أتذكر جيدا بداية التسعينات حينما رد الشيخ رمضان البوطي بهذه الآية على عباسي مدني رئيس جبهة الإنقاذ الجزائرية وذلك لما رآها ترفع شعار المغالبة لإسقاط نظام جبهة التحرير الوطني الجزائرية..وكان يلمّح إلى طغيان جبهة الإنقاذ واغترارها بكثرة أتباعها مقارنة بغيرها من الأحزاب آنذاك..وكأن الشيخ كان يستشرف المستقبل ويتوقع ما سوف يحل بالجزائر جراء ذلك الغرور والطغيان..
وهاهو التاريخ يعيد نفسه في بلد الشيخ نفسه.. سوريا الجريحة.. وهاهي نفس الوجوه تتربص بهذا البلد الدوائر من أجل أن يشرب من نفس الكأس التي شربت منها الجزائر حد الثمالة، أقصد كأس الإرهاب!!!!!!
وحينما أقول نفس الوجوه فذلك على سبيل المجاز، لأن الإرهاب ملة واحدة مثل الكفر تماما..وسواء أكان أصحابه يُسمون بالسلفيين أو القاعدة أو الإخوان فكلهم من الخوارج مقتبس..فالتكفير عقيدتهم..والتقتيل مذهبهم..والتفجير طريقتهم!!
وصدق الله العظيم.. إن الإنسان ليطغى..يطغى بالمليونيات.. ويطغى بالفضائيات..ويطغى بأموال البترول..ويطغى بالتحالفات الدولية..ويطغى بأسلحة الناتو..ونسي هؤلاء أن الدولة التي صدعوا رؤوسنا منذ حوالي ثمانين عاما بإقامتها ..دولة على نمط الخلافة الراشدة ..لا ينبغي لها أن تقوم على أشلاء الأبرياء.. ودماء المسلمين الموحدين..دولة تستضيء بالهدي النبوي..شعارها قول النبي _ص_ بل اليوم يوم المرحمة،ردا على من قال اليوم يوم الملحمة..
وذلك عند فتح مكة التي كان يحكمها المشركون وليس المسلمون الموحدون كما هو الحال مع حكام سوريا ومصر اليمن وليبيا..نعم هؤلاء الحكام مسلمون رغم أنف خوارج العصر وهي شهادة أحاسب عليها يوم القيامة..نعم هم حكام لهم أخطاؤهم التي يجب يحاسبوا عليها..أما تكفيرهم فليس من عقيدة المسلمين تكفير من نطق بالشهادتين..عملا بقول النبي -ص- في الصحيحين عن أسامة بن زيد أنه قتل رجلاً بعد ما قال لا إله إلا الله وعظم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لما أخبره وقال : ( يا أسامة ، أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ؟ ! وكرر ذلك عليه حتى قال أسامة : تمنيت أني لم أكن أسلمتُ إلا يومئذ ) .