![]() |
|
صوت فلسطين ... طوفان الأقصى خاص بدعم فلسطين المجاهدة، و كذا أخبار و صور لعملية طوفان الأقصى، طوفان التحرير، لنصرة الأقصى الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() 'كيفك انت' ![]() لا نعرف مع من احتفلت فيروز بعيد ميلادها. وحيدة؟ مع زياد؟ مع ريما؟ مع صفوة قليلين؟ لا نعرف مع من احتفلت، ولعلها لم تحتفل، نامت باكرة في جوعها البدائي الى تجنّب العنف. التقدّم في العمر، نوع من العنف. تسأله فيروز: 'كيفك انت' في مناورة ماهرة تشهد على تكتيك التحمّل، على القوة والذكاء. 'كيفك انت' سؤال في ضربات الحظ في هذه الحياة، وسؤال في إهانة كبيرة. تسأله فيروز في أحواله: 'كيفك'؟ بينما يلتزم الصمت في شأن احوالها. تبادر الى سؤاله كما لو أن هناءته كافية لها. كما لو أن بطولة السؤال تكفي وتُعوّض. تسأله مُتمنيّة في سرها أن يُجيبها أن أحواله على غير ما يرام منذ افترقا، منذ تباعدا وأحواله مريضة وغير طيبّة. تسأله كمن تنتظر اعترافاً، وليس جواباً. 'كيفك، قال عم بيقولوا صار عندك ولاد / أنا والله كنت مفكرّتك برّات البلاد / بيخطر عبالي أرجع أنا وياك / انت 'حلالي' أرجع أنا وياك / بيخطر عاراسي رغم العيل والناس/ انت الأساسي، وبحبّك بالأساس/'. تقول له 'انت حلالي' وليس انت لي مثلاً، أو انت حبيبي أو سوى ذلك. انت حلالي وليست زوجتك حلالك (تعتقد) كما لو الحب وحده ما يسبغ صفة الحلال على العلاقات. انت حلالي تقول له، وتقول بأنه 'الأساسي': النار الطالعة من الصدر في العبارة، وتضوع منها رائحة زكية لصمغ مُعطّر يحترق. 'كيفك انت' غنتها فيروز كما شاء لها زياد أن تُغنيها. ليس بطبقة الصوت العالية التي عمل عليها عاصي ومنصور، في تأثراتهما وميولهما الفنية الى الغناء الغربي (الفرنسي والأرجنتيني والبرازيلي) وفي خط الإنشاد الديني المسيحي الشرقي ذي اللونين: السرياني والبيزنطي بشكل رئيسي، الى جانب طبعاً تأثراتهما بالتراث الموسيقي الكلاسيكي العربي وتراث الإنشاد الديني الإسلامي. 'كيفك انت' لزياد فيها بياتي وهزام وراست، وجُعلت على الطبقة أو 'القرار' الخفيض، وفي هذا الكثير من أرباع الصوت، أو الكثير من الطرب، ما ظهّر نضج دواخل صوت فيروز الذي بدت سماته سابقاً في تعاونها مع فيلمون وهبي وحليم الرومي وزكي ناصيف ومحمد عبد الوهاب، بتوجيه من صبري الشريف آنذاك الذي نصح الأخوين رحباني بالتركيز على هذا الجانب في صوت فيروز لاستخلاص كل براعته وثماره الناضجة المستفيدة من كل الروافد العربية، والمشرقية. 'كيفك انت' تُحسن تنويع الإتكاء على تجويفات الرأس والصدر الطالع منهما الصوت عبر الحنجرة، وفقاً للمؤلّف اللحني لزياد الرحباني وتنوّع جُمله بين الطبقة الخفيضة (في غالب الأغنية) ثم المتوسطة والمرتفعة. 'كيفك انت'؟ تسأله، بينما ما تعنيه: هل تفتقدني؟ هل ما زلت تُحبني؟ كيف تمضي أيامك من دوني وقد تصلبت السماء فوقي مذ رحلت، بلونها الرصاصي الذي يُشبه لون غيابك. كيفك .. ايه: أنت المسافر بعيداً جداً ولا تأت، الطيف وظلهُ. غرف زياد ألحانه من روح المقامات العربية (لم يعد لنا سوى الموسيقى العربية نتغاوى بها) وأهداها لفيروز، كما في: 'أنا عندي حنين .. ما بعرف لمين' و'في قهوة عالمفرق'. أما غرامي أنا الشخصي فأمين لعمل الأخوين عاصي ومنصور في رائعتهما قصيدة ولحناً: 'لملمتُ ذكرى لقاء الأمس بالهُدُب / ورحتُ أحضنها بالخافق التعب '. أيضاً يحضرني نداؤها الأنيق على وجعه: 'رُدّني الى بلادي' كذلك باهر صوتها في لحن محمد مُحسن لموشح: 'سيّد الهوى قمري'. أعمال زياد 'وحدهن' و'معرفتي فيك' و'كيفك انت' هي الحب المدهون بالزبدة. 'كيفك انت' .. تسأل، ثم تصمت قليلاً تتأمّل في قسماته : ملّلا انت، تتغزّل به وتستطرد فاسحة له الوقت ليجد لها جواباً مناسباً عن سؤالها المُضلّل. سؤال، تحاول من خلاله وزن ذلك الحب. هل بقي؟ هل ما زال؟ هي ما زالت على حبه ... المهم انت .. كيفك؟
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
'كيفك انت' |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc