و لِـــ [ مالكٍ ] حــقٌ علينَا ..... > = مالك بن نبِي -رحمهُ الله - - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

و لِـــ [ مالكٍ ] حــقٌ علينَا ..... > = مالك بن نبِي -رحمهُ الله -

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-02-03, 17:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مختلف
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مختلف
 

 

 
الأوسمة
الموضوع المميز لسنة 2013 مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي و لِـــ [ مالكٍ ] حــقٌ علينَا ..... > = مالك بن نبِي -رحمهُ الله -



,
.
,


السَّلام عليكم ورحمة الله


كيفكن يا حلوين > تخيلوا لو نقولها




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لديّ ملاحظةٌ فقــط > كمنــاسبَة ^^


لدينا إختلال في الموازين وفي ( الوزن ) ذاته

فعندمـــا ( يخترعُ ) [ غربيٌ ] عـــيدًا للأُم في أحد الأيام أو إحتفالاً

> نحنُ : الإسلام عظم الأمَّ وأوصى بها وكُل السنةِ أيامٌ للأم وليسَ فقط ذاك اليوم من
نارس أو مايُو
فلذلك يا ( قاورِي ) روح ألعب بعيد .... وسمعنا سكاتك



عندما ( يخترعُ ) [ عربيٌ ] عيدًا للرسول صلى اللهُ عليه وسلَّم - مقتبسًا من الغربِي ويشبه أعياد الميلاد ^^-


> نحنُ : فإنّ ذلك يُعتبر عاديًــــا

ولا نسمعُ ما قدْ نسمعهُ ( أيام عيد الأم ) من أنهُ تحديدٌ مجحفٌ بيومٍ



ـــــــــــ


ضحكوا علينا الله يخرب بيوتهم .... وخلوا المسلمين في ( جهلهم يعمهون )


والعقلُ معطلٌ مؤقتًا ...... لحين أن يزال التراكمُ الكمي من الخرافات والأساطير التي
تعششُ في ( قلوبِنا ) كبقية مسلمين بــــ [ الوراثَــة ]


ـــــ

وكما للأم ( أيامٌ ) ........ فلنْ يكفيَ الرسُول الكريمَ يومٌ ...

ـــــــــــــــــــ





ليسَ ذلك صلبُ الموضوع

ولكـــن لهُ علاقةٌ بمـــا أرادَ المفكر الكبير مالك بن نبي رحمهُ الله


أن يثبتهُ من ( فكرٍ منقذٍ )



فهو - رحمهُ الله - تكلم عن الخرافات و [ الأفكار الدينيَّة ] التي عطلت العقل المسلم


عن التفكير


وقد ذكر جهود العلامة إبن باديس رحمهُ الله في تخليص الجزائريين

من الأفكار ( المعطلة ) و ( بقية الخرافات والاساطير )
التي حكمت


على العقل الجزائري أفكار مغلوطة و ( مثبطة )


وقد تكلم في كتابه ( الصراع الفكري في البلاد المستعمرة ) عن دور الإستعمار

في محاولته لإثبات دور ( قداسة المشايخ المعممين ) الذين نصبُوا كـــ ( أولياء )

على العقُول و التفكير بشكل عام



فقُتل الإجتهاد وبقية سيطرة ( ورثة الاولياء ) ومن نصبهم

ـــــــــــــــــ





هذا مجرد ملاحظةٍ فقط عما سعى لتوضيحه ونشره المفكر ( مالك بن نبي ) رحمه الله


وربما كتبهُ اكبر من أن أحصرها في ( سطُورٍ )

أو أحددها في ( فكرة )



ـــــــــ


ولكن فقط وددتُ فتـــح [ نافذةٍ ]


لردِ جميلِ المفكر الكبير الذي أعطى للجزائرِ صدَى

ونشرَ إسمها مقرونًا بإسمه


فرحمهُ الله

وجزاهُ الله عن تشريف الجزائر خيرًا

ولأفكاره التي حررت من قرأهَــا من ظلمات التثبيط الفكري و الخروج من ظلماتِ ( الأساطير والخرافات )


ــــــــــــــــــــــــــــــــ


و لِــــ [ مالكٍ ] حقٌ علينا


هي نافذةٌ للكلام عن المفكر [ مالك بن نبي ]


لكل من قرءَ كتبه

لكن من إقتبس لهُ من أقوال اعجبته

لكل من راقت لهُ فكرةٌ إستنبطها من كلامه

لكلِ من يملكُ ( مختصرًا ) لما قرءَ من كلامه




نرجوا أن تضعهُ هنَـــــا

لــتخليدِ إسم الكاتب رحمه الله
شكرا لهُ
وتخليدًا لعلمهِ ونشرهِ من جديد


فلقد عدنا لعصر [ الظلام ] الذي اعلقت فيه نوافذُ التفكير لدى الفرد المسلم



> الموضوع للجميع ... ولجميع النقاشات حول أفكار المفكر رحمهُ الله

وأودُ أن يكون الموضوع [ مرجعًا ] لكل من يود معرفة [ مفكر الجزائر ]

فلقد بحثت في النت

ولم أجد ذلك الكم الذي يليق به من كلامه

ولكن بضعُ [ إقتباسات ]

والمشكلة أنها من غير جزائريين












 


رد مع اقتباس
قديم 2012-02-03, 17:56   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
رابحي نـائل
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










Hourse

سأكون ممتنا لم على الالتفاتة الطيبة على مجدد الفكر والحضارة مالك بن نبي
أتعلم أيها المختلف بالكاد أغلبنا يجهله ولا يعرفه
رغم انه له وزن ثقيل في الساحة الفكرية والادبية وهو الذي دعا ساعيا وجاهدا وكاتبا لسبيل إخراج الامة الى الرقي
وحل بعض المشاكل التي تتعلق بمصير الامة والارتقاء بها الامام وتوضيح بعض المفاهيم
...............
متابع لبقية الاقلام












رد مع اقتباس
قديم 2012-02-03, 18:01   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أميمة..
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


اقتباس:
فلقد بحثت في النت

ولم أجد ذلك الكم الذي يليق به من كلامه


وأنا أيضا لاحظت ذلك

و قد كان السبب وراء بحثي نقاش مع أبي

فقد سألته يوما ألا يوجد مفكرون جزائريون

فقال لي بلى...

و حدثني عن فكر مالك بن نبي رحمه الله

ولكن للأسف الكثير منا لا يعرفه

متابعة للموضوع
-
-
-
كل الشكر لك









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-04, 17:44   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
مختلف
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مختلف
 

 

 
الأوسمة
الموضوع المميز لسنة 2013 مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي





السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله


,



[ .. إنَّ الزمنَ نهرٌ قدِيمٌ يعبُــرُ العالمْ , ويروِي في أرْبــعٍ وعشرِينَ ساعَة
الرُّقعَةَ التِي يعِيشُ فِيهَا كُلُّ شعْبٍ , والحقْلُ الذِي يعملُ بِــهْ,
ولكنْ هذِهِ السَّاعاتْ التِي تُصبِحُ تارِيخًا
هُنَا وهُنالِك , قدْ تصِيرُُ (عدمًـا) إذَا مـرَّتْ فوقَ رؤُوسٍ لا تسْمعُ (خرِيرَهَـا)
.. ] *


* ... كبِيرُ الجزائِر "مالِكْ بنْ نبِي رحِمهُ اللَّه" ..
... ( بيْنَ الرَّشادِ والتيْهْ)...












رد مع اقتباس
قديم 2012-02-04, 19:23   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مختلف
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مختلف
 

 

 
الأوسمة
الموضوع المميز لسنة 2013 مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رابحي نائل مشاهدة المشاركة
سأكون ممتنا لم على الالتفاتة الطيبة على مجدد الفكر والحضارة مالك بن نبي
أتعلم أيها المختلف بالكاد أغلبنا يجهله ولا يعرفه
رغم انه له وزن ثقيل في الساحة الفكرية والادبية وهو الذي دعا ساعيا وجاهدا وكاتبا لسبيل إخراج الامة الى الرقي
وحل بعض المشاكل التي تتعلق بمصير الامة والارتقاء بها الامام وتوضيح بعض المفاهيم
...............
متابع لبقية الاقلام

شكرًا لك أخ [ رابحـــــي ]


وكم هوَ جميلٌ ان تجدَ من يهتمُ للمفكر الكبير [ مالك بن نبــي ]

ونحنُ أولى به ....

في زمنر يغيبُ فيه كل من ينادي بــــ [ الثورةِ على الظــــــلام ]


شكرا جزيلا

وستسرُنا مداخلاتُك ومتابعتُك












رد مع اقتباس
قديم 2012-02-04, 19:34   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
مصرية من الجزائر
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

أتذكر أني قرأت مقال عن كتابه لبيك حج الفقراء
بصراحة أنا جذبني التحليل للكتاب
ولكن للأسف كان باللغة الوحيدة التي لا أعرفها:d
..
علي ذكر البدع..
حكي لي رجل ..وهو شيخ كبير
عندما كنت أعترض أنه يزور
أماكن الأولياء..وأن الزيارة لا تصح الإ 3 مساجد فقط
ومن ضمن ما يزورها
سيدة تسمي زاهية... لها مقام
في مرة جلست اسمع عن بركات هذه السيدة..
فقال لي .. أيام الاحتلال الإنجليزي كان الجنود الأنجليز
يتتبعون هذه السيدة
وفجأة ...انشق لها الشجرة...ودخلت فيها..
الله علي بركاتها
ثم حكي لي أيضاا..
عن واحدة كانت تكيد المكائد للناس
فذبحت لمرأة آخري كلب ..
المهم المرأة الذكية التي لها بركات
قالت للكلب أصحي..وراح الكلب هذااا
صحي ع طول ..
ميكنش كلب بوليسي..
المهم التخاريف كثيرة ومتخللة في أعماق
أناس ربما من بعض الشيوخ الكبار..!!
ولكن نعمل ايه غير نكتم الضحك:d










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-04, 20:48   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
مختلف
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مختلف
 

 

 
الأوسمة
الموضوع المميز لسنة 2013 مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميمة.. مشاهدة المشاركة

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته




وأنا أيضا لاحظت ذلك

و قد كان السبب وراء بحثي نقاش مع أبي

فقد سألته يوما ألا يوجد مفكرون جزائريون

فقال لي بلى...

و حدثني عن فكر مالك بن نبي رحمه الله

ولكن للأسف الكثير منا لا يعرفه

متابعة للموضوع
-
-
-
كل الشكر لك


العفــــو أخت [ أُميمَة ]

ومرحبًا بكِ [ متابعة ]

ونرجوا أيضًا أن تكونِي [ مضيفة ]


لنُحرك ما ركدَ من فكر [ الراحل ]


وهو الذي قال أن الإستعمار يودُ فعلاً أن يُذهبَ الضوءَ عن [ المفكرين ]

وكل من يقف ضدهُم بتحليلٍ رزينٍ ومدقق لخططهم



وله كتاب جميل بعنوان

[ الصراعُ الفكري في البلاد المستعمــــــرَة ]

ويحكي عن أفكار الإستعمار لإلهاء الشعب بالتوافه

وإبعادِه عن [ الأٌسس ] و [ الأهم ]












رد مع اقتباس
قديم 2012-02-04, 20:52   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نُـون
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية نُـون
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

موضوع جميل لشخصية المفكر الجزائري مالك بن نبي
وقبل أن نلج إلى أفكاره العميقة التي أساسها بناء الفرد من نواحي عديدة
أجدني أمام لمحة تعريفية عنه وضعت ببعض كتبه كـ :
مشكلة الثقافة، وجهة العالم الإسلامي، ومشكلة الحضارة، وبعض الملخصات في كتيب صغير اسمه آفاق جزائرية
مالك بن نبي :
ولد عام 1905 في مدينة قسنطينة في الجزائر.
انتقل بعد انهاء دراسته الثانوية إلى باريس حيث تخرج عام 1935 مهندسا كهربائيا.
اتجه منذ نشأته نحو تحليل الأحداث التي كانت تحيط به. وقد أعطته ثقافته المنهجية قدرة على ابراز مشكلة العالم المتخلف باعتبارها قضية حضارة أولا وقبل كل شيء. فوضع كتبه جميعها تحت عنوان مشكلات الحضارة.
في باريس أصدر بالفرنسية -الظاهرة القرآنية - لبيك -شروط النهضة -وجهة العالم الاسلامي -الفكرة الإفريقية الآسيوية بمناسبة انعقار مؤتمر باندونج.
- عام 1956 لجأ إلى القاهرة وقد طبعت له وزارة الاعلام في القاهرة بالفرنسية كتابه الفكرة الافريقية الاسيوية.
- اتجه في القاهرة بعد اتصاله بالعديد من الطلاب الى ترجمة كتبه الى العربية ثم أصدر بقية كتبه بالعربية بعد ترجمة بعضها وكتابة بعضها الآخر بالعربية مباشرة.
- انتقل الى الجزائر عام 1963 حيث عين مديرا عاما للتعليم العالي وأصدر في الجزائر كتاب آفاق جزائرية -يوميات شاهد القرن -مشكلة الأفكار في العالم الاسلامي -المسلم في عالم الاقتصاد.
- عام 1967 استقال من منصبه وتفرغ للعمل الفكري وتنظيم ندوات فكرية.
-توفي في 31/10/1973 في الجزائر


تاركا سجلا حافلا بالانجازات.
إن شاء الله لي عودة
وشكرا لك ولموضوعك.










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-04, 21:09   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
مختلف
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مختلف
 

 

 
الأوسمة
الموضوع المميز لسنة 2013 مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي









,

,
[ من كتاب ( الصراعُ الفكري في البلاد المستعمرة ) ]

وسأتكلمُ عن بعض النقاط التي فيه .

لكن قبل ذلك لا بأسَ بهــذا الإقتباس ^^"










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-05, 01:49   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الكوثري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الكوثري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




السلام عليكم ورحمة الله

إن القلم ليجمد ويعلوه الصدا ،وإن له لجموحا وهمهمة وصريرا،وصاحبه بينهما في أوج وحضيض، وما هو في حقيقته إلا صاحبه ومزاجه،فأحيانا تنثال المعاني فتدلك الألفاظ على المقصود قبل دلالتها، وهذا عنوان حياة فيه وليونة ومطاوعة،وأحيانا تستغلق حتى لا يكاد يفهمها صاحبها،منتشرة مبعثرة ،لا رابط ولا ضابط، فتجي منه كلمات يابسة صدئة تجُر وراءها معانٍ مغسولة لا لون لها ولا "ذوق" ! كالذي قالوا فيه :

وشعرٍ: كبعر الكبش فرّق بينَه ** لسان دعِيِّ في القريض دخيلُ

وأحيانا تكون أقلام مؤلفين بخصوصهم من يصبغون المزاج بهذا الذي يشتكي منه أصحاب الأقلام، فتعَاف فكرهم وأسلوبهم ناهيك عن بلاغة أساليبهم،وفي أحيان تقودك صِدفة "في دنيا الكتب وأزقتها" إلى مؤلفين بأعيانهم فلا يجي على بالك سوى تتبع تراث الرجل وفلْيه وممارسة أسلوبه وطريقة تفكيره ،فيتوقف القلم وهو قبضة يمين أن يخط إما من معوف منفور منه مقرف، وبين مشغوف به لا يمل على كثرة الردّ ! ..

وأحيانا الموضوع يلاقي منك هوىً معرفيا فتسلك إليه ما أمكنك،وما يقع تحت يديك لتستنير وتتصوره في ذهنك إجمالا، لتكوِّن فهما متّسقا ،أولتكوين معرفة كافية تصلح أن تكون قاعدة فهم، أو التفتيش في الموضوع "المعشوق"وغربلته حتى تخرج برأي صحيح؛وبرهان جازم،وغالب مَنْ هذه حالهم هم أهل الأدب على التعريف الذي قاله أبو حيان التوحيدي،والذي كان يسمّى في عهد رواة اللغة في عصر التدوين بــ: العلم المستطيل،وليس كذلك طبيعة ومزاج المهمومين بالعلوم الطبيعية التي مادتها أرقام في مخابر ،ووراء مناظيرَ ومجاهر، تقابل المعارف الحرفية التي هي صناعة الأدب وحرفة "الكلام"،ولكلٍّ فلسفته وغايته وطرائقه ومناهجه،والمعارف لا تتزاجم .

وإنه ليكاد يُقال: إن من العلوم علوما مؤنثة،وأخرى مذكرة،علوما لينة دقيقة كالأعصاب في الجسم،وأخرى غليظة كالعظام المشبوحة في اللحم المكتنز،وسبحان من خلق الانسان من روح عُليا وجسد طيني ،وركب فيه الادراك، وجعل المعرفة بنوعيْها الذين تكتب بهما وترسخ وتحفظ و هما هذا الرسم الذي نسميه الخط من [حرف] ومن [رقم]...وإنك لواجد في الناس من روحه روح حرف،وآخر روحه روحه رقم......

وسبحان من جعل استمراره واستمداده في زوجية يشهد الكون كلُّه أنها أساسه،وأنه لكل مقابل شبيه،ولكل ضد نظير، وليوقن أن المعرفة الكبرى هي واحدة في واحد،ومن تحقق بالزوجية سهُل عليه التوحيد....ويحضرني الآن وصف الدكتور الطناحي في وصف الشيخ أبي فهر ورؤيته للأدب بقوله: الكتاب -المعرفة- عند الشيخ شاكر واحدة؛فقراءته لصحيح الامام البخاري كقراءة الأغاني؛ أو قال : رسائل الجاحظ؛في كلمة هذا مؤدّاها......رحمة الله على الجميع.

ومن هؤلاء الذين ياخذون بمجامع قلبك ويجعلونك تتبّع تراثهم وما كتبوه المفكر مالك ابن نبي،اذكر أن أول كتاب قرأته له هو: الظاهرة القرآنية،وهو من أقدم كتبه،لكن قراءته ساعتها كانت لتتبع تراث الشيخ محمود شاكر،بوصفه مقرِّظا الكتاب،وكاتبا لمقدمة الكتاب ،وكانت الطبعة التي تحت يدي هكذا،وفيه مخالفة مالك ابن نبي في أوجه،ومواطأته على وجوه،لكنني بعد أن أفردت كتب مالك ابن نبي،وكان أولها:مشكل الثقافة وجدتني أمام رجل غير الرجل الذي قرأت له في الظاهرة القرآنية،والشيخ شاكر في المقدمة لكتاب ابن نبي إنما كان يزيد في مشروع كتاب خرج على الناس بعنوان : رسالة في الطريق إلى ثقافتنا،فأنت ترى أن الرجليْن كانا مشتركيْن في هم [ما الثقافة ؟ وما مكوناتها ؟ وما هويتها؟ ما يرسخها ؟ وما يفنيها ويفسدها؟ ] ففكر كل رجل بطريقته وقدر ثم فكر ونظر،وأمعن وبصر، وغربل و سبَر......ثم تحركت فيَّ بواعث معاودة قراءة كتاب "النبي" الذي ضيعه قومه [الظاهرة القرآنية] بتصحيح نية وإفْراد،ثم مرت الأيام مريرها فوقع عندي مذكراته: شاهد للقرن، طبعة دار القدس2009،وهو كتاب خفيف مقارنة بغيره ممّا كتب الرجل،وفيه الطرفة والنادرة،واللمحة الدالة،والنظرية والتنظير الموجزَيْنِ،و"هندسة للأفكار" على عادة الرجل،وفي المذكرات يعرف الناس ما طبع نفس مفكرنا،وشأنه الرجل في حياته،وأطوار تكوينه الانساني والمعرفي،وفيه علاقته بأهله ومعارفه،وقد شاءت الأقدار أن "أدردش" مع أخي مختلف "دردشة" عابرة؛ فكان مالك ابن نبي حاضراً،جاء على سوانح الحديث ومن شجونه فقلتُ على الطائر الميمون فإذا هو كتب كلمة يريد بها الوفاء ببعض حق هذا الرجل،وقضاء الدين الذي في رقاب الجزائريين؛خالص لهم من دون المؤمنين،لا استبداد اً؛ولكان أهل الدار أولى بابن الدار،فحق مالك ابن نبي العلمي مشاع إنساني،وكذا المعرفة الانسانية بطبيعتها،ونزيد على الناس بأنه والد لأجيال من هذه البلاد.....

وهذه بعض الذي استوقفني من مذكراته انتقيت نتفا منه لتكون وصلة،واتقيت كثيرا لتشويق الراغبين،ولم أشأ أن أعلق على ما اخترته لكم فلكل هامش عندي طرة أو تعليق؛طرر المتعلم،وهوامش الحريص على الاستحضار لا غيرُ،لكنني سأكتفي بالسطر وأخيه لأبيِّن سبب اختياري، أو لبيان سياق كلام المؤلف ثم إنه في استرسال القلم من الطول المخلّ ما أخشاه على خال الذهن بالنسبة للموضوع،ولكي لا يمل من نريد تأليف قلبه واستدراجه ليقرأ لهذا الرجل الذي لم يوفّ حقه في وطنه ومن أبناء وطنه،والعقوق خصلة ذميمة،وكان الله يحب المحسنين.










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-05, 02:40   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
الكوثري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الكوثري
 

 

 
إحصائية العضو










Lightbulb شيئ من النور في هذا الظلام الدامس.

في سياق حديث المؤلف على عمله كباش عدل بآفلو رسم خواطره وما يعتلج في نفسه في هذه الرحلة ،وما رسخ بذهنه،وما لفته من سلوكات ومظاهر اجتماعية ،واستغرابه من كلمة [ واه] التي لا تزال في مناطق وألسنة أهل الغرب الجزائري إلى اليوم ،يريدون بها: نعم وأجل ،فيقول :


[....كان ذلك في شهر آذار مارس من عام 1927 حين وصلت إلى (آفلو) .لم يسبق لي أن زرت منطقة وهران من قبل.وحين فصل بنا المسير إلى (اغيل إيزان) لنبدل القطار إلى تيارت زايلني شعور بالاغتراب إذ بدأت لهجة الناس تتغير.فالناس الذين استقلوا معي مركبة الدرجة الثالثة المتقشفة يقولون : (واه) إذا أرادوا أن يقولو (نعم) ،وفي قسنطينة نقول : (هيه) أو (نعم) حسب درجة الثقافة،فهذه الــ (واه) بدلت ْ لي غريبةً كأن فيها شيئا من البربرية،وغرابتها تشبه غرابة من يقول : في فرنسا القرن العاشر (oe) لرجل يقول : (oll) .لكن حسن تصرف الناس الذين استقبلوني في (آفلو) قد أشاع الطمئنينة في نفسي والاعجاب أيضا .والشيئ الوحيد الذي بدى لي مستغربا من العشية الأولى في آفلو هو (الكسكسي) الذي قدم إلينا عند القاضي الذي كنت ضيفه،فأمام كل مدعوٍّ حيث توجد ملعقته التي يغترف بها من الاناء المشترك وضع طبق الزبد الطازج الممزوج بالعسل والطبق الذي كان أمامي قد اختُصَّ بقدر كبير لأنني كنت بالإجمال ضيف الشرف.
في ذلك المساء كان عليّ أن أبذل كل مهارة تمكنني من ألا أتذوق العسل بلساني لكنني عدتُّ إلى تذوقه وتعوّدت طعمه وإني اليوم أحلم بكسكسي (آفلو)كما كانوا يعدونه لكن الذي أسرني أكثر من أي شيئ آخر سيماء سيد القوم وقد بدت عليه الأصالة والنبل،كان القاضي شيخا تلفه مسحة من الجمال؛ وجه مستدير معتمر بعمامة من (الأغباني) يبين تحتها جبين محدودب شيئا قليلا، يبدي نظرات صافية تحت حاجبيْن غليظين أبيضين. كان ربعة ويداه ممتلئتان كشيخ سليم البنية أنيق الملبس في برنوسه نوع من النسيج الدقيق الناعم فوق قندورة من الجنس نفسه،تبدي فتحتها من تحتها (غليلة )سترة و(بديلة)صدرية زُرِّرتْ بأزرار صنعت من الخيوط وفق طراز عهد مضى ،بقي القاضي خلال المأدبة بعيدا عن ضيوفه، إنه يأكل عندما ينتهون من الإناء نفسه،فهذه سمة الضيافة سرتْ في دمه عبر الأجيال.....] ص:171/172


ثم لفت نظره شيئ غريب عن رعيان آفلو فقال :



[...والرعاة في (آفلو) لهم أيضا ظواهر غريبة :إنهم يمضو ن الليل وقوفا وسط القطيع وتحسب أن الراعي لا ينام لكنه وهو متكئ على عصاه ينام واقفا.ومع ذلك فأقل حركة في محيط القطيع تنتقل إلى ساقيه انتقال الموج تجعله يفتح عينيْه،ذلك لأنه من أجل اتقاء هجمات ابن آوى في الليل فأجيال الرعيان في (آفلو )تعلمت النوم هكذا وقوفا...] ص: 175

إلى ملاحظات كثيرة مثيرة عن هؤلاء الناس،ثم حلل المظاهر والفروق بين النفسيات والتكوين عند الراعي وعند المزارع،فالأول يرعى ويتعب نفسه ليذبح لك شاة أو شياهاً كرما وأريحية حتى رآها حالة مرضية،بينما المزارع يحصد ويخزن ليأكل وليستقبل عامه وعيْشَه!

ولقد تمثلت في ذهني من "تركيز" المؤلف على وصفهم ووصف دخائلهم قول ذلك الأعرابي من بني كلاب فيما رواه الأصمعي وهو رجل ابتلي بامرأته , ذهب في أسفار طويلة لتلبية رغباتها ثم لما عاد و قد أنهكه السفر أنكرته زوجته أميمة :


رأت نضو أسفار أميمة شاحبا *** على نضو أسفار فجن جنونها
و قالت من أي الناس أنت و من تكن *** فانك راعي صرمة لا تزينها
فقلت لها ليس الشحوب على الفتى *** بعار و لا خير الرجال سمينها
عليك براعي ثلة مسلحبة *** يروح عليه مخضها و حقينها
سمين الضواحي لم تؤرقه ليلة *** و أنعم أبكار الهموم و عونها


وفي سياق تحدثه عن التغييرات الاجتماعية بمسقط رأسه تبسة ونواحيها ،والرمزية الدينة التي كانت مكوِّنا أساسيا لمسلمي الديار المغربية خصوصا،قراءة القرآن جماعة في زمن أراد الاستعمار تجريد هذا الشعب من دينه وهويته ولغته التي هي جنسيته على الحقيقة فيقول :

[...وتغيرت أيضافي المنظر الاجتماعي داخل السور وخارجه بعض الأشياء لقد زالت حلقة تلاوة القرآن التي كانت تعقد منذ أجيال في صحن (سيدي بن سعيد ) بعد كل صلاة عصر ،لقد وارى التراب ،واحدا بعد الآخر ، الوجوه التي عرفتها في طفولتي ضمن تلك الحلقة وطوى الزمان ما كان حولها من التقاليد.
كان جيل المقرئين الذين يحفظون القرآن الكريم عن ظهر قلب ،يأتي بعضهم من عشيرة (اللمامشة) وبعضهم من قبيلة أولاد (سيدي يحيى) وآخرون من أولاد (سيدي عبيد)؛ويتوزعون لحفظ الذكر الحكيم على حلقة (سيدي بن سعيد) داخل السور،وحلقة (سيدي عبد الرحمن) خارجه، ويتوزعون على الأسر الموسرة التي ترتب لهم وجبات الطعام ،ثم ينقلبون من حيث أتوْا بعد سنوات التحصيل،وعدد منهم يبقى في المدينة ويتولى بعض الحرف مثل غسل الأموات وتكفينهم وتلاوة القرآن عليهم و تحفيظ الصبيان.
وكانت الطائفتان من هؤلاء (الجوانية ) //لفظة محلية يسمى بهاأهالي تبسة والجنوب بالجزائر هؤلاء النازحين للمدن لحفظ القرآن// تلتقيان في مباراة (الكورة) في فصل الربيع،خارج السور من ناحية (المرج)...]ص: 344


ثم في ذكرياته عن مجال النضال السياسي،وكفاحه الاصلاحي في مارسيليا "بلد المستعمِر"،و في أبعد مكان يكون فيه العلم والتلقين والإصلاح ؛في المواخير،حيث الخمر والنساء،وهو درس دعوي لكثيري الكلام الباردوالجعجة الفارغة،استوقفني فيما استشهاده به من فعل أديب فرنسا بوسييه علاقة الدين بتكوين الثقافة،ورابطة الدين بينهما، وهو ردّ على المستلبين حضاريا،علمانيو الأدب وملاحدته.فيقول:


[...حانة (المرايا) من الحانات الموجودة في ذلك الشارع الذي تؤمه بنات السوء وأولاده،لذلك يغشاها زبائن من نوع خاص؛ولكنها مع ذلك المركز الذي يجتمع فيه الأعضاء( نادي المؤتمر الإسلامي الجزائري) لأن صاحبها (التلموذي) هو مؤسس النادي.

كان (التلموذي) من أهل (عنابة)،وربما كان يدين لهذا السبب بانسجامه التام في وسطه الجديد ،فلم يكن مَن لا يعرفه خاصة يفرق بينه وبين أي صاحب حانة مارسيلي، يجيد الحرفة في كيفية مناولة زبونه كأس (البسطيس) وكيفية الحديث معه حتى يقضي وطره.

فعندما اصطحبني (حشيشي مختار) إلى هذه الحانة شعرت بالحرج المزعج عندما دخلتها ،إذ كنت في حالة من يتصور دور القس المسيحي على صورة مثالية،يراه يقضي مهتمته التبشيرية في معبد،دون أن يتصور شيئا عن مهمته الكبرى في النواحي المتدهورة من المجتمع.
عانيت ذلك اليوم هذه العقدة التي تذكرني الآن بالحالة النفسية التي طالما شاهدت أثرها في سلوك المثقفين المسلمين؛الذين يتعالون عن المهمات المتواضعة لأنها لا تغذي فيهم النزعة إلى الظهور ،كما سأشاهد ذلك يوما في سلوك أحد الطلبة التبسيين الذين أبى أن يتولى في مدرسة تبسة قسم الصبيان ،لأنه تخرج من جامع الزيتونة فتوليته أنا .
وليست هذه العقدة خاصة بطبقتنا المثقفة، سواء المطربشة أو المعممة، بل نجد أثرها في سلوك أحد الوجوه اللامعة للأدب الفرنسي في القرن السابع عشر (بوسييه) الذي كان مكلَّفا بمصلى الملك ،لأنه كان خطيبا مصقعا ،فأبى في صلاة يوم أحدٍ أن يلقي كعادته خطبتهالوعظية لأن الملك والأميرات لم يكونوا في القاعة .
أما عقدتي فلم تكن مستولية علي إلى هذا الحد، فالظروف التي أعيشها كانت تحدُّ من تأثيرها في سلوكي،إذ لو طلب مني في تلك الفترة أن أدخل لتعليم الحروف في حفرة إصطبل تجمع فيها أبوال الحمير،لدخلت بلا تردد فرارا من واقع مرير...] ص:394/395


وفي مدة إقامته بمارساي طلب منه جماعة أن يعقد لهم دروسا يعلمهم القراءة والكتابة،فاتخذوا مقرا كان ورشة حدادة قسما يجتمعون فيه،وهم أوزاع من العمال الجزائريين،متفاوت أسنانهم ومداركهم،متنوعة مناطقهم وثقافتهم الأولية،فأجابهم لذلك، ولكن أرّقه مضمون البرنامج في هذا الشتيت والفريق،فقرر أن ينبّه فيهم الإدراك ويحرك جامد عقولهم،على التعليم الأولي الذي طُلِبَ منه ،فاختار مفهموم اللانهاية ليخرق حجبا كانت غاشية على قلوبهم،وفي القصة وعي المؤلف المبكر بالتاريخ،واستحضاره في ذهنه لوقائعه الكبرى التي أسست لحضارة المسلمين،وهو بعدُ مهموم بمشاكل الحضارة الاسلامية. يقول:

[...ومضيت أسأل حتى وصلت إلى الصف الأخير،وتوقفت عند رجل مسن ذي قامة طويلة وهيكل متين،فسألته :

-ما اسمك؟

- (تاشفين عبد الله) ! ..

لقد تركني الجواب لحظة متوقفا كأنه قطع بي النفس،فأعدت :

-ومن أية ناحية ؟

من تلمسان !..

فبقيت تائها،إن الاسم والمكان قد اقترنا في ذهني مع صفحة طواها التاريخ،بينما أتصور في لمحة البصر مظهرا مأثرا من المأساة التي نعيشها :

- هل يمكن أن يكون هذا الرجل من أحفاد (يوسف بن تاشفين) مؤسس دولة المرابطين بالمغرب ؟ وأن تلقي به الأيام في هذه السن على رصيف مارسيليا ؟... هل هذا ممكن ؟..

اختلجت في نفسي هذه التساؤلات : فعدت :

-ماذا كنت تصنع بتلمسان ، قبل أن تأتي إلى فرنسا ؟

-كنتُ مؤدِّبا في أحد الكتاتيب،أحفِّظ القرآن للأطفال. ولكن هذه الحرفة أصبحت لا تضمن لصاحبها القوت إن كان له عيال.

كانت هذه الكلمات البسيطة معبرة من أي خطاب،أو من أي دراسة عن التحولات القاسية التي فرضها الاستعمار في الجزائر،إن المأساة التي بدأتُ قبل عشرين سنة ؛أشعر بأثرها في بيت خالتي (بهية)، ومن حياة الأسر القسنطينية الكبيرة والأسر التبسية العريقة،قد تجلت لي الآن بكل وضوح في شخص (تاشفين عبد الله) ولكن هل هو يشعر بها ؟

أردت أن أتأكد من ذلك ،فسألته سؤال من يغتنم الصِّدفة :

-هل احتفظت أسرتكم يا عبد الله ببعض الوثائق القديمة ؟

فسكت عبد الله هنيهة ،كأنه يأخذ منطلقا في نفسه ثم قال :

-الغريب أن هذا السؤال قد سبق للعامل الفرنسي بناحيتنا أن سألني مثله؟ ..

فلم أستغرب سؤال العامل ،وبقي علي أن أجيب على تساؤلي في تقرير برنامج تعليم يليق بهذه الحلقة ،التي يختلف أفرادها في الأعمار والتكوين والسوابق الذهنية إلى حد بعيد.والأمر الذي تقرر في نفسي منذ اللحظة الأولى،هو أنني لا أستطيع على أية حال ،أن أشق بتلامذتي طريق التلعيم الذي سطره (الروتين)،والذي تعبّده ألف ،باء ،تاء.. وواحد ،اثنان، ثلاثة …

لابد إذن من التفكير في طريق آخر،خاصة أن اطمئناني تجاه الظروف كان ضعيفا،ولم أكن أتصور أنها سوف تمهلني حتى تنتهي مهمتي بنادي (المؤتمر الاسلامي الجزائري)،كما لم أكن أيضا أتصور أن ظروف التلاميذ أنفسهم ستسمح لهم بالبقاء معي الزمن الكافي،على احتمال أن النادي هو الآخر ، يبقى على قيد الحياة،وهو مجرد احتمال إذا نظرنا إليه بصفته مؤسسة ليس وراءها من الرصيد والضمانات ما وراء معهد (سان جاك) قبالته،وإذا نظرنا أيضا إلى أن علاقتي الشخصية به مديرا قد تضر به لأنها تغضب السلطات العليا.

أصبحت هذه الإعتبارات عادية بالنسبة لي،فقررت على أساسها ألا يكون مضمون البرنامج، في تلقين معلومات قد لا يكفي الوقت لتلقينها،بل في تكوين شخصية ذات أبعاد ربما تكوّنها طفرة واحدة،هزة أو بعض الهزات النفسية.

فاتضح الموضوع في ذهني :إنني سوف أعلم التلاميذ القراءة والكتابة بطبيعية الحال،حتى يستطيعوا إمضاء اسمهم على الأقل، في مكتب بريدأو في إدارة عملهم ،ولكني سأحاول جهدي قبل أي شيئ،أن أغير أبعادهم النفسية؛ولم أكن أرى شيئا يصلح لهذا الغرض مثل مفهوم (اللانهاية )الذي يفتق فعلا الحدود العادية في النفوس؛كلِّ النفوس المرتبطة بأول نشأتها بعالم الأشياء المحدودة بطبيعتها، وليس من وسيلة تعبر بطريقة محسَّة على مفهوم اللانهاية،مثل الأعداد الكبيرة.

فعندما يتعود الطفل أو التلميذ المسن،كتابة عدد كبير تحت إملاء المعلم،ثم عدد أكبر.. ثم أكبر.. فأكبر..فإن الشعور بـــ(اللانهاية) يتكون عنده تلقائيا،نتيجة انفجار داخل حدوده العقلية السابقة.

إنني أعتقد أن الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-اكتشف هذا الأثر في نفسه،يوم أتاه أحد عماله بفيء،وقال له :

-يا أمير المؤمنين،إنني أتيتك بثمانين ألف ألف،

-فقال له رضي الله تعالى عنه :

ماذا تقول؟ أثمانون ألفا؟

فصحح العامل؛بطريقة تحليل العدد :

- لا يا أمير المؤمنين بل ألف .. ألف.. ثمانون مرة.

فكان تعقيب الخليفة أنه عبر عن دهشته :

أهذا يمكن؟

بينما كان رضي الله تعالى عنه،قد دخل في عالم (اللانهاية) يوم اعتناقه الاسلام بالذات ،لأن الوارد على عالم (اللانهاية) يدخله إما من باب الأعداد الكبيرة ،أو من باب علم الفلك…

فقررت أن أدخله بتلاميذ حلقتي من باب الأعداد الكبيرة،ومن باب علم الفلك المصغّر أي الجغرافيا

ولكن الباب الأول كان يوجب طريقا مختصراً نسير عليه،وللقارئ أن يتعجب إن أراد التعجب،ولكن بعد ثلاث أو أربع حلقات ،أصبح هؤلاء الذين كانوا يعرفون كتابة الأعداد العشرة الأولى،يستطيعون كتابة ما شاؤوا من من البليونات والتريليونات بلا أي تردد؛فاقتصد التلاميذ بفضل الطريقة المتبعة ،أشهرا من التمرين وعاشو أثناء تمرينهم المختصر،لحظاتٍ منعشةً كنت أتصورها في نفوسهم خلال خطواتهم الجادة نحو (اللانهاية).وأثناء هذه الخطوات ذاتها،بدؤوا يتمرنون على العمليات الأربعة،وتطبيقها مباشرة في حلِّ مسائلَ حسابيّةٍ بسيطة،لأن عمرهم يسمح بهذا الاختصار.

...وشرعنا في الدخول في عالم اللانهاية من الباب الثاني:

-من أين أنت ؟

قلما كان يأتي الجواب على مثل هذا السؤال،إلا بذكر اسم مسقط الرأس،ولو كان قرية مهما صغرت،ولو وُلد المسؤول بغار فأر لا يوجد اسمه حتى في خريطة الناحية لأقتنع مع ذلك بذكره.

شرع التلميذ يوسع تصوره المكاني للوجود ،من القرية إلى الحوْز فالناحية،وإلى العمالة ،وإلى الوطن، وإلى القارة، ثم إلى الكرة الأرضية؛وفي كل خطوة يشرع أن حدود عقله تتسع،ثم إذا أتى السؤال :

- وأين توجد الأرض ؟…

يتصور القارئ ما يحدث في عقل التلميذ وفي نفسه وهو بالأمس أميّ ،عندما يرى أن يستطيع الجواب عليه، ويشعر أنه انتصر على حدود عقلية ضيقة ورثها في كل تصوراته في وطن ورث هو الآخر رواسي ثقافية متدهورة،منذ التدهور الحضاري الذي اجتاح البلاد،ومنذ أصبح فيه كل شيئ في يد الاستعمار.

ولكن للخريطة ميزة أخرى في التكوين،فإذا كان الحساب ينبه العقل للكمّ، فإن الجغرافيا تنبهه للكيف،إي الاختلاف بين الأجناس والرقعات الحضارية،والمواصلات بأنواعها والانتاج بأنواعه المختلفة حسب المناطق والجهات،أي لكل انعكاسات العبقرية البشرية على سطح الأرض..]ص:394 إلى ص:410 باختصار



وفي قصة أخرى عن نضاله السياسية وآراءه في الساسة؛ساسة عاصرهم،وعلى وجه أخص مصالي الحاج الذي كان معه على طرف النقيض رأي صريح لا تلجلج فيه جازم قاطع كما كان ابن نبي في واقعه وطبيعته مع الناس في إبداء رأيه،لكن الذي لفتني انتقاله للحديث عن الحرب العالمية الثانية وممهداتها فذكر خبرا غريبا يكاد يكون نبوءة كنبوءة النوابغ وحديث في الغيب كحديث المستشرفين المتفرسين،قال :





[... وذات يوم من هذه الأيام انطلق (البراح) يعلن وصول (الزعيم) ليلقي خطابا للجماهير تلك العشية.ولا أدري إذا فكرت مدام (دوننسان) أن الاستعمار شرع يدفع في حلبة الصراع جنده الجديد من المطربشين المتكونين على مقاعد الثانويات والجامعات.

وسمعت القيل والقال عندما ارتفعت درجة حرارة الوطنية بدرجات في الجو،وتوجه الناس إلى جسر واد الناقص لاستقبال (الزعيم)،كنت منلقبا إلى بيتي لأختفي،كما فعلت لست عشرة سنة خلت ،يوم العيد المئوي لنزول الجيش الفرنسي،فلقيني أحد أهالي المدينة ممن يعرف موقفي من هذه المهرجانات،فقال لي إنه سمع أحد الشبان من البادية يسأل آخر :

هل للزعيم جطاية من ذهب؟ //جطاية بالجيم المصرية ،كلمة جزائرية تعني : الخصلة من شعر،والعبارة (جطاية من ذهب )تتردد في القصص الشعبية عن بنت السلطان/

يا لها من هزيمة مجتمع فقد رشده ! ..

وفي المساء أقيمت مأدبة عشاء للزعيم بدار( سي الصادق بوذراع) فدُعيتُ لها مع (خالدي) وقريبي (صالح حواس،(وسي محمد المكي)، فألح علي أصدقائي أن أحضر معهم لنسأل الزعيم عن أسباب موت المؤتمر الجزائري الاسلامي فحضرنا،وبعد الطعام تناولت الحديث.

ولكن الزعيم كان أمكر من ثعلب وكنتُ أبلد من خرتيت،فتكلمتُّ وسكتَ،وتولى الرد على أسئلتي المحرجة أحد زملائه ممن سيكشفه الرأي العام بعد ذلك بوصفه رقما من أرقام قلم المخابرات الفرنسية،ولكن بعد أن أدى في الحياة السياسة الجزائرية كل مهماته.

كانت مرافعتي أحر من الجحيم،ولكن وطيسها لم يحرق إلا الفراغ وبالتالي بقي النصر للزعيم،وفزتُ أنا بقصب الخطابة.

وكُتِب للزعيم انتصار آخر ذلك المساء،لأنه دُعِي إلى حفلة شاي بعد العشاء فحضرها الشيخ (العربي التبسي) مِن بين مَن حضرها ،فتكلم هذه المرة الزعيم يسوّغ موقفه إزاء الجمهور التبسي،فيما يخص موقفَه من جمعية العلماء بعد قتل مفتي العاصمة.

فاعتبرتُ أن واجب المرافعة يقع هذه المرة على عاتق الشيخ العربي التبسي بصفته الشخصية الثانية أو الثاثلة في جمعية العلماء بعد الشيخ (ابن باديس)،ولكن العالِم سكتَ فانقلب الزعيم مكللا بانتصاريْن : مرة لأنه سكتَ،ومرة لأنه تكلّمَ.

ومضى العالَم نحو الحرب العالمية الثانية تحت هتاف الجماهير الألمانية التي تملكتها الشطحة الصوفية،بينما بدأ (الدوتشي) هو الآخر ،يرفع صوته مهددا ذات اليمين وذات الشمال ويشهر (سيف الاسلام )الذي قدمه بعض الوجهاء اللبيين،تحت قوس نصر شيد من أجل ذلك،في منتصف الطريق بين طرابلس وبنغازي،وقد بقي هيكله بعد الحرب العالمية الثانية ،شهادة على عبث وجبروت الانسان،كما تشهد على ذلك الآثار الرومانية التي سبقته في المكان نفسه بألفيْ سنة...] ص: 391 و392



وبعد:

فهذا الذي كنت وعدت به فأرجوا أن أكون وفيت بعهدي لمختلف،وكنت عند حدود كلمتي ،مقدما بين يدي ضعف الانسان واختلاف الانسان وسهو الانسان ....................و"مزاج الانسان".


على أمل حديث آخر .











رد مع اقتباس
قديم 2012-02-05, 03:10   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
الكوثري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الكوثري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مختلف مشاهدة المشاركة








,

,
[ من كتاب ( الصراعُ الفكري في البلاد المستعمرة ) ]

وسأتكلمُ عن بعض النقاط التي فيه .

لكن قبل ذلك لا بأسَ بهــذا الإقتباس ^^"


خطُّ مَن هذا ؟ يبدو مألوفا غير "مختلف" ؟

واسألوا خبيرا في الغرافولي كيوسف ليحدد المعالم ويرسم الشخصية









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-05, 11:44   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
لله دركما أخي مختلف و اخي الفيلسوف الكوثري ...
فقد زدتما شوقنا و أثرتما شهيتنا للمتابعة و الإستزادة من هذا الخير الوافر الكثير
فهل من مزيد وهل من مريد؟ ... طبعا قرأت مقتطفات يسيرة فقط لمفكرنا العملاق
فبارك الله فيكم اخي مختلف على هذا الطرح المبارك
و إننا ان شاء الله متابعون و متتبعون ...










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-05, 13:54   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
مختلف
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مختلف
 

 

 
الأوسمة
الموضوع المميز لسنة 2013 مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي




,

مرحبًا [ ياسميــن ]
وعظَّــم اللهُ أجركُم في ضحايَا [ بورسعيِد ]
وإنَّا لتأثرنَا كمــا لوكُنَّــــا تماما
فرحمَ اللهُ كُل من قضى نحبهُ هنالِك ,,, وبكلِ شعبِ مصـر للخروجِ من الإنتقاليَّة بسرعةٍ
لتعود مصرُ كما كانت

ــــــــ

وبعدُ





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصرية من الجزائر مشاهدة المشاركة
أتذكر أني قرأت مقال عن كتابه لبيك حج الفقراء
بصراحة أنا جذبني التحليل للكتاب
ولكن للأسف كان باللغة الوحيدة التي لا أعرفها:d
..

ههههه

وفيه كتب مترجمَة للمفكر مالك بن نبي
والآن متوفرة في الغالب مترجمةً

وسأضعُ فيما تبقى من الموضوع روابـــط سريعة لجميع كُتبه

ـــــــــــ

وشكرًا جزيلاً لك على الإشارة للكتاب ( لبيك حج الفقراء )

فهو العملُ [ القصصي والروائي ] الوحيد للمفكر مالك بن نبِي
وقد إستغربت حقــا من كونه هو من ألفــــــه

لأنني سمعتُ به من عندكِ فقـــط .... و الآن

فشكرا جزيلا على المعلومَة الإضافيَّة
فكما قال الشاعر : ويأتيك بالأخبار من لم تزود

فقد جائتنَا المعلومَة عن [ مفكرنا ] من المصريَّة
وهو دليلٌ على رابطَةٍ قويةٍ بين الشعبين والتي تتجسدُ في الشدائد

وقد أشارت أحدُ الصحف اليوم إلى الحجم الهائل من التعاطف والتعاضد بين الشعبين بعد حادثة بورسعيد وخاصة على الفايسبوك

وكأن شيئًا لم يكُن
وهو ما نشجعهُ وما أرادهُ مالك بن نبي رحمهُ الله
فلقد كان يحلم دومًا بوحدةٍ إسلاميَّة [ إقتصاديًا ] و مجالاتٍ اخرى



فشكرا لك ياسمين

أمَّا عن ( الحاقَّة زهيَّــة )



فلنا من أمثالِها حكاياتٌ وحكايات
وربما نفتحُ لها موضوعا خصيصًا لبعضِ ما يتعلقُ بها والقضية بشكلٍ عام

وربما لن يكون قريبًا


ـــــ
ياسمين
شكرا جزيلا لك
وكوني في المتابعَة
ولك أن تسألي وتتدخلي في أيِ وقتٍ
فأنتِ سفيرتُنا في [ مصر ] للتنبيه لأفكار مالك بن نبي الإحيائية والتوحيديَّة
للأمم التي لها نفسُ التوجه والتاريخ

وانصحك بقراءة مداخلات الكوثرِي

ففيهَا [ إضافةٌ ] وعلم حيٌ يستفادُ منهُ

وحقيقٌ بأن يقتبسَ وتعاد قراءتُه

فالرجل ليس بالهين ^^










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-05, 14:19   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
سفيان الحسن
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سفيان الحسن
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم


اولا تحية طيبة افتحك ملف هام من ملفات كانت مقفلة عن اي نقاش سواء هنا في المنتدى او هناك مالك بن نبي


كان حقا مدرسة فكرية قائمة وقد كان له اثر لا منتهي على جماعة من اهل الفكر هنا في الجزائر والكثير يعرف من اقصد وهم جماعة الجامعة المركزية او الاخوان الاقلميين الدين جعلو من كتب ومؤلفات ومنهج ابن نبي والطيب برغوث طريقا وسبيلا وقد اعتنوا بنشر فكره ايام اواخر الثمانينات واوائل الستعينات وان كنا ايامها اقصد اوائل التسعينات اطفال صغار لكن كنا نسمع اسم الرجل يدوي في كل حلقة نقاش حول الشخصية الاسلامية والبعد الحضاري ..

قد يكون لكثير من الناس مأخد على فكر مالك بنت نبي وطريقة تقديمه ودوره ايام النضال لكن رغم كل ذالك فمالك بن نبي مفكر كبير رحل وترك ورائه تراث فكري يستحق القراة والتأني في فهمه بعيدا عن الروح التي كانت سائدة اواخر التمانينيات واوائل الستعينات والتي قتلت الفكر والفكرة وصاجبها وقدمته لمحاكمة فكرية بدون تمعن ولا روية


اخي اشكر لك طرحك للموضوع ولي عودة انشاء الله










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مالكس, بن نبي, كبير الجزائر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc