![]() |
|
منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
أثرُ علم ِالبيان في تأديةِ المعاني
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() أثرُ علم ِالبيان في تأديةِ المعاني يريدُ الملوكُ مَدى جَعفَر ... ولا يَصنعون كما يَصنعُ وكيفَ ينالون غاياتِه ... وهم يَجمعون ولا يَجمعُ وليسَ بأوسعِهم في الغِنى ... ولكن مَعْروفه أوسع فما خَلْفَه لامرىءٍ مطلبٌ ... ولا لامرىء دونَه مَطمعُ بَدِيهَتُهُ مثلُ تدبيرِه ... ..إذا أجبتَه فهو مُستجمِعُ وقد يعتمدُ الشاعر عند الوصف بالكرمِ إلى أسلوبٍ آخر، فيقولُ المتنبي [2]: كالبَحْرِ يَقذِفُ للقَريبِ جَواهِراً جُوداً ويَبْعَثُ للبَعيدِ سَحائِبَا كالشّمسِ في كَبِدِ السّماءِ وضَوْؤها يَغْشَى البِلادَ مَشارِقاً ومَغارِبَا أو قول أبي تمام في المعتصم بالله[3] : هو البحرُ منْ أيِّ النواحي أتيتَهُ فلجتُهُ المعروفُ والجودُ ساحلهُ أو يقول [4] : علا فلا يستقرُّ المالُ في يده وكيفُ تمسكُ ماءً قنة ُ الجبلِ أو يقول: جرَى النهْرُ حتى خلتَه منكَ أنعُماً تساقُ بلا ضنٍّ وتعطَي بلا منِّ ويشبِّه ماءَ النهر بنعم الممدوح، بعد أنْ كان المألوفُ، أن تشبَّه النعم، بالنهر الفياضِ أو يقول: كأنه حينَ يعطي المالَ مبتسماً صوْبُ الغمامةِ تهمي وهْيَ تأتلقُ جادَتْ يَدُ الفَتْحِ، والأنْوَاءُ باخِلَةٌ، وَذَابَ نائِلُهُ، والغَيْثُ قد جَمَدَا أو بقولِ البحتريِّ [6]: قَدْ قُلتُ للغَيمِ الرُّكَامِ، وَلَجّ في إبْرَاقِهِ، وألَحّ في إرْعَادِهِ لا تَعْرِضَنّ لِجَعْفَرٍ، مُتَشَبّهاً بَنَدَى يَدَيهِ، فَلستَ مِنْ أنْدَادِهِ وَأقْبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى إلى البَحرِ يَسعى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي يصف حال رسول الروم داخلا على سيف الدولة، فَيَنْزَعُ في وصف الممدوح بالكرم، إلى الاستعارة التصريحية، والاستعارةُ - كما علمتَ - مبنيةٌ على تناسي التشبيهِ، والمبالغةُ فيها أعظمُ، وأثرهُا في النفوس أبلغُ. أو يقولُ: دَعوتُ نَدَاهُ دعوةً فأجابَنِي و عَلَّمنِي إحسانُهُ كَيْفَ آمُلهْ أو بقول المتنبي [8]: قَوَاصِدُ كافورٍ نَوَارِكُ غَيْرِهِ ... وَمَنْ قَصَدَ البَحْرَ اسْتَقَلَّ السوَاقِيا فيرسلُ العبارةَ كأنَّها مَثلٌ، ويصوِّر لك أنَّ من قصد ممدوحَه استغنى عمَّنْ هو دونه، كما أنَّ قاصدَ البحرِ لا يأبهُ للجداول، فيعطيك استعارة تمثيليةً، لها روعةٌ، وفيها جمالٌ، وهي فوق ذلك تحملُ برهاناً على صدق دعواهُ، وتؤيِّدُ الحال الذي يَدَّعيها. أو يقول المتنبيِّ [9]: ما زِلْتَ تُتْبِعُ ما تُولي يَداً بيَدٍ حتى ظَنَنْتُ حَياتي مِنْ أياديكَا أو يقول: أعَادَ يَوْمُكَ أيامِي لِنَضْرَتِهَا واقْتَصَّ جودُك مِنْ فَقرِي وإعْسَاري أو يقول أبو النواس [10]: فما جازَهُ جُودُ ، ولا حَلّ دونَه، ولكنْ يصيرُ الجودُ حيثُ يصيرُ ولهذه الكنايةُ من البلاغةِ، والتأثيرِ في النفس، وحسنِ تصويرِ المعنى، فوق ما يجدُه السَّامعُ في غيرها من بعض ضروبِ الكلام. فأنتَ ترى أنه من المستطاعِ التعبيرُ عن وصف إنسانٍ بالكرمِ بأربعةَ عشرَ أسلوباً كلٌّ: له جمالهُ، وحُسْنهُ، وبَراعتُه، ولو نشاءُ لأتينا بأساليبَ كثيرةٍ أخرى في هذا المعنى; فإنَّ للشعراءِ ورجالِ الأدبِ افتناناً وتوليداً للأساليب والمعاني، لا يكاد ينتهي إلى حدٍّ، ولو أردنا لأوردنا لك ما يقالُ من الأساليب المختلفة المَنَاحِي في صفات أخرى، كالشجاعة، والإباء، والحزم وغيرها، ولكنَّا لم نَقْصِد إلى الإطالة، ونعتقد أنك عند قراءتك الشعر العربىّ والآثار الأدبية، ستجد بنفسك هذا ظاهراً وسَتَدْهَش للمَدَى البعيدِ الذي وصل إليه العقل الإنساني في التصوير البلاغيّ، والإبداع في صوغ الأساليب ================ 1. عرفِ الكنايةََ لغةً واصطلاحاً مع التمثيل 2. تنقسمُ الكنايةُ بحسبِ المعنى إلى ثلاثة أقسامٍ عددها وهاتِ مثالاً على كلِّ نوع ٍمنها ************** [1]- نقد الشعر - (ج 1 / ص 34) ولباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 54) ومحاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 134) وخزانة الأدب - (ج 1 / ص 104) والأغاني - (ج 5 / ص 54) والإعجاز والإيجاز - (ج 1 / ص 27) [2] - زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 97) و شرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 90) والوساطة بين المتنبي وخصومه - (ج 1 / ص 38) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 69) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 47 / ص 384) [3] - تاريخ النقد الأدبي عند العرب - (ج 1 / ص 523) ورسائل الثعالبي - (ج 1 / ص 7) والمحاسن والمساوئ - (ج 1 / ص 102) والكشكول - (ج 1 / ص 127) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 308) ومفتاح العلوم - (ج 1 / ص 78) [4] - معجم الأدباء - (ج 2 / ص 444) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 48 / ص 2) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 71 / ص 475) [5] - تراجم شعراء موقع أدب - (ج 32 / ص 24) [6] - تراجم شعراء موقع أدب - (ج 31 / ص 458) [7] - شرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 252) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 49 / ص 16) [8] - نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - (ج 1 / ص 192) والواضح في مشكلات شعر المتنبي - (ج 1 / ص 3) وشرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 311) والوساطة بين المتنبي وخصومه - (ج 1 / ص 34) وغرر الخصائص الواضحة - (ج 1 / ص 63) وزهر الآداب وثمر الألباب - (ج 1 / ص 222) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 69) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 49 / ص 150) [9] - شرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 52) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 49 / ص 31) [10] - الوساطة بين المتنبي وخصومه - (ج 1 / ص 77) ومحاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 246) وطبقات الشعراء - (ج 1 / ص 18) والعقد الفريد - (ج 2 / ص 333) والأغاني - (ج 4 / ص 379) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 31 / ص 389) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 106)
|
||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أثرُ علم ِالبيان |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc