أكد المفكر المصري فكري عبد المطلب الخبير باشؤون الخليجية ان التصعيد السياسي السعودي من خلال سحب سفير الرياض من القاهرة واغلاق سفارتها وقنصليتيها في مصر هو اول موقف رسمي علني للسعودية ضد الثورة المصرية . واضاف عبد المطلب في حديث صحفي مساء الاثنين ان هذا المسار العدائي بدأ منذ محاولات ال سعود دعم سلطة مبارك واستمراره في الحكم والتدخل لدى الادارة الاميركية لتكثيف الدعم له ، واعلان ال سعود استعدادهم لتقديم الدعم المالي لنظام مبارك كتعويض عن المعونات الاميركية في حال قطعها .
كما تمثل العداء السعودي للثورة المصرية كما يرى عبد المطلب بالتمويل الكبير والواسع والسخي للمجموعات السلفية الوهابية وجمعياتها ورابطاتها ولاسيما جمعية انصار السنّة وهي الفرع الوهابي الرسمي في مصر منذ عام 1972 بعد احيائها من قبل الرئيس انور السادات .
وخلص خبير الشؤون الخليجية الى القول ان الموقف السعودي الحالي يأتي في سياق هذا المسار منذ 25 يناير والى اليوم ، وهنا تتضح المواق السعودية بجلاء في العداء السافر للشعب المصري وثورته المجيدة والتي يحاولون اجهاضها عبر المجموعات التابعة لهم وعبر نفوذهم وتغلغلهم داخل الادارة المصرية بالاساس .
واشار عبد المطلب الى ان ما يجري من قبل السعودية هو محاولة لاخماد لاخماد ما يطالب به المصريون من تأسيس علاقات صحيحة ومتوازنة مع كافة بلدان العالم ولاسيما المملكة السعودية ودول مجلس التعاون التي يهان فيها المصريون اهانة بالغة وكأنّ حق العمل وحق الحج والعمرة ينبغي ان يُعطى في ظل الاذلال والاهانات السعودية .
وتابع قائلا : ان توقيف المواطن المصري احمد الجيزاوي في اطار الملابسات القانونية المختلة التي جرت هو انتهاك للحق الشرعي لهذا المواطن المصري المسلم في دخول الاراضي المقدسة ، ومن هنا تأتي اهمية الدعوة الايرانية والدعوات الاسلامية الاخرى الى تأسيس ادارة اسلامية مستقلة للحرمين الشريفين خارج هذه المملكة التي تستخدم هذين المعلمين الدينيين في اطار ابتزاز سياسي وتوظيف سياسي سافر .
واكد عبد المطلب ان تهمة حيازة المخدرات التي وجهتها السلطات السعودية للجيزاوي هي تهمة ملفقة قطعا لان احمد الجيزاوي محامي ورجل قانون يدرك عواقب مثل هذا الامر ، كما ان التهمة تعد طعنا بالاجراءات الامنية والتفتيش من جلنب سلطات مطار القاهرة ، وعلى هذه السلطات ان تبحث مع الجانب السعودي هذا الطعن العلني في شرفها ومهنيتها ، فهي مؤتمنة من قبل الحكومة المصرية ودول العالم على اداء واجبها باخلاص ومنع تهريب اي بضاعة محرمة عبر المطارات المصرية.
واشار عبد المطلب ايضا الى ان اجراءات التقاضي في المملكة السعودية لا تستقيم مع المعايير الدولية للقضاء ، على سبيل المثال ان احد الاعلاميين العرب تم تلويث سمعته من قبل الاعلام السعودي وعندما اراد ان يقاضي المسيئين وتقدم بشكوى الى القضاء السعودي فوجئ بان ملفه احيل الى وزارة الاعلام بامر من الامير نايف ولي العهد ، اضافة الى قضية الممرضات البريطانيات اللواتي رفضن المثول امام القضاء السعودي وتم نقلهن الى لندن بطائرة خاصة رغم انهن مطلوبات للقضاء السعودي .
واعتبر الخبير المصري ان ال سعود يريدون من الشعب المصري ان يستمر في خنوعه وخضوعه لهم باعتبارهم ممثلي الاسلام في العالم وليس فوقهم احد كما يتصورون .
وختم بالقول : يبدو ان ال سعود لا ينظرون امامهم ولا خلفهم ولا يدركون ما يجري حولهم من تغيرات كبيرة ، ولا زالوا يعيشون احلام زمن الوفرة النفطية ما بعد حرب تشرين المجيدة التي منحتهم نوعا من الهيمنة والصدارة القيادية في اطار حلف مع انور السادات والولايات المتحدة وترويج العقيدة الوهابية عبر العالم كشكل من اشكال الاحتواء والتدجين والسيطرة الدينية والسياسية .
واكد عبد المطلب ان حكام هذه المملكة الذين يريدون عودة عقارب الساعة الى الوراء هم متوهمون ولن ينجحوا في الثورات المضادة التي يقودونها لا جهاض ثورة الشعب المصري وغيره منت الشعوب العربية .