تسخير القلم

[نور الفرقان]

تسخير القلم
أ. عبدالله بن محمد بادابود

بسم الله الرحمن الرحيم

الإنسان مسير في أمور ومخير في أمور .
هناك أمور للإنسان كامل الحرية في القيام بها أو الابتعاد عنها .

وعندما تكون مخير في العمل أو الكف عنه.

وعندما تملك العقل الذي ميزك الله به عن سائر المخلوقات .

وفي اللحظة التي تكون قادر على الاختيار دون أي تدخلات خارجية .

عندها ستكون مسئول مسؤولية كاملة عن اختيارك وتصرفك .
وكلاً منا له موهبة معينة وقدرة مميزة له .
أخي الحبيب :

إن كنت من أهل العلم والفكر فمن الواجب عليك نشر هذا العلم .
و وسائل نشر فكرك أو علمك تتفاوت من حيث القدرة على إيصال هذا العلم أو هذا الفكر .

ومن أهم هذه الوسائل ، كتابة المقال .

كلمات جيدة الطرح ، جميلة في أسلوبها ، لاتحتاج لوقت طويل لقراءتها ، متضمنة لفكرة معينة بصورة
سهلة ومرنة.
وعندما تكون من الُكتاب فأنت تحمل رسالة وتحمل فكر نير وتحمل قلم .

هذا القلم هو رسول العقل ، أداة لإيصال مبادئ أو عقائد أو عادات أو ظواهر كونية أو مشكلات
اجتماعية أو عبارات علمية ذات قدر عالي من الأهمية.

وإن كنت ممن يعالجون قضايا مجتمعهم بهذا القلم وسخرت هذا القلم لإيصال صرخة ألم
أو معاناة أو آهات عناء و شقاء أو كلمات سعادة وفرح .

عندها تكون سخرت هذا القلم للخير والعطاء.

أما إن كنت تكتب ما لا تعلم وتكتب لمجرد أن يقال عنك كاتب دون أن تتحرى مصداقية ما كتبت
أو تسرد معلومات لا أساس لها من الصحة أو تكتب تبعاً لهواك حتى وإن كان ما تكتب فيه الكثير من الزيغ و الانحراف.

فأنت قد سخرت هذا القلم لكل ماهو ضار من فكر أو علم ، تضر به غيرك فضلاً عن نفسك.

- ختاماً : اعلم أن كل ما تكتبه ، أنت محاسب به أمام الله عز وجل ، فاتق الله عز وجل واتق النار .

همسة :
قلمي و أنا متفقان أنا أتألم , وهو ينوح .


هـــدى :~

( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
سورة الأنعام:59

منقول