اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن شراطة
مستغانم في: 01- 05 - 2012
من السيد بوزيان نورالدين
رئيس المجلس الولائي المستقل لمعلمي وأساتذة التعليم الابتدائي
لولايــــــة مستغـانـــــــم
إلى السادة والسيدات معلمي وأساتذة التعليم الابتدائي
أتوجه بهذه الرسالة التوضيحية إلى جميع العاملين بالتدريس بمؤسسات التعليم الابتدائي الذين لم ينصفهم مشروع تعديل القانون الأساسي الخاص بعمال التربية الوطنية، ولعل الكثير يتساءلون عن الأسباب الخفية وراء عدم استجابة هذا التعديل لمطالب هذه الشريحة من عمال القطاع، والتي تعد اللبنة الأساسية في بناء المنظومة التربوية.
بداية وبمناسبة عيد العمال أتوجه بتحية تقدير وإجلال إلى كل الزملاء والزميلات الذين يحرصون على إبلاغ رسالة العلم دون انتظار المقابل بل يسعدون بنجاح تلامذتهم ويفخرون بهم، إلى كل هؤلاء أقول لهم: "جزاكم الله أحسن الجزاء".
وإذ أقدم هذه التوضيحات فليعلم الجميع أنها نابعة من قناعتي الشخصية ولا يتحمل أعضاء المجلس مسؤوليتها، وقد اعتمدت في ذلك على كل المعلومات التي استقيتها من مصادر على صلة وثيقة بالحقل النقابي، إضافة إلى كوني مارست العمل النقابي داخل صفوف الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين لفترة تزيد عن التسع سنوات، منها خمس سنوات بصفة عضو مكتب ولائي.
إن المتابع للأحداث المتعاقبة يسجل وبوضوح طبيعة الإضرابات المنضمة من قبل الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، والتي كان أبرزها الإضراب الوطني الذي شهدته الساحة التربوية في شهر أكتوبر من سنة 2009 والذي انتهى بالدخول المذل دون تحقيق أي هدف يذكر رغم الاستجابة العمالية الواسعة التي شلت أغلب المؤسسات التربوية عبر الوطن، وما ذلك إلا دليل على عدم استماع القيادات النقابية لصوت العمال الذي كان يلح على الاستمرار في مواصلة الإضراب، وتلاه إضراب سنة 2011 الذي تم توقيفه دون تسجيل أي تقدم في عملية التفاوض التي قادتها وزارة التربية مع النقابات إلى أن تم فتح المناقشات والاستشارات والمفاوضات حول تعديل القانون الأساسي 08/315 الخاص بالأسلاك المنتمية للتربية الوطنية، وبعد 29 جلسة يتم الإعلان عن الصيغة النهائية للتعديل بتاريخ 11 أفريل 2012.
تزامن هذا الإعلان مع ظهور تنافر حاد بين المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين اللذين كانا شريكين في تنظيم الإضرابات ودخول المفاوضات حول القانون السالف الذكر، الأمر الذي طرح أكثر من علامة استفهام حول جوهر هذه الخلافات وما مدى علاقتها بالوضع السائد في الساحة التربوية، وما مدى تأثيرها على مشروع تعديل القانون الخاص، لكن المتتبع يلاحظ وبوضوح أن هذا التنافر بين التنظيمين النقابيين تزامن أيضا مع إعلان الكناباست نيته في ضم سلكي التعليم الابتدائي والمتوسط إلى تنظيمه النقابي، بإدارجها في تعديل القانون الأساسي لذات التنظيم المنتظر أن يعقد مؤتمره في شهر جويلية من هذه السنة، الأمر الذي أثار حفيظة الإنباف واستياءه من شريكه الذي أصبح يشكل بالنسبة إليه خطرا قد يفقده قاعدته النقابية من المنخرطين المنتمين لسلكي الابتدائي والمتوسط.
أمام ذلك لم يجد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين من بد إلا العمل على جلب القاعدة العمالية من خلال التفكير في مطالبها بكل جدية بعد أن أهمل ذلك خلال 29 جلسة لم يعمل فيها على الدفاع بجدية عن هذه المطالب، بل كان سببا رئيسيا في صدور التعديل على هذا النحو، في الوقت الذي تمكن فيه الكناباست من تحقيق مطالب أساتذة التعليم الثانوي المنضوين تحت لوائه.
إن هذا الأمر يعتبر بمثابة الحرب الباردة المعلنة بين النقابتين، إحداها تسعى إلى الحفاظ على قاعدتها النقابية من خلال خوض الإضرابات والأخرى تسعى إلى جلب قاعدة نقابية جديدة تسحب بها البساط من تحت غريمتها في الساحة النقابية، وبين هذا وذاك يظل المعلم والأستاذ رهينة هذه الصراعات.
إضافة إلى كل ما سبق هناك أمر آخر أخطر من كل ما سبق وهو سوء اختيار الظرف المناسب لتنظيم مثل هذه الإضرابات، فمن جهة نجد أن العديد من القيادات النقابية على المستوى المحلي والوطني شاركت في الترشح لانتخابات المجلس الشعبي الوطني، فكيف لها أن تتابع انشغالات المعلم في ظل انشغالاها بالحملة الانتخابية، أم أن الوعاء النقابي طريقة لملء الوعاء الانتخابي.
كما نشير من جانب آخر إلى تصريح الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في صحيفة الخبر بتاريخ 30/04/2012 الذي يعترف فيه هذا التنظيم بأن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال ولا يمكنها اتخاذ قرارات، ما يجعلنا نتساءل: ما الغاية من الإضراب إذا كانت القناعة واضحة بأن الحكومة لا يمكنها الاستجابة إلى أي مطلب في الوقت الراهن؟!
أيها الزملاء أيتها الزميلات إنني لا أشن حربا على الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين لأنني تربيت داخل هذا التنظيم وتعلمت في مدرسته أصول العمل النقابي، لكنني أتأسف وبشدة على انحراف القيادة الحالية عن العمل النقابي الأصيل، وجريها وراء حسابات خاصة وأهداف ضيقة لا تخدم البتة الأسرة التربوية.
وفي الأخير أعتذر من كل من يعتبر كلامي إساءة أو افتراء، وأنا على يقين من أن المستقبل كفيل بكشف الحقائق.
إمضاء رئيس المجلس
|
خروقات في بداية الطريق قناعتك الشخصية لا يستعمل فيها امضاء رئيس المجلس ... بداية غير موفقة للعمل النقابي ..
ومازلت تفرق بين معلم وأستاذ التعليم الإبتدائي وتسلط الإجحاف على المعلم ولا تدمجه كأستاذ تعليم إبتدائي