السلفية ليست بدعة للشيخ صالح السحيمي....) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

السلفية ليست بدعة للشيخ صالح السحيمي....)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-06, 17:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Post السلفية ليست بدعة للشيخ صالح السحيمي....)

تفريغ شريط السلفية ليست بدعة للشيخ صالح السحيمي (حفظه الله) بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله......

أقدم لأخواني هذا النقل لتفريغ شريط السلفية ليست بدعة الشيخ صالح السحيمي (حفظه الله) و الذي قام بتفريغه الاخ أبو مازن السلفي جزاه الله خيرا.

السلفية ليست بدعة
**للشيخ صالح السحيمي ***

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فإن القدوة أولاً وآخراً هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) وقال تعالى ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )
ثم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب اتباع منهج السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة والتابعون والتابعون لهم بإحسان الذين قال الله فيهم ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين تبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه )

واتباعهم هو السير على منهجهم في الجملة مع الاعتقاد بأن العصمة خاصةٌ بالرسل عليهم الصلاة والسلام وأن من دونهم ليس معصوماً بل هو عرضةً للخطأ والصواب ولكن سلف الأمة لا يقارنون بمن جاء بعد ذلك فإنهم أقرب الناس بل هم الحريصون كل الحرص على اتباع منهج النبوة جملةً وتفصيلا قولاً وعملاً واعتقاداً لذلك فإن الاهتداء بهديهم والسير على منهجهم هو الذي ينبغي بل هو المتعين قال تعالى بعد أن ذكر الأنبياء مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم أقتده )
وكذا الصحابة والتابعون ومن بعدهم من السلف من الأئمة المهديين لا سيما في القرون المفضلة هؤولاء هم الذين يجب اتباعهم والسير على منهجهم وذلك أن السلفية منهجٌ قائمٌ على هدي الكتاب والسنة.


والذي أعتقده أن كلمة (السلفية) أو (أهل السنة) و(أهل السنة والجماعة) أو( الفرقة الناجية )أو( الطائفة المنصورة) أو (أهل الحق) أن هذه الكلمات هي كلمات مترادفه تؤدي معنىً واحداً وليست السلفية بدعةً كما يزعمون بل هي مرادفة لهذه الكلمات التي ذكرتها وهي تعني مأخوذة من سلف أي تقدم فالمقصود بالسلف هم أو السلف الصالح بالأحرى هم من تقدم من أئمة الهدى والدين ومن سار على نهجهم من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر من تقدم من علمائنا في هذا العصر فليست السلفية بدعه وليست كلاماً جديداً ولذلك نجد في كتب السلف ومنهم شيخ الإسلام ابن تيميه وابن القيم وقبلهم الأئمة المهديون كلهم يرددون كلمة السلف واتباع السلف ومنهج السلف وقال السلف وهذا قول عامة السلف وهذا قول السلف قاطبةً ونحوِ ذلك من الألفاظ التي تدل على مفهوم السلفية فمعنى السلفية هو اتباع منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين والتابعين لهم بإحسان إذاً ليست بدعه وليست حزباً من الأحزاب التي تتـقـوقع على نفسها في طقوسٍ معينةٍ ولو خالفت الكتاب والسنة كما هو الحال بالنسبة لكثير من الجماعات القائمة في هذا العصر إذاً حتى كلمة السنة وأهل السنة ما إذا كان الذي يقول بأن السلفية بدعه يحتج بأن كلمة سلفية لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم نقول له كلمة أهل السنة بهذا اللفظ في مقابلة سائر الطوائف لم تكن موجودة بهذا اللفظ في عهد النبوة وإنما الموجود هو السنة والجماعة هذه الألفاظ الموجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمّا ما بيّـنه السلف بعد ذلك فهي ألفاظ مرادفه لهذه الألفاظ وتؤدي معناها إذاً قول من قال إنها بدعه هذا لا شك أنه مجرد تحامل ونحنُ نقول له إذا قصد الشخص بكلمة السلفية التحزب الموجود في هذا العصر بين الجماعات الأخرى أو أدعى ذلك من لا يمثل منهج السلف لا نتفق معه ولا نقرّه على هذه التسمية لإنه بذلك يتـقمط ثوباً ليس له كما أن كثيراً من الطوائف المبتدعة قديماً كثيراً منهم يرون أنهم من أهل السنة الأشاعرة يقولون أنهم أهل السنة والمعتزلة يقولون أنهم أهل السنة هم الرافضة فقط الذين لا يعبرون بكلمة السنة وأهل السنة أما بقية الطوائف كلها تزعم أنها من أهل السنة والخلاصة أن هذه الألفاظ ألفاظ تؤدي معنىً واحداً وتؤدي بيان منهجٍ واحد هم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بلا إفراط ولا تفريط وبلا غلوٍ ولا تقصير في القول والعمل والاعتقاد وليس المقصود هو تقديس الأشخاص وليست قضية السلفية هي تقديس الأشخاص في حد ذاتهم فإن الرجال هم الذين يعرفون بالحق وليس الحق هو الذي يعرف بالرجال والله الهادي إلى سواء السبيل.

يتبع ان شاء الله









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-04-06, 17:15   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


(الأسئلة )

السؤال الأول: يا شيخ يقول إذا اعتقدنا أن الفرق التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست كلها خالدة في نار جهنم وقـلنا أن الأشاعرة والمعتزلة فرق من الفرق التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم هل هناك محظور؟

الجواب: المعروف أن الفرق التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم الاثـنتين والسبعين والتي أخبر أنها في النار ليست فرقاً كافرة وهذا بإجماع المسلمين وليست فرقاً مارقة من الدين بالكلية لذلك لا تدخل فيها بعض الفرق كالباطنية والإسماعيلية والقرامطة والدروز والنصيرية والرافضة هؤولاء لا يدخلون في هذا المسمى فلذلك من وصف الفرق المخالفة لأهل السنة وهم معدودون في جملة المسلمين لأنهم من الفرق المبتدعة أو الضالة أو من الفرق التي ينطبق عليها الحديث لا تجوز تخطئته ولا يجوز أن يقال إنه حكم على أحد بغير علم الحكم على منهج وليس على أشخاص ليس معنى أن من قال أن الأشاعرة أو المعتزلة من الفرق المبتدعة أو من الفرق التي خرجت عن المنهج الصحيح الذي هو منهج أهل السنة والجماعة مع أنهم من المسلمين لا يلزم من هذا أنا نحكم على الأفراد أنهم يدخلون النار وإنما الفرق التي تخالف المنهج الصحيح تدخل النار بغض النظر عن الأفراد والخطأ ناشئ من التعصب الأعمى للأشخاص فإذا قلنا إن هذه الفرقة مبتدعة لا يعني هذا أنني أحكم على كل فرد من أفرادها وإنما أنا أحكم على الفرقة بحد ذاتها أنها فرقة ضالة فرقة مبتدعة فرقة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة فلا يُخطأ من حكم عليهم بذلك ولا يقال إنه حكم على الناس بغير دليل بل الدليل قائم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أخبر أن الفرقة الناجية هي ( الجماعة ) وفي رواية الترمذي وإن كان فيها يعني لكن مؤيد بنصوص أخرى ( من كان مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) من خرج عن هذا المنهج فهو من الفرق الضالة من الفرق المبتدعة من الفرق التي لا تعد في الفرقة الناجية وأعود وأكرر أنني لا أتكلم على أشخاص الأشخاص أمرهم له حكم آخر لا يجوز القطع لأحد منهم بجنة أو نار ما عدا من قطع له النبي صلى الله عليه وسلم أو بيّن الله عز وجل حكمه أو أمره في كتابه أو جاء بيانه بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أيةِ حال هذه الفرق هي فرق مبتدعة وهذه الفرق معدودة من الاثـنتين والسبعين ونحن لسنا متعبدين بحصر الإثـنتين والسبعين لذلك من الصعب من صعوبة بمكان الحصر لأنها قد يرجع بعضها إلى البعض الآخر والمهم أن من خالف منهج السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة والتابعون فهم من هذه الفرق المبتدعة.
فإن كانوا ممن مرق بالكلية كالرافضة والباطنية فليسوا من الفرق الاثـنتين والسبعين هؤولاء كفرة ملحدون وإن كانوا دون ذلك كالأشعرية والمعتزلة والماتريدية وبعض فرق الصوفية التي لم تصل درجة الغلو ورفع التكاليف فهذه تدخل في هذا العموم.

السؤال الثاني: شيخ أحسن الله إليك هل هناك فرق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية؟

الجواب: هذا التفريق لم نسمعه قبل هذا العصر وإنما تردد على ألسنة بعض الحزبيين ولا أرى فرقاً بين هاتين الطائفتين أو بين هذه المسميات تسمية الطائفتين لا ينبغي بين هذه المسميات الفرقة الناجية الطائفة المنصورة أهل السنة أهل الحق الجماعة اتباع السلف السلفيون كلمة سلفيون ترادف أهل السنة ترادف أتباع السلف هذه هي الفرقة الناجية وهي الطائفة المنصورة ومن فرّق فقد فرّق بين المتماثـلين بغير دليل.

السؤال الثالث: شيخ أحسن الله إليك هل يطلق على كل صاحب بدعة مبتدع ؟

الجواب: من ارتكب بدعة فهو مبتدع لأنه فعل تلك البدعة ويطلق عليه أنه مبتدع .
بقي أن يقال هل من الحكمة أحياناً في باب الدعوة أن يذكر وصفه هذا إذا قصدت دعوته وإفهامه الحق لئلا تأخذه العزة بالإثم ؟ هذا باب آخر مسألة الدعوة وأساليب الدعوة لأن هناك خلطاً بين أن تحكم على شخص ويسمى مبتدع وبين ما نوجّه إليه من استعمال الحكمة في الدعوة ليست الحكمة التي تعني الميوعة والتنازل عن الحق وإنما الحكمة التي خلاصتها أن لكل مقامٍ مقالاً ولكل أمر ما يناسبه فدعوة المعاند غير دعوة الجاهل ودعوة المتعلم المثـقف غير دعوة الجاهل الأمي ودعوة المكابر غير دعوة صاحب الشبهة التي انطلت عليه، فالخلاصة أنه يسمى مبتدع بقي أن نقول إذا جاء المقام أو إذا كنا في مجال الدعوة فيمكن أن تستخدم الأساليب التي تتفق مع منهج النبوة من اللين والحكمة والموعظة الحسنة ولا تصل إلى حد التميع أو التنازل عن المبادئ تحت ستار الحكمة.

السؤال الرابع: شيخ هل المبتدع لا يقبل عمله ألبته ؟

الجواب: المبتدع شأنه شأن العاصي المبتدع كالعاصي فإن كانت بدعته غير مكفرة فعمله مقبول-إن شاء الله - الذي خرج عن هذه البدعة العمل الذي لم تخالطه البدعة المعينة التي يفعلها فحكمه حكم أصحاب المعاصي بل إن هناك من أهل العلم ومنهم الشاطبي وغيره من قسم البدعة إلى صغيرة وكبيرة كما تقسم المعصية إلى صغيرة وكبيرة نعم إن البدعة أخطر من المعصية لكون البدعة صاحبها في الغالب يندر أن يتوب وعلى هذا يوجه قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله احتجر التوبة عن صاحب كل بدعة حتى يدع بدعته ) وقد بحث شيخ الإسلام ابن تيميه وغيره وكذلك الاعتصام للشاطبي مسألة قبول توبة المبتدع والقول الراجح إنها تقبل إذا تاب إلى الله توبة نصوحا لإن الله يقبل التوبة من جميع الذنوب بما فيها الشرك بالله سبحانه وتعالى وإنما الذي جرى في الغالب أن صاحب البدعة لا يتوب من بدعته إلا ما ندر لإنها تجري في دمه وفي قلبه كما تسري النار في الهشيم وكجريان الدم في العروق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم إنه عندما تستحكم فيه وتصير جزءاً من حياته ليس له إلا ما اُشرِب من هواه شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بالمصاب بداء الكَـلَب تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ( الكلب داء يصيب من جراء عضة سبع أو كلب أو نحوه ) فيصيبه مرضٌ يستعصي علاجه يسمى السعار وقد يأخذ به هذا المرض حتى يموت في الغالب وكذلك صاحب البدعة قلّ أن يتوب ولذلك يقول سفيان ابن عيينه رحمه الله ( البدعة أحب إلى إبليس من المعاصي لأن المعاصي يتاب منها والبدعة لا يتاب منها ) وهذا في الغالب الذي نص عليه أهل العلم أن هذا هو ما جرت عليه سنة الله الكونية في الغالب أن أهل البدع يتمسكون ببدعهم لأن العاصي يفعل الذنب وهو يعترف أنه عاصي هذا إذا لم يستحل إذا استحل فهو كافر لكن العاصي الذي يعترف بذنبه يفعل الذنب ويعترف بمعصيته وأمّا المبتدع فهو يفعل هذه البدعة وهو يعتقد أنها دين يتقرب به إلى الله ولذلك قل أن يتركه كيف يترك شيء يعتقد أنه دين؟ العاصي يعترف الآن الذي يزني وهو من المسلمين يعترف أن الزنا حرام ويشرب الخمر ويعترف بأنها حرام ويحلق لحيته ويعترف بأن حلقها حرام يأكل الربا يقع فيه طبعاً هذا لا يعني التهوين من شأن المعاصي كما قد يفهمه البعض بعض من القاصرة عقولهم عن إدراك الحق أو عن ما يقوله السلف أبداً المعاصي خطيرة وهي تجر صاحبها ربما إلى الإستحلال قد تبلغ به درجة الإستحلال ولكن أقول العاصي المعترف بذنبه أقل خطراً من المبتدع الذي انهمك في بدعته لأنه يعتقد أنها دين، الخلاصة أن قبول عمله إذا لم تصل بدعته إلى حد الكفر والشرك فالقبول أمرًٌ وارد وشأنه شأن صاحب المعصية الذي فعلها مع إعترافه بمعصيته.

السؤال الخامس: شيخ هل التحذير من الداعية الذي عنده بدعة أو مخالف منهج أهل السنة والجماعة من العلماء فقط أم من طلاب العلم كذلك ؟

الجواب:هو الأولى أن يرجع جميع الناس إلى العلماء وهم أهل الحل والعقد ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعملوه الذين يستـنبطونه منهم ) والمقصود بأولي الأمر هنا هم العلماء فينبغي رد كل الأمور لا سيما المتنازع فيها إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا لا يتحقق إلا بالرجوع إلى أهل العلم وطلاب العلم المتفقهين في دين الله الذين يقولون بالحق وبه يعدلون وهم العدول الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يحمل هذا الأمر من كل خلف عدوله ينفون عنه إنتحال الغالين وتحريف المبتدعين وإنتحال المبطلين ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإذا يرجع إلى أهل العلم وهذا لا يعني أن طالب العلم الذي لم يبلغ درجة الاجتهاد يسكت عن إنكار البدع الصادرة من أي شخص حتى ولو كان من الأشخاص المحسوبين على الدعوة وإنما الذي ينبغي أولاً وقبل كل شيء أن يتصدى العلماء الربانيون لمقاومة هذا التيار ببيان الحق بدليله وتـقيـيم الأشخاص الذي يريدون أن يتصدوا إلى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من خلال تمسكهم بالكتاب والسنة
أقول لا يمنع أن يكون طالب العلم الصغير أنه يبين خطأ من أخطأ بعد أن يتـثبت وبعد أن يتفقه وبعد أن يعلم الحق بدليله وبعد أن يرجع إلى أهل العلم ويستـشيرهم بذلك لا سيما إذا احتاج الأمر إليه أما إن وجد من أهل العلم -الذين هم أكبر منه- من يقوم بالأمر فقيامهم أولى درءاً للفتنة وأيضاً لأن كلمة العلماء كلمة مسموعة ومقبولة عند الجميع ولذلك ينبغي للعلماء أن يـبينوا للناس ما اختلفوا فيه لا سيما في مناهج الدعوة في هذا العصر وينبغي أن يصدعوا بالحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم ويـبينون لكل شخص ولو كان داعية من الدعاة ما عنده من أخطاء وإن ما يحصل من بلبله وما يحصل من مشاكل وما يحصل من أمور في هذه الأيام إنما هو راجعٌ إلى أن هؤولاء الذين قد يقعون في شيء من الخطأ المنهجي في الدعوة لم يُصارحوا بأخطائهم من قبل كثير من العلماء لا أقول كل العلماء كثير من أهل العلم بيّـنوا ووضّحوا ووضعوا النقاط على الحروف لكن نريد من بقية أهل العلم أيضاً مصارحة الدعاة الذين تأثروا ببعض المناهج بأخطائهم بهذا الطريق لا يحصل ما يعاني منه الدعاة في هذا العصر أو في هذه الأيام بالذات من اختلاف في المشارب والمناهج، باختصار أقول أن الأولى ببيان هذه الأمور هم العلماء هم الذين ينبغي أن يتصدوا لها ويرجع إليهم وأيضا هذا لا يمنع أن يبين طلاب العلم الآخرون ما اتضح لهم من الحق بعد أن يرجعوا إلى أهل العلم ويسألوهم عنه وأما تصدي بعض من لا يحسن الرد أو البيان الذي ربما يضعف في حالة وجوب القوة أو يشتط في حال وجوب استعمال الحكمة والهدوء أرى أن مثل هؤولاء لا يتصدون لتـقييم أعمال الناس لأن هذا الأمر في الحقيقة يحتاج إلى وقفه وإلى فهم وادراك ووعي
أعود وأقول وأكرر لا يعني هذا أن طالب العلم الصغير لا يبين ما اتضح له وإنما عليه أن يبين الحق بدليله ولا تأخذه في الله لومة لائم لكن أقول بعد أن يرجع إلى أهل العلم وأن يقاوم كل تيار يخالف منهج السلف غضب الناس أم رضوا لكن بالحكمة والموعظة الحسنة إن استدع الأمر التصريح صرح وإن تطلب الأمر التلميح لمح إن تطلب الأمر التعريض عرض على قاعدة النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بال أقوام ) ويتخذ لكل موقف ما يناسبه.

السؤال السادس:
يا شيخ هل كل من أردنا أن نحذر الناس منه لأنه يخالف السنة لابد أن نذكر حسناته قبل ذلك ؟

الجواب: ذكر الحسنات ليس وارداً في مسألة بيان الأخطاء ومن قيد ذلك بذكر الحسنات فإنه يحتاج إلى دليل. الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ينكر أمراً وقع فيه الناس سواءًً ما أنكره بالتصريح أو بالتلميح لم يقل أنت يا فلان الذي فعلت وفعلت و فعلت من الخيرات كذا وكذا وكذا وأنت عندك كذا وعندك كذا من الخيرات لكن فقط ما عندك إلا كذا أعتقد أن هذا المنهج غير وارد وليس من منهج النبوة بل بيان الأخطاء التي تمس المنهج الصحيح سواءٌ كان في العقيدة أو في السلوك هذا أمرٌ متعين ولا يعني هذا أننا نهدر ما عند الشخص من حسنات لكن هل المقام إذا بينت مثلاً ما في كتاب من أخطاء معينه هل يلزمني أن أذهب وأترك كل حسنات الكتاب هذا لا يلزم أبداً لا يلزم فإذا قلت أن في كتاب الظلال لسيد قطب رحمه الله كذا وكذا وفيه كذا وكذا من الأشعريات وفيه كذا وكذا من الصوفيات وفيه كذا وكذا من المخالفات وإذا قلت أنه ليس كتاب تفسير وإنما هو كتاب أدب فإذا قلنا مثل هذا القول جاء من يقول إن هذا القول لا يصح أو إنه كلامٌ مردود أو إنه من أحسن كتب التفسير كما جاء في بعض الكتب التي ترد على من بيّن الأخطاء الموجودة في هذا الكتاب يعني في الحقيقية إن مسألة بيان الأخطاء الواردة في الكتب لا سيما الكتب المعاصرة التي يخدع فيها كثير من الناس هذه واجبه ( من ألف فقد استهدَف ) وإذا وُصِف من يردّ على تلك الشبهة وعلى تلك الأخطاء بإنه متحامل وبإنه غير منصف أو نحوِ ذلك فهذا دليل على جهل قائله بالحقيقة يعني مسألة ذكر الأخطاء ما علمنا أحداً من السلف يعترض على ذكر الأخطاء الواردة في الكتب أو الواردة في كلام الأشخاص بل كانوا إذا نُـبّه أحدهم إلى خطأ كان يقبل وكان يرحب وكان يدعو لأخيه الذي نبهه لكن التعصب للأشخاص هو إذاً أوصل الناس إلى هذه الدرجة أما وصف مثل السيد قطب أو الشيخ حسن البنا أو الهضيبي أو غيرهم بأنهم شهداء أو أنهم زعماء الدعوة أو نحوِ ذلك والله أنا لا أرى هذا نعم أقول لهم جهود على ما عندهم من إنحرافات في المنهج أقول لهم جهود نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيبهم عليها وأن يغفر لنا ولهم لكن المبالغة في الوصف بالشهادة والحكم بالشهادة وما إلى ذلك هذه أرى أنها ينبغي على الأقل التوقف فيها أو التحقق لا سيما وأن عندهم من الأخطاء حتى في باب العقيدة ما لا يكاد يحصر فما أدري عن وصف مثل هؤولاء المودودي أو سيد قطب أو حسن البنا وقد وجد في كتبهم ما وجد من مدح وثناء على الرافضة ومن تقريب للصوفية وبعضهم صوفي مباشرةً وما أدري يعني الحقيقة أن وصف هؤولاء الأشخاص والترديد على المنابر. السلف كانوا يتحفظون من إطلاق كلمة شهيد على الأشخاص الذين قتلوا في المعارك الفاصلة بين الكفار والمسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف الآن نأتي نطلقها على الأشخاص عندهم مثل هذه الشّـبه يعني نحن نقول إن لهم جهوداً نسأل الله أن يثيبهم عليها وأن يعفو عنا وعنهم لكن لابد من بيان ما عندهم ولا يجوز القطع بالشهادة لأحد إلا من قطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيّن.

السؤال السابع: يا شيخ بعض الناس يحذرون من كتب العقيدة وخاصةًً العقيدة الطحاوية فما نصيحتك لهؤولاء ؟

الجواب: هو التحذير من كتب العقيدة نبع من دعوى أن العقيدة تفرق الأمة وهذه كلمة يرددها الحزبيون منذ الثمانينات الهجرية على حد علمي ولعلها منطلقة من كلمة حسن البنّا المعروفة ( نتفق فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) وهذا طبقوا عليه حتى الإختلاف في العقائد يعني دع القبوري في قبوريته ودع الرافضي في رافضيته ودع الصوفي في صوفيته ودع المنحرف على انحرافه في باب العقيدة واجمع الجميع في سبيل جمع الكلمة وأقول إن هذا كالذي يريد أن يجمع بين النوى والحصى والتراب والذهب والفضة هذه لا تجتمع أبداً لا يمكن أن تكون في ميزان واحد وأذكُر كلمة لشيخنا الشيخ محمد أمان وفقه الله في محاضرةٍ له بعنوان ( الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره ) وكانت رداً على رجل كان ينادي في شريط له وينتقد من يقول أن لله يداً أو من يؤمن بصفات الله عز وجل حتى إنه يقول من الذي قال إن لله يداً ؟! وهو رجلٌ موجود الآن فرد عليه الشيخ ولأن الشيخ ذكر الشريط وذكر الشخص الذي ذكر هذه المقالة غضب من غضب وتأثـر من تأثـر لكن الشيخ وفقه الله في آخر المحاضرة قال عندما أستعرض المنهج قال ( إني أشبه الذين يريدون التجميع والذي يدعوا إلى التصفية والتربية بأحد شخصيين أحدهما قال: أيها الناس هلمّوا هلمّوا فقد بنيت لكم مسجداً وعلى الجميع أن يدخله المتوضئ وغير المتوضئ والحائض والنفساء والجنب والصغير والكبير والنجس والطاهر. والآخر قال: أيها الناس هلمّوا لقد بنيت لكم مسجداً لكن علينا أن ندخله بعد الطهارة الكاملة من الحدث الأكبر والأصغر ) فهذا ينطبق على دعاة الجمع مع اختلاف العقيدة والمنهج ومن يدعوا إلى تصحيح العقيدة والبدء بها أولاً وتصحيحها أولاً كما هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم ( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ) وفي رواية ( إلى أن يوحدوا الله فإن هم أطاعوك لذلك ) انظروا إلى كلمة ( فإن هم أطاعوك لذلك ) عندما بعث معاذاً إلى اليمن، ما معنى ( فإن هم أطاعوك لذلك ) ؟ يعني أن لم يستجيبوا أصلاً لا يكمل معهم المشوار لا يدعوهم إلى بقية شرائع الإسلام طالما أنه لم يقيموا هذا الأصل فالبدء بكتب العقيدة بعد كتاب الله عز وجل الذي هو أساس كتب العقيدة وأساس كل شيء بعد العناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإجتهاد بحفظ القرآن من الصغر بعد ذلك يبدأ بكتب العقيدة.
نعم أقول إن المبتدئين ينبغي أن يعنوا بكتب معينه في العقيدة والمتوسطين كذلك وطلاب العلم المتفقهين لهم كتب معينه إن كان القائل يعني هذا الأمر قد نتفق معه فيبدأ مثلاً مع كل الناس بكتاب الأصول الثلاثة مثلاً بكتاب شيخنا الشيخ ابن عثيمين عقيدة أهل السنة والجماعة بكتاب ( تجريد التوحيد للمقريزي ) وإن كان هذا فيه ألفاظ أو جمل تحتاج إلى توضيح بكتاب التوحيد مجـرّب لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بغيره من الكتب أما كتب الطحاوية مثلاً و التدمرية والحموية وإن كان الشيخ جزاه الله خير الشيخ محمد ابن عثيمين بسّط بعض هذه الكتب خصوصاً الحموية والتدمرية لكن أقول الكتب هذه طالب العلم المبتدأ يبدأ بغيرها لأنها هي رد على أشخاص معينين قد يكون فيها شيء من العبارات المنطقيّة التي دعت إليها الضرورة من أجل الرد على من لا يفهمون إلا هذه اللغة وقد سُـئل شيخ الإسلام في أكثر من مناسبة لم يضطر أو يلجأ أحياناً إلى المنطق بينما له كتب أخرى تخلو من المنطق تماماً فقال: إني تكلمت مع أنه يُحرّم المنطق ولا يرى التبحر فيه وكتابه معروف (نقد المنطق) لكن علّـل وبين أنه كان يرد على أشخاص لا يفهمون إلا ذلك الأسلوب ولا يقتنعون إلا بذلك الأسلوب، الخلاصة أن البدء بالعقيدة هو الأمر المتعين لكن ينظر إلى الأشخاص الذين سيدرسون فإن كانوا مبتدئين تختار لهم كتب تليق بهم ويفهمونها وإن كانوا متفقهين تختار لهم كتب تليق بمقامهم ويفهمونها.

السؤال الثامن: يا شيخ وردت أحاديث منها ( لا عدوى ولا طيرة ) وحديث (فـر من المجزوم كفرارك من الأسد ) كيف الجمع بينهما ؟ وهل هناك عدوى ؟

الجواب: الجمع بين هذين أو بين هذه النصوص هو أن يقال أنه لا عدوى تـنتـقل بنفسها بدون قدرة الله سبحانه وتعالى فذلك نفياً لما كانوا يعتقدونه في الجاهلية من أن الأسباب أمورًٌ قائمة بذاتها لم تقدّر من الله عز وجل ويعتقدون أن هذه الأسباب تـنتـقـل بنفسها وتأثر بنفسها في المُسبّب لذلك جاء النهي ( لا عدوى ولا طيرة ) أي لا عدوى تنتقل بنفسها وأما الطيرة فهي منفية ألبتّـة وهي التشاؤم فهو محرم وإن وصل إلى درجة اعتقاد النفع أو الضر في المتطير به فهي شركًٌ بالله سبحانه وتعالى.
الخلاصة أن العدوى المنفية هي ما كان يتصوره أهل الجاهلية من أن العدوى تـنتـقـل بنفسها، وأما أن يقال إن الله سبحانه وتعالى وهو خالق الأسباب والمسببات أنه جعل لكل شيء سبباُ سبحانه وتعالى وأنّ جرت سنة الله في أن الإختلاط بين المرضى والمُصحّين أن ذلك قد يؤدي بإذن الله إلى انتقال المرض لأسباب محسوسة وغير محسوسة يعني منها ما يرى ويشاهد ومنها ما لا يعلمه إلا الله والكل لا يخرج عن علم الله هذا مقصود هذا الأمر حقيقة وهي المقصود منه بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( فرّ من المجزوم فرارك من الأسد ) وأمره لمن حلّ الطاعون ببلدهم ألا يبرحوها وأن لا يدخلها أحد فعلى هذا يحمل أو تحمل مثل هذه الأحاديث وأما حقيقة انتقال المرض من شخص إلى شخص فهذا أمرٌ وارد بإذن الله وهو من الأسباب التي جعلها الله سبحانه وتعالى فقد جعل الميكروب المعين سبباً لانتـقال المرض المعين وكل ذلك يجري بقضائه وقدره سبحانه وتعالى.

السؤال التاسع: يا شيخ هل التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم من أمور العقيدة أم من أمور الفروع ؟

الجواب: التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم بدعة حدثت بعد قرون وأوّلت لها الآيات والأحاديث حتى لقد تعسّـفوا في وصف التوسل بالدعاء الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود به هو التوسل بالجاه أو الحق أو الحرمة كما حَمَـلوا الوسيلة بالقرآن على المقصود بها أن تجعل واسطة بينك وبين الله تـتوسل به إلى الله وقول أنه لا يدخل في باب العقيدة قول ليس بصحيح أمور العقيدة كثيرة منها حتى أمور لا تبلغ المبالغة فيها درجة الشرك أو درجة الكفر مثل التوسل بالجاه لا نقول إن من توسل بجاه النبي يكفر لكنه مبتدع والبدعة تخل بالعقيدة وتأويل النصوص مخلٌ بالعقيدة ولذلك نصّ السلف على أن بعض الأعمال تنافي التوحيد بالكلية وبعض الأعمال تنافي كماله فمثـل هذه لا شك أنها من أمور العقيدة لأنها تتعلق بإحداث حكم شرعي وهو التوسل بالجاه لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالتكلف والتمحّـل والتعسّف في فهم النصوص فلا شك أنها حتى لو فتحنا هذا الباب لجاءنا قائـل يقول ما دمتم لا تكفرون بعض المؤولة في الصفات إذاً مسألة الصفات ليست من العقيدة قد يأتينا من يقول هذا الكلام أليس كذلك وأيضاً قد يأتينا من يقول إن إحداث أعياد ليست من أعياد المسلمين وهي بدع أنها لا تعتبر من العقيدة ولا تخل بالعقيدة بناءً على هذا الفهم وقد يأتينا أيضاً شخص ويحدث أموراً كثيرة ويستحسنها بعقله ويقول هذه لا تخل بالعقيدة، إذاً الخلاصة أن التوسل بالجاه سواءً كان بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه غيره من الصالحين هو داخلٌ في موضوع العقيدة والخلاف فيه هو خلافٌ في مسألة عقدية فينبغي أن نقتصر على أنواع التوسل المعروفة وهي التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته والتوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة والتوسل إلى الله بدعاء المسلم الصالح.

السؤال العاشر: شيخ هل تفسير قول الله تعالى ( يوم يكشف عن ساق ) بشدة الهول لا مُسَوّغ باللغة ؟

الجواب: تفسير هذه الآية بشدة الهول لا أعلم له مُسَوّغاً من اللغة ولا سيما أنه جاءت أحاديث تفسر وتبيـن أن الله تبارك وتعالى يكشف لهم فيريهم هذه العلامة التي يعرفونه بها وهي الكشف عن الساق وهذا نظير كثيرٍ من ما وصف الله به نفسه من الصفات الذاتية كاليد والوجه والعين و القدم والرِجل والأصابع وما إلى ذلك مما وصفه الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم نعم إذا كان المقصود مقصود القائل بعد أن يثبت هذه الصفة لله أن الأمر فيه هول وفيه موقف عظيم وما إلى ذلك فهذا وارد أما إذا كان يقصد تأويل الساق بإن المقصود مجرد شدة الهول فهذا تفسير خاطئ ولا تأيّده اللغة.

السؤال الحادي عشر: يا شيخ ورد في السنة أن كلتا يدي الله يمين ورواية شمال فكيف الجمع ؟

الجواب: الجمع بين ما ورد في السنة من أن كلتا يديه يمين وما ورد فيها من أحاديث أخرى من ذكر الشمال لا تعارض بينهما أو لا تعارض بين هذه الأحاديث إذا أخذنا بالإعتبار أن الله سبحانه وتعالى لا يقاس بخلقه لا قياس شمولي ولا تمثيلي ولا إلحاقي ولا غير ذلك حتى في اللغة عند الناس الآن ( ولله المثل الأعلى ) عندما يتفاهمون بينهم يقول قائلهم شمالك يمين لفهمهم أن اليمين صفة مدح وأن الله عز وجل هو الذي وصف نفسه بإن كلتا يديه يمين وهو الذي وصف نفسه بإن له يميناً وشمالا فنحمل كلاً على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى مع الوقوف حيث وقف السلف من إثبات ذلك كله بلا تأويل ولا تشبيه ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا يتعارض ذلك من تسمية الشمال باليمين لإن ذلك أدعى وأقوى في باب التنزيه وما وصف الله به نفسه نثبته على الوجه اللائق به مع الأخذ في الإعتبار أن ذات الله عز وجل لا تشبه صفات المخلوقين.

السؤال الثاني عشر: شيخ السؤال الأخير يقول ورد أن لله قدم كذلك ورواية رِجل وأحد طلبة العلم يقول أن الرجل أعم والقدم أخص كيف الجمع ؟

الجواب: هو التعبير بالعموم والقصور هنا أرى أنه لا لزوم له ونثبت ما جاء في الأحاديث الصحيحة من أن لله قدماً وأن لله رِجلاً ولا تعارض بينها مثـلما ذِكر اليد و ذِكرالأصابع فهل ذكر اليد تعارض مع ذكر الأصابع لا يتعارض مع ذكر الأصابع فكذلك ذكر القدم لا يتعارض مع ذكر الرِجل فنؤمن أن لله رِجلاً تليق بجلاله وعظمته ونؤمن أن له قدماً تليق بجلاله وعظمته ولا نضرب النصوص بعضها ببعض بل نثبتها كما جاءت وأما القول بإن هذه أعم وتلك أخص حتى وإن عزي لبعض طلاب العلم فالذي يظهر لي والله أعلم أن هذا تفصيلٌ يحتاج إلى شيء من الدليل والدقة.










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-06, 17:23   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


يا شيخ ما نصيحتك لشباب الصحوة هذه الأيام ؟

نصيحتي إلى شباب الصحوة في هذه الأيام:

أولاً: تقوى الله عز وجل في السر والعلن.

ثانياً:
الإجتهاد في البدأ في حفظ كتاب الله عز وجل منذ الصغر لأن ذلك يصقل أذهانهم وينمّي ملكتهم ويكسبهم قدرة على الإستدلال والفهم والإدراك ثم ما تيسّر من حفظ أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم مع العناية بفقه السلف ومؤلفاتهم في الفقه والعقيدة.

أيضاً أنصحهم برد الأمر إلى أهله وهو الأخذ عن العلماء الذين يقولون بالحق وبه يعدلون الأخذ عن أهل العلم الذين ينهجون منهج السلف الصالح على وفق ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يتواضعوا في ذلك لأن كثيراً من الشباب أصلحهم الله وهدانا وإياهم قد يصيبهم شيء من الغرور أو الحماس الزائد فيحرمهم من أن يتتلمذوا على العلماء فيبعُـدون عنهم فيضيعون ( لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا ) ومن هنا تحصل الفرقة والإختلاف والتمزق والتشرذم إذا لم تكن هناك قاعدة يرتكزون عليها ويرجعون إليها عند الإختلاف تضيع أمورهم إذا لم يتواضعوا للعلم وأهله فإنهم يضيعون بين الإفراط والتفريط ولا يقرّ لهم قرار بل ربما ينتكس منهم من ينتكس قد جاءتنا عشرات الأسئلة أن شخصاً استقام فترة ثم انتكس وهذا راجعٌ إلى أن إستقامته على غير علم على غير هدى استقام وبقي يتجول يمين وشمالاً ولم يجلس يوماً من الأيام يأخذ العلم عن أهله والعلم يتـلقى عن العلماء لا يكون من الكتب فقط ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما العلم بالتّعلم، وإنما الحلم بالتّحلم ) فالواجب على الشباب عامة وشباب المسلمين خاصة شباب الصحوة خاصة أن يشكروا الله ويحمدوه على أن أنقذهم من أدران المعاصي والبدع والشهوات وعليهم أن يحصّـنوا أنفسهم حتى يستمروا على ذلك بالجد والإجتهاد في طلب العلم النافع ومن ثم التطبيق العملي للعلم الذي تعلموه.

وأوصيهم بالهدوء والطمأنينة وعدم التسرع في نقل الأخبار ( وما آفة الأخبار إلا رواتها ) فإن كثيراً من الشباب قد ينقلون أخباراً على وجه السرعة فتصل إلى زيد من الناس ويتناقـلها ذاك وثاني وثالث وتكـبّر وتحدث شقاقاً بين أهل العلم أو تحدث أموراً هم في غـنىً عنها لابد من التثبت مما تـقول ومما تسمع ( وكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) أن لا ينظروا إلى الشائعات الكثيرة التي عمّت وطمّت.

أيضاً نصيحتي لهم عدم الإفراط في الحماس الذي يفقدهم منهج النبوة في الدعوة أو الكسل الذي يقعدهم عن الدعوة لابد من الوسطية.

وأيضاً مما أنصح به الشباب نقطة هامة جداً عدم التهويل فالتهويل من سمات المبتدعة يأتيك مثلاً بعض المبتدعة يقول لك والله جرت القصة الفلانية والقصة الفلانية أتدرون ماذا حدث في المكان الفلاني فلان ذهب وحصل له كذا وكذا وفلان ذهب فلان خرج وما أدري ما الذي حصل لأهله بعده فلان خرج وامرأته في حالة وضع ثم جاءها فلان وألقى إليه النقود يعني كلام فارغ يرددونه يعني الإعتماد على القصص والأخبار وأخبار الصحف والمجلات وما إلى ذلك عدم التهويل التهويل هو الذي أضرّ بالشباب في هذا العصر.
و الذي قام بتفريغه الاخ أبو مازن السلفي جزاه الله خيرا.










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-07, 09:19   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ريحانة الجزائرية
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا اختاه على الموضوع القيم
وجزى الله الشيخ الجليل وحفظه










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-07, 09:33   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريحانة الجزائرية مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا اختاه على الموضوع القيم
وجزى الله الشيخ الجليل وحفظه
وفيك بارك الله اهلين ريحانه شكرا









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-07, 10:27   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-07, 14:38   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fort1fort مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
وفيك بارك الله









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-07, 16:46   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم من يثني على أهل البدع ويذب عنهم ويعتذر لهم


قال الفضيل بن عياض: من عظّم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام، ومن تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بما أنزل الله على محمد، ومن زوّج كريمته من مبتدع فقد قطـع رحمهـا، ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع. [شرح السنّة للبربهاري ( ص : 139 )]
قال العلامة الشاطبي: " فإن توقير صاحب البدعة مظنّة لمفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم:
إحداهما: التفات الجهال والعامة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنّه أفضل الناس، وأن ما هو عليه خير مما عليه غيره، فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته دون اتباع أهل السنّة على سنّتهم.
والثانية: أنّه إذا وُقِّرَ من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على إنشاء الابتداع في كل شيء. وعلى كل حال فتحيا البدع وتموت السنن، وهو هدم الإسلام بعينه. [الاعتصام للشاطبي ( 1/114 )]
قال عقبة بن علقمة: " كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم، قال أرطأة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول أرطاة قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطأة والقول ما قال؛ هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لم يُشد بذكرهم " [تاريخ دمشق ( 8/15 )]
وقال ابن تيميّة فيمن يوالي الاتحادية وهي قاعدة عامة في جميع أهل البدع : ويجب عقوبـة كل من انتسـب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم أو عظم كتبهم، أو عرف بمساندتهم ومعاونتهـم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هـو، أو من قال إنه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل، أو منافق؛ بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان، على خلق من المشايخ والعلماء، والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فساداً، ويصدون عن سبيل الله. " [مجموع الفتاوى ( 2/132 )]

قال أبو داود السجستاني : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه و إلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه". [طبقات الحنابلة ( 1/160 )]
قال العلامة الشيخ حمود التويجري –رحمه الله وغفر له- عن هذه الرواية وتطبيقها على أهل البدع كجماعة التبليغ: " وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به." [القول البليغ ( ص230)]
سئل سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن بازفي شرحه لكتاب: "فضل الإسلام"، ما نصّه:
س: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم، هل يأخذ حكمهم؟
فأجاب – عفا الله عنه -:
"
نعم ما فيه شكٌّ، من أثنى عليهم ومدحهم هو داعٍ لهم، يدعو لهم، هذا من دعاتهم، نسأل الله العافيـة".










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-07, 16:47   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

العلامة المجاهد ربيع ابن هادي المدخلي يدك حصون التمييع
هل يلحق أتباع المبتدع بالمبتدع؟

نعم، يُلحقون به؛ إذا ناصروه وأيدوه ودافعوا عنه هم جنده، وهو واحد منهم، مثل جند فرعون{ وقــالا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا. ربنا آتهم ضعفين من العذاب ولعنهم لعناً كبيراً } فالأتباع هم الضعفاء؛ الذين يخدعهم أهل الباطل، ويقودونهم إلى مخالفة الحق ومحاربة أهله، هـؤلاء لهم حكم سادتهم لـكـن أنتم إذا رأيتم بعض الناس مخدوعين فلا بأس أن تبصروهم وتبينوا لهم الحق.
وإذا استمر في الالتصاق بسادتهم فـيُلحقون بهم. نعم

هل يجوز الحكم على شخص بأنه صاحب هوى إذا ما صدرت منه بدع؟ وصاحـبَ أهل البدعة دون أهل السنة! أم لابد من عقد جلسة معه حتى يُـحكم عليه؟

لا،ينبغي أن ينصَح، لا تتسرعوا في الأحكام؛ لأنكم ستخسرون الناس كلهم، كلما وقع الإنسان في شيء
هجرته، وحكمت عليه بالبدعة! غلط، انصحه وبُـيِّن له، فإذا عاند حينئذ يحكم عليه. بارك الله فيكم

*المنهج التمييعي و قواعده للعلامة ربيع المدخلي حفظه الله شريط مفرغ
هدم قواعد التمييع
رد العلامة المجاهد ربيع المدخلي على شبهتهم " ليس فيه إجماع على تبديعه "
هل يُشترط في جرح أهل البدع إجماع أهل العصر، أم يكفي عالمٌ واحد فقط؟
هذه من القواعد المميعة الخبيثة - بارك الله فيكم- في أي عصر اشترطوا هذا الإجماع؟ وما الدليل على هذا الشرط؟ كل شرطٍ ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط. وإذا جرح الإمام أحمد بن حنبل أو يحيى بن معـين- جرح مبتدعاً- أقول لا بد أن يجمع أئمة السنة في العالم كلهم على أن هذا مبتدع!! إذا قال أحمـد هذا مبتدع انتهى كل شيء ، ولهذا كان إذا قال أحمـد فلان مبتدع سلّم الناس له كلهم وركضوا ورائه ، وإذا قال ابن معـين هذا مبتدع ما حدا ينازعه، هم اشترطوا الإجماع!! هذا مستحيل في كل الأحكام الشرعية إذا جاء شاهديْن على فلان أنه قتل، ليه ما نشترط إجماع الأمة على أنه قتل؟ يعني شهادة (اثنان) عند القاضي الشرعي اثنان على فلان أنه قتل فلاناً، يجب على الحاكم أن يحكم بشرع الله؛ إما الدية وإما القصاص، يجب عليه تنفيذ شرع الله عز وجل، هل يشترط إجماع في مثل هذه القضية؟ وهي أخطر من تبديع المبتدع،هؤلاء هم المميعون وأهل الباطل ودعاة الشر وأهل الصيد في الماء العكر -كما يقال- فلا تسمعوا لهذه الترهات، فإذا جرح عالم بصير شخصاً - بارك الله فيكم- يجب قبول هذا الجرح، فإذا عارضه عالم عدل متقِن، فحينئذ يُدرَس ما قاله الطرفان ويُنظَر في هذا الجرح وهذا التعـديل فإن كان الجرح مفسَّراً مبيَّناً قُدِّم على التعديل، ولو كثر عدد المعدلين؛ إذا جاء عالم بجرح مفسَّر، وخالفه عشرون، خمسون عالما،ً ما عندهم أدلة،ما عندهم إلا حسن الظن والأخذ بالظاهر،وعنده الأدلة على جرح هذا الرجل فإنه يقدم الجرح؛ لأن الجارح معه حجة، والحجة هي المقدَّمة، وأحياناً تقدم الحجة ولو خالفها ملء أهل الأرض، ملء الأرض خالفه والحجة معه فالحق معه، الجماعة من كان على الحق ولو كان وحده لو كان إنسان على السنة وخالفه أهل مدينتين ، ثلاث، مبتدعة ، الحق معه ، ويقدم ما عنده من الحجة والحق على ما عند الآخرين من الأباطيل، فيجب أن نحترم الحق ، وأن نحترم الحجة والبرهان { قـل هاتـوا برهانكم إن كنتم صادقين }{ وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} فالكثرة لا قيمة لها إذا كانت خاليةً من الحجة، فلو كان اجتمع أهل الأرض- إلا عدد قليل- على باطل، وليس معهم حجة فلا قيمة لهم ولا قيمة لمواقفهم، ولو كان الذي يقابلهم شخصاً واحد، أو عدد قليل. فالله الله في معرفة الحق والتمسك به وقبول الحق إذا كان يرافقه الحجة. وفَّق الله الجميع أهـ
المنهج التمييعي و قواعده للعلامة ربيع المدخلي حفظه الله شريط مفرغمن موقع










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-07, 16:48   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

متى يطلق على الشخص أنه مبتدع؟
يجيبك العلامة السلفي سماحة الوالد عبد العزيز ابن باز رحمه الله

السؤال :
هل كل من يفعل البدعة يسمى مبتدعاً، ومتى تطلق كلمة مبتدع على الشخص؟
الجواب : الأصل وما يسمى أن من فعل بدعة يقال له مبتدع، هذا هو الأصل، من فعل بدعة يقال له مبتدع، لكن إذا كان جاهلاً يعلم ومتى تاب لا يسمى مبتدعاً، وإذا أصر يسمى مبتدع على حسب بدعته، فالذي يصر على الاحتفال بالمولد أو بالموالد الأخرى يسمى مبتدع حتى يتوب، والذي يصر على البناء على القبور والصلاة عند القبور أو بناء المساجد عليها، أو قراءة الكتب عليها يسمى مبتدع، وهكذا من فعل البدعة التي حرمها الله يسمى مبتدع، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعةٍ ضلالة)، ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح في خطبة الجمعةأما بعـد فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، فالمسلم يمتثل أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويؤيد ما فعله عليه الصلاة والسلام ويحذر من البدع ويسمى أهلها مبتدعين حتى يتوبوا إلى الله عز وجل، والجاهل يعلم ومن تاب تاب الله عليه.

المصدر
موقع الشيخ ابن باز رحمه الله وعلى الرابط بالصوت
https://www.ibnbaz.org.sa/mat/10701










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-07, 16:51   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هدم قاعدة المميعة : استمع لأهل البدع وخذ الحق منهم فقط
للعلامة عبد المحسن العباد

قال في السؤال:كثير من طلاب العلم يقول:إن الحق يؤخذ من كلام كل أحد حتى من المبتدع , فيجوز القراءة في كتب أهل البدع و الاستماع لأشرطتهم....

الجواب:
ما يجوز القراءة لأهل البدع و لا الاستماع لأشرطتهم إلا لبيان ما عندهم من الضلال حتى يحذر ذلك, أما كون الإنسان يقرأ هكذا,الشيء الذي فيه مظنة الضرر يجتنبه و يشتغل بشيء ليس مظنة للضرر و إنما فيه الأمن يكون مأمون الجانب و فيه السلامة لأن الإنسان يمكنه أن يستمع للأشرطة و يقرأ من الكتب الشيء الكثير لمن هم مأمونوا الجانب و يترك الذين عندهم اشتباه و عندهم انحرافات و عندهم أخطاء و زلات, يعني يشتغل بكلام من هو سليم و من هو مأمون الجانب و لا يشغل نفسه يقول أنا آخذ و أترك, عمرك لا يتسع لأن تقرأ كل شيء و أن تستمع لكل شيء و مادام الأمر كذلك فأنت اشغل نفسك فيما السلامة فيه محققة و هو مأمون الجانب و قد يستمع الانسان لبعض الكلام في الأشرطة و قد يقرأ بعض الكتب فيكون ذلك سببا في تضرره, لكن ابتعاده عن ذلك هذا هو المطلوب أما أن تقول: أنا أقرأ و آخذ و أترك, لا, اقرأ شيئا ما تترك منه شيء اقرأ كلاما يكون كله مأخوذا, ما فيه شيء يترك.
اهـ. من شرح سنن أبي داود

https://www.box.net/shared/ej9z0fyu2y
المصدر سحاب السلفية










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-07, 16:52   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ماتت سنة الجرح والتعديل

كلام فقيه الزمان فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

وجه لفضيلته السؤال التالي :"هل سنة الجرح والتعديل ماتت؟ وما حكم الرد على المخالف بغض النظر عن شخصيته؟"

فكان جوابه :"أنا أخشى أن تكون هذه كلمة حق أريد بها باطل، الْجَرح والتعديل لَم يَمُت ولَم يدفن ولَم يُمْرض ولله الحمد، هو قائم، الْجرح والتعديل يكون في الشهود عند القاضي، يُمكن يجرحون الخصم ويطلب منهم البينة، ويكون أيضا في الرواية، وقد سمعنا قراءة إمامنا قول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ) .


فالْجَرح والتعديل لا يزال باقيًا ما دَام نوع الإنسان باقيًا، ما دام نوع الإنسان باقيًا فالْجَرح والتعديل باقيًا.
لكن أنا أخشى أن يقول قائل: إن هذا الإنسان مجروح وليس بمجروح فيتخذ من هذه الفتوى وسيلة لنشر معايب الخلق.
ولهذا أقول: إذا كان في شخص عيب ما، فإنْ اقتضت الْمصلحة أو الْحاجة، أو الْضرورة إلى بَيانه. فلا بأس به، لا بأس منْ بيانه، ولكن الأحسن أن يقول : بعض الناس يفعل كذا ، بعض الناس يقول
كذا، لسببين:

السبب الأول: أن يسلم من قضية التعيين.
والسبب الثاني: أن يكون هذا الْحكم شاملا له ولغيره.

إلا إذا رأينا شخصًا مُعينًا قد فُتِنَ الناس به، وهو يَدْعو إلى بِدْعة أو إلى ضَلالة، فَحِينئذ لا بدّ منْ التّعيين حَتى لا يَغترّ الناس به." اهـ
استمع للفتوى على الرابط التالي










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-07, 16:54   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل سنة الجرح والتعديل ماتت
يجيب العلامة المجاهد ربيع ابن هادي المدخلي


السؤال : لقد ذكر بعض العلماء أن علم الجرح والتعديل كان خاصا بزمن الرواة ، لكن الآن عام ألف وأربع مائة وعشرين ليس هناك شيئا اسمه الجرح والتعديل فما هو الصواب في ذلك ؟
الجواب : هذا والله من المهازل والمضحكات المبكيات: أن يقال مثل هذا الكلام , لماّ تكثر البدع ، ويكثر الإلحاد ، ويكثر العلمانيون والشيوعيون والروافض والصوفية والأحزاب الضالة ؛ توقف الإسلام ، وأطلق العنان للناس يمرحون ويسرحون ويقولون ما يشاءون ، ولا أحد يقول : هذا غلط ، أو هذا منكر ، ولا أحد يقول : هذا مفسد ، وهذا مصلح ؟!
هذا من الضياع ، وعدم الفقه في دين الله عزوجل ؛ فالسلف ألفوا كتبا في العقائد ينتقدون فيها أهل البدع والضلال ، وسمّوا أفرادا وجماعات فهل هذا يعني انتهى أيضا ؟!
ونقول: إن المبتدعين الذين كانوا في عهد السلف يناقشون ويُبيّن ضلالهم والآن لا يجوز , حرام , الآن الكلام على أهل البدع حرام ، وعلى العلمانين حرام ، وعلى الزنادقة حرام ، وعلى الروافض حرام ، وعلى الصوفية حرام ، ماشاء الله ، هذه دعوة إلى وحدة الأديان أو ماذا ؟! نستغفر الله ونتوب إليه, هذا ضلال , يجب أن يبقى الجرح والتعديل يُذَبُّ به عن دين الله وعن سنة رسول الله إلى يوم القيامة , وأن تُسلّ السيوف أكثر من ذلك لإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى ، ودحض الكفر والباطل .
والسلف قالوا : إن الذبّ عن السنة أفضل من الضرب بالسيوف , فالذبّ عن السنة يكون بالجرح والتعديل .
وبهذه المناسبة أقول لكم : إن الحاكم رحمه الله في كتابه (معرفة علوم الحديث) قال - وكلامه حق - : الجرح والتعديل علمان :
علم الجرح : وهو علم مستقل ، وهذا يرد منهج الموازنات الباطل , علم الجرح علم مستقل ، ولهذا ألّف كثيرٌ من الأئمة كتباً مستقلة في الجرح فقط , خصّصوها للجرح مثل البخاري في الضعفاء ، والنسائي في المتروكين ، وابن حبان في المجروحين ، وابن عدي في الكامل ، وهكذا الذهبي وابن حجر ، وغيرهم كثيرون ، ألفوا مؤلفات خاصة بالجرح فقط ؛ لأنه علم مستقل , وهذا يقصم ظهر منهج الموازنات ، ويقصم ظهور أهله .
وأئمة آخرون ألفوا كتباً في الثقات ، مثل الثقات للعجلي ، والثقات لابن حبان عرفتم هذا ؟
إذا كان السلف يؤمنون بأن الجرح والتعديل علمان مستقلان ؛ فكيف تأتي الموازنات ؟ واحد يؤلّف كتابا خاصا بالجرح ليس فيه أيّ ثغرة لمنهج الموازنات, فهمتم هذا بارك الله فيكم .
الجرح والتعديل باقٍ إلى يوم القيامة , الناس يريدون أن يستفيدوا من هذا العالم فتقول لهم : هذا عالم فاضل وعلى السنة , تزكيه بارك الله فيك , وهذا العالم رافضي , هذا صوفي يقول بوحدة الوجود , هذا علماني , هذا شيوعي يتستر بالإسلام .. هذا كذا .. هذا كذا ... واجب عليك أن تبيّن , هذا واجب وهو من الجهاد ، ولا ينقطع وليس خاصا بالرواة .
ولمّا ذكر الترمذي في كتابه العلل الذي هو في آخر سننه قال : هذا العلم يعني الناس استنكروا على علماء الحديث الجرح قال : وقد جرح فلان وفلان جرح فلان معبد الجهني ، وجرح فلان جابر الجعفي ، فبدأ بأهل البدع , لماذا ؟ لأن هذا يُنتقد لبدعته لا لأنه راوٍ .
ثم ألّف السلف في الرد على أهل البدع كما قلنا ، ولم يخصصوا الجرح والتعديل بالرواة فقط : مبتدع ليس من أهل الحديث أبدا , معتزلي , جهمي , مرجئ ...الخ ، ليس له علاقة بالرواية ، لكنه مبتدع فجرحوه , فمن أين لهؤلاء أن باب الجرح أغلق , هذه مثل دعوة المذهبيين المتعصبين أن باب الاجتهاد أغلق من القرن الثاني ، وبعضهم يقول الثالث ، وبعضهم يقول الرابع ، يعني خلاص ، الله عز وجل شلّ عقول المسلمين من ذلك الوقت إلى الآن ، عقولهم مشلولة ، لا يستطيعون أن يفهموا كلام الله ولا سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم - وهذا حكم جائر ، وافتراء على الله تبارك وتعالى ، وكذلك هذه فرية ؛ الذي يقول : إن الجرح انقطع وأغلق بابه ، هذا والله يجني على الإسلام , اتق الله يا أخي ، لا تسدّ باب الجرح والتعديل ، ولن يسمع لك أهل الحق وأهل السنة .

منقول من البيضاء العلمية وقد أحيل فيه إلى موقع الشيخ حفظه الله
أساليب أهل البدع الرهيبة لغواية الشباب والسيطرة على عقولهم وتجنيدهم لمحاربة المنهج السلفي

قال العلامة المجاهد السلفي ربيع السنة المدخلي
في كتابه الحد الفاصل بين الحق والباطل


"" ويجب أن يعلم علماؤنا الأفاضل أن لأهل الأهواء والتحزب أساليب رهيبة لاحتواء الشباب والتسلط والسيطرة على عقولهم ولإحباط جهود المناضلين في الساحة عن المنهج السلفي وأهله.

من تلكم الأساليب الماكرة استغلال سكوت بعض العلماء عن فلان و فلان، ولو كان من أضل الناس فلو قدم الناقدون أقوى الحجج على بدعه وضلاله فيكفي عند هؤلاء المغالطين لهدم جهود المناضلين الناصحين التساؤل أمام الجهلة فما بال فلان وفلان من العلماء سكتوا عن فلان وفلان؟! ولو كان فلان على ضلال لما سكتوا عن ضلاله؟! وهكذا يلبسون على الدهماء ؛ بل وكثير من المثقفين.

وغالب الناس لا يعرفون قواعد الشريعة ولا أصولها التي منها: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات، فإذا قام به البعض سقط عن الباقين.

ومن أساليبهم انتزاع التزكيات من بعض العلماء لأناس تدينهم مؤلفاتـهم ومواقفهم ونشاطهم بالبعد عن المنهج السلفي ومنابذة أهله وموالات خصومه وأمور أخرى.

ومعظم الناس لا يعرفون قواعد الجرح والتعديل، وأن الجرح المفصل مقدم على التعديل لأن المعدل يبني على الظاهر وعلى حسن الظن والجارح يبني على العلم والواقع كما هو معلوم عند أئمة الجرح والتعديل.

وبـهذين الأسلوبين وغيرهما يحبطون جهود الناصحين ونضال المناضلين بكل سهولة ويحتوون دهماء الناس بل كثير من المثقفين، ويجعلون منهم جنودا لمحاربة المنهج السلفي وأهله والذب عن أئمة البدع والضلال.

وما أشد ما يعاني السلفيون من هاتين الثغرتين التي يجب على العلماء سدهما بقوة وحسم لما ترتب عليها من المضار والأخطار. ""










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-07, 16:55   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هدم قواعد التمييع
العلامة أحمد ابن يحيى النجمي رحمه الله


س3- فضيلة الشيخ ما رأيكم فيمن يقول لا ينبغي للعلماء أن يرُدَّ بعضهم على بعض في هذا الوقت؛ لأنَّ هذا يقوِّي شوكة الأعداء، ويشقُّ الصف، ولاسيما ونحن المسلمين نعيش في انْهزامية وتسلطٍ من الكفار على كثيرٍ من بلدان المسلمين، ولابدَّ فيه من الاجتماع، والألفة، والْمَحبة لننتصر فيه على أعداء الإسلام أولاً من اليهود، والنصارى، وغيرهم من أهل الملل الباطلة، ثُمَّ بعد ذلك نناقش القضايا، والمفاهيم الَّتِي اختلفت فيها وجهات النظر بكونِها صحيحةً أو خاطئة, نرجو بيان الحق في هذه المسألة الَّتِي وقع فيها كثيرٌ من الشباب، وهل يا شيخ يصح أن نطلق على كل من خالف الكتاب والسنة من المسلمين بأنَّه منافق، وأنَّه عدو للإسلام من الداخل, وجزاكم الله خيرًا؟
ج3- الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
وبعد: الردود واجبةٌ بوجوب الأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، فكما أنَّه لا يجوز لنا أن نقرَّ الباطل مهما كان نوعه؛ سواءً كان في الأخلاق أو في المعاملات أو في العبادات أو في العقائد وهو الأهم, والله سبحانه و تعالى قد مدح أمَّة محمدٍ صلى الله عليه و سلم بثلاث خصال: وهي الإيْمان بالله أولاً، والأمر بالمعروف ثانيًا، والنَّهي عن المنكر ثالثًا؛ فقال جلَّ من قائل: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: من الآية110]. وكما مدح الله أمَّة محمدٍ صلى الله عليه و سلم بِهذه الخصال، فقد ذمَّ أهل الكتاب بتركها، فقال عن أهل الكتاب: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ، كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة:78-79].وقد ذمَّ الله جلّ و علا الكاتمين ولعنهم في قوله -جلَّ من قائل-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ، إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة:159-160].
ومن هذه الأدلة نعلم أنَّ الردود الَّتِي تقع إنَّما تقع على أقوامٍ أخطأوا في العقيدة أو في غيرها, فأدخلوا في الإسلام ما ليس منه؛ أحلوا حرامًا أو حرموا حلالاً أو أباحوا ممنوعًا أو سكتوا عن الشرك، وغضوا الطرف عن أهله, أو ابتدعوا بدعةً في الدين حتى يظنُّ الظان أنَّ تلك البدع من الدين.
فمن أجل ذلك ردَّ أقوامٌ من السلفيين على أقوامٍ من المبتدعة، وبينوا الأخطاء الَّتِي وقعوا فيها, سواءً كانت في العقيدة أو في المعاملات أو في العبادات، وإنَّ هؤلاء الذين فعلوا ذلك، وكلفوا أنفسهم بالرد إنَّما فعلوا ذلك بيانًا للحق، ودفعًا للباطل، وذودًا عن الدين، وحمايةً له من أن يدخل فيه ما ليس منه، فهؤلاء قد فعلوا ما أمر الله به، ولَم يكن منهم اعتداء على أحد ولا خروجٌ عن الحق، وإنَّما أرادوا أن يفهم الناس الحق، ويبتعدوا عن الباطل، فمن يخطئهم فهو المخطئ، ومن يضلِّلهم فهو الضال.
أمَّا قول القائل: بأنَّه يجب علينا أن نجتمع، وأن نتآخى، فنقول لهم: على أي شيءٍ نجتمع؟!! فالله جلّ و علا أمرنا أن نجتمع على الحق، ولَم يأمرنا أن نجتمع على الباطل، والله جلّ و علا أمرنا أن نكون أمَّةً واحدة كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أمَّةً واحدة؛ علمًا بأنَّ أصحابه كان فيهم المنافق، وكان يعاديهم اليهود، والنصارى، والصابئون، والمشركون الوثنيون، وقد قال جلّ و علا: ﴿يَأَيُّهَا النَّبِي جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [التحريم:9].
وما هذه إلاَّ خدعةٌ، وما هذا إلاَّ تضليل حينما يقال إنَّه لا ينبغي أن يرد بعضنا على بعض؛ لأنَّ في ذلك شقٌّ للصف، وإظهارٌ للعداوة فيما بين المؤمنين. وهؤلاء منهم من يقول: هذا خداعًا، وهو يعلم أنَّ الحق في غيره، ومنهم من يقول هذا تقليدًا لغيره، ومحاكاةً لمن يقول هذا القول؛ لأنَّ هذا القول ربما انطلى على من لا يعلم، فظنَّ أنَّه حق وهو باطل، وظنَّ أنَّ من قاله ناصحًا، وهو إنَّما قاله ليكيد به الإسلام، ويضر به الدين، فلو سكت أهل الحق والمعرفة حتى يستفحل أمر المبتدعة لكان في ذلك ضرر عظيم.
وما نصر الله نبيه، وأصحاب نبيه إلاَّ لأنَّهم نصروا الحق على أنفسهم أولاً، وعلى غيرهم ثانيًا والله تعالى قد قال: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد:7].
فإذا نصرنا الله على أنفسنا، وعلى من سوانا نصرنا الله، وإذا خذلنا الحق، وكتمنا ما أمرنا الله بأن نبلغه للناس فإنَّا نكون حينئذٍ قد تعرضنا لغضب الله، وقد قال النَّبِي صلى الله عليه و سلم: (إن الناس إذا رأوا الظالم، فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه)( 1) رواه الإمام الترمذي؛ قال أبو عيسى الترمذي: وفي الباب عن عائشة، وأم سلمة، والنعمان بن بشير وعبد الله بن عمر، وحذيفة وهذا حديث صحيح.
فلا يستقيم الدين إلاَّ بالتناصح، والتواصي بالحق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وقد قال الله تعالى: ﴿فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ [هود:116].
وبِهذا نعلم أنَّ الردود الَّتِي تكون في محلها حقٌّ، وبِها تكون إقامة الدين، ومن قال خلاف ذلك حكم عليه بالضلال؛ لأنَّه بكتمان الحق أراد أن يستفحل الباطل؛ نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق، والسداد.
ما يحسن أن يستدل به في هذا المقام أنَّ الله تعالى عاقب أصحاب نبيه في غزوة أحد حين تركوا الجبل الذي أمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبقاء فيه بقوله صلى الله عليه و سلم : (إن رأيتمونا تخطفنا الطير، فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم، وأوطأناهم، فلاتبرحوا حتى أرسل إليكم فهزموهم)(2 ) رواه البخاري. وقد كانوا لمَّا رأوا النَّصر، فحصل فيهم الاختلاف والانْهزام فعاتبهم الله في ذلك بقوله: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ، إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [آل عمران:152-153]. وما حصل لأصحاب النَّبِي صلى الله عليه و سلم أيضًا يوم حنين من الانْهزام بسبب كلمةٍ قالوها: لن نغلب اليوم من قلة، وقد عاتبهم الله تعالى في ذلك أيضًا بقوله جلَّ من قائل: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ [التوبة: من الآية25-26].
والمهم أنَّه ما استنْزل النَّصر بمثل طاعة الله، وإنَّ الردود على أصحاب الباطل، ورد الحقِّ إلى نصابه، وبيانه لمن يجهله لهو الحق والطاعة الَّتِي يستنْزل بِها النصر.
أمَّا الكثرة مع وجود المعاصي، والبدع، فإنَّها داءٌ وبيل، وموجبةٌ لغضب الله تعالى وذلك حرمانٌ من خير الدنيا، ومن ذلك النصر على الأعداء، وعزة أهل الحق بالحق الذي يحملونه، وحرمان أيضًا من الظفر، والفلاح في الآخرة، والفوز فيها بتثقيل الموازين، والمرور على الصراط، والنجاة من النار، ودخول الجنة.
وأقول: المخالفون للكتاب والسنة أنواع, منهم: من يقصد المخالفة، ويدعو إلى الباطل، وإذا دعي إلى الحق أبى، وأعرض، ونفر، فهو يعيب دعاة الحق، ويتهمهم بالضلال، والغواية, مع أنَّه هو الضال، وهو الغاوي، فهذا لا شك أنَّه منافق.
وقول من قال: أنَّ من يكون هكذا هو عدوٌّ للدين من داخله, قولٌ صحيح.
أمَّا من وقع في الخطأ جهلاً منه، وإذا روجع رجع، وإذا تبيَّن له الحق قبله، فهذا لاينبغي أن يوصف بأنَّه منافق؛ وإنَّ المشايخ الذين يقولون هذا القول أنَّ للدين عدوًَّا من الداخل لايقولونه إلاَّ عن علم, ولايقصدون به إلاَّ أعداء الدين الحق من دعاة البدع والضلال؛ الذين يصرون على الباطل وهم يعلمون أنَّه باطل؛ يأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف؛ فمن أمر بالتحزب، فقد أمر بمنكر، ومن أمر بمتابعة أهل البدع، فقد أمر بمنكر، وهو جديرٌ بأن يقال فيه بأنَّه منافق، وأنَّه عدوٌّ للدين الحق.
أمَّا قول القائل بأنَّهم يطلقون على كل من خالف بأنَّه منافق، فهذا القول ليس بصحيح، وإنَّما يطلقون النفاق على من مضى وصفهم، فتجدهم لو أراد أحدٌ أن يرجع عن الباطل، وعن التحزب، وعن البدع لاموه، وذموه وعصَّبوه، وحزَّبوه ليصر على ذلك الباطل الذي هو فيه، فهؤلاء دعاة ضلالة، وهم في الحقيقة أعداء للدين؛ أعداء للتوحيد؛ أعداء للسنة؛ أعداء للمنهج السلفي شاءوا أم أبوا.
هذا ما نعلمه، وندين الله به بعد تجربة، وبعد سبر للأمور؛ عرفنا من خلال ذلك السبر وتلك التجربة؛ أنَّ أولئك الأعداء من الداخل يهدمون أكثر مما يصلحون، ويضرون أكثر مما ينفعون، ويفسدون وهم يحسبون أنَّهم يحسنون، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون. (3)


الحواشي:
(1): الحديث أخرجه الإمام الترمذي في كتاب الفتن, باب: ما جاء في نزول العذاب إذا لَم يغير المنكر. وفي كتاب تفسير القرآن, باب: ومن سورة المائدة.
(2) :الحديث أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه وقال الله تعالى: ﴿وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيْحِكُم﴾ قال قتادة: الريح الحرب من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه .
(3): الفتاوى الجلية : جزء1 ص22 للشيخ أحمد النجمي رحمه الله.










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-07, 16:56   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فتوى العلامة اللحيدان فيمن يجالس أهل السنة وأهل البدعة ...مهم جدا

فتوى والدنا العلامة صالح اللحيدان حفظه الله


قال السائل : طالب علم يجالس أهل السنة وأهل البدع ، ويقول : كفى الأمة تفريقاً

وأنا أجالس الجميع.

قال الشيخ : ( هذا مبتدع ، من لم يفرق بين الحق والباطل ويدعي أن هذا لجمع الكلمة

فهذا هو الابتداع ، نسأل الله أن يهديه. نعم ) .

** المرجع( من شريط درس بعد صلاة الفجر في المسجد النبوي يتاريخ23/10/1418)





لا تجلس أهل الأهواء من باب الدعوة لا أمام الناس ولا وحدك

سئل العلامة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ورعاه

ما حكم مجالسة أهل البدع أمام الناس كالحبيب علي الجفري حيث أني داعية إسلامي معروف وتكون هذه من باب الدعوة إلى الله

فأجاب حفظه الله : لا تجالس أهل البدع لا أمام الناس ولا وحدك أنت وإياه اجتنب أهل البدع لا تخالطهم ولا تجالسهم واهجرهم حتى يتوبوا من بدعهم . نعم .

المصدر

محاضرة بعنوان
معالم من منهج أهل السنة والجماعة
يوم الجمعة 28 شوال 1428 هـ
الدقيقة 75:49










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للشيخ, ليست, السلفية, السحيمي....), بيعة, صالح


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc