منظومــة
التقويـم التربــوى الشامل
كمدخل لتحسـين العملية التعليمية
• فى إطار تطوير منظومة التقويم التربوى كأحد محاور تطوير التعليم ما قبل الجامعى تصدر وزارة التربية والتعليم دليل التقويم التربوى الشامل (من الصف الأول إلى الصف الثالث الإبتدائى).
• وتعتمد نظرة هذه المنظومة على إطار فكرى معاصر يتعامل مع المتعلم من خلال رؤية شاملة متكاملة، فتساعده على اكتشاف جوانب القوة وتنميتها والبرهنة على قدراته فى أداء مهام معينة، وإثبات ذاته، وإتاحة الفرصة لكى ينتج ويبدع.
• وكذلك يساعد هذا التوجه إلى تشخيص جوانب الضعف وتفعيل برامج علاجها أولا بأول مع كل خطوة من خطوات عمليتى التعليم والتعلم لتحقيق النمو الشامل.
• ومنظومة التقويم الشامل ليست غاية فى ذاتها بقدر ما هى وسيلة لتحقيق غايات عديدة، من أهمها تحسين العملية التعليمية، وتحقيق جودتها، حيث تنقل المتعلم من إطار التعليم التقليدى المعتمد على الحفظ والتلقين إلى التقويم الذى يحقق قدرا كبيرا من التعلم الإيجابى النشط.
• إذ يشمل المفهوم الحديث للتقويم إلى جانب الامتحانات والاختبارات قياس كل جوانب شخصية المتعلم، بما يسهم فى تقديمه للمجتمع إنسانا متوازنا قادرا على التعامل مع متطلبات المجتمع بكفاءة عالية، متمكنا من مواجهة التحديات والمشكلات ببصيرة نافذة.
• ومن ثم يتطلب الأمر تضافر كل الجهود، من المجتمع والمدرسة والأسرة للعمل معا بروح الفريق لتهيئة المناخ المناسب لإنجاح المنظومة وتحقيق أهدافها المنشودة.
• تؤكد الاتجاهات التربوية المعاصرة الحاجة إلي نظام تعليمي تتحقق فيه الجودة الشاملة فتتميز عملياته وتبدع مخرجاته، لذلك كان من الضروري النظر وإعادة النظر بصورة مستمرة في أساليب وأدوات التقويم التربوي وتطويرها، بحيث:
– تحقق شروط التقويم الجيد الذي يتسم بالاستمرارية والشمول،
– وتتناسب مع متطلبات التطور المستمر للمجتمعات وبناء الإنسان المبدع الواعي والمدرك لمشكلات مجتمعه وحاجاته ومتطلبات نموه وتقدمه.
• وهذا يستلزم اشتراك وتعاون كافة المشاركين في العمل التربوي وزيادة الترابط بين النظام التعليمي والمجتمع.
• وقد أظهرت مؤشرات نتائج عمليات التجريب الأولى التي تمت لمشروع التقويم الشامل فى المدارس الابتدائية إيجابيات متعددة للمشروع، منها تأثيره الواضح في تحسين العملية التعليمية. وكذلك وجود بعض السلبيات التى أشار إليها المعلمون وأولياء الأمور.
• وبناء عليه فقد تقرر تعميم تطبيق التقويم الشامل بعد إعادة صياغته وتطويره بدءا من العام الدراسي 2005/2006 في جميع المدارس الابتدائية على مستوى الجمهورية في الصفوف من الأول إلى الثالث الابتدائي.
• وقد كان للمعلمين وأولياء الأمور وجميع العاملين في العملية التعليمية دور أساسي في نجاح التطبيق التجريبي للمشروع، وأسهمت آراؤهم ومقترحاتهم في تطوير هذا الدليل – الذى بين أيدينا - بما يحقق أهداف المشروع ويتناسب مع متطلبات تطوير التعليم.
• وفيما يلي عرض لدليل التقويم التربوى الشامل لمرحلة التعليم الأساسى للصفوف من الأول إلى الثالث الابتدائى ليكون مرشدا لجميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية في تنفيذ إجراءات ذلك النوع من التقويم.
• والمأمول أن يتم تطبيق التقويم على أكمل وجه وأن يشارك كل المستفيدين والمعنيين بالتعليم من تسجيل ملاحظاتهم النابعة من التطبيق لدراستها والاستفادة منها كتغذية راجعة لتطوير التقويم التربوى الشامل للمساهمة فى تطوير العملية التعليمية.
أولأ: المصطلحات والمفاهيم
• يتضمن هذا الدليل بعض المفردات الاصطلاحية والتى تعبر عن مفاهيم نورد أهمها فيما يلى:
التقويم الشامل:
هو نظام يقوم جميع جوانب التعلم: المعرفية والمهارية والوجدانية لدى المتعلم.
الجانب المعرفى:
يقصد به كل ما يتعلمه المتعلم من معارف وحقائق ومفاهيم ومعلومات، ويقاس هذا الجانب بالاختبارات التحصيلية بكافة أنواعها (تحريرية – شفهية).
الجانب المهارى:
يقصد به كل ما يتعلق بالمهارات التي تتصل بالجانب الأدائى أو العملي، مثل رسم الخرائط والصور والأشكال الهندسية– استخدام بعض الأجهزة – كتابة موضوع تعبير وغيرها .... ويقاس هذا الجانب باستخدام اختبارات يطلق عليها اختبارات الأداء أو بطاقات الملاحظة، حيث يتم تقويم المهارة بطريقتين هما:
• تقويم الناتج النهائي للأداء الذي يقوم به المتعلم .
• تقويم الخطوات التى يؤديها المتعلم للوصول إلى الناتج النهائى.
الجانب الوجداني:
يقصد به كل ما يتعلق بالمشاعر والعواطف والانفعالات النفسية مثل الميول والاتجاهات والقيم. ويقاس هذا الجانب باستخدام العديد من الأدوات مثل (الملاحظة والتقارير المكتوبة عن المتعلم وتحليل أعماله).
ملف إنجاز المتعلم:
هو تجميع هادف ومنظم لأعمال المتعلم وإنجازاته في مجال دراسي معين، خلال فترة زمنية محددة ، بغرض تقويم أدائه.
أعمال المتعلم:
هو كل ما يقوم به المتعلم من تكليفات وأعمال تحريرية وأداءات مختلفة أثناء الحصة وخارجها، وكذلك إنتاج المتعلم وإسهاماته في الأنشطة والمشروعات الفردية والجماعية في المجالات الدراسية المختلفة .......الخ.
الأنشطة اللاصفية :
هي أنشطة حرة (خارج المقررات الدراسية) يشارك فيها المتعلم من خلال جماعات النشاط مثل الصحافة والإذاعة والرحلات والتمثيل والكمبيوتر وغيرها من مجالات الهوايات المختلفة فى المدرسة.
المهارات الحياتية :
هى المهارات التي تساعد المتعلم على ممارسة الحياة اليومية والتعامل بشكل فعال مع بيئته.
مهارات التفكير :
توظيف المتعلم لقدراته العقلية المختلفة فيما يتعلق بالنقد والإبداع وغيرها لحل المشكلات واتخاذ القرار.
ثانيا: الفلسفة والأهداف
• تهدف منظومة التقويم التربوى الشامل إلى تطوير نظام تقويم المتعلم بمرحلة التعليم الأساسي كأحد المداخل الرئيسة لتحقيق الجودة الشاملة فى العملية التعليمية.
• وهذه المنظومة تنظر إلى المتعلم نظرة شاملة متكاملة لا تهمل أي جانب من جوانب شخصيته؛ لكي يكون إنسانا سويا متوازنا قادرا على التعامل بكفاءة مع التحديات والمشكلات التي تفرضها الحياة المعاصرة.
• ويتناول نظام التقويم التربوى الشامل الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية بما يكفل بناء الشخصية المتكاملة للمتعلم والتي تجعله قادراً علي التفكير الخلاق، ويدفع به إلى العمل المبدع، ويكسبه قدرة ومرونة على مواجهة المشكلات واختيار أنسب السبل لحلها، كما يجعله مهيئا للتعامل مع عالم جديد سريع التغير والتطور.
• وإذا كانت الوزارة تؤمن أن التقويم هو المدخل الحقيقى لإصلاح التعليم، فلا ينبغى أن تقف عمليات التطوير عند التقويم فحسب ولكن يجب أن تغطى كافة جوانب العملية التعليمية من مناهج واستراتيجيات تدريس وإدارة مدرسية وأنشطة تربوية وغيرها.
ويمكن صياغة أهداف التقويم التربوى الشامل فى النقاط التالية:
1. إعادة الدور التربوى للمدرسة المصرية الذى يكمن فى تفعيل عمليات التعلم النشط بما يحقق التفاعل بين المعلم والمتعلم وجعلها بيئة جاذبة للمتعلمين.
2. تطوير دور المعلم من مجرد الناقل الوحيد للمعلومات إلى كونه ميسرا لبيئة التعلم ومصمما للمواقف التعليمية.
3. تنمية القيم والاتجاهات الإيجابية لدى المتعلم وإشعاره أن كل ما يتم فى العملية التعليمية هو من أجله.
4. تفعيل ديمقراطية التعليم وتعليم الديمقراطية فى المؤسسة التعليمية.
5. تفعيل دور المدرسة كمؤسسة مجتمعية تحقيقا للتكامل بين المدرسة والمجتمع.
6. اكتشاف ورعاية وتشجيع المواهب.
7. إزالة رهبة الامتحانات وعدم التقيد بنظام الفرصة الواحدة وإتاحة فرص متعددة للتقويم بما يدعم عملية التقويم الذاتى.
8. نشر ثقافة التقييم الذاتى لدى أفراد المؤسسة التعليمية.
9. تشخيص وعلاج جوانب الضعف، ودعم جوانب القوة بما يحقق تحسينا مستمرا للأداء.
ثالثا: أسس التقويم التربوى الشامل
• التقويم نشاط يرافق عمليتى التعليم والتعلم فى جميع مراحلها.
• التقويم يرتبط بشئون الحياة الفعلية وبواقع ما يمارسه المتعلم فى حياته اليومية حيث تكون المشكلات والمهام والأعمال المطروحة للتنفيذ واقعية وذات أهمية تربوية.
• تركيز عملية التقويم على جميع جوانب نمو المتعلم وبذلك يمكن التعرف على قدرات المتعلم فى البحث عن المعرفة والملكات النقدية والفكر المستقل.
• سير عملية التقويم وفق قوائم التشخيص وملف الإنجاز وما وصل إليه المتعلم من إنجاز مع تحديد نقاط القوة والضعف فى كل إنجاز وبذلك يحدث تفاعل مستمر بين المتعلم والمعلم.
• التقويم عملية إنتاجية تشاركية بين المعلم والمتعلم وأولياء الأمور.
• التأكيد على مبدأ المساندة المستمرة الدائمة والعاجلة والاهتمام بالمتفوقين والمتميزين وإعطاء أهمية ورعاية لذوى الاحتياجات الخاصة.
لقد أصبح النظام التربوي مجبرا على القيام بتعديلات في المحتويات و طرائق التعليم حتى يتجاوب مع حاجات القرن ومع حاجات المتعلم , فليس المتعلم جسما نعمل على حشوه بالمعارف والعلوم دون أن نفهم شخصيته و أذواقه و رغباته و دوافعه و قدراته و محيطه . فالتربية الحديثة تقول بان التلميذ هو محور العملية التربوية يجب مراعاة خصائصه.