....و رحت أبحث عنها...قلقا...متوترا...خائفا من عدم العثور عليها...شيء ما كان يخنقني كلما فكرت في أنها غادرتني دون رجعة ؟....كنت أصطدم بالأطباء..بالمرضى ...بالعمال...كنت أرتمي بين الجدران ...و كأني أحاول اللحاق بها...الامساك بيدها...و البكاء على كتفها علها تغفر لي تلك اللحظات التي مضت دونما....أن تغفر لي ترددي...و خوفي...
....في اخر الرواق....سمعت صرخات..نحيب...بكاء...و اسمها يلفظ بأعلى صوت.....لا لا لا لا يمكن أن ترحل ؟؟...أريد أن أمسك يدها ...أن أعترف لها بأني لن أتمكن من العيش دونها ؟...أن أصارحها....أن أعترف لها بكل شيء..أن أخبرها أني أخيرا فهمت جملتها تلك- الحب هو قمة التضحية-....و لمحت أمها تندب ...أباها يبكي على فلذة كبده الوحيدة و أخوها يضرب يده على الجدار عله يقاسم حزنه ....و أنا ؟؟...هل سأحرم أيضا من رؤيتها؟...هل تركتني بعد أن قالت أني سأجدها دائما الى جانبي ؟...كيف فعلت ؟..ليس من شيمها الاخلاف بالوعود؟....
....هل هكذا رحلت من حياتي بعد أن أعطتها ألوانها؟...هل هكذا رحلت بعد أن جعلتني أعشق الحياة؟...و عانقت الجدار....و أحسست ببرودته...قساوته...كيف أنه كان يرفض منحي المواساة..الحنان الذي فقدته قبل أن أحسه ...و كأنه هو الاخر كان يوبخني و يعتبرني الداء الذي قتلها....كنت أريد أن ألمحها لا أكثر...كنت أريد أن أرى بريق عينيها الذي سأحرم منه طوال حياتي ...أن أرى بسمتها ...أن و أن....لكن...
...و لحظة اشتياقي لها....لحظة تذكري لتصرفاتها الجنونية ....لحظة ادراكي أنها غدت كل حياتي....لحظة رغبتي الجامحة في الصراخ أن عودي –اني أحبك...أعشقك..لا بل أهواك...-....مروا بها أمامي.....دون أن يدركوا أني ..أرغب في طلب المغفرة منها...أرغب في الرحيل معها....مروا بها أمامي ....نظرت اليها...و كانت مغطاة...أجل حرمت حتى من النظر الى وجهها... الذي طالما كان يشع نورا....حرمت من رؤية السكون الذي كان يرتسم على ملامحها كلما أحست بالألم...الوحدة و العذاب...أجل تركتني مكبلا باعترافي....
من : ذكريات أمل ...