![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
فضل التوحيد، وما يكفر من الذنوب
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() فضل التوحيد، وما يكفر من الذنوب باب: فضل التوحيد، وما يكفر من الذنوب، وقول الله -تعالى-: ![]() ![]() ولهما في حديث عتبان: وللترمذي وحسنه عن أنس سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: هذا الباب باب فضل التوحيد، وما يكفر من الذنوب، التوحيد بأنواعه له فضل عظيم على أهله، ومن أعظم فضله أنه به تكفر الذنوب ولهذا قال الشيخ -رحمه الله- في التبويب:
باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب ما يكفر، "ما" هنا موصولة موصول حرفي يعني: تقدر مع ما بعدها بمصدر يكون المعنى: باب فضل التوحيد وتكفيره الذنوب، فالتوحيد يكفر الذنوب جميعا لا يكفر بعض الذنوب دون بعض. فإن التوحيد حسنة عظيمة لا تقابلها معصية إلا وأحرق نور تلك الحسنة أثر تلك المعصية إذا كمل ذلك النور. باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب يعني وتكفيره الذنوب، فالتوحيد يعني: مَن كمَّله كمَّل توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية وتوحيد الأسماء والصفات، فإنه تكفر ذنوبه، كما سيأتي في الباب بعده، أنه من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب، وكلما زاد التوحيد كلما محا من الذنوب بمقدار عظمه، وكلما زاد التوحيد كلما أمن العبد في الدنيا، وفي الآخرة بمقدار عظمه. وكلما زاد العبد في تحقيق التوحيد كلما كان متعرضا بدخول الجنة على ما كان عليه من العمل، بهذا ساق الإمام -رحمه الله- آية الأنعام فقال: باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وقول الله تعالى…، من أهل العلم من قال: إن قوله: وما يكفر من الذنوب، "ما" هنا موصول اسمي يعني: والذي يكفره من الذنوب، وهذا أيضا سائغ ظاهر الصحة. وقول الله -تعالى-: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() فالظلم هنا في مراد الشيخ هو الشرك فيكون معنى الآية بما يناسب هذا الباب "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بشرك أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" ففضل الذي آمن يعني وحَّد، ولم يلبس إيمانه بشرك لم يلبس توحيده بشرك أن له الأمن التام، والاهتداء التام. وجه الدلالة: أن قوله: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() العموم عند الأصوليين تارة يكون باقيا على عمومه هذه حالة، وتارة يكون عموما مخصوصا، يعني دخله التخصيص، وتارة يكون عموما مرادا به الخصوص، يعني: لفظه عام ولكن يراد به الخصوص، وهذا الثالث هو الذي أراد به الشيخ -رحمه الله- وجه الاستدلال من النهاية. فيكون الظلم هنا صحيح نكرة في سياق لم تدل على العموم؛ لأنه عموم مراد به الخصوص، وهو خصوص أحد أنواع الظلم، وهو الشرك فيصير العموم في أنواع الشرك، لا في أنواع الظلم كلها؛ لأن من أنواع الظلم ما هو من جهة ظلم العبد نفسه بالمعاصي، ومن جهة ظلم العبد غيره، بأنواع التعديات، ومنه ما هو ظلم من جهة حق الله -جل وعلا- بالشرك. فهذا هو المراد بهذا العموم، فيكون عموما في أنواع الشرك، وبهذا يحصل وجه الاستدلال من الآية فيكون المعنى: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم يعني توحيدهم بنوع من أنواع الشرك، أولئك لهم الأمن، وهم مهتدون". والأمن هنا هو الأمن التام في الدنيا، المراد به أمن القلب وعدم الحزن على غير الله -جل وعلا- والاهتداء التام في الدنيا وفي الآخرة. وكلما صار ثَمَّ نقص في التوحيد بغشيان العبد بعض أنواع الظلم الذي هو الشرك، الشرك الأصغر، أو الشرك الخفي، وسائر الشرك ونحو ذلك، فيذهب منه من الأمن والاهتداء بقدر ذلك، هذا من جهة تفسير الظلم بأنه الشرك. فإذا فسرت الظلم بأنه جميع أنواع الظلم كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، فإنه يكون هناك مقابلة بين الأمن والاهتداء، وبين حصول الظلم فكلما انتفى الظلم وجد الأمن والاهتداء، كلما كمل التوحيد، وانتفت المعصية عظم الأمن والاهتداء، وإذا زاد الظلم قلَّ الأمن والاهتداء بحسب ذلك. قال: وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مناسبة هذا الحديث للباب قوله: قال: ولهما في حديث عتبان قوله: قوله هنا: التحريم في نصوص الكتاب والسنة يأتي على درجتين، تحريم النار في نصوص الكتاب والسنة على درجتين: الأولى تحريم مؤبد، والثانية تحريم بعد أمد. التحريم المؤبد يقتضي أن من حرم الله عليه النار فإنه إذا كان التحريم تحريما مؤبدا، فإنه لن يدخلها، يغفر الله له، أو يكون من الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب. وإذا كان التحريم بعد أمد، يعني: ربما يدخلها، ثم يحرم عليه البقاء فيها، وهذا الحديث يحتمل الأول، ويحتمل الثاني، فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، والذي أتى بالتوحيد وانتهى عند ضده وكانت عنده بعض الذنوب والمعاصي، ومات من غير توبة فهو تحت المشيئة إن شاء الله عذبه، ثم حرم عليه النار، وإن شاء الله غفر له، وحرم عليه النار ابتداء. فإذا وجه الشاهد من الآية وجه الشاهد من الحديث للباب أن هذه الكلمة، وهي كلمة التوحيد، وسيأتي بيان معناها مفصلا، إن شاء الله تعالى، هذه الكلمة لما ابتغى بها صاحبها وجه الله، وأتى بشروطها وبلوازمها تفضل الله عليه، وأعطاه ما يستحقه من أنه حرم عليه النار، وهذا فضل عظيم، نسأل الله -جل وعلا- أن يجعلنا من أهله. حديث أبي سعيد الخدري بعد ذلك فيه: في هذا الحديث دلالة على أن أهل الفضل والرفعة في الدين والإخلاص والتوحيد قد يُنَبَّهُون على شيء من مسائل التوحيد، فهذا موسى -عليه السلام- وهو أحد أولي العزم من الرسل، وهو كليم الله -جل وعلا- أراد شيئا يختص به غير ما عند الناس، وأعظم ما يختص به أولياء الله وأنبياؤه ورسله وأولو العزم منهم هو كلمة التوحيد لا إله إلا الله، فأراد شيئا أخص فعلم أنه لا أخص من كلمة التوحيد، فهي أفضل شيء، وهي التي دل عليها أولي العزم من الرسل، ومن دونهم من الناس. لا إله إلا الله كلمة توحيد فيها ثقل لميزان من قالها، وعظم في الفضل لمن اعتقدها، وما دلت عليه؛ فلهذا قال: وهذا الفضل العظيم لكلمة التوحيد إنما هو لمن قويت في قلبه، ذلك أنها في قلب بعض العباد تكون قوية؛ لأنه مخلص فيها مُصَدِّق لا ريب عنده فيما دلت عليه، معتقد ما فيها محب لما دلت عليه فيقوى أثرها في القلب ونورها، وما كان كذلك فإنها تحرق ما يقابلها من الذنوب. وأما من لم يكن من أهل تمام الإخلاص فيها، فإنه لا تطيش له سجلات الذنوب، فإذن يكون هذا الحديث وحديث البطاقة يدل على أن لا إله إلا الله لا يقابلها ذنب، ولا تقابلها خطيئة، لكن هذا في حق من كملها وحققها بحيث لم يخالطها في قلبه في معناها ريب، ولا تردد. ومعناها مشتمل على الربوبية بالتضمن وعلى الأسماء والصفات باللزوم، وعلى الإلهية بالمطابقة، فإذن يكون من يكمل له الانتفاع بهذه الكلمة، ولا يقابلها ذنوب وسجلات، ولو كانت في ثقل السموات وما فيها والأرض يكون ذلك في حق من كمل ما دلت عليه من التوحيد، وهذا معنى هذا الحديث، وحديث البطاقة. وهذا أيضا هو الذي دل عليه الحديث الآخر في الباب عن أنس قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: وهذا من فضل التوحيد وتكفيره الذنوب، ومناسبة هذا الحديث للباب ظاهرة، وهي أنه ممن أتى بذنوب عظيمة، ولو كانت كقراب الأرض خطايا يعني كعظم وقدر الأرض خطايا، ولكنه لقي الله لا يشرك به شيئا لأتى الله لذلك العبد بمقدار تلك الخطايا مغفرة. وهذا لأجل فضل التوحيد، وعظم فضل الله -جل وعلا- على عباده بأن هداهم إليه ثم أثابهم عليه، هذا بعض ما تيسر، وأسأل الله -جل وعلا- لي ولكم التوفيق والرشد والسداد، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. المصدر / كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ باب فضل التوحيد، وما يكفر من الذنوب
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc