السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حكم الْمُنتحِر
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-
السؤال:
بارك الله فيكم، هل يُصلََّى على الْمُنتحِر ويُغسَّل أم لا؟
الجواب:
الْمُنتحِر -والعياذ بالله- قَتل نفسه عمدًا بغير حقٍّ، وانتحاره من سفَاهتِه؛ لأنه بانتحارِه يظنُّ أنَّه يتخلَّص مما هو فيه من المحنة والضيق؛ لكنه يتخلَّص إلى شيء أضيق وأشد محنة، فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار!
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنَّ من قتل نفسه بشيء فإنَّه يُعذَّب به في نارٍ جهنَّم خالداً مخلداً أبداً فيها -والعياذ بالله-؛ من قتل نفسه بحديدة فهو في جهنَّم ينحر نفسه بهذه الحديدة، وكذلك -أيضًا- من تحسَّى سُمًّا حتى مات فإنه يتحسَّاه في نار جهنم، من تردَّى من جبلٍ أو من أسقط نفسه من جدار فإنَّه يُفعل به ذلك في نار جهنم، خالدًا مخلدًا فيها أبدًا.[1]
فالانتحار ليس فيه فكٌّ من مشكلة ولا إزالة للغم ولا لِلهمِّ؛ بل فيه زيادة في السوء على الْمُنتحِر.
وإذا انتحر إنسانٌ فإنَّه إذا كان مُسلمًا [يُصلَّى عليه]، فإنه يُغسَّل ويُكفن ويُصلَّى عليه؛ لكن إذا رأى أمير القبيلة أو قاضي البلد أو الكبير في البلد الذي له قيمته في المجتمع أنْ لا يُصلِّي عليه فإنَّ ذلك خير؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجلٍ قتل نفسه بمشاقص فلم يُصلِّ عليه.[2]
أما غيره من النَّاس فيُصلُّون عليه ويدعون له بالرحمة؛ لأنَّه لا يكون مرتدًا بانتحاره؛ ولكنه فعل كبيرةً عظيمةً من الذنوب، نسأل الله العافية.
والخلاصة أنَّ الْمُنتحِر يُغسَّل ويُكفَّن ويُصلَّى عليه ويُدفَن في مقابر المسلمين، إذا كان مسلمًا؛ ولكن إذا رأى كبير القوم أن لا يُصلِّي عليه ردعًا لغيره؛ فهذا حسن اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فتاوى نور على الدرب
-------------------------------
[1] عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :«مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَجَأُ بِهَا بَطْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ فَسَمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهْوَ يَتَرَدَّى فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا». أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ.
[2]عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "أُتِيَ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ, فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
__________________
حكم تغسيل المنتحر والصلاة عليه
هل قاتل نفسه يغسل ويصلى عليه؟
قاتل نفسه يغسل ويصلى عليه ويدفن مع المسلمين؛ لأنه عاصٍ، وهو ليس بكافر؛ لأن قتل النفس معصية وليس بكفر، وإذا قتل نفسه والعياذ بالله يغسل ويكفن ويصلى عليه، لكن ينبغي للإمام الأكبر ولمن له أهمية أن يترك الصلاة عليه من باب الإنكار؛ لئلا يظن أنه راضٍ عن عمله، والإمام الأكبر أو السلطان أو القضاة أو رئيس البلد أو أميرها إذا ترك ذلك من باب إنكار هذا الشيء وإعلان أن هذا خطأ فهذا حسن، ولكن يصلي عليه بعض المصلين
من موقع الشيخ ابن باز رحمه الله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أردت أن أشير لهذا لأنني قرأت و سمعت الكثير ممن يقولون مات كافرا جهنم و بئس المصير و العياذ بالله
كيف لنا أن نحكم على شخص بالكفر و نحن لا ندري الحكم و الله المستعان
فالحذر الحذر إخواني من الحكم على شخص بالكفر جزافا فالأمر ليس بالهين
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم