ان يحتل خبر المجازر التي ترتكبها اسرائيل حاليا في قطاع غزة ذيل نشرات اخبار محطات التلفزة العربية، وبالاخص تلك المتبنية لثورات الربيع العربي من اجل استعادة الكرامة والحرية، فهذا امر يبعث على الغيظ، ويدفع الى التساؤل حول حقيقة ما يجري في منطقتنا، وما يجري طبخه لشعوبنا وقضايانا في الغرف المغلقة، فمن المفترض ان الدم العربي واحد، وسفكه محرم على كل الجلادين، وعلى رأسهم الاسرائيليون.
وما هو اكثر خطورة من هذا التعاطي العربي المخجل والمعيب مع عدوان يجري في وضح النهار، ذلك الموقف الامريكي الذي عبرت عنه السيدة فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية، عندما اعربت عن قلق حكومتها الشديد إزاء العنف في قطاع غزة، وادانت 'بأشد' التعابير قيام 'ارهابيين' بإطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل.
عشرون انسانا عزل ، بينهم اطفال، مزقت اجسادهم الطاهرة الطائرات الاسرائيلية، محاصرون في قطاع بائس، حيث لا كهرباء ولا ماء، لا يستحقون كلمة تعاطف واحدة، او ادانة، ولو خفيفة، لجزاريهم، من قبل السيدة الامريكية نولاند، وحكومتها التي تدعي انها تقود العالم الحر، وتتعاطف بشدة مع ثورات الربيع العربي، وضحايا الديكتاتوريين العرب الفاسدين.