عبادة الهوى مضادة للتوحيد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عبادة الهوى مضادة للتوحيد

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-10-28, 08:01   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جويرية
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B9 عبادة الهوى مضادة للتوحيد

السلام عليكم ورحمة الله
قد يكون الإنسان عبد للمال من دون الله، وذلك إذا كان يحب المال ولا يحب الله، أو إذا كان حبه للمال مثل حبه لله، أو إذا كان حبه للمال أكبر من حبه لله، فالذي يشعر بحب الله يخاف من الحالة الثانية أو الثالثة، أما الذي لا يشعر بحب الله أصلا أو يدعي حب الله فإنه بالضرورة يقع في الحالة الأولى سواء بحب المال أو أي شئ آخر، ونفس الشئ ينطبق على أي شئ غير المال سواء كان حلالا أو حراما، سواء كان شيئا ماديا أو معنويا، سواء كان شيئا معروفا أو إخترعه الإنسان، سواء كان حبه لشئ واحد أو مجموع حبه لعدة أشياء وهذا هو الأخطر، إذن فهذا الأمر شرك أكبر وينطبق على أي شئ أيا كان
والأدلة على ذلك كالتالي:

1ـ قوله تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ)) ( [1])، ((إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)) ( [2]).

2ـ قوله تعالي: ((أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً)) ( [3])، ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)) ( [4])، جاء في تفسير القرطبي: ((وقال ابن عباس الهوى إله يعبد من دون الله ثم تلا هذه الآية: [ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً ])) ( [5])، وفي تفسير الطبري: ((القول في تأويل قوله تعالى أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا يعني تعالى ذكره أرأيت يا محمد مَنْ اتخذ إلهه شهوته التي يهواها)) ( [6])، وفي تفسير ابن كثير: ((أرأيت مَنْ اتخذ إلهه هواه أي بما استحسن من شيء ورآه حسنا في هوى نفسه كان دينه ومذهبه كما قال تعالى أفمَنْ زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل مَنْ يشاء الآية)) ( [7])، وفي تفسير النسفي: ((أرأيت مَنْ اتخذ الهه هواه أى مَنْ أطاع هواه فيما يأتى ويذر فهو عابد هواه وجاعله الهه... وعن الحسن هو فى كل متع هواه، أفأنت تكون عليه وكيلا: أى حفيظا تحفظه من متابعة هواه وعبادة ما يهواه أفأنت تكون عليه موكلا فتصرفه عن الهوى إلى الهدى)) ( [8]) وفي معاني القرآن: ((قال أبو جعفر قول الحسن في هذا قول جامع أي يتبع هواه ويؤثره فقد صار له بمنزلة الإله)) ( [9])، وفي تفسير ابن كثير: ((ثم قال جل وعلا أفرأيت مَنْ اتخذ إلهه هواه أي إنما يأتمر بهواه فمهما رآه حسنا فعله ومهما رآه قبيحا تركه)) ( [10])، وفي تفسير الطبري: ((أفرأيت يا محمد مَنْ اتخذ معبوده هواه فيعبد ما هوي من شيء دون إله الحق الذي له الألوهية من كل شيء)) ( [11]) وفي كتاب حجج القرآن: ((أرأيت مَنْ اتخذ إلهه هواه أي بما استحسن من شيء ورآه حسنا في هوى نفسه كان دينه ومذهبه كما قال تعالى أفمَنْ زين له سوء عمله فرآه حسنا)) ( [12])، إذن فهذا الرجل له دين وعبادة، ودينه وعبادته لهواه، وهذا الرجل إتخذ لنفسه ربا وإلاها، وربه وإلاهه هو هواه، وإلاه الهوي يشمل كل شئ ما دون الله، فمن الناس مَنْ يعبد المال أو المظاهر... إلخ وفي الحديث: ((تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِىَ رَضِىَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ)) ( [13])، إذن كل إنسان له إلاه يعبده وله عبادة ودين بدليل أن الله سبحانه خاطب المشركين من قريش بقوله تعالي: ((لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)) ( [14])، فقد سمي ما عليه المشركين بكلمة (دين)، فمن الناس مَنْ يعبد الله، ومن الناس مَنْ يعبد الهوى.



3ـ يقول ابن القيم: ((فصل في القلب الميت: والقلب الثاني ضد هذا وهو القلب الميت الذي لا حياة به فهو لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقف مع شهواته ولذاته ولو كان فيها سخط ربه وغضبه، فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته وحظه رضى ربه أم سخط، فهو متعبد لغير الله حبا وخوفا ورجاء ورضا وسخطا وتعظيما وذلا، إن أحب أحب لهواه، وإن أبغض أبغض لهواه، وإن أعطى أعطى لهواه، وإن منع منع لهواه، فهواه آثر عنده وأحب إليه من رضا مولاه، فالهوى إمامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه، فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور، وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور، ينادى إلى الله وإلى الدار الآخرة من مكان بعيد، ولا يستجيب للناصح، ويتبع كل شيطان مريد، الدنيا تُسخطه وتُرضيه والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه، فهو في الدنيا كما قيل في ليلى عدو لمَنْ عادت وسلم لأهلها ومَنْ قربت ليلى أحب وأقربا، فمخالطة صاحب هذا القلب سقم ومعاشرته سم ومجالسته هلاك)) ( [15]).

ـ ونوضح مفهوم عبادة الهوى كالتالى :

ـ هناك مَنْ قلبه متعلق بمتع الدنيا، وهناك مَنْ قلبه متعلق بمتع الجنة والحور العين والنظر الي وجه الله الكريم، وأيضا هناك مَنْ هو خائف ويحمل هم متاعب الحياة وهمومها، وهناك مَنْ هو خائف ويحمل هم نار الآخرة وأهوال القيامة، فالأول يعبد هواه والثاني يعبد الله، وكلاهما يريد أن يتمتع ويريد أن يبتعد عن الآلام، وهنا أيضا يتضح الفرق بين مجرد الإقتناع بمتع الجنة وبين مَنْ هو يشعر بمتع الجنة، وبين مَنْ هو مجرد مقتنع بعذاب النار ومَنْ هو يشعر بعذاب النار، فمن الناس مَنْ يجد عزته وشرفه وحبه وخضوعه ومشاعره للمال أو الشهوات أو المظاهر.... الخ ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إليهمْ أعمالهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ)) ( [16])، ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً)) ( [17])، ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرة نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخرة مِنْ نَصِيبٍ)) ( [18]) وفي الحديث: ((تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ، إِنْ أعطىَ رَضِىَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ)) ( [19])، القطيفة والخميصة أي المظاهر، أما المؤمن فيجد عزته في الله والإنتساب اليه وليس في عرض زائل من أعراض الدنيا.

ـ ومن الناس مَنْ يعيش من أجل أن يأكل ويشرب ويتمتع فيكون ذلك هدفه وغايته وأمله في الحياه فهذا يعيش كالبهائم: ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ)) ( [20])، ((ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)) ( [21])، وإن كان مقتنعا بأنه لا يعيش من أجل ألوان المتع المختلفة في الدنيا والطعام والشراب، لكن مشاعره لا تتفاعل إلا بهذه الأمور، فالأصل الذي علي أساسه يغضب أو يفرح أو يحزن هو هذه الأمور، وتجده يعيش حياته من أجل جلب الرزق: أنظر إلى الأية ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالآنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ)) ( [22]) أنظر إلى المقابلة بين الرزق وبين العبادة (الرزق مفهومه واسع فإن تحصيل الرزق يعني تحصيل أي أمر فيه راحة أو نفع للإنسان).

ـ ومن الناس مَنْ حياته مبنيه علي أساس ما يراه عقله ومزاجه، فيجعل الرأي هو المحور والأساس والمقياس والمرجعية الوحيدة التي يعيش بها حياته، فيعيش وفق ما يميل اليه رأيه ومزاجه وهواه وما يشتهي ويريد، فهذا يعبد هواه.

ـ إن الذين يطوفون بالأضرحة يقعون في الشرك بأنهم يتجهون إليها بالخضوع والحب والخشوع وهذا كله من أعمال القلب ولا يكون إلا لله، ومن الناس مَنْ يعطي كل خضوعه للمال والشهوات فيركعون ويسجدون للمال والشهوات والدنيا (تركع وتسجد قلوبهم وليس جوارحهم) وكل خوفهم من ضياع المال وكل رجاؤهم في الحصول علي المال والشهوات والمتع، فهؤلاء يطوفون بالأضرحة دون أن يذهبوا إليها أو يعرفوها أصلا (يطوفون حول إله المال والشهوات والهوي) قال تعالى: ((أَرَأيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأنت تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً)) ( [23])، وفي الحديث: ((تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ، إِنْ أعطىَ رَضِىَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ)) ( [24])، القطيفة أي المظاهر، وبالتإلى فمن الناس مَنْ يعبد أصناما رغم أنهم ليس عندهم أصنام ولا يعرفونها، إنها أصنام المال والمزاج والهوي والدنيا من دون الله، فهم يتجهون بمشاعرهم (أعمال القلوب) إلى الدنيا، فيكون حبه للدنيا وخوفه عليها وخضوعه لها، وفي الحديث: ((إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِى الْمَالُ)) ( [25])، وفي حديث آخر: ((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِى النِّسَاءِ)) ( [26])، وفي الحديث: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) ( [27]) فاحذر أن تغرك الدنيا وتفتنك: ((فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا)) ( [28]).

ـ ومن صور عبادة الهوى عبادة الرزق، أي تكون مشاعر الإنسان وهمومه وتفكيره وأهدافة مرتبطة بالرزق على حساب أن تكون متعلقة بالآخرة وفي الحديث: ((لا تستبطئوا الرزق فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغه آخر رزق هو له فاتقوا الله وأجملوا في الطلب أخذ الحلال وترك الحرام)) ( [29])، وفي حديث آخر: ((إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله)) ( [30])، وفي حديث آخر: ((قام النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الناس فقال هلموا إلي فأقبلوا إليه فجلسوا فقال هذا رسول رب العالمين جبريل عليه السلام نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته)) ( [31])، وفي حديث آخر: ((خير الرزق الكفاف)) ( [32] ) وفي حديث آخر: ((لا يزيد في العمر إلا البر ولا يرد القدر إلا الدعاء وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)) ( [33]).




( [1] ) ( البقرة : من الآية 16 ( [2] ) الشعراء : 98

( [3] ) الفرقان : 43

( [4] ) الجاثـية : من الآية 23

( [5] ) ( ج : 13 ، ص : 35 )

( [6] ) ( ج : 19 ، ص : 17 )

( [7] ) ( ج : 3 ، ص : 321 )

( [8] ) ( ج : 3 ، ص : 170 )

( [9] ) ( ج : 5 ، ص : 29 )

( [10] ) ( ج : 4 ، ص : 151 )

( [11] ) ( ج : 25 ، ص : 150 )

( [12] ) ( ج : 3 ، ص : 321 )

( [13] ) رواه البخاري (2924)

( [14] ) الكافرون :6

( [15] ) إغاثة اللهفان ( ج :1 ، ص : 9 )

( [16] ) هود : 15

( [17] ) الاسراء : 18

( [18] ) الشورى : 20

( [19] ) رواه البخاري (2924)

( [20] ) محمد : من الآية 12

( [21] ) الحجر : 3

( [22] ) الذريات : 56،57

( [23] ) الفرقان :43

( [24] ) رواه البخاري (2924)

( [25] ) رواه الترمذي (2507) ، وفي السلسلة الصحيحة ( 592 )

( [26] ) رواه مسلم (7124)

( [27] ) السلسلة الصحيحة ( 2701 )

( [28] ) لقمان : من الآية 33

( [29] ) صحيح الجامع : ( 7323 )

( [30] ) صحيح الجامع ( 1630 )

( [31] ) صحيح الترغيب والترهيب ( 1702 )

( [32] ) السلسلة الصحيحة ( 1834 )

( [33] ) ابن ماجه
( 4022 )








 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc