مشاركة متجددة: لنقرأ معا "حكايات عربية مشوقة" - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات عامة للترفيه و التسلية > منتدى النكت و الأخبار الطريفة

منتدى النكت و الأخبار الطريفة نكت و طرائف... للترفيه عن النفس

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مشاركة متجددة: لنقرأ معا "حكايات عربية مشوقة"

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-02-17, 18:17   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شولاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شولاك
 

 

 
إحصائية العضو










New1 مشاركة متجددة: لنقرأ معا "حكايات عربية مشوقة"

مرحبا بكم ... تشرفت بولوجكم لهذه المشاركة المتواضعة ... فهلموا سيحوا فيها ...




مشاركات متجددة ... فعلى بركة الله ...

القصة 0001
الخوف من الرياء
قال علي بن الفضيل: اتفق أبي وأبن المبارك على باب "بني شيبة"، فقال ابن المبارك: يا أبا علي ادخل بنا المسجد حتى نتذاكر، فقال الفضيل لابن المبارك: إذا دخلنا المسجد أليس تريد أن تحدثني بغريب ما عندك وأحدثك بغريب ما عندي من العلم؟ فقال: ابن المبارك: بلى، فانصرفا ولم يدخلا المسجد.
قال أبو سليمان الخطابي: كره من هذا التصنع وخاف الرياء، ونحو هذا قول الفضيل: لأن يلقى الشيطان خير للقارئ من أن يرى قارئا مثله.

القصة 0002
اعرف من تصاحب
قال علقمة بن لبيد لأبنه: يا بني إن نازعتك نفسك يوما إلى صحبة الرجال لحاجتك إليهم فاصحب من إن صحبته زانك، وإن تخففت له صانك، وإذا نزلت بك نازلة مانك، وإن قلت صدق قولك، وإن صلت به شدد صولك، اصحب من إذا مددت يدك لفضل مدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن بدت منك ثلمة سدها، اصحب من لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق.

القصة 0003
ليس لي مال أوصي به
خلف عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- أحد عشر ابنا، فأصاب كل ابن نصف وربع دينار، وقال لهم عند وفاته: يا بني، ليس لي مال أوصي به.
وخلف هشام بن عبد المالك أحد عشر ابنا، فأصاب كل واحد من البنين ألف ألف دينار، فأما أولاد عمر بن عبد العزيز فما رئي أحد منهم إلا غنيا، ومنهم من جهز من ماله مئة الف فارس على مئة ألف فرس في سبيل الله، وما رئي أحد من أولاد هاشم بن عبد الملك إلا وهو فقير.

القصة 0004
الأسد يشارك غيره الصيد (مترجمة)
يحكى أن أسدا، عجلا، جديا وخروفا اتفقوا على مشاطرة بعضهم كل ما يصطادونه. ظبي سمين وقع في فخ نصبه التيس لذا دعى بقية الأصدقاء. تكفل الأسد بتقسيم الصيد الثمين إلى أربعة أقسام؛
"القسم الأفضل لي، لأني بطبيعة الحال أنا الملك" قال الأسد، والقسم الثاني: هذا كذلك لي بحق أني من يستطيع القيام بتقسيم الصيد الثمين لأني أنا الأقوى بينكم، والقسم الثالث: لأشجعنا وبالطبع أنا أشجعكم مردفا، أما القسم المتبقي فأنا أتحدى من يلمسه.

القصة 0005
ظبي ينظر إلى نفسه في الماء (مترجمة)
ظبي على حافة البحيرة يشرب ماء، نظر إلى صورته المنعكسة على صفحة الماء بكل فخر واعتزاز معجبا بها، ثم قال: "كم تروق لي قروني الطويلة المتشعبة، وكم تزيدني جمالا وبهاء،وما أروع الإحساس بالهواء العليل وهو يلامس فروعها، لكن ما يزعجني ويكدر صفو راحتي هذه الأرجل الطويلة الرقيقة وكم أنا محرج بها بين قطعان الحيوان"، وكلماته تتابع ذاما أرجله إذ به يرى صيادين على مرمى منه ترافقهم كلابهم الصيادة، فما شعر إلا وقد ابتعد بقفزة وقفزتين من أرجله الطويلة مدركا كم أصبح بعيدا عن مطارديه، حتى إذا دخل الغابة تشابكت قرونه وفروع الأشجار وعاقت هروبه فأُدرك ليقول: "ما أشنع الخطأ الذي كنت فيه، ذممت أرجلي المنقذة وأعجبت بقروني سبب هلاكي" فكان صيدا للصيادين وكلابهم فقضى.

القصة 0006
لم تطعم الإيمان حتى تؤمن بالقدر
عن الوليد بن عباد، قال: دخلت على -عبادة رضي الله عنه- وهو مريض أتخايل فيه الموت، فقلت يا أبتاه، أوصني واجتهد لي، فقال: أجلسوني، فلما أجلسوه قال: يا بني إنك لم تطعم الإيمان، ولم تبلغ حق حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، قلت: يا أبتاه، وكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول ما خلق الله القلم، ثم قال له: أكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة" إن مت ولست على ذلك دخلت النار.

القصة 0007
الله أولى بالجميل
جاء جعفر بن محمد، فشكا إليه الإضاقة، فأنشده جعفر بن محمد:
فلا تجزع إذا عسرت يوما *** فكم أرضاك باليسر الطويل
ولا تيأس فإن اليأس كفر *** لعل الله يغني عن قليــــــل
ولا تظنن بربك غير خيــر *** فإن الله أولى بالجميـــــــل
قال الرجل: فذهب عني ما كنت أجد.

القصة 0008
الديك والجوهرة (مترجمة)
ديك في مقتبل العمر مزهو بلونه الجميل يحفر الأرض ليقتات يتطلع لإسعاد الدجاجات المحيطات به، وهو كذلك نبشت مخالبه شيئا لماعا ما فتئ أن عرف أنها جوهرة مدركا أنها تساوي الكثير، لكنه عجز في التصرف فيها، فتنهد تنهيدة طويلة وقال: "إنك شيء جميل وهذا مؤكد ولكن لا تناسبيني، من جهتي أحبذ حبة قمح ذهبية لذيذة خير لي من كل جواهر العالم"
فعلا؛ فالمرء لا يرغبن إلا فيما له فيه حاجة.

القصة 0008
جوامع الصحبة
من جوامع الصحبة قول ابن الحسن الوراق، وقد سأل أبا عثمان عن الصحبة، قال: هي مع الله بالأدب، ومع الرسول عليه الصلاة والسلام بملازمة العلم واتباع السنة، ومع الأولياء بالاحترام والخدمة، ومع الإخوان بالبشر والانبساط وترك وجوه الإنكار عليهم، ما لم يكن خرق شريعة أو هتك حرمة، قال الله تعالى "خذ العفو وأمر بالمعروف" "الأعراف 199"، والصحبة مع الجهال بالنظر إليهم بعين الرحمة، ورؤية نعمة الله عليك إذ لم يجعلك مثلهم، والدعاء لله أن يعافيك من بلاء الجهل.

القصة 0009
تلك أختي تحي الليل كله
حدث أحدهم قال: بينما أنا أسير في طريق اليمن إذ أنا بغلام واقف على الطريق يمجد ربه بأبيات من شعر، فسمعته يقول:
مليك في السماء به افتخاري **** عزيز القدر ليس به خفـــــــــــاء
فدنوت منه، وسلمت عليه، فقال: ما أنا براد عليك سلامك حتى تؤدي من حقي الذي يجب عليك، قلت: وما حقك؟ قال: أنا غلام على مذهب إبراهيم الخليل، ولا أتغدى ولا أتعشى كل يوم حتى أسير الميل والميلين في طلب الضيف، فأجبته إلى ذلك، فرحب بي وسار بي حتى قربنا خيمة شعر، فلما قربنا صاح: يا أختاه، فأجابته جارية من الخيمة يا لبيكاه، قال: قومي إلى ضيفنا هذا، فقالت: اصبر حتى أشكر المولى الذي سبب لنا هذا الضيف، فقالمت وصلت ركعتين شكرا لله، فأدخلني الخيمة، فأجلسني، فأخ الغلام الشفرة وأخذ عناقا (الأنثى من ولد الماعز) له ليذبحها، فلما جلست نظرت إلى جارية أحسن الناس وجها، فكنت أسارقها النظر، ففطنت لبعض لحظاتي، فقالت لي: مه، أما علمت أنه قد نقل إلينا عن صاحب يثرب أن "زنى العينين النظر"، أما إني ما أردت أن أوبخك ولكني أردت أن أؤدبك لكيلا تعود لمثل هذا، فما كان وقت النوم بت أنا والغلام خارج الخيمة، وباتت الجارية في الخيمةن فكنت أسمع دوي القرآن الليل كله أحسن صوت يكون وأرقه، فلما أصبحت قلت للغلام: صوت من كان ذلك؟ فقال: تلك أختي تحي الليل كله حتى الصباح، فقلت: يا غلام، أنت أحق بهذا العمل من أختك، أنت رجل وهي امرأة، فتبسم ثم قال: ويحك يا فتى! أما علمت، أنه موفق ومخذول.

القصة 0010
الذئب والخروف (مترجمة)
في يوم من الأيام كان ذئب جائع يجوب الغابة فلمح خروفا يشرب من مجرى الماء، فاحتاط الذئب لنفسه سببا حتى يجعله صيدا له،
فقال الذئب مخاطبا الخروف: "ماذا تعني بإثارة الطمي في الماء وأنا أريد أن أشرب؟"، وفي ذعر رد الخروف:
"من فضلك سامحني" وقد لوى أذنيه من الرعب، ليردف الخروف المسكين قائلا: "كان غضبك في محله لو كان تيار الماء جار مني إليك ولكن كما ترى فالماء يجري منك إلي"،
عندها قال الذئب: لا عليك؛ ولكن علمت أنك اغتبتني في العام الماضي بما لا يليق بمقامي"
فرد عليه الخروف: "صدقني لست أنا؛ فأنا لم أكن مولودا بعد"،
فقال الذئب: "إذن كان أخوك من اغتابني" وعندها كشر الذئب عن أنيابه؛
لكن الخروف أبدى للذئب أن لا أخا له؛
فزمجر الذئب: المهم أنه كان من قطيعكم، لذا فلست في حاجة لمبررات أكثر وعندها انقض على الخروف المسكين مطبقا على رقبته جارا إياه إلى عمق الغابة.

القصة 0011
دفنا خشبا
كانت عند يزيد بن عبد الملك أم البنين، وكان لها من قلبه موضع فقدم عليه من ناحية مصر جوهر له قدر وقيمة، فدعا خصيا له وقال: اذهب بهذا إلى أم البنين، وقل آتيت به الساعة، فجئت به إليك، فأتاها، فوجد عندها وضاح اليمن، وكان من أجمل العرب، وأحسنهم وجها فعشقته أم البنين، فأدخلته عليها، فكان يكون عندها، فإذا أحست بدخول يزيد أدخلته في صندوق من صناديقها، فلما رأت الغلام قد أقبل، أدخلته إلى الصندوق، فرآه الغلام، ورأى الصندوق الذي فيه، فوضع الجوهر بين يديها، وأبلغها رسالة يزيد ثم قال: يا سيدتي هبي لي منه لؤلؤة، قالت: لا ولا كرامة. وغضب وجاء إلى مولاه، وقال: يا أمير المؤمنين: إني دخلت عليها وعندها رجل، فما رأتني، أدخلته صندوقا وهو في الصندوق الذي من صفته كذا وكذا.
فقال يزيد: كذبت، يا عدو الله جثوا عنقه، ثم قام ولبس نعله، ودخل على أم البنين وهي تمشط في خزانتها، فجاء حتى جلس على الصندوق الذي وصفه الخادم، فقال: يا أم البنين، ما أحب إليك هذا البيت. قالت: يا أمير المؤمنين أدخله لحاجتي، وفيه خزانتي، فما أردت من شيء، أخذته من قريب، قلا: فما في هذه الصناديق التي أراها؟ قالت: حلي وأثاثي. قال: فهبي لي منه صندوقا: كلها يا أمير المؤمنين لك. قال: لا أريد إلا واحدا، ولك علي أن أعطيك زنته وزنة ما فيه ذهبا. قالت: فخذ ما شئت. قال: هذا الذي تحتي. قالت: يا أمير المؤمنين عد عن هذا، وخذ غيره فإن لي فيه شيئا يقع بمحبتي. قال: ما أريد غيره. قالت: هو لك. قال: فأخذه ودعا الفراشين، فحملوا الصندوق فمضى به إلى مجلسه، فجلس ولم يفتحه، ولم ينظر ما فيه. فلما جنه الليل، دعا غلاما له أعجميا، فقال له: استأجر أجراء غرباء ليسوا من أهل مصر. قال: فجاءوا بهم وأمرهم فحفروا له حفيرة في مجلسه حتى بلغوا الماء، ثم قال: قدموا إلى إلي الصندوق. فألقي في الحفيرة، ثم وضع فمه على شفيره، فقال: يا هذا قد بلغنا عنك خبر، فإن يك حقا فقد قطعنا أثره، وإن يك باطلا، فإنما دفنا خشبا، ثم أهالوا عليه التراب حتى استوى. قال: فم ير الوضاح حتى الساعة. قال: فلا والله ما بان لها في وجهه ولا في خلائقه شيء، حتى فرق الموت بينهما. (من كتاب مصارع العشاق ص 276)

القصة 0012
الظريف من الخطاب يخلص من الهلاك
قال الأصمعي: خرج الحجاج متصيداً، فوقف على أعرابي يرعى إبلاً وقد انقطع عن أصحابه، فقال: يا أعرابي، كيف سيرة أميركم الحجاج؟ فقال الأعرابي: غشوم ظلوم لا حياه الله ولا بياه. قال الحجاج: فلو شكوتموه إلى أمير المؤمنين؟ فقال الأعرابي: هو أظلم منه وأغشم، عليه لعنة الله ! قال: فبينا هو كذلك إذ أحاطت به جنوده، فأومأ إلى الأعرابي فأخذ وحمل، فلما صار معهم قال: من هذا؟ قالوا: الأمير الحجاج، فعلم أنه قد أحيط به، فحرك دابته حتى صار بالقرب منه، فناداه: أيها الأمير: قال: ما تشاء يا أعرابي؟ قال: أحب أن يكون السر الذي بيني وبينك مكتوماً؛ فضحك الحجاج وخلى سبيله.
وخرج مرة أخرى فلقي رجلاً. فقال: كيف سيرة الحجاج فيكم؟ فشتمه أقبح من شتم الأول حتى أغضبه، فقال: أتدري من أنا؟ قال: ومن عسيت أن تكون؟ قال: أنا الحجاج، قال: أوتدري من أنا؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا مولى بني عامر، أجن في الشهر مرتين هذه إحداهما. فضحك وتركه. (جمع الجواهر في الملح والنوادر)

القصة 0013
المهدي وأحد المصلين
وقدم المهدي المدينة، فخرج ليلةً إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفياً ليصلي، فبينما هو كذلك إذ جاء مدني فقام إلى جانبه يصلي، فلما قضى صلاته قال للمدني: أقدم خليفتكم؟ قال: نعم ! فعل الله به وفعل وأراحنا منه، وجعل يدعو على المهدي وانصرف؛ فدخل عليه الربيع؛ فقال: يا ربيع؛ جلس إلى جانبي البارحة مدني فما ترك دعاءً إلا ودعا به علي. فقال: أتعرفه؟ قال: نعم، إذا رأيته ! ثم ركب المهدي واجتمع أهل المدينة ينظرون، فوقعت عينه على الرجل؛ فقال: يا ربيع؛ ألا ترى الرجل الذي صفته كذا وكذا ! هو ذاك صاحبي، فأمر به الربيع فأخذ، فلما رجع المهدي دعا به. فقال: يا هذا، هل أسأت إليك قط؟ قال: لا؛ قال: فهل لك مظلمة تطالبني بها؟ قال: لا، قال: فما دعاؤك علي حين صليت إلى جانبي؟ فقال المدني: فديتك والله ! وعتق ما أملك؛ وامرأتي طالق إن لم أكن أغير كنيتي في اليوم مرتين وثلاثاً للملال. فضحك المهدي وأحسن صلته.

القصة 0014
مكر النساء (مصارع العشاق)
كان لقمان بن عاد بن عاديا الذي عمر سبعة أنسر مبتلى بالنساء، وكان يتزوج المرأة فتخونه، حتى تزوج جارة صغيرة لم تعرف الرجال، ثم نقر لها بيتا في سفح جبل، وجعل لها درجة بالسلاسل ينزل بها ويصعد فإذا خرج رفعت السلاسل.
حتى عرض لها فتى من العماليق فوقعت في نفسه، فأتى بني أبيه فقال: والله لاجنين عليكم حربا لا تقومون بها. قالوا: وما ذاك؟ قال: امرأة لقمان بن عاد هي أحب الناس إلي.
قالوا: فكيف نحتال لها؟ قال: اجمعوا سيوفكم ثم اجعلوني بينها وشدوها حزمة عظيمة، ثم ائتوا لقمان فقولوا له، إنا أردنا أن نسافر ونحن نستودعك سيوفنا حتى نرجع، وسموا له يوما.
ففعلوا وأقبلوا بالسيوف فدفعوها إلى لقمان فوضعها في ناحية بيته وخرج لقمان، وتحرك الرجل، فخلت الجارية عنه، فكان يأتيها، فإذا أحست بلقمان جعلته بين السيوف، حتى انقضت الأيام.
ثم جاءوا إلى لقمان فاسترجعوا سيوفهم، فرفع لقمان رأسه بعد ذلك فإذا نخامة تنوس في السقف. فقال لامرأته: من نخم هذه؟ قالت: أنا. قال: فتنخمي. ففعلت فلم تصنع شيئا. فقال: يا ويلتاه السيوف دهتني! ثم رمى بها في ذروة الجبل فتقطعت قطعا.
ثم انحدر مغضبا فإذا ابنته له يقال لها صحر. فقالت له: يا أبتاه، ما شأنك؟ قال: وأنت أيضا من النساء، فضرب رأسها بصخرة فقتلها، فقال العرب: ما أذنبت إلا ذنب صحر/ فصارت مثلا.

القصة 0015
حسن التخلص
خرج المأمون منفرداً فإذا بأعرابي فسلم عليه. فقال: ما أقدمك يا أعرابي؟ قال: الرجاء لهذا الخليفة، وقد قلت أبياتاً أستمطر بها فضله، قال: أنشدنيها، قال: يا ركيك، أويحسن أن أنشدك ما أنشد الملوك؟ فقال: يا أعرابي، إنك لن تصل إليه ولن تقدر مع امتناع أبوابه وشدة حجابه، ولكن هل لك أن تنحلنيها، وهذه ألف دينار فخذها وانصرف ودعني أتوسل، لعلي أتوصل؟ قال: لقد رضيت، فبينما هما في المراجعة إذ أحدقت الخيل به وسلم عليه بالخلافة، فعلم الأعرابي أنه قد وقع، فقال الأعرابي: يا أمير المؤمنين؛ أتحفظ من لغات اليمن شيئاً؟ قال: نعم! قال: فمن يبدل القاف كافاً؟ قال: بنو الحارث بن كعب، قال: لعنها الله من لغة لا أعود إليها بعد اليوم. فضحك المأمون وأمر له بألف دينار.

القصة 0016
المأمون يشدد في الغناء
وكان المأمون قد حرم الغناء وشدد فيه فلقي علي بن هشام إسحاق بن إبراهيم الموصلي على الجسر، فقال إسحاق لعلي بكلام يخفيه: قد زارتني اليوم فلانة، وهي أطيب الناس غناءً، فبحياتي إلا كنت اليوم عندي. فوعده بالحضور وتفرقا، وإذا بطفيلي يسمع كلامهما فمضى من وقته، فلبس ثياباً حسنة؛ واستعار من بعض إخوانه بغلة فارهة بسرجها ولجامها، فركبها وأتى باب علي بن هشام بعد أن نزل من الركوب بساعة، فقال للحاجب: عرف الأمير أن رسول صاحبه إسحاق بن إبراهيم بالباب؛ فدخل الحاجب وخرج مسرعاً وقال: ادخل جعلت فداك، فدخل على علي فرحب به، فقال له: يا سيدي يقول لك أخوك: تعلم ما اتفقنا عليه فلم تأخرت عني؟ فقال له: الساعة وحياتك نزلت من الركوب، والساعة أغير ثيابي وأوافيه، فاستوى على دابته ووافى منزل إسحاق؛ فقال للحاجب: عرف الأمير أني رسول علي بن هشام؛ فدخل الحاجب وخرج فقال: ادخل ! جعلني الله فداك؛ فدخل فسلم وقال: أخوك يقرئك السلام ويقول لك: الساعة نزلت من الركوب، وقد غيرت ثيابي وتأهبت للمسير فما ترى؟ فقال: قل له يا سيدي قتلتنا جوعاً، فبحياتي إلا ما حضرت. فرجع إلى باب علي وقال للحاجب: تعرفه أن الأمير أمرني ألا أبرح أو يجيء معي.
فغير علي بن هشام ثيابه، وركب دابته، وتبعه الطفيلي حتى نزل بباب إسحاق بن إبراهيم، ونزل الطفيلي معه، ودخلا جميعاً فسلما وجلسا، وجيء بالطعام فأكلوا، وإسحاق لا يشك أنه أخص الناس بعلي، وعلي لا يشك أنه أخص الناس بإسحاق، ثم غسلوا أيديهم وقدموا الشراب، وخرجت جارية من أحسن الناس وجهاً وزياً، فجلست وأتيت بعود، فغنت أحسن غناء، ودارت الأقداح فلم يزالوا على ذلك إلى بعد العصر، وأخذ الطفيلي البول حتى كاد يأتي على ثيابه فصبر جهده؛ فلما عيل صبره قام فدخل الخلاء، فقال علي لإسحاق: يا سيدي، ما أخف روح هذا الفتى وأحل نوادره ! فمن أي وقع لك؟ قال أوليس هو صاحبك؟! قال: لا وحياتك ولا رأيته قبل يومي هذا، قال: فإنه جاءني برسالتك وقص قصته؛ وقص إسحاق مثلها، وداخله من الغيظ ما لم يملك معه نفسه؛ وقال: طفيلي يستجرىء علي وعلى النظر إلى حرمي والدخول إلى داري ! يا غلمان: السياط والعقابين، المقارع والجلادين. فقامت في الدار جلبة، وأحضروا جميع ذلك، والطفيلي يسمع وهو في الخلاء، ثم إنه خرج رافعاً ثيابه غير مكترث بما فعلوه، وهو مقبل على تكة لباسه يشدها، ويتمشى في صحن الدار وهو يقول: جعلت فداك! إيش بي من جهدك ! فهل عرفتني مع هذا كله؟ فقال إسحاق: ومن أنت؟ فقال: أنا صاحب خبر أمير المؤمنين، وعينه على سره، والله لولا تحرمي بطعامك وممالحتي لتركتكما في عمىً من أمري، حتى كنت تعرف عاقبة حالك وإقدامك على ما فيه هلاكك وفساد أمرك ! فقام إليه إسحاق وعلي يسكتانه وقالا له: يا هذا، إننا لم نعرفك ولم نعلم حالك، ولك الفضل علينا، وأنت المحسن المجمل إلينا؛ ولكن تمم إحسانك بسترك ما نحن عليه.
ثم قال إسحاق: يا غلام، الخلع ! فأتي بثياب فاخرة فصبت عليه، وتقدم بإسراج دابة هملاج بسرج مخفف ولجام حسن؛ ولم يزالا به حتى طابت نفسه، ووعدهما كتمان أمرهما، وحضر وقت الانصراف فودعهما وانصرف، فأتبعه إسحاق بخادمه معه صرة فيها ثلاثمائة دينار، فأخذها وركب الدابة ومضى.
فلما كان من الغد دخل علي بن هشام على المأمون. فقال: يا علي؛ كيف كان خبرك أمس؟ على حسب ما يجري السؤال عنه فتغير لونه، ولم يشك في أن الحديث رفع إليه؛ فأكب على البساط يقبله وقال: يا أمير المؤمنين، العفو، يا أمير المؤمنين، الأمان. قال: لك الأمان. فأخبره بالقصة من أولها إلى آخرها. فضحك المأمون حتى كاد يغشى عليه، وقال: ما في الدنيا أملح من هذا. ووجه خلف إسحاق، فلما حضر قال: هيه يا إسحاق؟ كيف كان خبرك أمس؟ فأخبره كخبر علي بن هشام والمأمون يضحك. ثم قال: يا إسحاق؛ بحياتي أطلب الرجل وجئني به، فلم يزل يطلبه حتى وجده، فكان أحد ندماء المأمون.

القصة 0017
لا تقتليه
قال الأصمعي: قدم عراقي بعدل من خمر العراق إلى المدنية، فباعها كلها إلا السود، فشكا ذلك إلى الدارمي، وكان قد تنسك وترك الشعر ولزم المسجد، فقال: ما تجعل على أن أحتال لك بحيلة حتى تبيعها كلها على حكمك؟ فقال: ما شئت! فعمد الدارمي إلى ثياب نسكه فالقاها عنه، وعاد إلى مثل شأنه الأول، وقال شعرا رفعه إلى صديق له من المغنين، فغنى به، وكان الشعر:
قل للمليحة في الخمار الأسود *** ماذا فعلت بزاهد متعبــــــــد
قد كان شمر للصلاة ثيابــــــه *** حتى خطرت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامـــــــه *** لا تقتليه بحق دين محمـــــــد

فشاع هذا الغناء في المدينة، وقالوا: قد رجع الدارمي، وتشق صاحبة الخمار الأسود، فلم تبق مليحة بالمدينة إلا اشترت خمارا أسود، وباع التاجر جمبع ما كان معه، فجعل إخنوان الدارمي من النساك يلقون الدارمي فيقولون: ماذا صنعت؟ فيقول: ستعلمون نبأه بعد حين، فلما نفذ ما كان مع العراقي رجع الدارمي إلى نسكه ولبس ثيابه!
ملاحظة:
ألا يبدو أننا سبقنا غيرنا في قمة تقديم "فن الإعلان والإشهار" ... بشكل راق وفني عجيب

القصة 0018
الطرافة من أسباب الاقتراب
وقال الفتح بن خاقان: ما رأيت أحلى من ابن أبي دواد، كنت يوماً ألاعب المتوكل الشطرنج فاستؤذن له، وهو يومئذ قاضي القضاة، لم يتغير عما كان عليه أيام الواثق بعد، وله جلالة الشرف والعلم؛ فأمرنا بعض الغلمان برفعها استحياء منه، فقال له المتوكل: والله ما ترفع، وما كنت لأستتر من ابن أبي دواد بشيء لا أستتر به من الله عز وجل؛ فدخل وهي بين أيدينا، فقال له المتوكل: أيها القاضي؛ إن الفتح استحيا منك، فأراد رفع الشطرنج، فقال: ما استحيا مني؛ إنما كره أن أعلم عليه، فاستحلاه المتوكل، وخف على قلبه.

القصة 0019
جبن روح
وكان روح مفرطاً في الجبن، فلما ولى عبد الملك أخاه بشراً على الكوفة أصحبه روحاً، وقال له: يا بني، روح مثل عمك فلا تقطع أمراً دونه لصدقه وعفافه وصحبته لنا أهل البيت. وقال لروح: اخرج مع ابن أخيك. فخرج معه وكان بشر ظريفاً أديباً، يحب الشعر والسمر والسماع والشرب؛ فراقب روحاً، وقال لأصحابه: أخاف أن يكتب بأخبارنا إلى أمير المؤمنين، فضمن له بعض ندمائه أن يكفيه أمره من غير سخط ولا لائمة، وكان روح غيوراً إذا خرج من منزله أغلقه ثم ختمه بخاتمه حتى يعود فيفضه بيده، فأخذ الفتى دواة وقلماً، وأتى ممسياً فقعد بالقرب من دار روح مستخفياً، وخرج روح إلى الصلاة، فتوصل الفتى حتى دخل الدهليز وكمن تحت درجة فيه وكتب في الحائط:
يا روح من لـبـنـيّات وأرمـــــلة *** إذا نعاك لأهل المشرق النـاعـــــي
إن ابن مروان قد حانت مـنـيّتـه *** فاحتل لنفسك يا روح بن زنبــــاع
فلا تغرنّـك أبـكـار مـنـعّـــــمة *** فاسمع هديت مقال الناصح الداعي
ثم رجع إلى مكانه من الدهليز، فلما خرج روح من الغلس، وتبعه غلمانه خرج الفتى في جملتهم متنكراً وخلص.
فلما أسفر الصبح دخل روح فتأمل الكتابة فراعه وقال: ما كتب هذا إنسي، وما يدخل هذه الدار سواي، ولا حظ في المقام بالعراق؛ ثم نهض من ساعته ودخل على بشر وقال: يابن أخي، أوصني بما أحببت من حاجة أو سبب عند أمير المؤمنين. فقال له: هل رأيت منا ما تكره؛ أو أنكرت شيئاً من سيرتنا فلم يسعك المقام؟ فقال: لا والله، جزاك الله عن نفسك وعن سلطانك خيراً، ولكن حدث أمر لا بد لي من الشخوص فيه. فأقسم عليه ليخبرنه بالخبر. فقال: إن أمير المؤمنين قد مات أو هو ميت. فقال بشر: ومن أين علمت ذلك؟ فأخبره بخبر الكتابة، وقال: ليس يدخل داري أحد غيري، وما كتبه إلا الملائكة أو الجن. فقال بشر: أقم فإني لأرجو ألا يكون لهذا حقيقة. فأبى.
وقدم على عبد الملك فقال له: ما أقدمك؟ أنكرت شيئاً من حال بشر؟ قال: لا والله، وذكر حسن سيرته، وقال: إنما جئت في أمر لا يمكنني ذكره إلا خالياً. فقال عبد الملك: إن شئتم، وخلا بروح فأخبره القصة، وأنشد الأبيات؛ فضحك عبد الملك حتى فحص برجليه، وقال: ثقلت والله على بشر؛ فاحتال عليك ليخلوا له أمره.

القصة 0020
ما يبكيك؟
عن مسعر بن كدام قال: كنت أمشي مع سفيان الثوري، فسأله رجل، فلم يكن معه ما يعطيه، فبكى، فقال له: ما يبكيك؟ قال: وأي مصيبة أعظم من أن يؤمل فيك رجل خير فلا يصيبه عندك.

القصة 0021
سلطان الفن
لقي عطاء بن أبي رباح ابن سريج بذي طوى، وعليه ثياب مصبغة، وفي يده جرادة مشدودة الرجل بخيط يطيرها ويجذبها به كلما تخلفت، فقال له عطاء: يا فتان؛ الا تكف عما أنت عليه! كفى الله الناس مؤونتك. فقال ابن سريج: وما على الناس من تلويني ثيابي ولعبي بجرادتي؟ فقال: تفتنهم بأغانيك الخبيثة. فقال له ابن سريج: سألتك بحق من تبعته من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبحق رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا ما سمعت مني بيتا من الشعر، فإن سمعت مني منكرا أمرتني بالإمساك عما أنا عليه، وأنا أقسم بالله وبحق هذه البنية لئن أمرتني بعد استماعك مني بالإمساك عما أنا عليه لأفعلن ذلك.
فأطمع ذلك عطاء في ابن سريج، وقال: قل، فاندفع يغني بشعر جرير:
إن الذين غدوا بلبك غـادروا *** وشلا بعينك لا يزال معينـــا
غَيَضْن من عبراتهن وقلن لي *** ماذا لقيت من الهوى ولقينا
فلما سمع عطاء الغناء اضطرب اضطرابا شديدا ودخلته أريحية، فحلف ألا يكلم أحدا بقية يومه إلا بهذا الشعر، وصار إلى مكانه من المسجد الحرام، فكان كل من يأتيه سائلا عن حلال أو حرام أو خبر من الأخبار، لا يجيبه غلا بأن يضرب إحدى يديه على الأخرى، وينشد هذا الشعر حتى صلى المغرب، ولم يعاود ابن سريج بعدها ولا تعرض له.

القصة 0022
من مزاح النبي صلى الله عليه وسلم
من مزاحه صلى الله عليه وسلم ما روى أنس بن مالك قال: كان لنا أخ يكنى أبا عمير. وكان له نغر يلعب به. فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه حزيناً فقال: مال له؟ قالوا: مات نغره، فكان إذا رآه بعد ذلك قال: يا أبا عمير ما فعل النغير؟ وكان رجل من أشجع يقال له زاهر بن حرام لا يزال يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بالهدية من البادية والطرفة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه. فبينما هو في بعض أسواق المدينة إذ أتاه النبي صلى الله عليه وسلم من ورائه فاحتضنه وقال: من يشتري مني هذا العبد؟ فالتفت الرجل فإذا هو برسول الله صلى الله عليه وسلم. فقبل يده وقال: تجدني كاسداً يا رسول الله. فقال: لا، لكنك عند الله ربيح.
وأتت إليه صلى الله عليه وسلم امرأة فذكرت زوجها بشيء. فقال: زوجك الذي في عينه بياض. قال: فمضت فجعلت تتأمل زوجها فقال: ما لك؟ قالت: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: إن في عينك بياضاً. فقال: بياض عيني أكثر من سوادها.

القصة 0023
سماع النبي صلى الله عليه وسلم للمزاح
ذكروا أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فألفاه مغموماً ممتقع اللون؛ فقيل له: لا تكلمه وهو على هذه الحالة، فقال: لا أدعه أو يضحك. ثم جثا بين يديه فقال: يا رسول الله؛ بأبي أنت وأمي ! إن الدجال يخرج وقد هلك الناس جوعاً فيأتيهم بالثريد، فترى أن آكل من ثريده حتى إذا تضلعت كذبته؟ فضحك صلى الله عليه وسلم وقال: يغنيك الله بما يغني به المؤمنين حينئذ.

القصة 0024
الأعرابي الظريف
خرج المهدي يتصيد فغار به فرسه، حتى وقع في خباء أعرابي، فقال: يا أعرابي؛ هل من قرى؟ فأخرج قرص شعير فأكله؛ ثم أخرج له فضلة من لبن فسقاه، ثم أتاه بنبيذ في ركوة (إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء) فسقاه.
فلما شرب قال: أتدري من أنا؟ قال: لا، قال: أنا من خدم أمير المؤمنين الخاصة، قال: بارك الله لك في موضعك! ثم سقاه مرة أخرى فشرب، فقال: يا أعرابي؛ أتدري من أنا؟ قال: زعمت أنك من خدم أمير المؤمنين الخاصة.
قال: لا؛ أنا من قواد أمير المؤمنين.
قال: رحبت بلادك، وطاب مرادك! ثم سقاه الثالثة فلما فرغ قال: يا أعرابي! أتدري من أنا؟ قال: زعمت أنك من قواد أمير المؤمنين. قال: لا؛ ولكني أمير المؤمنين! فأخذ الأعرابي الركوة فأوكأها (ربطها وشدها). وقال: إليك عني! فوالله لو شربت الرابعة لادعيت أنك رسول الله.
فضحك المهدي حتى غشي عليه. ثم أحاطت به الخيل، ونزلت به الأمراء والأشراف فطار قلب الأعرابي؛ فقال له: لا بأس عليك ولا خوف، ثم أمر له بكسورة ومال جزيل.

القصة 0025
مزاح نعيمان
قالت أم سلمة: خرج أبو بكر رضي الله عنه في تجارة إلى البصرة، قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه سويبط بن حرملة وكان قد شهد بدراً ونعيمان، وكان سويبط على الزاد، وكان نعيمان مزاحاً، فقال له نعيمان: أطعمني، فقال: حتى يجيء أبو بكر، فقال: أما لأغيظنك، فمروا بقوم فقال نعيمان: أتشترون مني عبداً؟ فقالوا: نعم ! فقال: إنه عبد له كلام وهو قائل لكم: إنه حر، فإذا قال هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا علي عبدي. فقالوا: بل نشتريه. قال: فاشتروه مني بعشر قلائص، ثم أخذوه فوضعوا في عنقه حبلاً، فقال سويبط: إني حر ولست بعبد وهذا يستهزىء بكم. فقالوا له: قد خبرنا خبرك، فانطلقوا به، فجاء أبو بكر فأخبروه الخبر، فاتبع القوم فرد عليهم القلائص وأخذ منهم سويبطاً. ولما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه الخبر، ضحك صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوله.
وكان سويبط قد كف بصره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيه نعيمان في المسجد وهو يقول: من يخرجني حتى أبول؟ قال: أنا، وأخذ بيده فمضى به إلى زاوية في المسجد عامرة بالناس، فقال له: بل ههنا، فلما كشف ثوبه صاح الناس عليه من كل ناحية. فقال: من غرني؟ قالوا: نعيمان، فقال: لله علي لئن لقيته لأضربنه بعصاي؛ فلقيه بعد أيام فقال: أتحب أن أدلك على نعيمان لتوفي نذرك؟ قال: نعم، لله أبوك ! فأخذ بيده حتى أتى عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يصلي فقال: هذا هو. فرفع عصاه وضربه؛ فصاح به الناس وقالوا: أوجعت أمير المؤمنين، فقال: من قادني؟ قالوا: نعيمان، قال: لا يغرني بعدها.

القصة 0026
عبد الله بن رواحة وزوجته
وابتاع عبد الله بن رواحة جاريةً وكتم ذلك امرأته؛ فبلغا ذلك فالتمست كونه عندها فأخبرت بذلك؛ فلما جاءها قالت له: بلغني أنك ابتعت جاريةً وأنك الساعة خرجت من عندها، وما أحسبك إلا جنباً؟ قال: ما فعلت، قالت: فاقرأ آيات من القرآن فقال:
شهدت بأنّ وعد اللّـه حــــقٌ *** وأن النار مثوى الكافرينـا
وأن العرش فوق الماء طافٍ *** وفوق العرش ربّ العالمينــا
وتحمـلـه مـلائكةٌ شـــــــدادٌ *** ملائكة الإله مـقـربـينــــــــا
فقالت: أما إذ قد قرأت القرآن فقد علمت أنك مكذوب عليك.
وافتقدته ليلةً أخرى فلم تجده على فراشها، فلم تزل تطلبه حتى قدرت عليه في ناحية الدار، فقالت: الآن صدقت ما بلغني فجحدها. فقالت: اقرأ آيات من القرآن، فقال:
وفينا رسول اللّه يتـلـو كـتـابــــــه *** كما انشقّ معروفٌ من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقـلـوبـنـا *** به موقنـات أنّ مـا قـال واقـــــــع
يبيت يجافي جنبـه عـن فـراشــــه *** إذا أثقلت بالمشركين المـضـاجـــع
وأعلم علماً ليس بـالـظـنّ أنـنــــي *** إلى اللّه محشورٌ هنـاك فـراجـــــع
فقالت: آمنت بالله وكذبت ظني. فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم؛ فضحك وقال: هذا لعمري من معاريض الكلام، يغفر الله يابن رواحة خياركم خيركم لنسائكم.

القصة 0027
خيال الأعراب
تكاذب أعرابيان؛ فقال أحدهما: خرجت مرة على فرس لي، فإذا بظلمة شديدة فيممتها (قصدتها) حتى وصلت إليها، فإذا قطعة من الليل لم تنتب، فمازلت أحمل بفرسي عليها حتى انبهتها؛ فأنجابت.
فقال الآخر: لقد رميت ظبيا مرة بسهم، فعدل الظبي يمنة، فعل السهم خلفه فتياسر الظبي فتياسر السهم خلفه، ثم علا، فعلا السهم خلفه، وانحدر خلفه حتى أخذه.


القصة 0028
اللص الظريف
قال أبو الهيثم:
اجتمع مالك بن الريب وأوبو حردبة وشظاظا يوما، فقالوا: تعالوا نتحدث بأعجب ما عملناه في سرقتنا، فقال أبو حردبة:
عجب ما صنعت وأعجب ما سرقت أني صحبت رفقة، فيها رجل على رحل فأعجبني، فقلت لصاحبي: والله لأسرقن رحله، ثم لا رضيت أو أخذ عليه جعالة.
فرمقته حتى رأيته قد خفق برأسه فأخذت بخطام جمله فقدته، وعدلت به عن الطريق، حتى إذا صيرته في مكان لا يغاث فيه إن استغاث أنخت البعير وصرعته، فأوثقت يديه ورجليه وقدت الجمل فغيبته، ثم رجعت إلى الرفقة، وقد فقدوا صاحبهم فهم يسترجعون، فقلت: مالكم، فقالوا: صاحب لنا فقدناه؛ فقلت: أنا أعلم الناس بأثره/ فجعلوا لي جعالة، فخرجت بهم أتبع الأثر حتى وقفوا عليه فقالوا: مالك؟ قال: لا أدري، نعست فانتبهت لخمسين فارسا قد أخذوني؛ فقاتلتهم فغلبوني!
قال أبو حردبة: فجعلت أضحك من كذبه، وأعطوني جعالتي، وذهبوا بصاحبهم.
وأعجب ما سرقت: أنه مر بي رجل معه ناقة وجمل وهو على الناقة، فقلت: لآخذنهما جميعا، فجعلت أعارضه وقد رأيته قد خفق برأسه، فدرت فأخذت الجمل فحللته وسقته، فغيبته في القصيم (موضع المسروقات)، ثم انتبه فالتفت فلم ير جمله، فنزل وعقل راحلته، ومضى في طلب الجمل، ودرت، فحللت عقال ناقته، وسقتها!
فقالوا لأبي حردبة: ويحك! فختام تكون هكذا! قال: اسكتوا فكأنكم بي قد تبت، واشتريت فرسا وخرجت، فبينما أنا واقف إذا جاءني سهم كأنه قطعة رشاء (رسن الدلو)، فوقع في نحري فمت شهيدا.
قال الراوي: فكان كذلك؛ تاب وقدم البصرة، فاشترى فرسا، وغزا الروم فأصابه سهم في نحره؛ فاستشهد.
ثم قالوا لشظاظ: أخبرنا أنت بأعجب ما أخذت في لصوصيتك ورأيت فيها!
فقال: نعم، كان فلان (رجل من أهل البصرة) له بنت عم ذات مال كثير، وهو وليها، وكانت له نسوة، فأبت أن تتزوجه، فحلف إلا يزوجها من أحد ضرارا لها، وكان يخطبها رجل غني من أهل البصرة، فأبى أن يزوجها منه، ثم إن ولي الأمر حج، حتى إذا كان بالدو (مكان قريب من البصرة) مات، فدفن برابية وشيد على قبره، فتزوجت الرجل الذي كان يخطبها.
قال شظاظ: وخرجت رفقة من البصرة معهم بز ومتاع، فتبصرتهم وما معهم واتبعتهم حتى نزلوا، فلما ناموا بيتهم وأخذت من متاعهن. ثم إن القوم أخذوني وضربوني ضربا شديدا وجردوني، وذلك في ليلة قرة (باردة)، وسلبوني كل قليل وكثير، فتركوني عريانا وتماوت لهم، وارتحل القوم، فقلت: كيف أصنع؟ ثم ذكرت قبر الرجل، فأتيته فنزعت لوحا ثم احتفرت فيه سربا (بيت في الأرض) فدخلت فيه؛ ثم سددت علي باللوح، وقلت : لعلي الآن أدفأ فأتبعهم.
ومر الرجل الذي تزوج بالمرأة في الرفقة، فمر بالقبر الذي أنا فيه فوقف عليه وقال لرفيقه: والله لأنزلن غلى قبر فلان، حتى أنظر هل يحمي الآن فلانة!
قال شظاظ: فعرفت صوته فقلعت اللوح، ثم خرجت عليه بالسيف من القبر، وقلت:بلى ورب الكعبة لأحمينها، فوقع والله مغشيا عليه لا يتحرك ولا يعقل فجلست على راحلته، وعليها كل أداة وثياب ونقد كان معه، ثم وجهتها قصد مطلع الشمس هاربا من الناس فنجوب بها؛ فكنت بعد ذلك أسمعه يحدث الناس بالبصرة ويحلف لهم أن الميت الذي كان منعه من تزويج المرأة خرج عليه من قبره، والناس يعجبون منه، فعاقلهم يكذبه، والأحمق منهم يصدقه، وأنا أعرف القصة فأضحك منهم كالمتعجب!
قالوا: فزدنا. قال: فأنا أزيدكم أعجب من هذا وأحمق من هذا: إني لأمشي في الطريق أبتغي شيئا أسرقه فلا والله ما وجدت شيئا، وإذا أنا بشجرة ينام من تحتها الركبان في مكان ليس فيه ظل غيرها، وإذا أنا برجل يسير على حمار له، فقلت له: أتسمع! قال: نعم. قلت: إن المقيل الذي تريد أن تقبله يخسف بالدواب فيه، فاحذره. فلم يلتفت إلى قولي، ورمقته حتى إذا نام أقبلت على حماره فاستقته، حتى إذا برزت به قطعت طرف ذنبه وأذنيه، وأخذت الحمار فخبأته، وأبصرته حين استيقظ من نومه، فقال يطلب الحمار يوقفوا أثره، فبينما هو كذلك إذ نظر إلى طرف ذنبه وأذنيه، فقال: لعمري لقد حذرت لو نفعني الحذر؛ واستمر هاربا خوف أن يخسف به. فأخذت جميع ما بقي من رحله فحملته على الحمار!

القصة 0029
ملح أشعب
قيل لأشعب: أرأيت أطمع منك؟ قال: نعم كلبة آل أبي فلان، رأت شخصاً يمضغ علكاً، فتبعته فرسخاً تظن أنه يرمي لها بشيء من الخبز.

القصة 0030
ملح أشعب
مر أشعب برجل يعمل طبقاً من الخيزران؛ فقال له: أريد أن تزيد فيه طوقاً أو طوقين. قال: فما فائدتك؟ قال: لعل أحداً من أشراف المدينة يهدي لنا فيه شيئاً.

القصة 0031
ملح أشعب
وكان أشعب يعشق امرأة بالمدينة ويتحدث فيها حتى عرف بها، فقال لها جاراتها: لو سألته شيئاً؟ فأتاها يوماً فقالت: إن جاراتي يقلن ما يصلك بشيء. فخرج عنها ولم يقربها شهرين. ثم أتاها فأخرجت له قدحاً فيه ماء، فقالت له: اشرب هذا للفزع ! فقال: بل أنت اشربيه للطمع، ومضى فلم يعد إليها.

القصة 0032
ملح أشعب
خرج سالم بن عبد الله متنزهاً إلى ناحية من نواحي المدينة ومعه أهله وحرمه، فبلغ أشعب الخبر، فوافاهم يريد التطفيل؛ فصادف الباب مغلقاً، فتسور الحائط عليهم. فقال له سالم: ويلك يا أشعب ! معي بناتي وحرمي ! فقال له أشعب: لقد علمت ما لنا في بناتك من حق، وإنك لتعلم ما نريد. فضحك منه وأمر له بطعام أكله وحمل منه إلى منزله.
وكان يقول: ما أحسست قط بجار لي يطبخ قدراً إلا غسلت الغضار، وكسرت الخبز، وانتظرته يحمل إلي قدره.
وقال له بعض أصحابه: لو صرت إلي العشية نتحدث؟ فقال: أخاف أن يجيء ثقيل، قال: ليس معنا ثالث فمضى معه. قال: فلما صلينا الظهر ودعونا بالطعام إذا بشخص يدق الباب، فقال أشعب: ترى أنا قد صرنا إلى ما نكره؟ قال فقلت له: إنه صديق وفيه عشر خصال إن كرهت واحدةً منهن لم آذن له. قال: هات. قلت: الأولى أنه لا يأكل ولا يشرب، قال: التسع لك، إئذن له.

القصة 0033
فضل القيام بالصلاة ليلا
حكي: أن رجلا اشترى غلاما فقال له يا مولاي أريد منك ثلاثة شروط:
أحدها أن لا تمنعني عن الصلاة إذا دخل وقتها. والثاني أن تستخدمني بالنهار ولا تشغلني بالليل، والثالث أن تجعل بيتا لا يدخله أحد غيري. فقال له: لك ذلك فانظر إلى هذه البيوت، فطاف بها حتى رأى بيتا خربا فاختاره، فقال له مولاه لم اخترت الخراب؟ فقال: يا مولاي أما علمت أن الخراب يكون مع الله عمارا وبستانا فصار الغلام يأوي إليه بالليل، ففي بعض الليالي اتخذ مولاه مجمعا للشراب واللهو، فلما انتصف الليل وتفرق أصحابه قام يطوف في الدار فوقع بصره على حجرة الغلام فإذا فيها قنديل من نور معلق من السماء والغلام في السجود يناجي ربه وهو يقول: إلهي أوجبت علي خدمة مولاي نهارا ولولاه ما اشتغلت إلا بخدمتك ليلي ونهاري فاعذرني ربي، فلم يزل مولاه ينظر إليه حتى طلع الفجر فارتفع القنديل والتأم السقف، فجاء الرجل وأخبر امرأته بذلك، فلما كانت الليلة القابلة أقام الرجل وامرأته على الحجرة والقنديل معلق والغلام في السجود والمناجاة إلىطلوع الفجر، ثم عدعوا الغلام وقالا له أنت حر لوجه الله تعالى حتى تتفرغ لخدمة من كنت تعتذر إليه وأخبراه بما رأيا من كراماته على الله تعالى، فلما سمع ذلك رفع يديه وقال: إلهي كنت أسألك أن لا تكشف ستري وأن لا تظهر حالي فإذا كشفته فاقبضني إليك، فخر ميتا في حينه.

القصة 0034
رأس الديك
قال دعبل: أقمنا يوما عند سهل بن هارون، فأطلنا الحديث حتى اضطره الجوع إلى أن دعا بغدائه، فأتى بصفحة عدملية (قديمة)، فيها مرق لحم ديك عاس (أسن حتى جف وصلب) هرم، ليس قبلها ولا بعدها غيرها، لا تحز فيه السكين، ولا تؤثر فيه الأضراس.
فاطلع في القصعة، وقلب بصره فيها؛ فأخذ قطعة خبز يابس، فقلب بها جميع ما في الصبحة ففقد الرأس؛ فبقي مطرقا ساعة، ثم رفع رأسه إلى الغلام، وقال: أين الرأس؟ قال: رميت به، قال: ولم؟ قال: ما ظننت أنك تأكله، ولا تسأل عنه! قال: ولأي شيء ظننت ذلك؟ فوالله إني لأمقت من يرمي برجله؛ فكيف من يرمي برأسه!
والرأس رئيس، وفيه الحواس الخمس، ومنه يصيح الديك، ولولا صوته ما أريد، وفيه عرفه الذي يتبرك به، وفيه عينه التي يضرب بها المثل؛ فيقول: "شراب كعين الديك"، ودماغه عجب لوجع الكلية، ولن ترى عظما قط أهش من عظم رأسه، فإن كان من نبل أنك لا تأكله فإن عندنا من يأكله!
أو ما علمت أنه خير من طرف الجناح ومن الساق ومن العنق!
انظر أين هو! قال: والله ما أدري أين هو، رميت به؛ قال: لكني أدري أنك رميت به في بطنك، والله حسبك!

القصة 0035
عبد الملك بن مروان وعمر بن بلال
كان عبد الملك بن مروان محباً لعاتكة بنت يزيد بن معاوية؛ فغاضبته يوماً، وسدت الباب الذي بينها وبينه؛ فساءه ذلك وتعاضله، وشكا إلى من يأنس به من خاصته، فقال له عمر بن بلال الأسدي: إن أنا أرضيتها لك حتى ترى فما الثواب؟ قال: حكمك. فأتى إلى بابها، وقد مزق ثوبه وسوده؛ فاستأذن عليها وقال: أعلموها أن الأمر الذي جئت فيه عظيم. فأذنت له؛ فلما دخل رمى بنفسه وبكى. فقالت: ما لك يا عم؟ قال: لي ولدان هما من الإحسان إلي في الغاية، وقد عدا أحدهما على أخيه فقتله، وفجعني به؛ فاحتسبته وقلت: يبقى لي ولد أتسلى به؛ فأخذه أمير المؤمنين وقال: لا بد من القود، وإلا فالناس يجترئون على القتل، وهو قاتله إلا أن يغيثني الله بك ! ففتحت الباب ودخلت على عبد الملك وأكبت على البساط تقبله وتقول: يا أمير المؤمنين؛ قد تعلم فضل عمر بن بلال، وقد عزمت على قتل ابنه؛ فشفعني فيه؟ فقال عبد الملك: ما كنت بالذي أفعل؛ فأخذت في التضرع والخضوع حتى وعدها العفو عنه وصلح ما بينهما؛ فوفى لعمر بما وعده به.

القصة 0036
حسن مظهر وسوء مخبر
قال أبو الهذيل العلاف: كان يختلف إلي فتىً من أهل الموصل حسن السمت، نير الوجه، تقي الثياب؛ فكان يصمت في المجلس، وإذا أتاه النهوض قال: أستغفر الله لي وللمتكلم، ثم يمضي. قال: فنبل في عيني، ولاط بقلبي، وحلا في صدري؛ فذكرت قول الحكيم في كتاب جاودان خرد: يحرم على السامع تكذيب القائل إلا في ثلاث هن غير الحق؛ صبر الجاهل على مضض المصيبة، وعاقل أبغض من أحسن إليه، وحماة أحبت كنة.
فقال الفتى: لولا حفظي لنظير هذه الكلمات وسماعهن من ثقة ! فاشرأببنا إليه وقلنا: ماذا ذاك؟ يرحمك الله ! وظننا أنه سيأتي بأحسن منهن. فقال: حدثني أبي عن جدي أنه قرأ في بعض كتب الحكماء: ليس الجائع كالشبعان، ولا المكسي كالعريان، ولا النائم كاليقظان.
فطأطأت رأسي، وجعل أصحابي ينظرون إلي وإليه، وكرهت أن أسأله عن شيء بعد هذا. فقال له بعضهم: من أنت يا فتى؟ قال: من فوق الأرض ومن تحت السماء. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: من أوسطهما، قال: فما الاسم؟ قال: لجام، قال: فما الكنية؟ قال أبو السراج، قال: فما بالك لا تنهض؟ فوالله ما أنت إلا حمار، فوثب قائماً. وقال: ليس البحث منكم، ولكن مني حيث أجلس إلى أمثالكم ولا تعرفون ما طحاها.

القصة 0037
المتنبي الظريف
تنبأ رجل في أيام المأمون، وادعى أنه إبراهيم الخليل، فقال له المأمون: غن إقراهيم كانت له معجزات وبراهين، قال: وما براهينه؟ قال: أضرمت له نار، وألقي فيها، فصارت عليه بردا وسلاما، ونحن نوقد لك نارا، ونطرحك فيها، فإن عليك كما كانت عليه؛ آمنا بك. قال: أريد واحدة أخف من هذه، قال: فبراهين موسى! قال: وما براهينه؟ قال: ألقى عصاه فإذا هي حية تسعى! وضرب البحر بها فانفلق! وأدخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء، قال: وهذه علي أصعب من الأولى! قال: فبراهين عيسى، قال: وما هي؟ قال: إحياء الموتى! قال: مكانك قد وصلت! أنا أضرب رقبة القاضي يحي بن أكثم، وأحييه لكم الساعة! فقال: يحي: أنا أول من آمن بك وصدق!

القصة 0038
الشجاعة
قال الحسن بن سهل: قرأت في هذا الكتاب: ثلاث لا يصلح فسادهن بشيء من الحيل: العداوة بين الأقارب، وتحاسد الأكفاء، والركاكة في العقول. وثلاث لا يستفسد صلاحهن بنوع من المكر: العبادة في العلماء، والقنوع في المستبصرين، والسخاء في ذوي الأخطار. وثلاث لا يشبع منهن: الحياة، والعافية، والمال. وثلاث تبطل مع ثلاث: الشدة مع الحيلة، والعجلة مع التأني، والإسراف مع القصد.
وهذا كما قال الخضر بن علي: رأيت بعدن حجراً مكتوباً عليه بالحميرية: يأيها الشديد؛ احذر الحيلة، ويأيها العجول؛ احذر التأني، ويأيها المحارب؛ لا تأمن من التفكر في العاقبة، ويأيها الرائد موجوداً لا تقطع أملك عن بلوغ مثله.
أما قوله للمحارب، فقد قال علي بن أبي طالب رضوان الله عليه: من فكر في العواقب لم يشجع.

القصة 0039
الشجاعة والإقدام
وجه ملك الروم إلى الرشيد بثلاثة أسياف مع هدايا كثيرة، على سيف منها مكتوب: أيها المقاتل؛ احمل تغنم، ولا تفكر في العاقبة تهزم. وعلى الثاني: التأني فيما لا تخاف عليه الفوت، أفضل من العجلة إلى إدراك الأمل. وعلى الآخر: إن لم تصل ضربة سيفك، فصلها بإلقاء خوفك.
وهذا كقول كعب بن مالك الأنصاري:
نصل السيوف إذا قصرن بخطونا **** قدماً ونحلقها إذا لم تـلـحـق
وكقول نهشل بن حري:
إذا الكماة تأبّوا أن ينالـهـــــــم **** حدّ السيوف وصلناها بأيدينا
************************************************** **********************
أعطى بعض الأمراء سيفاً لرجل فقال له: صله بخطواتك. فقال له: الصبر أقرب من تلك الخطوة.
************************************************** **********************
أعطى آخر لرجل سيفاً فسأله بدله، وقال: هو غير ماض. قال: خذه، فالسيوف مأمورة، قال: فهذا أمر ألا يقطع.
************************************************** **********************
انهزم رجل، فدخل على أميره فشتمه وقال: أعطيت بيدك وهربت، ولم توغل ولا صبرت ! فقال: لئن تشتمني أصلحك الله وأنا حي خير من أن تترحم علي وأنا ميت.
************************************************** **********************
قيل لأعرابي: اخرج إلى الغزو ! فقال: أنا والله أكره الموت على فراشي، فكيف أمشي إليه ركضاً؟!.

القصة 0040
وافق شن طبقة
كان شن رجلا من جهاة العرب وعقلائهم، وقال يوما: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها: فبينما هو في بعض مسيره إذ وافقه رجل في الطريق فسأله: أين تريد؟ قال: موضع كذا -يريد القرية التي يقصدها شن- فوافقه، حتى إذا أخذا في مسيرهما قال له شن: أتحملني أم أحملك؟ قال له الرجل: يا جاهل، أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكت عنه شن.
وسارا حتى إذا قربا من القرية إذا بزرع قد استحصدا؛ فقال شن: أترى هذا الزرع أكل أم لا؟ فقال له الرجل: يا جاهل؛ ترى نبا مستحصدا فتقول: أكل أم لا! فسكت عنه شن.
حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة، فقال شن: أترى صاحب هذا النعش حيا أم ميتا؟ فقال له الرجل؟ ما رأيت أجل منك! ترى جنازة تسأل عنها، أميت صاحبها أم حي؟
فسكت شن وأراد مفارقته؛ فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه: وكان للرجل بنت يقال لها طبقة؛ فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جهله. وحدثها بحديثه.
فقال: يا أبت، ما هذا بجاهل! أما قوله: أتحملني أم أحملك، فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا، وأما قوله: أترى هذا الزرع أكل أم لا؟ فأراد: هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا؟ وأما قوله في الجنازة، فأراد: هل ترك عقبا يحيا بهم ذكره أم لا!
فخرج الرجل فجلس غلى شن؛ فحادثه ساعة، ثم قال: أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه؟ قال: نعم. ففسره. قال شن: ما هذا من كلامك، فأخبرني من صاحبه؟ قال: أبنة لي.
فخطبها إليه، فزوجه إياها، وحملها إلى أهله. فلما رأوها قالوا: وافق شن طبقة.

القصة 0041
جارية هارون الرشيد
حكى: أنه كان لهارون الرشيد جارية سوداء قبيحة المنظر فنثر يوما دنانير بين الجواري فصار الجواري يلتقطن الدنانير وتلك الجارية واقفة تنظر إلى وجه الرشيد فقيل لها ألا تلتقطين الدنانير؟ فقالت: إهن مطلوبهن الدنانير ومطلوبي صاحب الدنانير. فأعجبه قولها قربها وأثنى عليها خيرا، فانتهى ومطلوبي صاحب الدنانير، فأعجبه قولها فقربها وأثنى عليها خيرا. فانتهى الخبر إلى الملوك بأن هارون الرشيد يعشق جارية سوداء. فلما بلغه ذلك أرسل خلف جميع الملوك وجمعهم عنده وأمر بإحضار الجواري وأعطى كل واحدة منهن قدحا من الياقوت وأمر بإلقائه فامتنعن جميعا، فانتهى الأمر إلى الجارية القبسحة فألقت القدح وكسرته. فقال: انظروا إلى هذه الجارية وجهها قبيح وفعلها مليح. فقال لها الخليفة: لماذا كسرته؟ فقالت: قد أمرتني بكسره فرأيت أن في كسره نقصا في خزينة الخليفة، وفي عدم كسره نقصا في أمره والنقص في الأول أولى بقاء لحرمة أمر الخليفة، ورأيت أن في كسره وصفى بالمجنونة، وفي إبقائه وصفي بالعاصية، والأول أحب إلي من الثاني، فاستحسن الملوك منها ذلك وعذروا الخليفة في محبتها.

القصة 0042
التقعر في الكلام
كان رجل من التجار له ولد يتقعر في كلامه، ويستعمل الغريب؛ فجفاه أبوه استثقالاً له وتبرماً به، ومما كان يأتي به، فاعتل أبوه علةً شديدة أشرف منها على الموت. فقال: أشتهي أن أرى ولدي، فأحضروهم بين يديه وأخر هذا ثم أخر حتى لم يبق سواه، فقالوا له: ندعو لك بأخينا فلان؟ فقال: هو والله يقتلني بكلامه، فقالوا: قد ضمن ألا يتكلم بشيء تكرهه؛ فأذن لهم. فلما دخل قال: السلام عليك يا أبت، قل أشهد أن لا إله إلا الله، وإن شئت قل أشهد أن لا إله إلا الله؛ فقد قال الفراء: كلاهما جائز، والأولى أحب إلى سيبويه. والله يا أبتي ما شغلني غير أبي علي، فإنه دعاني بالأمس، فأهرس وأعدس، وأرزز وأوزز، وسكبج وسبج، وزربج وطبهج، وأبصل وأمصل، ودجدج وافلوذج ولوزج.
فصاح أبوه العليل: السلاح السلاح، صيحوا لي بجارنا الشماس لأوصيه أن يدفنني مع النصارى وأستريح من كلام هذا البندق.

القصة 0043
عظيم في الحياة وفي الممات
مر نفر من عبد القيس بقبر حاتم، فنزلوا قريبا منه، فقام إليه رجل يقال له أبو الخيبري، وجعل يركض برجله قبره، ويقول: أقرنا، فقال له بعضهم: ويلك! ما يدعوك أن تعرض لرجل قد مات؟ قال: إن يطا تزعم أنه ما نزل به أحد إلا قراه، ثم أجنهم الليل، فناموا.
فقام أبو الخيبري فزعا، وهو يقول: وارحلتاه! فقالوا له: مالك؟ قال: أتاني حاتم في النوم، وعقر ناقتي بالسيف؛ وأنا أنظر إليها، ثم أنشدني شعرا حفظته، يقول فيه:
أبا الخيبري، وأنت امـــرؤ *** ظلوم العشيرة شتامهــــــا
أتيت بصحبك تبغي القـرى *** لدى حرفة قد صدت هامها
أتبغي لي الذم عند المبـيت *** وحولك طي وأنعامهــــــا
فإنا لنشبع أضيافنا *** وتأتي المطى فنعتامها
فقاموا، وإذا ناقة الرجل تكوس عقيرا، فانتحروها وباتوا يأكلون، وقالوا: قرانا حاتم حيا وميتا!
أردفوا صاحبهم، وانطلقوا سائرين، وإذا برجل راكب بعيرا وهو يقود آخر، قد لحقه: أيكم أبو الخيبري؟ قال الرجل: أنا! قال: فخذ هذا البعير؛ أنا عدي بن حاتم؛ جاءني حاتم اليوم في النوم، وزعم أنه قراكم بناقتك، وأمرني أن أحملك؛ فشأنك والبعير! ودفعه إليهم وانصرف.

القصة 0044
الأسد والثعلب
زعمت العرب أن الثعلب رأى حجرا أبيض بين لصبين (الشعب الصغيرة في الجبل)، فأراد أن يغتال بها الأسد، فأتاه ذات يوم، فقال له: يا أبا الحارث، الغنيمة الباردة! شحمة رأيتهما بين لصبين، فكرهت أن أدنو منها، وأحببت أن تتولى ذلك أنت!
فهلم لأريكها!
فانطلق به حتى جاء إليها؛ فقال: دونك يا أبا الحارث!
فذهب الأسد ليدخل، فضاق به المكان؛ فقال له الثعلب: ادفع برأسك! فأقبل الأسد يدفع برأسه حتى نشب، فلم يقدر أن يتقدم ولا أن يتأخر.
ثم أقبل الثعلب يخدش خورانه (المؤخرة)؛ فقال الأسد: ما تصنع يا ثعالة؟ قال: أريد لاستنقذك؛ قال: فمن قبل الرأس إذن! فقال الثعلب: لا أحب تخديش وجه الصاحب!

القصة 0045
أبو الحسل
زعموا أن أرنبا التقطت تمرة؛ فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب؛ فقال الأرنب: يا أبا الحسل (كنية الضب، والحسل: ولد الضب)! قال: "سميعا دعوت"، قالت: أتيناك لنحتكم إليك، قال: "عادلا حكمتما". قالت: فاخرج إلينا، قال: "في بيته يؤتى الحكم"، قالت: إني وجدت تمرة، قال: "حلوة فكليها".
قال: فاختلسها الثعلب. قال: "لنفسه بغى الخير"، قالت: فلطمته، قال: "بحقك أخذت"، قالت: "فلطمني". قال: "حر انتصر" قالت: فاقض بيننا؛ قال: "قد قضيت".

القصة 0046
الجاحظ والوراق
قال الجاحظ: سألت وراقاً عن حاله؟ فقال: عيشي أضيق من محبرة، وجسمي أدق من مسطرة، وجاهي أرق من الزجاج، ووجهي عند الناس أشد سواداً من الحبر بالزاج، وحظي أخفى من شق القلم، وجسمي أضعف من قصبة، وطعامي أمض من الحبر، وشرابي أمر من العفص؛ وسوء الحال ألزم بي من الصمغ. فقلت: لقد عبرت ببلاء عن بلاء

القصة 0047
مكر الخواجات
لما مات بعض الخلفاء، اختلفت الروم، واجتمعت ملوكها؛ فقالوا: الآن يشتغل المسلمون ببعضهم بعض، فتمكننا الغرة (الغفلة) منهم والوثبة عليهم، وعقدوا لذلك المشورات، وترجعوا فيه بالمناظرات، وأجمعوا على أنه فرصة الدهر.
وكان رجل منهم من ذوي العقل والمعرفة غائبا عنهم، فقالوا: من الحزم عرض الرأي عليه؛ فلما أخبروه بما أجمعوا عليه قال: لا أرى ذلك صوابا؛ فسألوه عن علة ذلك؛ فقال: في غد أخبركم.
فلما أصبحوا أتوا إليه، وقالوا: قد وعدتنا أن تخبرنا في هذا اليوم بالرأي فيما عولنا عليه؛ فقال: سمعا وطاعة! وأمر بإحضار كلبين عظيمين، كان قد أعدهما؛ ثم حرش بينهما، وحرض كل واحد منهما على الآخر؛ فتواثبا وتهارشا، حتى سالت دماؤهما.
فلما بلغا الغاية فتح باب بيت عنده، وأرسل على الكلبين ذئبا كان قد أعده لذلك، فلما أبصراه تركا ما كان فيه، وتألفت قلوبهما ووثبا جميعا على الذئب فقتلاه.

القصة 0048
الإخلاص
حكي عن بعض الزهاد قال: خرجت حاجا فرأيت امرأة تمشي بلا زاد ولا راحلة وهي تذكر الله تعالى وتثني عليه، فدنوت منها، فقلت: يا أمة الله؛ إلى أين؟ فقالت: إلى بيت الله الحرام، فقلت: ما أرى معك زادا ولا راحلة؟ فقال: لو اتخذ أحدكم ضيافة ودعا الناس إليها هل يحسن لأضيافه أن يجي كل واحد بطعامه؟ قلت: لا، فقالت: فضيافة الله أحق بهذا، فجاءت معنا حتى نزلت بالأبطح وهي تقول أين بيت ربي؟ أين بيت ربي؟ فقيل: تنظرينه الآن. فجاءت حتى دخلت المسجدن فقيل لها: هذا بيت ربك فجاءت ووضعت رأسها على عتبة الكعبة وصارت تقول: هذا بيت ربي وتكرر ذلك حتى خفي صوتها! فنظرنا إليها فإذا هي قد ماتت رحمها الله تعالى.

القصة 0049
من مستطرف الأخبار
وقال رجل لغلامه: التمس لي داراً لا تكون بجوار مسجد فإني أحب الأفراح، فاكترى له داراً بين مسجدين. فقال له: ما هذا؟! قال: يا مولاي، لا تدري المعنى؛ أهل هذا المسجد يظنونك في هذا، وأهل ذا يظنونك في ذا، وأنت قد ظفرت بما تحب.

القصة 0050
أوصاف بليغة في البلاغات، على ألسنة قوم من أهل الصناعات
اجتمع قوم من أهل البلاغات، فوصفوا بلاغاتهم من طريق صناعاتهم:
فقال الجوهري: أحسن الكلام نظاماً ما ثقبته يد الفكرة، ونظمته الفطنة، ونضد جوهر معانيه في سموط ألفاظه، فاحتملته نحور الرواة.
وقال العطار: أطيب الكلام ما عجن عنبر ألفاظه بمسك معانيه؛ ففاح نسيم نشقه، وسطت رائحة عبقه؛ فتعلقت به الرواة، وتعطرت به السراة.
وقال الصائغ: خير الكلام ما أحميته بكور الفكرة، وسبكته بمشاعل النظر، وخلصته من خبث الإطناب، فبرز بروز الإبريز في معنىً وجيز.
وقال الصيرفي: خير الكلام ما نفدته يد البصيرة، واجتلته عين الروية، ووزنته بمعيار الفصاحة، فلا نظر يزيفه، ولا سماع يبهرجه.
وقال الحداد: خير الكلام ما نصبت عليه منفخة الروية، وأشعلت فيه نار البصيرة، ثم أخرجته من فحم الإفحام، ورققته بفطيس الإفهام.
وقال النجار: خير الكلام ما أحكمت نجر معناه بقدوم التقدير، ونشرته بمنشار التدبير، فصار باباً لبيت البيان، وعارضةً لسقف اللسان.
وقال النجاد: أحسن الكلام ما لطفت رفارف ألفاظه، وحسنت مطارح معانيه؛ فتنزهت في زرابي محاسنه عيون الناظرين، وأصاخت لنمارق بهجته آذان السامعين.
وقال الماتح: أبين الكلام ما علقت وذم ألفاظه بكرب معانيه، ثم أرسلته بقليب الفطن، فمنحت به سقاءً يكشف الشبهات، واستنبطت به معنى يروي من ظمأ المشكلات.
وقال الخياط: البلاغة قميص فجربانه البيان، وجيبه المعرفة، وكماه الوجازة، ودخاريصه الإفهام، ودروزه الحلاوة، ولابسه جسد اللفظ، وروحه المعنى.
وقال الصباغ: أحسن الكلام ما لم تنصل بهجة إيجازه، ولم تكشف صبغة إعجازه، وقد صقلته يد الروية من كمود الإشكال، فراع كواعب الآداب، وألف عذارى الألباب.
وقال البزاز: أحسن الكلام ما صدق رقم ألفاظه، وحسن نشر معانيه، فلم يستعجم عنك نشر، ولم يستبهم عليك طي.
وقال الحائك: أحسن الكلام ما اتصلت لحمة ألفاظه بسدى معانيه، فخرج مفوفاً منيراً، وموشى محبراً.
وقال الرائض: خير الكلام ما لم يخرج عن حد التخليع إلى منزلة التقريب إلا بعد الرياضة؛ وكان كالمهر الذي أطمع أول رياضته، في تمام ثقافته.
وقال الجمال: البليغ من أخذ بخطام كلامه فأناخه في مبرك المعنى، ثم جعل الاختصار له عقالاً، والإيجاز له مجالاً، لم يند عن الأذهان، ولم يشذ عن الآذان.
وقال المخنث: خير الكلام ما تكسرت أطرافه، وتثنت أعطافه، وكان لفظه حلةً، ومعناه حليةً.
وقال الخمار: أبلغ الكلام ما طبخته مراجل العلم، وصفاه راووق الفهم، وضمته دنان الحكمة، فتمشت في المفاصل عذوبته، وفي الأفكار رقته، وفي العقول حدته.
وقال الفقاعي: خير الكلام ما روحت ألفاظه غباوة الشك، ورفعت رقته فظاظة الجهل، فطاب حساء فطنته، وعذب مص جرعته.
وقال الطبيب: خير الكلام ما إذا باشر بيانه سقم الشبهة، استطلقت طبيعة الغباوة؛ فشفي من سوء التفهم، وأورث صحة التوهم.
وقال الكحال: كما أن الرمد قذى الأبصار، فالشبهة قذى الأبصار، فاكحل عين اللكنة بميل البلاغة، واجل رمص الغفلة بمرود اليقظة.
ثم قال: أجمعوا كلهم على أن أبلغ الكلام، ما إذا أشرقت شمسه، انكشف لبسه، وإذا صدقت أنواؤه، اخضرت أحماؤه.

القصة 0051
فطنة
دخل أبو خالد يزيد المهلبي على المعتمد مرات، فأنشده قصائد على الدال؛ فقال: يا يزيد؛ ما أراك تعدو الدال؟ فقال: وكيف أعزك الله يا أمير المؤمنين واسمي يزيد، وأبي محمد وأكنى بأبي خالد، وأنت المعتمد، وتسمى بأحمد، ومن صفاتك السيد والماجد والجواد، فأين أدع الدال؟ وهذا كقول أبي صدقة المدني وقد قيل له: ما أشد إلحافك؟ فقال: تلومونني على ذلك وأنا اسمي مسكين، وكنيتي أبو صدقة، واسم أبي صدقة، واسم امرأتي فاقة.

القصة 0052
ادعاء النبوة
ادعى رجل النبوة في أيام المأمون، فأحضره المأمون وقال له: ما دليل نبوتك؟ قال: أن أعلم ما انعقد عليه ضميرك. فقال: ما هو؟ قال: في نفسك أصلحك الله أني كاذب؛ فضحك منه وتركه.
وأتي المعتصم برجل ادعى النبوة. فقال: ما آيتك؟ قال: آية موسى. قال: فألق عصاك تكن ثعباناً مبيناً؟ قال: حتى تقول: أنا ربكم الأعلى.



يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع








 


آخر تعديل مصطفى 2012-02-17 في 22:02.
رد مع اقتباس
قديم 2012-02-17, 18:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
recco
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية recco
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لكن هدا ليس ركن القصص










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-18, 14:18   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
شولاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شولاك
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة recco مشاهدة المشاركة
شكرا لكن هدا ليس ركن القصص


مشرفو المنتدى هم الذين نقلوه إلى هنا.









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-18, 14:48   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
Princess2222
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Princess2222
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-18, 22:47   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
شولاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شولاك
 

 

 
إحصائية العضو










New1

الجزء الثاني ... مواصلة حكايات، نوادر، قصص ...

القصة 0053
عود على بدء
ألف أبو العلاء صاعد كتاب الفصوص، واتفق أن أبا العلاء دفعه -حين كمل- لغلام له يحمله بين يديه، وعبر به النهر -نهر قرطبة- فخانت الغلام رجلاه؛ فسقط في النهر هو والكتاب!
فقال في ذلك بعض الشعراء بيتا بحضرة المنصور هو:
قد غاص في البحر كتاب الفصوص *** وهكذا كل ثقيل يغـــــــــــوص
فضحك المنصور والحاضرون.
فلم يرع ذلك صاعدا، ولا هاله، وقال مرتجلا مجيبا:
عـــــاد إلى معدنه إنمـــــــــــــــا *** توجد في قعر البحار الفصـوص!

القصة 0054
لعنة الحذاء
كان ببغداد رجل اسمه أبو القاسم الطنبوري، وكان له مداس، وهو يلبسه سبع سنين، وكان كلما تقطع منه موضع جعل مكانه رقعة إلى أن صار في غاية الثقل، وصار الناس يضربون به المثل.
فاتفق أنه دخل يوما سوق الزجاج، فقال له سمسار: يا ابا القاسم، قد قدم إلينا اليوم تاجر من حلب، ومعه حمل زجاج مذهب قد كسد، فاشتره منه، وأنا أبيعه لك بعد هذه المدة؛ فتكسب به المثل مثلين! فمضى واشتراه بستين دينار.
ثم إنه دخل إلى سوق العطارين؛ فصادفه سمسار آخر، وقال له: يا أبا القاسم؛ قد قدم إلينا اليوم من نصيبين (اسم مكان) تاجر، ومعه ماء ورد، ولعجلة سفره، يمكن أن تشتريه منه رخيصا، وأنا أبيعه لك فيما بعد، بأقرب مدة؛ فتكسب به المثل مثلين!
فمضى أبو القاسم، واشتراه أيضا بستين دينارا أخرى، وملأ به الزجاج المذهب وحمله، وجاء به فوضعه على رف من رفوف بيته في الصدر!
ثم إن أبا القاسم دخل الحمام يغتسل؛ فقال له بعض أصدقائه: يا ابا القاسم؛ أشتهي أن تغير مداسك هذا فإنه في غاية الشناعة! وأنت ذو مال بحمد الله! فقال له أبو القاسم: الحق معك؛ فالسمع والطاعة.
ثم إنه خرج من الحمام، ولبس ثيابه، فرأى بجانب مداسه مداسا آخر جديدا؛ فظن أن الرجل من كرمه اشتراه له؛ فلبسه، ومضى إلى بيته!
وكان ذلك المداس الجديد للقاضي، وقد جاء في ذلك اليوم إلى الحمام، ووضع مداسه هناك، ودخل يستحم!
فلما خرج فتش عن مداسه، فلم يجده؛ فقال: أمن لبس حذائي لم يترك عوضه شيئا؟ ففتشو؛ فلم يجدوا سوى مداس أبي القاسم! فعرفوه، لأنه كان يضرب به المثل!
فأرسل القاضي خدمه ، فكبسوا بيته، فوجدوا مداس القاضي عنده؛ فأحضره القاضي، وضربه تأديبا له، وحبسه مدة، وغرمه بعض المال وأطلقه!
فخرج أبو القاسم من الحبس، وأخذ حذاءه، وهو غضبان عليه، ومضى إلى دجلة، فالقاه فيها؛ فغاص في الماء!
فأتى بعض الصيادين ورمى شبكته، فطلع فيها! فلما رآه الصياد عرفه، وظن أنه وقع منه في دجلة! فحمله وأتى به بيت أبي القاسم؛ فسقط على الرف الذي فيه الزجاج، فوقع، وتكسر الزجاج وبتدد ماء الورد!
فجاء أبو القاسم ونظر إلى ذلك، فعرف الأمر، فلطم وجهه، وصاح يبكي، ويقول: أفقرني هذا المداس الملعون!
ثم إنه قام، ليحفر له في الليل حفرة، ويدفنه فيها، ويرتاح منه؛ فسمع الجيران حس الحفر؛ فظنوا أن أحدا ينقب عليهم؛ فرفعوا الأمر إلى الحاكم؛ فأرسل غليه، وأحضره، وقال له: كيف تستحل أن تنقب على جيرانك حائطهم؟ ولم يطلقه، حتى غرم بعض المال!
ثم خرج من السجن ومضى وهو حردان من المدارس، وحمله إلى كنيف الخان، ورماه فيه، فسد قصبة الكنيف؛ ففاض وضجر الناس من الرائحة الكريهة! وبحثوا عن السبب؛ فوجدوا مداسا فتأملوه؛ فإذا هو مداس أبي القاسم! فحملوه إلى الوالي، وأخبروه بما وقع، فأحضره الوالي ووبخه وحبسه، وقال له: عليك تصليح الكنيف! فغرم جملة مال، وأخذ منه الوالي مقدار ما غرم تأديبا له وأطلقه.
فخر أبو القاسم والمداس معه، وقال: وهو مغتاظ منه: والله ما عدت أفارق هذا المداس!
ثم إنه غسله وجعله على سطح بيته حتى يجف؛ فرآه كلب؛ فظنه رمة فحمله وعبر به إلى سطح آخر، فسقط من الكلب على رأس رجل، فآلمه وجرحه جرحا بليغا فنظروا وفتشوا لمن المداس، فعرفوا أنه لأبي القاسم!
فرفعوا الأمر إلى الحاكم؛ فألزمنه بالعوض، والقيام بلوازم المجروح مدة مرضه فنفد عند ذلك جميع ما كان معه، ولم يبق عنده شيء!
ثم إن أبا القاسم أخذ المداس، ومضى به إلى القاضي، وقال له: أريد من مولانا القاضي أن يكتب بيني وبين هذا المداس مبارأة شرعية على أنه ليس مني ولست منه! وأن كلا منا بريء من صاحبه، وأنه مهما يفعله هذا المداس لا أؤاخذه أنا به! وأخبره بجميع ما جرى عليه منه!
فضحك القاضي منه ووصله ومضى!

القصة 0055
متفرقات ...
- سأل رجل بعض الفقهاء عن القبلة للصائم في رمضان؟ فقال: تكره للشاب ويرخص فيها للشيخ. قال: إنها في معشوقة؟ قال: يابن أخي، هذا يكره في شوال.
- قيل لمغفل: قد غلا الدقيق. فقال: وما أبالي؛ إني أشتري الخبز من السوق.
- قال حيان بن غضبان العجلي وقد ورث نصف دار أبيه: أريد أن أبيع نصف حصتي من الدار وأشتري الباقي، فتصير الدار كلها لي.

القصة 0056
حنكة في الرد
شكا أهل بدلة إلى المأمون والياً عليهم؛ فقال: كذبتم عليه، قد صح عندي عدله فيكم وإحسانه إليكم. فقال شيخ منهم: يا أمير المؤمنين؛ فما هذه المحبة لنا دون سائر رعيتك، قد عدل فينا خمس سنين فانقله إلى غيرنا حتى يشمل عدله الجميع، وتريح معنا الكل؛ فضحك منهم وصرفه عنهم.

القصة 0057
بهلول ...!!!!
لما دخل الرشيد الكوفة خرج الناس للنظر إليه، فناداه بهلول ثلاثاً. فقال: من المجترىء علي في هذا الموضع؟ قيل: بهلول المجنون. فرفع السجافة وقال: بهلول؟ قال: لبيك يا أمير المؤمنين، روينا عن أيمن بن نائل قال: حدثنا قدامة عن ابن عبد الله العامري قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي جمرة العقبة لا ضرب ولا طرد ولا قيل بين يديه إليك إليك؛ وتواضعك في سفرك هذا خير لك من تجبرك وتكبرك. قال: فبكى الرشيد حتى جرت دموعه على الأرض، وقال: أحسنت يا بهلول، زدنا يرحمك الله.
قال: وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما رجل آتاه الله مالاً وجمالاً وسلطاناً فأنفق في ماله وعف في جماله وعدل في سلطانه كتب في خالص ديوان الله من الأبرار. قال: أحسنت يا بهلول، وأمر له بجائزة سنية، فقال: يا أمير المؤمنين؛ ردها على من أخذتها منه؛ فلا حاجة لي بها. فقال: يا بهلول؛ إن كان عليك دين قضيناه. قال: يا أمير المؤمنين، هؤلاء أهل الرأي بالكوفة أجمعوا على أن قضاء الدين بالدين لا يجوز. قال: فنجري عليك ما يكفيك؛ فرفع رأسه إلى السماء وقال: يا أمير المؤمنين؛ أنا وأنت في عيال الله، ومحال أن يذكرك وينساني؛ فأرسل الرشيد السجف وسار.
وقيل: إن بهلولاً كان يستعمل الجنون ستراً على نفسه.

القصة 0058
من نوادر أبي نواس
مر عثمان بن حفص الثقفي بأبي نواس وقد خرج من علة وهو مصفر الوجه، وكان عثمان أقبح الناس وجهاً. فقال له عثمان: ما لي أراك مصفراً؟ فقال أبو نواس: رأيتك فذكرت ذنوبي. قال: وما ذكر ذنوبك عند رؤيتي؟ فقال: خفت أن يعقابني الله فيمسخني قرداً مثلك.

القصة 0059
من نوادر مزيد المديني
مزيد المديني، قالت له امرأته يوماً ليس شيء أربح من عمل النبيذ، فعملته، فأتاها برجل معه درهم واحد. فقالت له: لا أبيعه إلا جملة، فأتى صاحب الشرطة فقال له: إن امرأتي عندها نبيذ؛ فوجه الحرس، وقال: كونوا معه، فإن كان في بيته نبيذ فاطرحوه وامرأته في الحبس، وإن لم يكن فيه شيء فردوه إلي.
فجاءوا فدخلوا منزله فوجدوا النبيذ. فقال لامرأته: قد جئتك بمن يأخذه جملةً، فكسروا جرار النبيذ وجلدوهما جميعاً، ومضوا بهما إلى الحبس، فلما حصلا فيه قال لامرأته: وأزيدك فائدة نحن فيه لم تخطر ببالك. قالت: وما هي يا مشؤوم؟ قال: استرحنا من كرى البيت.

القصة 0060
من نوادر النحويين
قال رجل اسمه عمر لعلي بن سليمان الأخفش: علمني مسألةً من النحو؟ قال: تعلم أن اسمك لا ينصرف. فأتاه يوماً وهو على شغل. فقال: من بالباب. قال: عمر. قال: عمر اليوم ينصرف. قال: أوليس قد زعمت أنه لا ينصرف؟ قال: ذاك إذا كان معرفة وهو الآن نكرة ! وقال الصولي: سكر هارون النديم عند المعتضد سكراً شديداً، ونهض الجلساء كلهم سواه فقال له الخادم الموكل بالندماء: انصرف. فقال: أمير المؤمنين أمرني بالمبيت هاهنا. فقال: يا أمير المؤمنين؛ هارون ينصرف. قال: لا ينصرف.
فلما أصبح رآه المعتضد، فقال: من هذا؟ قيل: هارون بن علي. فقال للخادم الموكل بالندماء: متى تقدم للجلساء المبيت هنا؟ فقال: أنت أعزك الله قلت: هارون لا ينصرف، قال: إنا لله ! إنما أردت النحو.

القصة 0061
من نوادر النحويين
قال أبو العبر: قال لي أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: الظبي معرفة أو نكرة؟ فقلت: إن كان مشوياً على المائدة فمعرفة، وإن كان في الصحراء فهو نكرة. فقال: ما في الدنيا أعرف منك بالنحو.


القصة 0062
جيران يتشممون الأماني
قال ابن أبي عتيق لامرأته: تمنيت أن يهدى إلينا مسلوخ، فنتخذ من الطعام لون كذا ولون كذا، فسمعته جارة له، فظنت أنه أمر بعمل ما سمعته، فانتظرت إلى وقت الطعام، ثم جاءت فقرعت الباب، وقالت: شممت رائحة قدوركم فجئت لتطعموني منها. فقال ابن أبي عتيق لامرأته: أنت طالق إن أقمنا في هذه الدار التي جيرانها يتشممون الأماني.

القصة 0063
الحمد لله لم أخلق كلبا
قال الأصمعي: طلب الحجاج رجلاً فهرب منه، فمر بساباط فيه كلب نائم في ظله. فقال: يا ليتني مثل هذا الكلب، فما أتت ساعة حتى مر به الكلب وفي عنقه حبل، فسأل عنه فقالوا: جاء كتاب الحجاج وبه يأمر بقتل الكلاب.

القصة 0064
من علامات الحمق
قالت أعرابية لقاض قضى عليها: عظم رأسك، فبعد فهمك؛ وانسدلت لحيتك، فانشمر عقلك، وما رأيت ميتاً يقضي بين حيين قبلك.

القصة 0065
علام الهم؟
مر إبراهيم بن الأدهم على رجل ينطق وجهه بالهم والحزن
فقال له إبراهيم: يا هذا إني أسألك عن ثلاثة فأجبني.
فقال الرجل: نعم
فقال له إبراهيم: أيجري في الكون شيء لا يريده الله؟
فقال: لا.
قال: أينقص من أجلك لحظة كتبها الله في الحياة؟
قال: لا
قال: أينقص رزقك شيء قدره الله.
قال: لا
قال إبراهيم: فعلام الهم؟

القصة 0066
اللذات السبع
قال المأمون للحسن بن سهل: نظرت في الذات فوجدتها كلها مملولة سوى سبع؛ قال وما هي يا أمير المؤمنين؟
قال: خبز الحنطة، ولحم الغنم، والماء البارد، والثوب الناعم، والرائحة الطيبة، والفراش الوطيء، والنظر إلى الحسن من كل شيء.
قال: فأين أنت يا أمير المؤمنين من محادثة الرجال؟
قال: صدقت وهي أولاهن.

القصة 0067
بديهة ...
قال الجاحظ: كان جعيفران الموسوس يماشي رجلاً من إخوانه على قارعة الطريق، فدفع الرجل جعيفران على كلب فقال: ما هذا؟ قال: أردت أن أقرنك به. قال: فمع من أنا منذ الغداة؟

القصة 0068
تحري المقال ...
حكي أن أبا مسعود الأعمى كان جالساً في صحن داره، فأشرفت عليه جارية ظريفة، فعضت تفاحة ورمت بها في حجره. فتناولها وقال:
أيا تـفـاحة رمّـــــــت **** فؤادي للهوى رمّــا
لقد أهـداك إنـســان **** وأهداك لأمـرٍ مـــــــا
ليهدي لاعج الشـوق **** إلى من عضّ أو شمّا
فلم تكن إلا ساعة حتى وافت جارية لها، معها جام لوزينج وهي تقول: مولاتي تقرئك السلام وتقول لك: قد سمعت شعرك، ورأيتك بدأت بالعض قبل الشم، فعلمت أنك جائع؛ فتبلغ بهذا الجام حتى يدرك طعامنا. قال: وكيف كنت أقول؟ قالت: كنت تقول:
أيا تفّـاحة رضّــــــت **** فؤادي للهوى رضّا
لقد أهداك إنـســـانٌ **** وأهــداك لما يرضى
ليهدي لاعج الشـوق **** إلى من شمّ أو عضّا

القصة 0069
تأثير الأمهات
سئل أحد الحكماء عن تأثير الأمهات في الأولاد فقال: ما تقول في ولد الرومية.
فقال: صلف معجب بخيل.
قيل: فولد الصقلية؟
قال: طفس زنيم.
قيل: فولد السوداء؟
قال: شجاع سخي.
قيل: فولد الصفراء؟
قال: هن أنجب أولادا والين أجسادا وأطيب أفواها.
قيل: فولد النوبية؟
قال: فاسق جاهل.
قيل: فولد العربية.
قال: أنف حسود حقود.
قيل: فولد اليهودية؟
قال: دغل غذر
قيل: فولد الفارسية؟
قال: مكر وخديعة.

القصة 0070
يتمنى الخسارة فيربح
كان المعتضد أذا رأى ابن الجصاص قال: هذا أحمق مرزوق وكان ابن الجصاص أوسع الناس دينا وله من المال ما لا ينتهي إلى عده ولا يوقف على حده وبلغ من جده أنه قال: تمني أخسر مرة، فقيل لي: أشتر التمر من الكوفة وبعه في البصرة. وكانت بها نخيل كثيرة ةتمرها متوفر بكثرة وكانت الكوفة قليلة التمر ففعلت ذلك فاتفق أن نخل البصرة لم يحمل في هذا العام فربح ربحا واسعا.

القصة 0071
لا تستغني ..
في تحفة العروس قالوا: أربع لا تستغني عن أربع: أنثى عن ذكروأرض عن مطر وأذن عن خبر وعين عن نظر

القصة 0072
معاوية بن مروان وحمار الرحى
كان معاوية بن مروان أخو عبد الملك بن مروان مغفلاً؛ فبينا هو واقف بباب دمشق ينتظر عبد الملك على باب طحان إذ نظر إلى حمار يدور بالرحى، وفي عنقه جلجل. فقال للطحان: لم جعلت في عنق الحمار جلجلاً. قال: لربما أدركتني سآمة أو نعسة، فإذا لم أسمع صوت الجلجل علمت بأنه قد قام فصحت به. فقال له معاوية: أرأيت إن قام ومال برأسه هكذا وهكذا وحرك رأسه ما علمك أنه قائم؟ فقال الطحان: ومن لحماري بمثل عقل الأمير أعزه الله تعالى !

القصة 0073
ثمانية أشياء
سأل بعض الناس الإمام الشافعي عن ثمانية أشياء فقالوا له ما رأيك في واجب وأوجب وعجيب وأعجب وصعب وأصعب وقريب وأقرب.
فرد بقوله:
من واجب الناس أن يتوبوا ولكن ترك الذنوب أوجب
والدهر في صرفه عجيب وغفلة الناس أعجب
والصبر في النائبات صعب ولكن فوات الثواب أصعب
وكل ما ترجى قريب والموت من دون ذلك أقرب

القصة 0074
ابن أبي علقمة
مر ابن أبي علقمة بمجلس بني ناجية فكبا حماره لوجهه فضحكو منه.
فقال: ما يضحككم؛ رأى وجوهكم فسجد

القصة 0075
يشتهي أن يمرض
قال رجل لعبد الملك بن أبحر: أشتهي أن أمرض.
فقال له: كل سمكا ما لحا واشرب نبيذا حلوا واقعد في الشمس ثم استمرض الله عز وجل، فإن لم تمرض فأنت حمار

القصة 0076
هلال رمضان
قال الرياش: خرج الناس بالبصرة ينظرون هلال رمضان فرآه رجل منهم ولم يزل يومئ إليه حتى رآه غريه وعاينون فلما كان هلال الفطر جاء أحدهم إلى ذلك الرجل فدق عليه الباب وقال له: تعال أخرجنا مما أدخلتنا فيه.










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-18, 22:48   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
شولاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شولاك
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بحول الله تم إدراج القصص
0053، 0054، 0055









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-20, 23:51   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
شولاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شولاك
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تم بحمد الله وعونه .. إدراج القصص
0056، 0057، 0058









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-22, 23:29   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
شولاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شولاك
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بحمد لله تم إدراج القصص
0059، 0060









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-25, 23:44   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
شولاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شولاك
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بحمد الله وتوفيقه تم إدراج القصص
0061، 0062، 0063، 0064









رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 07:09   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
شولاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شولاك
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تم بحمد الله وتوفيقه إدراج القصص
0065، 0066، 0067، 0068









رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 11:27   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
منير طيبوزة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع مميز شكرا










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 18:52   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
شولاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شولاك
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تم بحمد الله وتوفيقه إدراج
0069، 0070، 0071، 0072









رد مع اقتباس
قديم 2012-03-23, 00:35   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
شولاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شولاك
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تم بعون الله تعالى إدراج الحكايات
0073، 0074، 0075، 0076









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
متجددة:, مشاركة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc