الكرّ على الخيانة والمكر
(الحلقة الأولى)
كتبه
الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فيعلم الله مني وأشهده وكفى به شهيداً أنني أحب أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلّم- جميعاً وأعظمهم جميعاً وأذب عنهم جميعاً طول حياتي باطناً وظاهراً، وأفديهم بنفسي وأولادي بل بالأمة جميعاً إن كان ذلك بيدي، وأشهد الله أنه ما كان ولا يكون مثلهم.
وأعادي من يعاديهم وأوالي من يواليهم وأبغض من يبغضهم أو أحداً منهم، والعبارات التي قلتها في خالد وسمرة خلال فتنة هوجاء أدافعها وأدفعها عن الشباب.
فأقول في خالد: أنه الصحابي الجليل وأنه سيف من سيوف الله سلّه الله على المشركين والمرتدين والمنافقين القائد المظفر قامع الردة وصاحب الفتوحات العظمى وهادم عروش الأكاسرة والقياصرة وأفديه بنفسي ومالي وأحبه وأستميت في الذب عنه وأعادي وأوالي من أجله.
وسمرة بن جندب أقول فيه: أنه صحابي جليل وعظيم في عيني وأحبه وأوالي وأعادي من أجله.
وما صدر مني من عبارات في حقّهما فإنه من سبق اللسان قطعاً مثل قولي في خالد -رضي الله عنه- يلخبط، أستغفر الله وأتوب إلى الله منه، وما قلته في حق سمرة خلال استنباطي من قول عمر -رضي الله عنه-: ((قاتل الله سمرة)): يعني أن سمرة حصلت عنده حيلة تشبه حيلة اليهود، فهذه العبارة مني سيئة، أستغفر الله وأتوب إليه منها، وأحذر الناس منها ومن أمثالها.
ولا شك أن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلّم- خير أمة أخرجت للناس لا كان ولا يكون مثلهم، وإني لعلى مذهب السلف فيهم، وإني لعلى مذهب ابن المبارك لما قيل له: أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: لغبار في أنف معاوية وهو يجاهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- خير من عمر بن عبدالعزيز.
وأدين الله بأنه لو أنفق أحد خيار المسلمين مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.
وإن قلبي ليعتصر ألماً من تلك العبارات وأرجو أن أكون من الوقافين عند كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلّم-.
وإني لآسف أشد الأسف أن الذي بحث عنها وفرح بها وأخرجها للناس لم يفعل ذلك غيرة على دين الله ولا محبة وإجلالاً لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وإنما حمية جاهلية لأناس تافهين لا يساوون غبار نعل صحابي من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلّم- وإن هذا ليدل على مدى الانحدار الذي وصلت إليه هذه الأصناف التي توالي وتعادي من أجل أناس تافهين ساقطين وأصحاب مناهج فاسدة ولا يوالون ويعادون من أجل منهج الله ومنهج أنبيائه ورسله ومنهج الصحابة العظام والسلف الكرام الذي ندين الله به وندعوا إليه ونذب عنه وعنهم.
قال الكاتب المسمى بـ ((يزن)):
((الشيخ ربيع حفظه الله صاحب كتاب مطاعن سيد قطب في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومذكرات التنبيه والإعانة والجناية ، إليك بعض كلماته في الصحابة رضي الله عنهم :
أولا : يقول في رده على أبي الحسن : عن حسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه العبارات : يقول : إنَّ الله عاقبه بالعمى(1) .
ويقول : إن ذلك من العذاب الذي توعد الله به المذكورين في قوله : (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم((2) وكما تعلمون هذه أريد بها المنافقون بل رأسهم والتائب كيف يعاقب ؟ ولماذا لم تعاقب حمنة رضي الله عنها ومسطح رضي الله عنه ؟ .
ويقول : لولا توبته لهلك مع الهالكين . إن كان ما ذكره حقا فهل هذه الألفاظ من التأدب مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أو هذا من الخير الذي لا يذكرون إلا به ؟ أو هذا من السكوت عما صدر فيما بينهم ؟ هل يصح لمن بعد الصحابة أن يأخذ ألفاظا جرت فيما بينهم فينقلها وينشرها ؟ أو يتبنى تقريرها ؟ مهما قيل من التبرير والدفاع فهذا الأسلوب لا يليق مع الصحابة الكرام ، وإلا فلماذا ننكر على غيرنا(2) ؟
ثانيا : يقول في شريطه ( الشباب ومشكلاته الوجه ب ) : والله كان الصحابة فقهاء(3) ... في أمور السياسة ما ينجحون !! وما يستطيعوا يستنبطون !! في الإذاعة والإشاعة يقعون في فتنة !!! قضية الإفك طاح فيها كثير من الصحابة !!! ، فتنة ... كلام عن الصحابة إجمالا(4) ، وعجيب جدا !!! الصحابة لا ينجحون في السياسة ؟ أجل من الذي ينجح ؟ الصحابة لا يستطيعون الاستنباط ؟ أجل من الذي يستنبط ؟ الصحابة في الإذاعة الإشاعة يقعون في فتنة ؟ أجل من الذي يتثبت(5) ويتروى ويسلك المنهج السلفي في تلك الحالات من رد العلم لأهله(6)؟ قضية الإفك طاح فيها _ هكذا بهذا التعبير _ كثير !!! من الصحابة ؟ من هؤلاء الكثير ؟ هل هم مسطح وحمنة وحسان(7) ؟ في عشرات الألوف أم المراد عبد الله بن أبي وزمرته ؟
ثالثا : يقول في شريط العلم والدفاع عن الشيخ جميل(8) وجه أ : خالد ! يصلح للقيادة ... ما يصلح للسياسة !! وأحيانا يلخبط(9) !!!!!!!!! سامحك الله يا شيخ ربيع أنت منظر على الصحابة ؟ خالد بدون ترضي وكان الأولى أن تترضى لا سيما وسوف تأتي بطامة ، ثم ما يصح للسياسة ؟ أجل من الذي يصلح(10) ؟ لو لم يكن خالد يصلح للسياسة فليس في ولاة أمرنا أحد يصلح للسياسة ! ثم ماذا ؟ يلخبط ..................... لا حول ولا قوة إلا بالله .
رابعا : يقول في شريط توجيهات ربانية للدعاة(11) وجه ب : فقال عمر : قاتل الله فلانا ألم يسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها . يعني أن سمرة حصل عنده حيلة تشبه حيلة اليهود !!!! سمرة بن جندب الصحابي الجليل حصل عنده حيلة تشبه حيلة اليهود ؟؟(12) والله لو قلت اليوم : الشيخ ربيع سلك مسلكا يشبه مسلك اليهود لقامت الدنيا وما قعدت ولأخرجت من السلفية من أوسع أبوابها(13) ولما اغتفرت لي هذه الكلمة ولو بررتها ألف مرة وتبت منها ألف ألف مرة عند كثير من المحبين للشيخ ، فكيف بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
خامساً : يقول الشيخ ربيع حفظه الله في شريط العلم والدفاع عن الشيخ جميل وجه ب : معاوية ... ما هو عالم !!!! لكن والله يملأ الدنيا سياسة ، يصلح يحكم الدنيا كلها(14) ... المغيرة بن شعبة مستعد يلعب !! بالشعوب على أصبعه دهاء !!!! هل هذا أسلوب للحديث عن الصحابة يا شيخنا الجليل ؟؟ معاوية ما هو عالم ؟؟ كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخال المؤمنين وأول ملوك المسلمين والفاتح العظيم يعبر عنه هكذا ؟ ما هو تعريف العالم حتى يخرج منه معاوية رضي الله عنه ويدخل فيه الشيخ ربيع والشيخ فلان وفلان ؟ خيرا ... المغيرة بن شعبة يلعب بالشعوب على أصبعه دهاء(15) ... هذا التعبير لا يليق بك يا شيخنا الكريم فإن هذه اللفظة تطلق على الماكرين المخادعين(16) وقد برأ الله المغيرة بن شعبة من ذلك وأقول : لو ترضيت على الأقل عند ذكرك لهذه الألفاظ لهدأت قليلا من وقعها(17) .
سادساً : يقول الشيخ في الشريط نفسه في الوجه أ : كان عمر يوقر معاوية لأنه داهية ... يزيد أخوه مثله داهية ... المغيرة بن شعبة داهية ... من دهاة العرب عمرو بن العاص ... أبو ذر ما يصلح !!! أفضل من معاوية ومن عمرو آلاف المرات(18) !!!!! تنظير عجيب يا شيخنا الكريم فلان يصلح والثاني ما يصلح وفلان أفضل آلاف المرات وهذا داهية وذاك أدهى منه !!!!!! هكذا يكون الحديث عن الصحابة رضي الله عنهم ؟؟
أليس الشيخ ربيع أولى أن يحذر منه من سيد قطب ، لأن الشيخ ربيع قد قال ذلك عن علم وهو العارف بمدلولات الألفاظ ؟؟؟؟؟؟ أم أنكم تكيلون بمكيالين(19) ؟؟!!! )).