موضوع قيم للشيخ ابوفريحان الحارثي حفظه الله منقول من منتديات نور اليقين ارجوا ان يستفاد منه:
نصيحة لكل مسلمة
للشيخ/ أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
حفظه الله
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذه كلمات مختصرة أوجهها للنساء المسلمات في كل مكان ـ عبر الشبكة العنكبوتية ـ (الإنترنت)،
لا سيما أن مثل هذه الشبكة أصبحت من أسرع وأنفع طرق نشر الدعوة المستقاة من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى،
وقد جعلتها في نقاط أو مقاطع مختصرة، وخير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم،
وهذه إشارة مني بأني سأكتفي في بعض المواطن بسرد بعض الآيات التي تبين المقصود، وسأتعمد العبارات البسيطة والكلمات السهلة في نصيحتي هذه،
وأبتعد بقدر الإمكان ـ وسأجتهد في ذلك ـ عن التكلف في الأسلوب وشقشقة الكلام كي تصب النصيحة إلى القلوب لعل الله أن ينفع بها كاتبها وكل من قرأها،
وسأكون صريحاً لأبعد الحدود.
يتبع الحلقة الأولى
المصدر: منتديات نور اليقين
الحلقة الأولى
أقول وبالله التوفيق:
أنصح كل امرأة مسلمة كانت متزوجة أم عزبة، صغيرة كانت أم كبيرة، عجوزاً كانت أم شابة؛
أن تتقي الله في نفسها فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ ..).
فغيره صلى الله عليه وسلم أولى بهذا التوجيه والنصيحة الإلهي.
فإياكِ والنظر إلى الرجال الأجانب، سواء كانوا في الشارع أو في السوق، أو على شاشات التلفاز،
أو في الصور و المجلات والصحف، أو على شبكات الإنترنت، لأن النظرة ذريعة إلى الوقوع فيما هو محرم
لذا أمر الله تعالى بغض البصر فقال جل جلاله:
( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ
أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ
أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ
مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ).
ولا تخضع المرأة بصوتها أمام الرجال الأجانب منها ـ غير المحارم ـ، سواء كان الكلام مباشر كالبيع والشراء في الأسواق،
أو كمن تتكلم مع إخوان زوجها أو أحد أقاربه أو أقاربها غير المحارم ـ كما يفعله بعض المجتمعات واعتاده؛ وإن كان الكلام من وراء حجاب ـ،
أو الكلام عبر الهاتف، أو البالتوك، أو المسنجر، حتى وإن كان مع طلبة العلم أو المشايخ والعلماء قال تعالى:
( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ
فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ).
وهذا في حق أمهات المؤمنين الطاهرات العفيفات، وفي المجتمع الطاهر النقي الذي اختاره الله تعالى أن يكون
في صحبة نبي الله صلى الله عليه وسلم، فنساء زماننا اليوم أولى بهذا التوجيه والنصح الإلهي.
وعلى المرأة المسلمة أن تلزم بيتها، ولا تخرج للأسواق إلا للضرورة القصوى وغير متبرجة،
فإن وُجد من يقضي لها حاجتها من السوق فلتحمد الله، وعليها أن تحذر الخروج إلى الحدائق والمنتزهات
والأماكن المختلطة بالرجال شباباً كانوا أو غيرهم، قال تعالى:
( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ
وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ).
وعلى كل مسلمة تحب الله ورسوله حقيقةً لا دعوى؛ أن تلتزم بالحجاب الشرعي، وذلك بتغطية وجهها
ولبس الملابس الفضفاضة الطويلة، الغير ضيقة ولا قصيرة ولا شفافة؛ إذا أرادت الخروج من المنزل للحاجة،
قال تعالى:
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ
ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ). (الأحزاب : 59 ).
وقال عمر رضي الله عنه: "ما يمنع المرأة المسلمة إذا كانت لها حاجة أن تخرج في أطمارها
أو أطمار جارتها مستخفية لا يعلم بها أحد حتى ترجع إلى بيتها".
وهذا كله ـ أعني القرار في البيوت، ولزوم الحجاب ـ يأتي من ثمار العلم الشرعي المستقى
من الكتاب والسنة، قال تعالى:
( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ
كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً ).
وإن كان هذا الخطاب موجه لأمهات المؤمنين، إلا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب،
وغير أمهات المؤمنين أولى بالعلم والتعلم بما يُقَوِّم دينها.
والقرار في البيت موجه أيضا للواتي يتذرعن في الخروج لطلب العلم في المساجد والحلقات
أو التجمع في بيت إحداهن ليلق عليهن فضيلة الشيخ درسا خاصا بالهاتف أو البالتوك.
قلت هذا لأننا اليوم في زمن فتنة وأي فتنة أعظم مما تتعرض له المسلمة اليوم في الشارع،
ولأننا اليوم في عصر انتشرت فيه وسائل نقل المعلومات كالنت، فبإمكان المرأة الصغيرة والكبيرة
أن تتعلم العلم الشرعي الواجب عليها تعلمه من هذه الشبكة سواء مسموع أو مقروء والحمد لله،
وفي ذلك غنية كبيرة بل وفيه الكفاية لرفع الجهل بأمور الدين عن المسلمات؛
حتى العجائز اللاتي لا يقرأن؛ يستمعن إلى صوت
الشيخ الألباني ـ ابن باز ـ العثيمين ـ الوادعي ـ الجامي ـ اللحيدان ـ الفوزان ـ آل الشيخ المفتي ـ
آل الشيخ الوزير ـ الغديان ـ ربيع ـ وغيرهم وغيرهم فلله الحمد والمنة.
فلا داع للجري وراء الحلقات والتحدث مع طلبة العلم والدعاة والمشايخ؛ إلا فيما لا بد منه وجوبا؛
تسأل قدر الحاجة ولا تناقش ولا تسهب في التحدث معهم.
واعلمي أيتها المسلمة أن أوجب ما ينبغي عليك معرفته وتعلمه؛ هو توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة
وتعلم ما يضاده من الشرك والبدع؛ حتى تقبل العبادة، وأن تكون المرأة المسلمة محافظة على نفسها وشرفها،
قال تعالى:
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ
وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ
وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ).
واعلمن أيها المسلمات أن هذه الآية شاملة وافية شافية جامعة كافية لمن تدبرها ووعاها وعمل بها
وهي قوله تعالى:
( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ
وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ
وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).