ما لا يعلـم .

[ إعلام الموقعين (٢/١٢٧









رد مع اقتباس
قديم 2016-10-09, 15:09   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

يرفع لأهميته ,










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الجهل, باطل, والهند


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc