الى كل معلم يعاقب تلاميذه بالضرب على الوجه (الصفع)

العينوس عبد الغني · 2012-03-09, 01:24

بسم الله الرحمن الرحيم

زملائي الأساتذة والمعلمين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن ألفت انتباهكم إلى مسألة يجهل حكمها الشرعي الكثير منا، ألا وهي مسألة صفع التلاميذ ( الصفع لغة هو الضرب على الخد بكف اليد مبسوطة)، فتجد بعض المعلمين سامحهم الله يعاقبون تلاميذهم إذا أخطؤوا بالصفع جهلا منهم بقول معلمنا ومعلم البشرية حبيبنا ونبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه حيث قال: "إِذَا ضَرَبْتُمْ ، فَاتَّقُوا الْوَجْهَ ، فَإِنَّ اللَّهُ خَلَقَ وَجْهَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ "وقال أيضا:"إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ "

قال الإمام النووي رحمه الله" قال بعض العلماء: هذا تصريح بالنهي عن ضرب الوجه لأنه لطيف يجمع المحاسن وأعضاؤه نفيسة لطيفة وأكثر الإدراك بها، فقد يبطلها ضرب الوجه وقد ينقصها وقد يشوه الوجه، والشين فيه فاحش لأنه بارز ظاهر لا يمكن ستره، ومتى ضربه لا يسلم من شين غالباً، ويدخل في النهي إذا ضرب زوجته أو ولده أو عبده ضرب تأديب فليجتنب الوجه"

قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين" ويُتقى الرأسُ والوجْهُ .......، ويُتقى بمعنى يجتنب، فيجتنب الوجه؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم نهى عن ضرب الوجه، ...... لأن الله تعالى خلق آدم على صورته، وإذا كان الله خلقه على صورته التي اعتنى بها، وأتمها وأحسنها، فإن ضربها يوجب أن تنخدش، وأن تتغير مع أن الله تعالى جعل أجمل ما في الإنسان وجهه، ولهذا خلقه على الصورة التي اختارها وأرادها من بين سائر الجسد ......"

وقال الشيخ صالح المنجد" أما ضرب الوجه فإن عددا من الآباء والمدرسين يعمدون إليه في معاقبة الأولاد حينما يضربون الوجه بالكف ونحوه وكذا يفعله بعض الناس مع خدمهم وهذا مع ما فيه من إهانة الوجه الذي كرم الله به الإنسان فإنه قد يؤدي أيضا إلى فقد بعض الحواس المهمة المجتمعة في الوجه فيحصل الندم وقد يطلب القصاص "

وقال الشيخ عبد الرحمن السحيم" لا يجوز الضرب على الوجه ........... وأما حُكم الضرب فـ " ظاهره التحريم " كما قال ابن حجر رحمه الله ."

من جهة أخرى: ففي دراسة جديدة يؤكد الباحثون الأميركيون أن الضرب المتكرر على الرأس والوجه يمكن أن يسبب أمراضاً عصبية مثل مرض الزهايمر الذي يفقد المخ وظائفه.

---------

اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَبْصَارِنَا وَأَسْمَاعِنَا ، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا