للإستبداد والشبيحة تاريخ طويل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

للإستبداد والشبيحة تاريخ طويل

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-05, 21:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
youcef salah
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية youcef salah
 

 

 
إحصائية العضو










456ty للإستبداد والشبيحة تاريخ طويل

إن أفعال القهر والاستبداد ومصـادرة الحريـات التي تمَّت في هذا العصـر، ليست مظهراً سياسياً وفكرياً واجتماعياً جديداً طارئـاً أو مستغرباً في التاريخ العربي وفي الواقع العربي، وإنما لها مرجعياتها الشاهدة في التاريخ العربي الطويل. كـذلك لم تكن بفضل وجـود حكام مستبدين شرسين أقوياء باطشين فقط، كما لم تكن بفضل مجموعة من الحكام العسكريين فقط، ولم تكن بفعل استمرار خنوع الشعب العربي وضعفـه وجُبنه تجاه مقاومــة الظلم والظالمين والقهر والقاهرين فقط، كما لم تكن بفعـل تخلف الشعب العربي وجهله وأميته وفقره وخوفه فقط،
ولم تكن بفعل تدخـل قوى أجنبية من الخارج لفرض حكام ظالمين عتاة وتزويدهم بأحدث منجزات العصر الاستخباراتية والاستقصائية لصيد المقاومة وكيد المعارضة، بل هي امتـداد لتاريخ طويـل من القهر والظلم والاستبداد السياسي والفكري والاجتماعي ورثناه عن الآباء والأجداد من الحكام، ومن المنافقين الشعراء وغير الشعراء.
على طريق الأجداد سائرون
فما فعلته المؤسسة السياسية في هذا العصر من تنكيل بالحريات ومن نفي للمعارضة السياسية، وما فعلته بعض المؤسسات الدينيـة في هذا العصر في الحجر على الحرية الفكرية، وتكفير الرأي الآخر، هو ما فعله الأمويون والعباسيون والفاطميون والأيوبيون والمماليك والعثمانيون على امتـداد خمسة عشر قرناً من التاريخ العربي/ الإسلامي.
فإذا كان لدعوة الحرية وفكر الحريـة في هذا العصر مرجعية تاريخية عربية في الفكر العربي السلفي، فإن للظلم والاستبداد والقهر ومصادرة الحريات وتأليه الحاكم في هذا العصر، مرجعية تاريخية عربية كذلك.
فمعاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية، وواضـع النظام السياسي العربي الذي لم يتغير منذ زمانه إلى الآن، والذي ظل قائماً خمسة عشر قرناً ، هـو القائل لابنه يزيد، وهـو على فراش الموت، بأن يظفر بالمعارض السياسي عبد الله بن الزبير "خِبُ الضَبْ" ويُقطِّعُه إرباً إرباً. وعمر بن . والأمويون، هم الذين قتلوا غيلان الدمشقي المعارض السياسي، وقطعوا لسانه، وعلقوا جثته على إحدى بوابات دمشق.
من الطغيان الأموي إلى الاضطهاد العباسي
والخليفة العباسي المنصور هو الذي أحرق في الفرن عبد الله بن المقفع لمعارضته السياسية له، ورفضه كتابة عقد صلح غادر، بين الخليفة وبين فئة خارجة عليه.
والخليفـة المنصور، هو نفسه الذي حبس وجلد وعـذَّب الإمام الأكبر أبي حنيفة، ثم دس له السُمَّ وقضى عليه، لأن الإمام رفض تولي القضاء في عهد سياسي ديكتاتوري واستبدادي كالعهد العباسي، لا يستطيع فيه الحكم بالعدل والحق.
ووالي العباسيين في البصرة خالد القسري، هو الذي نحَرَ المعارض السياسي والمفـكر المعتزل الجعد بن درهم في المسجد. فبعد أن خطب في الناس خطبة عيـد الأضحى وقال لهم:
أنحروا اضحياتكم واهنأوا بالعيد، أما أنا فأضحيتي هذا الذي أمامكم الجعد بن درهم.
ونزل عن المنبر وذبح الجعد بن درهم نحراً، كما تُنحر شياه الأضحيات.
والخليفة العباسي المهدي، هو الذي قتل الشاعر المجيد والمجدد المحدِث بشـار بن بُرد لخلاف سياسي وفكري معه. والخليفة العباسي المقتدر بالله، هو الذي قتل الحسين بن منصور الحلاج، ثم قطع رأسه، وأحرقه وحمل رماده على رأس منارة، لتذروه الرياح لمعارضته السياسية والفكرية للعباسيين.
والخليفة العباسي المقتدر بالله أيضاً، هو الذي قتل أيضاً المفكر المعتزل والمعارض السياسي واصل بن عطاء، الذي عُذب حتى الموت لشهادته لصـالح الحلاج.
الأيوبيون على سنّة السلف
وصـلاح الدين الأيوبي هو الذي أمر ابنه الملك الظاهر بقتل المعارض السياسي السهروردي، الفيلسوف الصوفي، وصاحب الفلسفة الإشراقية.
كذلك، فإن موقف بعض المثقفين العرب المؤيد والإيجابي من الحكـام الطغاة المستبدين، خاصة في النصف الثاني من القرن العشرين، ووسمَهم بالأبطال القوميين النادرين، وبمحرري الشعوب، وكبراء العيلة، والرؤساء المؤمنين، والآباء الرحماء الكرماء، والزعماء الرفقاء الخلصاء المنقذين، كان له مرجعية تاريخيـة في التاريخ العربي السياسي، كما كان امتداداً لموقـف المثقفين العرب المؤيد والإيجابي من الحكام الطغاة المستبدين في التاريخ العربي، على امتداده الطويل.
شعراء مرتزقة وحكام جهلة
فها هي جموع الشعراء التي كانت جهاز إعلام الدولة في العصور السابقة، وصفوة المثقفين في العهد الأموي والعباسي، يتزاحمـون على أبواب بني أميــة وبني العباس، ومَنْ هم من بعدهم، يمجدونهم، ويتملَّقونهم، ويكذبون عليهم.
فها هو الشاعر الفرزدق، يهنئ عبد الملك بن مروان بنصر الأمــويين على علي بن أبي طالب، وتوليهم خلافة عثمان:
تراث عثمان كانوا الأولياء له...سربال ملك عليهم غير مسلوب
ثم يقول له:
فالأرض لله ولاها خليفت....وصاحب الله فيها غير مغلوب
وعبد الملك بن مروان هو الذي عندما جاءه الخبر بأنه أصبح الخليفة وكان يقرأ القرآن، أطبق القرآن ووضعه في حجره وقال: هذا آخر عهدنا بك. وفي أول خطبة له في المسجد قال:
"والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا، إلا ضربت عنقه".
واستمر الشعراء في النفاق والضحك على الخلفاء. فقال الشاعر الأخطل لعبد الملك بن مروان:
وقد جعل الله الخلافة فيكم.....بأبيض لا عاري الخوان ولا جدب
والشاعر جرير يقول لعبد الملك بن مروان أيضاً:
الله طوَّقك الخلافة والهدى.....والله ليس لما قضى تبديل
ويقول له أيضاً:
أنت الأمين أمين الله لا سَرف....فيما وليت ولا هيَّابة ورع
ويقول للوليد بن عبد الملك:
يكفي الخليفة أن الله سربله...سربال مُلكٍ به تزجى الخواتيم
وهذا المديح بسيط، هين إلى جانب المدائح العظمى والتأليه الفاضح الذي كان يتلقاه الحكام العرب من الصفوة. فقد قال الشيخ محمد متولي الشعراوي الداعية الديني المعروف للرئيس السادات ذات مرة، في مجلس الشعب المصري، وأمام نواب الأمة في عام 1976:
والله لو استطعت لرفعتك إلى مرتبة ألا تُسأل عما تفعل.
وهكذا رفع الشيخ الشعراوي الرئيس السادات إلى مرتبة الرب الذي يقول عن نفسه في الكتاب:
(لا يُسئل عمَّا يفعل وهم يسئلون) (الأنبياء: 21).
كما أن الشيخ الشعراوي سعى إلى مزيد من التملق والتقرُّب من السادات بأن أفتى فتوى شرعية لصالح السادات، تقول بأن ( الشورى غير ملزمة للحاكم)، وذلك على عكس ما قاله الراحلان الشيخان خالد محمد خالد ومحمد الغزالي، من أن "الشورى ملزمة للحاكم".
هذه نتيجة جهل الحكام
ولطه حسين دفاع عن هؤلاء المثقفين والشعراء المنافقين المادحين في العصر الأموي والعباسي وغيرهما من العصور، وهو أن هؤلاء الشعراء ما كان لهم أن يقولوا مثل هذه الأقوال، لولا علمهم بجهل وقلة عقل الحكام. وكانوا يعلمون علم اليقين أن ما يقولونه من مديح هو الكذب بعينه والنفاق بذاته. وأن الملامة ليست عليهم ولكن على الحكام الجهلاء الأغبياء، الذين يقبلون مثل هذا المديح الرخيص المكشوف، ويصدقون به أنفسهم.(أدب الخاصة، مجلة "الآداب"، ع5، 1955) .
وديوان العرب الشعري في العصر الأموي مليء بقصائد طـوال من هذه النغمات والمقامات، وكلهـا تؤكد أن الخلافة هبة من الله وليست من الشعب، وأن الخليفة يأتي إلى المُلك غصباً، ودون إرادة الشعب. وفي هذا يقول معاويـة للنـاس معبراً عن أنه أتى إلى الحكم رغماً عنهم، وبقوة السيف، لا بقوة الحق أو العدل أو الصلاحية:
"بل جالدتكم بسيفي هذا مجالدةً."
وقد لخَّصت الواقعة التالية الموقف الأموي بل الموقف العربي كله من (فلسفة) الحكم منذ عهد معاوية إلى الآن. فقام "الخطيب البليغ" يزيد بن المقنَّع خطيباً أمام معاوية، الذي جاء يأخذ البيعة لابنه يزيد، فقال يزيد بن المقنَّع:
"أمير المؤمنين هذا".
وأشار إلى معاوية.
ثم قال:
"فإن هلك فهذا".
وأشار إلى يزيد بن معاوية.
ثم قال:
"فمن أبى فهذا."
وأشار إلى سيفه.
فقال له معاوية:
"اجلس فأنت سيد الخطباء!"
وعندما بايع الناس يزيداً، قال قائل منهم:
"والله إني أبايعه وأنا كاره للبيعة."
فرد عليه معاوية بالآية:
(عسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) (النساء:119)
وأكد هذا الموقف الخليفة العباسي المنصور، حين تولى الحكم، وأذاع على الناس خطابه السياسي الذي قال فيه، وقد أخذ بقائم سيفه، وراح يلوح به:
"أيها الناس، إن بكم داء هذا دواؤه(ولوَّح بسيفه) وأنا زعيم لكم بشفائه، فليعتبر عبد قبل أن يُعتبر به."
حكامنا ظلّ الله على الأرض
وهكذا أصبح لخليفة/ لملك/ لأمير/ لوالي/ لرئيس/ لعقيد، خليفة الله، وظـل الله على الأرض كما قال الفيلسوف الفارابي، وهو الوصي على الأرض وعلى مالها، كما قال معاويـة المؤسس الأول للمُلك العربي والحكم العربي كله، منذ خمسة عشر قرناً وحتى الآن.
هذه الطاقية لهذا الرأس
ولكن، إذا كان من حق الخلفاء طيلة هذه القرون الطويلة أن يحكموا الشعب بالحديد والنار، كما كانوا يقولون ويعلنون ذلك في بداية حكم كـل واحد منهم، فلأن الشعب الذي كانوا يحكمونه كان جاهلاً فقيراً ومتخلفاً، لا يعي ولا يتفهم معنى الديمقراطيـة والاختيار الحر. وهو إن أُعطي حق الاختيار الحر، فإن اختياره سيكون في النهايـة سيئاً، وربما جاء بالحكام الضعفاء الذين سيسببون في دبِّ الفوضى وانعدام الأمن في المجتمع.
فإذا كنا نعطي الحق للخلفاء فيما اتبعوه في سياساتهم السابقـة من استبداد وقهر لشعوبهم، فإن هذا الحق غير مبرر في هذا العصر للحكام، بأن يفعلوا ما يفعلونه في شعوبهم غير أن يكون السبب أننا لم نتغير، ولم نتبدل، ولم نتطور، ولم نتعلم أكثر ممـا كان عليه الأولون، فجيء لنا بحكام هم على شاكلتنا، كمـا جيء للناس الآخرين من قبل، بحكام هم على شاكلتهم.. (وإن الله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد:13).

منقول









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
للإستبداد, تاريخ, والشبيحة, طويل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc